نداء عاجل: السلطات البحرينية تعتقل ناشط معارض بتهمة قضية آداب
بسم الله الرحمن الرحيم
مركز البحرين لحقوق الانسان
نداء عاجل: السلطات البحرينية تعتقل ناشط معارض بتهمة قضية آداب
31 مارس 2004
على خلفية تحذير الحكومة من تنظيم اية مسيرات تعاطفا مع ضحايا العهد السابق اثناء سباق فورمولا (1) الذي ستشهده البحرين الاسبوع القادم، وبعد ان تعرض وفد حكومة البحرين للحرج اثناء اجتماعات لجنة حقوق الانسان في جنيف نتيجة للنشاط الذي قام به مجموعة من الناشطين لكشف التمييز والفساد الذي تعاني منه البحرين، تم توجيه تهمة متعلقة بالاداب للناشط المعروف عبدالرؤوف الشايب، وهو سجين سياسي سابق وعضو لجنة ضحايا التعذيب، والذي عاد للتو من جنيف.
وقد جاء في بيان لوزارة الداخلية تم توزيعه اليوم على الصحف ووكالات الانباء بأنه قد تم ضبط السيد عبدالرؤف متلبسا في وضع مخل بالآداب مع خادمة اندونيسية في بيت مخدومها بمنطقة الرفاع الشرقي، بعد ان راقبت دورية الشرطة ذلك المنزل في غياب اصحابه. واوضح البيان بأن النيابة قررت حجز السيد الشايب لمدة اسبوع للتحقيق.
ومما يثير الشك والاستغراب ان هناك الكثير من النقاش في الفترة الاخيرة في مجلس النواب والصحافة حول عدم تجاوب الشرطة مع شكاوى اعتداءات وسرقات، وان نسبة كبيرة من الجرائم والاعتداءات التي تزايدت في الفترة الاخيرة قد تم تسجيلها ضد مجهولين، فكيف كان لدى قوات الامن الوقت والتخطيط الدقيق لمراقبة منزل وكشف قضية اداب لمجرد تلقيهم شكوك صاحب منزل من تصرفات خادمته؟
والمعتاد في قضايا الآداب ان يتم نشرها في الصحف بعد صدور الحكم القضائي ودون كشف اسماء المتورطين، فلماذا في هذه الحالة تم صياغة بيان بهذه السرعة وبهذا التفصيل الدرامي؟ وتم ارساله الى وسائل الاعلام مع كشف شخصية المتهم؟ علما بأن هناك جدل دائر في البلاد ومجلس النواب بضرورة تجريم تشويه سمعة المتهمين قبل تقديمهم للمحاكم وثبوت التهم عليهم.
وفوق جميع ذلك فان الاستاذ عبدالرؤووف الشايب شخصية اجتماعية ذات سمعة حسنة جدا وهو رجل اعمال وصاحب حضانة معروفة للاطفال، وقد قضى فترات طويلة من عمره في سجون امن الدولة وتعرض لصنوف التعذيب، وقد قام بدور رئيسي في تشكيل لجنة ضحايا التعذيب وتنظيم المسيرات وشارك في جمع اكثر من 33 الف توقيع للمطالبة بمحاكمة المتورطين بالتعذيب، وعرف بالقاء الخطابات الحماسية للكشف عن معانات ضحايا التعذيب. ويبدو ان السلطات تعتقد بانه وراء الدعوة لتنظيم مسيرات لاهالي ضحايا اثناء سباق فورمولا (1) الاسبوع القادم والذي حشدت له السلطة في وسائل الاعلام باعتباره حدث مقدس وخط أحمر لا يجوز المساس به لانه الحل الناجز للفقر والبطالة المتفاقمة في البلاد.
ان تلويث سمعة النشطاء ومحاولة اسقاطهم اجتماعيا ليست اسلوبا جديدا على اجهزة الامن في البحرين. ففي العام الماضي ساعد مركز البحرين لحقوق الانسان في كشف قضية اغتصاب لفقها احد ضباط الامن لمعتقل سياسي سابق وهو احمد السنيني، حيث عادت المرأة صاحبة الادعاء لتعترف امام قاضي التحقيق بأن ضابط التحقيق قد هددها لتلفق تلك التهمة، وبناء على ذلك تمت تبرأة السنيني، وهو يحاول حاليا رفع قضية تعويض ضد الضابط المذكور. وقبل ذلك واثناء احداث التسعينات اعلنت اجهزة الامن فجأة عن القبض على محام معروف متلبسا في قضية اخلاقية، وكان ذلك المحامي لديه اتصالات برموز المعارضة واتصال بوسائل الاعلام الخارجية وتبنى الدفاع عن الشيخ عبدالامير الجمري رمز المعارضة الرئيسي في ذلك الوقت.
