قد فقدناك .... فبكيناك - الكاتب ابو راضي اليوسفي
قد فقدناك .... فبكيناك- ابو راضي اليوسفي
رجل متواضع وفي تواضعه عظمة الرجال , ومرجع واقعي النظرة , صريح الرأي , ايجابي الحوار , انسان معطاء لا يحبس حاجة طالب , مجتهد عملاق في الشرع الإسلامي والإنساني , مجاهد في المواقف الحرجة , ورقم صعب في حسابات الآخرين , قوي بايمانه المطلق ان الحياة العادلة حق مقدس لكل الشعوب وان الإسلام المنفتح سبيل للتواصل الحضاري بين مختلف الشعوب والأمم
ثر العطاء على جميع الأصعدة .. وكأنه الشمس يصل أشعاعها للجميع
لمسنا منه تواضعه الكبير يقبل عليك بوجه بشوش وخلق نير ..وبسمة ندية
انه الفضل .. الفضل على الفقه والفقاهة , الفضل على الاجتهادات الفذة في شتى المجالات : الحوار , قضايا المرأة , الحرية , حوار الاسلام والمسيحية , ومخالفته لكثير من المشهور الفقهي بافكار تجديدية وومنهجية ..فكره قد لايعجب البعض , لكن لا بد ان يأسره
كلما عرفته اكثر ... احببته اكثر .. ويطغي عليك اكثر .. حجة في القول والفكر وبعد النظر , تخاله اذا ما جالسته نبع من العطاء لا ينضب , شخصية فذة نواتها معرفة حصينة لينفذ الى عقولنا ومفاهيمنا ..
ولد المرجع الفقيد اية الله السيد محمد سين فضل الله في النجف الاشرف عام 1934 ونشأ هناك , ودرس فيها المقدمات والسطوح على يد والده اية الله السيد عبد الرؤوف فضل الله , ودرس الخارج على يد السيد ابو القاسم الخوئي والسيد محسن الحكيم والسيد محمود الشهرودي والشيخ حسين الحلي وحضر درس الفلسفة لدى الشيخ ملا صدرا ...تعاون مع السيد الشهيد محمد باقر الصدر في تنمية العمل الاسلامي ودعم التيار الاسلامي واطلاق الحركة الاسلامية في العراق
هاجر من النجف الى لبنان عام 1967 م وعاش محنة لبنان بكل تفاصيلها اسس هناك المعهد الشرعي الاسلامي وكتب ( الحوار في القران ) على ضوء الشمعة في الملجأ .واسس جامعة الامام الرضا في مصلى كان انشأه اتحاد الطلبة المسلمين
تعرض لاكثر من محاولة اغتيال كان آخرها تفجير سيارته في بئر العبد عام 1985
له نحو اربعين مؤلفا منها ثلاث دواوين شعر .وعطاء ثر غزير من المقالات والمقابلات والندوات ولن ازيد .. لكن المعنى البارز في السيد الفقيد انك تجد لديه المرجعية الحركية الاسلامية وثبات الموقف العقائدي والسياسي , ومواكبة الاحداث العربية والعالمية بروحية رجل الدين المتمكن , ورجل السياسة المتابع فضلا عن انه رجل الحركة الذي لا يزاحمه في موقعه هذا مزاحم 0
وليس لي ما ارثيه الا مقاطع من قصيدة كتبها هو يري بها السيد الامين
في ذمة القدر المبيد روح تسير مع الخلود
روح كما رف النسيم ارق من لحن القصيد
تجري على ضوء الحياة مع القديم مع الجديد
روح لها مرح الشباب وحكمة الشيخ الرشيد
جبارة تابى الهوان نقية كحشا الوليد
تهوى التحرر نفسها وتعاف رائحة القيود
وتثور للداعي المقدس ثورة الحر الرشيد
وتذوب في قلم يكاد يسيل بالفكر السديد
يا منقذا هم الشباب من الجهالة والرقود
