توقعات بوصول عدد السكان في العراق الى الضعف في غضون عشرين عاما
توقعات بوصول عدد السكان الى الضعف في غضون عشرين عاما
بغداد ـ الصباح
اظهر تقرير اعده صندوق الامم المتحدة بالتعاون مع وزارة التخطيط بمناسبة اليوم العالمي للسكان ان ما يقرب من ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر، وان العراق سوف يدخل في مرحلة «الهبة الديموغرافية» في هذا العام.
وقال تقرير موسع لمكتب الامم المتحدة في العراق نشر امس: «انه بناء على نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة العراقية فان 22.9 بالمئة من سكان العراق يعيشون دون مستوى خط الفقر، اذ إن دخل الفرد الواحد منهم هو 77 الف دينار عراقي في الشهر أي ما يعادل 67 دولارا أميركيا تقريبا، وأن 16.1 بالمئة من الفقراء يقطنون في المناطق الحضرية و39.3 بالمئة في المناطق الريفية».
واضاف: «ان اليوم وفي غياب تعداد سكاني حديث ومتكامل لأكثر من ثلاث عشرة سنة في العراق، فإن عدد سكانه حسب الإسقاطات التي قام بها الفريق الوطني للتحليل الديموغرافي في نيسان 2010 قد بلغ لهذا لعام نحو 33 مليون نسمة.
علماً بأن الإحصائيات السكانية تشير إلى أن سكان العراق في عام 2007 قد نما أكثر من عشرة أضعاف عما كان عليه في عام 1927، ومن المتوقع أن يصل سكان العراق بعد الـ20 عاماً المقبلة إلى الضعف، بالتالي فإن هذه الزيادة المستمرة في السكان تشكل تحدياً لصانعي السياسات في تطوير وإنماء البلد على جميع الأصعدة».
وتابع: «إن قرابة 40 بالمئة من سكان العراق اليوم هم في سن 0 - 14 سنة، و3 بالمئة من السكان في عمر 65 فأكثر، وبالتالي فإن هاتين الفئتين تمثلان نسبة عالية من الإعالة السكانية. ومن جانب آخر، فإن باقي السكان والذين يمثلون 57 بالمئة هم في عمر 15 - 64 سنة والذين يمثلون الشباب والقوة العاملة».
وذكر انه بناء على الإسقاطات التي أعدها الفريق الوطني للتحليل الديموغرافي- نيسان 2010، فإن قرابة خمسة ملايين من سكان العراق هم في سن التعليم الإبتدائي في هذا العام و90.9 بالمئة منهم منخرطون في المدارس. بينما عدم الإنخراط في المدارس يأتي لأسباب تمت الإشارة لها في المسح الإجتماعي والإقتصادي للأسرة العراقية 2007، منها: عدم إهتمام ووعي الأسر والأفراد بضرورة التعليم، أوعدم وجود مدارس قريبة، أو لاسباب اجتماعية مختلفة.
من جانب آخر، فإن المسح الأخير قد أشار إلى ان درجة الإلمام بالقراءة والكتابة للسكان في عمر 15-24 سنة هي 83.9 بالمئة منها 87.6 بالمئة من الذكور و80.3 بالمئة من الاناث. علماً أن إلمام الإناث بالقراءة والكتابة جاء في أدنى مستوى له في المحافظات الجنوبية من البلاد.
واشار الى ان مياه الشرب بناء على أحدث البيانات المتوفرة بهذا الجانب في عام 2008، فإن 95 بالمئة من سكان البلاد في الحضر يحصلون على مياه صالحة للشرب، و75 بالمئة كذلك في الريف اما الصرف الصحي فان 83.7 بالمئة من السكان فقط يتمتعون بخدمات ملائمة للصرف الصحي، حسب نتائج المسح الإجتماعي والإقتصادي للأسرة العراقية 2007. 89.6 بالمئة منهم يعيشون في الحضر و70.3 بالمئة في المناطق الريفية.
وبشأن الإصابات بفيروس نقص المناعة المكتسب «الأيدز» فانه في إرتفاع مالم يتم العمل بشكل فعلي على تقليصها اذ انه حسب نتائج المسح العنقودي المتعدد المؤشرات في 2006، فإن عدد الإصابات بفيروس «الأيدز» هي خمس إصابات 3 ذكور و2 إناث، اذ إزدادت عن العام السابق والتي كانت إصابتين فقط لذكور. في حين ان الوفيات جراء هذا الفيروس حتى الآن هي إحدى عشرة حالة وفاة 2 ذكور و 9 إناث.واشار الى انه حسب نتائج إسقاطات الفريق الوطني للتحليل الديموغرافي- نيسان 2010، فإن العراق سوف يدخل في مرحلة «الهبة الديموغرافية» في عام 2010. هذه المرحلة أو الظاهرة تحدث عندما يزداد عدد السكان في الفئة العمرية المنتجة 15 - 45 حتى يصل إلى أعلى نسبة له، في حين تنخفض نسبة السكان المعالين الى أقل من 15 وأكثر من 65 في الوقت نفسه.
هذه الظاهرة تحدث مرة في كل جيل ويجب أن تدرس ويتم العمل عليها بشكل دقيق لتعظيم الفائدة الناتجة عنها، قبل ان تنتهي عندما تفوق نسبة السكان المعالين على السكان في الفئة المنتجة في المجتمع.
وبالتالي لابد من تهيئة السكان لهذه المرحلة المهمة من جهة تقديم خدمات تعليمية وصحية أفضل لهم، وكذلك تنشيط الصناعات الوطنية والإقتصاد الوطني لتنمية المجتمع ككل.