الظاهرة المقتدائية ... الى اين نحن سائرون
بعد ان عبد لنا الاستاذ استاذ صيهود (دام زله) الطريق وبان الكاتب سوف لن يهاجم لشخصه كتبنا نحن الفقير لله العقيق
[align=center]الظاهرة المقتدائية .... الى اين نحن سائرون[/align]
التيار الصدري ظاهرة اجتماعية بدأها السيد محمد صادق الصدر كمحاولة اصلاحية لمسيرة المجتمع ..سرعان ما تسرطنت هذه المحاولة الاصلاحية بعد سقوط البعث واستحالت الى ظاهرة اجتماعية فوضوية تعكس نوعا من التعبير عن الذات المكبوتة فرأينا الكثير منهم اعتمر العمائم بدون اي معايير علمية ( اِن كان هناك للعمامة من معيارعلمي!!) وهرع الاخرون الى احتلال هذا المرآب او تلك الدائرة وتحويلها الى حسينية وهرولت جماعات اخرى لرسم جداريات للسيد الشهيد الثاني ووضعها مكان صور القائد الضرورة الآفل وتبارى هذا وذاك من كيكية الامس القريب
( ربما تعجبنا مخضرة .. اربع بالامس كانت دمنا) للتصدي لدور القادة المدافعين عن الدين واهله ؛ وكنتيجة لذلك رأى الكثير من الانتهازيين والوصوليين الفرصة الماسية للدخول تحت عباءة هذا او عمامة ذاك لتحقيق مآربهم الشخصية او ربما ( اقول ربما ) الخارجية .
بالعودة الى الخلفية السياسية والفكرية لمعظم ابناء هذه الظاهرة والتي ( غالبا) لم تقرا غير صحف الثورة والقادسية والبعث الرياضي كما ولم تستمع في احسن الظروف الى اكثر من اذاعة صوت الجماهيراو صوت الشباب فكان لزاما على هذه الجماعات من البحث عن قائد رمز وكان السيد مقتدى ذلك الهدف المنشود والقائد الضرورة ليتخذوه حصان طروادة لعبور تحصينات المنطقة الخضراء المشرّفة ( هسه منو شرّفها هذا مو وكتها ) ؛ وعليه نستطيع ان نطلق على هذه المجموعات المنبثقة اسم ( الظاهرة المقتدائية)... اذ لا يمكن تسميتها بحزب او حركة سياسية سيما ان هذه المجموعات او الجماعات لم تتبنى برنامجا سياسيا معينا ( عليهم عين اﻟﺠﻠﮝﺔ حتى يسوون برنامج سياسي ) او تفصح عن اهداف معينة فبقي اتباع هذه الظاهرة كمن يتخبط في ظلام دامس عند بحر متلاطم الامواج فتأخذه السنتها حيث تشاء ( والامواج هنا مجموعة من الذين وصفهم قائدهم الضرورة بالجهلة ) ...
منذ سقوط الصنم عرف عن الظاهرة المقتدائية التخبط والتخربط وعدم الاستقرار على موقف موحد وكان هذا شيئا متوقعا مع عدم وجود الخبرة السياسية اللازمة عند قائد التيار او مستشاريه الذين لا يتخطى البعد الفكري عند افضلهم ابعد من ارنبة انفه ..
وبالعودة الى الوراء قليلا لراينا ان المتاثرين بهذه الظاهرة هم اول من سرق ممتلكات الشعب والدولة بعد سقوط البعث ( بدأت عمليات السلب والنهب بمخازن الحبيبية وجميلة) بصولة هي اشبه بصولات الصعاليك ( امير الصعاليك هو عروة ابن الورد ) وهم اول من اعاد تلك السرقات ( الغنائم) ولكنهم اول من عاد الى سرقتها من جديد تحت مسميات اخرى بعد صدور تلك الفتوى المقدسة بان اموال الدولة حلال لانها اموال للشعب وكما نعلم ويعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بان هؤلاء هم جزء من الشعب ( ولو والكلام بيناتنا وحتى مانظلم المقتدائيين ان اكثر ربعنا يعتمدون هذا المبدا في سرقة اموال الدولة مو بس المقتدائيين) ...
وليس يخفى على المتابع موقف الظاهرة المقتدائية من تنظيم القاعدة وموقفهم من حارث الضاري اذ جعلوا النجف وكربلاء وغيرها قاعدة خلفية للارهابيين وكانت النتيجة ان الكثير من المغرر بهم من المساكين والفقراء والصعاليك اعضاء جيش مقتدى ( جيش المهدي ) قد قاتل مع القاعدة في الفلوجة وغيرها وقتل هناك مأسوفا على شبابه .....وبعد معارك مدينة الصدر المنكوبة رفض القائد الضرورة حل جيشه العرمرم تحت شعار ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) وما تبعه من طاعة لتوجيهات ولي الامر وطاعة عمياء من اتباع الظاهرة تحت شعار ( بعد اذنك ياعلي مقتدى هو الولي ) ومن ثم الرضوخ لمنطق القوة على الارض والقبول بحل الجيش تحت شعار ( تجرعت السم بقبولنا هذا الخيار) وتحويله الى مؤسسه اجتماعية ( المؤسسة الرسالية للصكاكة والخدمات والتجارية ذ.م.م )... تأسيّا بتحويل ساخت ايران لمنطمة بدر الى منظمة للعمل الخيري ( ختيه هواي خيرين الجماعة يسوون خير وماﻴﻟﺣﮝﻭﻥ ) ...