انه لمن المثير للسخرية اعتقال ناشطين بتهمة مخالفة الاداب في الوقت الذي تحولت فيه البحرين الى ماخور للدعارة والتجارة باجساد العاملات الاجنبيات، بأسم المشاريع السياحية التي تغدق الاموال في جيوب كبار المتنفذين. ان لجوء اجهزة الامن لتلويث سمعة ناشط معروف واعتقاله، ليس أمر مفصول عن تهديدات وزير العمل لاربع جمعيات معارضة بالاغلاق اذا قامت بجمع توقيعات للمطالبة باصلاحات دستورية. ويخشى المركز بأن جميع ذلك بالاضافة الى المبالغة في تضخيم ما قامت به مجموعات صغيرة من الاحداث والشباب بحرق احد المطاعم والاحتكاك بقوات الامن قرب السفارة الاميركية بعد اغتيال الشيخ ياسين، يخشى المركز ان يكون ذلك فصول من خطة اعدتها السلطة لتبرير قمع الاصوات التي تطالب بالاصلاح الديمقراطي وكشف الفساد المستشري في الحكومة والحد من الامتيازات التي تنهك الاقتصاد، وتقديم المتهمين في جرائم التعذيب للمحاكم وانهاء حالة التمييز التي تبث الكراهية في المجتمع.
ويناشد مركز البحرين لحقوق الانسان جميع المدافعين عن الحريات وحقوق الانسان التحرك السريع للافراج عن عضو لجنة ضحايا التعذيب الاستاذ عبدالرؤوف الشايب، وان ضحايا التعذيب بالذات يتحملون المسؤولية للدفاع عن من لم يتوانى في الدفاع عن حقوقهم.
مركز البحرين لحقوق الإنسان
31 / 3 / 2004 م
-------------------------------------------
الخبر كما أعلنته وكلة أنباء البحرين (بنا)
على اثر تلقي اجهزة الامن بلاغا من احد المواطنين المقيمين بمنطقة الرفاع الشرقي بوجود شك لديه في قيام خادمته الاندونيسية بمقابلة احد الاشخاص بمسكنه بعد خروجه وافراد اسرته للعمل وطلب من اجهزة الامن مراقبة مسكنه وضبط من يتواجد به في حالة غيابه وفي حوالي الساعة الحادية عشرة صباح يوم الثلاثاء الموافق 30 مارس 2004 م شوهد احد الاشخاص يقود سيارة ماركة باجيرو زرقاء اللون يقف بالقرب من مسكن المبلغ ويتوجه مترجلا الى المسكن.
وبعد فترة قليلة من دخوله قامت قوات الامن برفقة المبلغ بدخول المسكن والقبض عليه بصحبة الخادمة الاندونيسية وتبين ان ذلك الشخص يدعى عبدالرؤوف عبدالله احمد الشايب . واقرت الخادمة الاندونيسية بان المتهم المذكور كان قد شاهدها سابقا امام مسكن مخدومها فاعطاها رقم هاتفه النقال وطلب منها الاتصال به حيث وعدها بالزواج واخد يلح عليها في مقابلتها بمسكن مخدومها اثناء غيابه الى ان حضر اليها صباح يوم الضبط بعد خروج مخدومها وافراد اسرته للعمل والتقت به خلسة في مسكن مخدومها فما كان من المذكور بمجرد ان اختلى بها الا ان قام بتقبيلها واحتضانها ومحاولة نزع ملابسها فتم القبض عليهما وقد اقر المتهم بضبطه من داخل سكن المبلغ وتم احالته للنيابة العامة التي باشرت التحقيق في القضية. وامرت النيابة بتوقيفه اسبوعا واحدا على ذمة التحقيق تمهيدا لتقديمه للقضاء.
ملاحظات وآراء عامة وواضحة في ما الخبر الملفق :
1 - وزارة الداخلية هي التي تصدر البيانات خاصة بالحوادث التي يتم القبض فيها على أحد لذا في الوسط نجد دوماً في مصدر الخبر (المنامة - الداخلية) وأتحدى أي شخص أن يقوم بإخراج أي خبر مثيل بمستوى هذا الخبر (إغتصاب ، محاولة اغتصاب، سرقات..) أصدر من مصدر رسمي غير الداخلية في السنتين الماضيتين. فكيف يصدر هذا الخبر من وكالة الأنباء؟!!!
2 - الأمر الثاني : كيف يكون الرجل (صاحب المنزل) قد شك بأمر المقابلات داخل المنزل مسبقاً ومن ثم يكون الأمر أن الخادمة تقول -حسب الخبر- أنها أول مرة يختلي بها (بمجرد ان اختلى بها الا ان قام بتقبيلها واحتضانها ومحاولة نزع ملابسها فتم القبض عليهما) أي أن القبض عليهما جاء بعد الإختلاء مباشرة وهو الإختلاء الأول إذ لم يذكر خلاف ذلك وهو ما في العادة يذكر.
3 - البيان يقول أن المبلغ (الرجل صاحب المنزل)ذهب للعمل وترك الشرطة يراقبون المنزل (سبحان الله أول مرة أرى الشرطة بهذه الفاعلية) لكنه ما أن رأى الشرطة الرجل يدخل قاموا بالدخول ورائه بعد قليل متلبساً وهم برفقة المبلغ(صاحب المنزل) .. ألم يكن صاحب المنزل قد ذهب وأهله للعمل ؟!!.
4 - بيانات وزارة الداخلية تخرج في ذات يوم الحادثة وتنشر في اليوم التالي فكيف يخرج هذا البيان قبل يوم وينشر بعد يومين من الحادثة؟
5 - عادة لا تنشر أسماء المتهمين في قضايا على هذه الشاكلة ويكتفى بالحروف الأولى من أسماءهم بينما ورد في خبر وكالة الأنباء البحرينية "وتبين ان ذلك الشخص يدعى عبدالرؤوف عبدالله احمد الشايب" وهي سابقة تدل على وجود تدليس!