ثقافة الذل ... أعزكم الله
الثقافه بصوره عامه تعني التذوق لشيئ ما سواء كان فنا من الفنون أو علما من العلوم أو أنها مجموعه من الممارسات والقيم ... هكذا أفهم الثقافه ويفهما غيري .. قد نختلف في التفاصيل وقد نشترك فيها أيضا .. وبما أن الشيئ المتفق عليه هو التذوق للأشياء فنقول أن فلان مثقف دينيا ( أي أنه يتذوق الدين ) والاخر مثقف فكريا ( أي أنه يتذوق الفكر الحر ) وهكذا هي بقيه الاشياء ... العراق هو جزء من مجموعه دوليه كبرى وجزء من محيط أقليمي وجزء من محيط عربي على وجه الخصوص ... في العراق توجد ثقافات عديده أذا ما أردنا أعتبار أن الثقافه هي قوميه و مجتمعيه فتوجد ثقافه كرديه وثقافه عربيه وغيرها ... في العراق أيضا كما هو الحال في الدول المجاوره يوجد ثقافه من نوع خاص ... أنها ثقافه الذل .. أعزكم الله ... هذه حقيقه واضحه وضوح الشمس في رابعه نهار تموز في بغداد ...هذه الثقافه ليست وليده اليوم أو أمس ... أنها قديمه قدم الانسان العربي ( والشرق أوسطي ) ... ترى أحدهم وقد أصبح لايعرف شيئ سوى التذلل و اهانة نفسه وقومه .. لا لشيئ سوى أنه أدمن على هذه الثقافه .. والامثله عديده .. الاب يذل زوجته و أبنائه لكي يثبت لهم قوة رجولته الزائفه ... الضابط يذل العسكري تحت حجة السيطرة والقياده ... الموظف يذل المراجع بحجة الوقت وزحمه العمل ... المعلم يذل التلميذ بحجه الحرص على مستقبل التلميذ ... كبر الذل وكبرت ثقافته حتى أصبحت لدينا أمثله نتغنى بها فيما بيننا ... المصريون... يقولون .. اليد اللي ماتقدرش عليها بوسها !!! العراقيون يقولون أذا كان لك حاجه عند الجلب قول له حجي جليب ( أعزكم الله أخواني القراء ) ... وهكذا بقيه المجتمعات الخليجيه والايرانيه والشرق أوسطيه كلها دون أستثناء ...أصبح الذل رفيقا للبعض سواء كان مواطن عادي أو رئيس أتحاد لكرة القدم أدمن على الذل لرئيس الاتحاد الاسيوي ... ثم كبر الذل ليطال نواب بالبرلمان العراقي و وصل أخيرا ألى النخبه السياسيه والتي تريد ان تحكمنا بذل أبدي من دول الجوار ... بعث الله لكم رجلا من أقصى الغرب تحت حجة السيطرة على منابع النفظ وحمايه أسرائيل .. جاء الرجل وجلب كل قواته للسيطرة على النفط ولحمايه بلده وبنفس الوقت فقد منحكم الحريه ... منحكم فرصه التخلص من الذل والعبوديه .. قابلناه بزوجي أحذيه لأن بعضهم لا يقدر على العيش سوى ذليلا مهانا ... . أقول على الرغم من صعوبه تقبلي لأي شرح و لأي تبرير لقبول الذل ألا أنني يمكن أن أغفر للمواطن المسكين أذا ما لجأ الى ذل نفسه أمام الحاجه والعوز ... على الرغم من أنني لا أقبل تحت أي حال من الاحوال أن يذل أنسان أخيه الانسان ألا أنني قد أتفهم صمت التلميذ أمام معلمه والجندي أمام ضابطه العسكري ... ولكنني لم أفهم ولا أستطيع أن أفهم أو أبرر أن يذل السياسي ( الذي يعتبر نفسه قائدا ) نفسه لسياسي أخر من دولة أخرى ... ويزداد جنوني وأفقد بعض من أتزاني أن أرى الساسة العراقيين وهم يتمتعون بالذل أمام مليك أل سعود ... لا يمكن بأي حال من الاحوال وتحت أي ظرف من الظروف أن يذل الانسان نفسه لأخيه الانسان ... لايمكن لأنسان حر أن يذل نفسه لأي قائد ولأي مالك في الدنيا سوى لله الواحد الاحد ... لا أغفر لأي قائد عراقي أو سياسي عراقي يقف ذليلا أمام مجانين طهران أو مخانيث ال سعود ... لا حجه ولا تفسير لأي عراقي شريف أن يقف ذليلا أمام بوابات الملوك والرؤساء العرب والعجم والترك ... كرهت صدام ونظامه لأسباب أكبر من أن تعد وتحصى ولكن السبب الرئيسي هو أذلال أو محاولة أذلال شعبه أمام نظامه حتى وصل الامر الى أذلال العراقيين أمام باقي الجنسيات الاخرى في وطننا ... أقول لكل الساده الذين يتذللون للعرب أو لأيران أو لتركيا أو أميركا وبغض النظر عن أي تفسير سواء لمصلحه العراق أو لمصلحه مواطنيه ... أقول لهم جميعا ... كان بالامكان طلب مساعدة من تسمونهم أخوه ... كان بالامكان أن تتشاوروا مع من تشاؤون لمصلحه العراق ... نعم صحيح أن العراق يحتاج الى التواصل مع العالم الخارجي .. نعم صحيح أن العراق جزء من منظومه دوليه ... كان بأمكانكم سياسيينا أن تفعلوا ما تشاؤون لنا ولكم ولبلدكم ولكن دون أن تذلوا أنفسكم وتذلونا معكم ... سياسيينا الذين يتوجهون الى دول الجوار لنيل موافقتهم على تشكيل الحكومه ... سياسيينا الذين حصدوا دماء الشهداء وحزن اليتامي والارامل ... سياسيينا الذين لا يهمهم شيئ أسمه كرامه وطن ... سياسيينا الاشاوس يامن تدافعتم على باب مهلكه ال سعود وسوريا البعث وأيران التخلف .. لكم جميعا أقول كما قال نابليون لجنده مع الفارق في الموقف ( نابليون يقبل جنده قبله واحده ) .. لكم سياسيينا أقول ليتني أملك ذراعان طويلان وأجمعكم في مكان واحد وأبصق عليكم بصقه واحده ... و أعتذر للقراء الكرام جميعا وأقبل الاحرار منهم مئات القبل على عيونهم و جباههم الشريفه
عماد عبدالكريم