تحولت بعدها الظاهرة الى العمل ( السياسي ) واصبح لهذه المؤسسة ممثلين في البرلمان ووزراء ووزارات يمارسون فيها عملهم الرسالي على اكمل وجه وكما هم رسموه لانفسهم ووفق ماتقتضيه المرحلة الراهنة ؛ اما قائدهم الضرورة فكان يتصور ان الحواريين من حوله انما هم من اؤلئك القليل من الاخرين الذين نوه عنهم رب العزة ( ثلة من الاولين وقلبل من الاخرين ) .... فاضافت هذه المؤسسة الرسالية عبئا جديدا على كاهل الحكومة المنهكة اساسا بالمحاصصة الطائفية والحزبية والفساد الاداري والمالي الذي ينخر مفاصلها واحدا تلو الاخر ....فكانت صولة الفرسان في البصرة والجنوب للقضاء على كل الخارجين عن القانون من هذه المؤسسة او من تنظيم القاعدة في بقية مدن العراق وخطط الحالمون ان يتبع تلك الصولة عملية زئير الاسد في الموصل الا ان الاسد ولاسباب غير معروفة اصيب بالتهاب مفاجيء في الاوتار الصوتية لتتحول صرخته الى ترنيمة شجية تهدهد (دللول يالولد يبني دللول...عدوك عليل وساكن اﻠﭼﻮﻞ) تحت اسم عملية ام الربيعين الامنية السلمية وليصدق حينها المثل القائل ( أبوية ماﯾﮜدر الا على امي ).... على كل تلك صفحة قد انتهت وماعاد لقلبها من فائدة ترتجى....
دخلت الظاهرة المقتدائية انتخابات السابع من اذار تحت عباءة المجلس الاعلى ( وبمشورة من السفارة ) وفق قاعدة اهم حاجة عندي تفيد تستفيد وبالفعل افادت واستفادت وخرجت بحصة الاسد وتركت للمجلسيين ومن لف لفهم حصة الواوية..
وتمخضت تلك الانتخابات عن فوز الظاهرة المقتدائية بأربعين كرسي برلماني ( وليس مقعد برلماني)* وهو مانسبته 12 بالمئة من كراسي البرلمان الوثيرة الدافئة... لتبدأ بعدها الظاهرة المقتدائية بفصل جديد من فصول التخبط والتخربط وتغيير المواقف بين الليل وفجره ( قبل ضحاه) فمرة يريدون الوزارات الخدمية ( على ذمة عمّنا صيهود دام زله الالي) واخرى السيادية وتارة يطالبون بالكرسي المقدس ( رئيس الوزراء ) ارواحنا لقاعدته الدوارة الفداء ( ذكر ابن كبابويه في كتابه المفيد في نسف الثريد ان كرسي رئيس الوزراء يستند على قاعدة دوارة ومزودا باربع عجلات وﺟﮛ والله اعلم )...ليتصوروا ان درازن الكراسي التي حصلوا عليها جعلتهم صانعو ملوك وليصدق عليهم القائل ( ان الزرازير اذا ما طار طائرها ... توهمت انها صارت شواهينا ) .... وليظهر علينا بين الفينة والاخرى احد الجهابذة ( والذين ليس لهم من العلم من شيء ) من هذا الائتلاف او ذاك بخبر عن توحيد الرؤى واخر عن توحيد المواقف او اختلافها ليعطي بتصريحاته العصماء الفرصة للمحللين السياسيين للخلاف والاختلاف وسب هذا ومدح ذاك... واعلن مستشفى المنطقة الخضراء للحالات المستعصية ان يوم الجمعة سيكون موعدا لولادة الائتلافين ( دولة القانون وساخت ايران) ولكن يافرحة لم تتم فيفاجاءنا احد ممرضات الصالة بأن الولادة قد تعسرت لوجهة نظر جديدة للقائد الضرورة في الية تمليك الكرسي المقدس .. وبما اننا خارج حلبة الصراع ( واحنا لا خال الولد ولا عم البنية ) فقد ارتضينا لانفسنا ان نقف موقف المتفرج وننتظر لما سوف يؤول اليه صراع الكراسي ولمن ستكون الغلبة وان غدا لناظره قريب .....