سؤال اطرحه على كل عاقل .
[color
في يوم من ايام بغداد الخالدة وبينما كان الشاعر المرحوم (معروف الرصافي) يسير في شارع الرشيد واذا به يسمع صوت رجل يسير خلفه وهو يسأل صاحبه: اتعرف هذا الرجل الذ يسير امامنا ؟
فأجاب : ومن يكون ؟
فرد عليه بحزم: انه معروف الرصافي ..!
فسأله صاحبه "وشيشتغل" ؟
فأجاب: " ولك هذا اليسوي شعوره"
فما كان من الشاعر الكبير الا ان يلتفت اليهما ويقول "اسوي اشعوره الهيج ابعورة "
تعليق ما زال متداولا على السنة اهل بغداد خصوصاً المهتمين منهم بالثقافة والادب .
فبغداد كانت حاضنة المثقفين بشيعتهم وسنتهم واكرادهم جمعهم ارث اول حضارة على وجه الارض فالكل يتسابق للمعرفة والكل يشهد للاخر بالفكر والعرفان فالمفكر يشيد بالاديب والشاعر يستشهد بالفيلسوف فأنتجت بغداد اجيالا من العظماء الذين سطروا اروع صوراً للمجد .
واصبحت بغداد في زماننا الذي نحياه اليوم مرتعا للقتلة واللصوص والابتعاد عن الكلمة المنقحة والنصوص الادبية فنجد حتى في اعلانات الشاشات المرئية وفي الشوارع العبارات العامية والابتعاد عن اللغة العربية تمهيدا لادخال العبارات الفارسية في ظل حكومات يفخر قادتها بالانتماء الى دولة الفرس التي جهزتهم بشهادات زائفة يتبجحون بها بل ان البعض منهم تنكر لمرجعيته التي يدرس فيها وذهب الى ايران لاكمال دراسته الدينية ونحن اهل الحوزة العلمية التي قدم اليها الدارسون من كل بقاع العالم لطلب العلم والمعرفة.
بغداد تفتقر اليوم الى الندوات الفكرية والمهرجانات الشعرية ، فقد استبدل المربد بأشعار شعبية ولو انك تسأل اي مستطرق في الشارع عن ابو العلاء المعري سيجيبك بأنه لا يعرف عنه شيئا ، اما اذا كان من المستنطقين فان سيقول انه سيد من عشيرة السيد عريان السيد خلف !! ولو سألته عن الجواهري سيجيب بأنه سيد ابن سيد من خيار سادة النجف رغم علم الجميع بأن الشاعر كان يعشق الخمر ودون ان يحفظ له ولو بيتا شعريا.. وحتى القصائد الغنائية تحولت الى سب وشتم بل وربما تجاوزت ذلك الى الكفر
هذا ما اراده المحتل وما سعت اليه الدولة الصفوية ولقرون عديدة !!
فالكلمة الحرة تحتضر وافواه العمالة تنطق بأرذل المفردات ، فهل سيدفن الادب في تابوت الرذيله ويتحول شارع المتنبي الى مكتبات فارسية وشارع الرشيد الى ثكنات للصوص لتصبح مقولة المجاهد احمد الجلبي حقيقة " الوطن ما ينخاف عليه ..احنه انبوكه "
سؤال اطرحه على كل عاقل . [/color]