اعتقال أو تصفية الصدر سيجذّره أكثر في المجتمع العراقي
صيهود الخنياب
Khinyab@yahoo.com
يقف شعر رأسي اندهاشا مما أقرأ لبعض الكتاب والمثقفين العراقيين هذه الأيام حول الهجوم على تيار الصدر وشخص مقتدى والدعوة الى استئصاله مناغاة لنكتة الخروج على القانون التي أطلقها بريمر والذي يبدو أنه كان قد أعدها ككذبة نيسان ثم صدق بها وصدقها غيره . باديء ذي بدء لستُ من أتباع مقتدى الصدر مع ايماني بالمدرسة الصدرية بشكلها العام والذي أرسى جذورها الصدر الأول وأختلفت مع بعض إطروحات مقتدى وقد وجهت نقدا من هذا الموقع لبعض سلبيات التيار الصدري. ولكن الناقد والكاتب عليه أن يضع الموضوعية نصب عينيه في محاكمة الظواهر والأحداث وشخوصها وهذا ما لم أجده عند الكثير من الأخوة الكتاب والمثقفين العراقيين والاسباب واضحة جدا للمتابع , فهي ايديولوجية بحتة , وهذا يعني النظر بعين واحدة للحدث والعين الواحدة تتقلص عندها زاوية الرؤية كثيراً .
سأحاول أن أتطرق الى الأحداث بشكل سريع وأضعها على شكل نقاط متناثرة :
أولاً : أبدى مقتدى الصدر وتياره هدوءً واضحاً ولم يبرز على الساحة منذ الشهور الستة الماضية وأكثر وأخذ يوجه بعض انتقادات الى قوات الاحتلال من خلال منابر الجمعة ونقد الأحداث كالدستور المؤقت – مثلاً – الأمر الذي تفعله كل القوى السياسية والدينية في العراق ولعل بعضهم ذهب الى ماهو أشد من لهجة مقتدى الصدر .
ثانياً : لم يحدث من الجانب الصدري أي تصعيد طيلة هذه الفترة حتى ظننا أن تياره انتهى , وفوجيء الجميع بقرار اغلاق صحيفة التيار الصدر باعتبارها تحرض على العنف أو كما نُقل من أحد مدراء مكاتبه أن السبب هو مقال يصف بريمر كصدام ! . النتيجة أن اُغلقت الصحيفة لأي سبب كان .
ثالثا : إعتقال مدير مكتب الصدر في النجف مصطفى اليعقوبي بتهمة علاقته بمقتل مجيد الخوئي يوم 10 نيسان من العام الماضي (لاحظ أن الأمم المتحدة لم تقرر أن قوات التحالف هي قوات احتلال بعد) .
حتى الآن يجب أن نكون موضوعيين ونقول أن هذا حصل من الجانب الأمريكي أولاً وهنا جاء دور الصدر فبدأ التصعيد وكان التصعيد يتمثل باتجاهين :
الأول : تصريحه أنه اليد الضاربة لحماس وحزب الله في العراق
الثاني : تظاهر أتباعه في مدينة الثورة تحديداً بمظاهرة سلمية لا تحمل الا الشعارات والصور .
ماذا حصل :
مواجهة المظاهرات السلمية بقوة السلاح على مستوى الطائرات والدبابات وسقطت الضحايا في تيار الصدر , فكأن الأمر قد بُيِّت بليل واستدراج مقصود ومبرمج لأن كل انسان يتوقع أن يكون رد فعل المتظاهرين المغدورين بالرصاص أن يكون بالمثل واللجوء الى العنف والعنف لا يولد الا العنف والقوات الامريكية هي التي بدأت بالعنف . وأي عنف ؟ عشرات الضحايا وأضعافهم من الجرحى في الوجبة الأولى !! وهذا يعني أن قراراً بمواجهة هذا التيار عسكريا حتى القضاء عليه وهو ما أثبتته الوقائع فما لبث حاكم العراق المدني أن صرح بعد أن ضرب مدينة الثورة وقصفها صرح أن مقتدى الصدر خارج على القانون وبعد سويعات أصدر مذكرته باعتقاله باعتباره من المتهمين بقتل مجيد الخوئي العام الماضي . فتصاعدت الأحداث وكلنا نشاهد ما جرى ويجري في الناصرية والعمارة والبصرة والكوت وكربلاء والكوفة والنجف وبغداد .
لم يكتف بريمر بهذا التصعيد وحسب بل عمد الى توزيع أشرطة فيديو وفي هذه الأحداث الدامية والمواجهات وقتل شباب الشيعة (مظلومي الأمس واليوم) بالجملة وفي ذروة الاحتقان والتأزم تم توزيع شريط فيديو يظهر مصطفى اليعقوبي معتقلا يخضع للاستجواب وهو مكتوف الأيدي الى الوراء !! في حركة بريمرية واضحة للتصعيد وجر أتباع مقتدى الصدر لمواصلة مواجهاتهم .. ثم بدأ النبرة والتركيز على مسألة أن هؤلاء يريدون السيطرة على المدن وهؤلاء إرهابيين الخ في محاولة لوضع الكرة في ملعب الصدر .
بالمقابل كانت مطالب الصدر كلها مطالب طبيعية ويمكن مناقشتها وتلبية بعضها وأقوى ما فيها هو انسحاب قوات الاحتلال الى المدن , ومن منا لا يطالب بهذا , وأقوى ما في مطالبه أيضا : تسليم الحكومة الى العراقيين الشرفاء , ومن منا لا يريد ذلك ؟ . وتوالت تصريحات الامريكان واعضاء مجلس الحكم بدءً من الجنرال الامريكي الذي وعد بالقضاء على جيش مقتدى الصدر ومرورا بالرفيق المناضل أياد علاوي حيث اعتبر الشيعة أهالي مدن الثورة والناصرية والعمارة والنجف إرهابيين وربما أتوا من الخارج , وبرزاني الذي شدد على الحزم في مواجهة الصدر , والربيعي النائم في الفضائيات وهكذا فأعضاء مجلس الحكم بين صامت مغلس تغليسة أهل القبور وبين رافع عقيرته يريد القضاء على الصدر والتيار الصدري والفحل الوحيد في مجلس الحكم كان الدكتورة سلامة الخفاجي الوحيد الذي لم يخش في الحق لومة بريمر , فقد أعلنت أن هؤلاء مدنيين أبرياء وطالبت فورا بمحاكمة من أطلق النار على المتظاهرين الابرياء وتسبب في هذا التصعيد المقصود لسفك دماء الشيعة .
فالموضوعية تقتضي أن يقول الكاتب والاعلامي والباحث والمثقف الحقيقة والحقيقة ليست في القرون الوسطى أو في أحاديث أبو هريرة إنما الفضائيات تنقل بالمباشر وبالصورة والصوت وهي تقول أن الذي بدأ هو بريمر وقوات الاحتلال ولهذا يجب أن يُدان بريمر وليس مقتدى الصدر يا كتاب ومثقفي العراق .
ثم بالمقابل مرة أخرى وللموضوعية نقول : مقتدى الصدر وتياره يتسم بالتشدد , طيب هل التشدد حرام أم ممنوع ؟ ألسنا نقول أن العراق تعددي ديمقراطي (أقصد دميضراطي) ؟ والتعددية تقتضي أن تشمل كل أنواع الطيف ففيها الاباحي الفاسق الداعر كالحزب العمالي وفيها القومي المتعصب وفيها العلماني الوطني والليبرالي وفيها الاسلامي السني والشيعي المعتدل والمتشدد , بربكم هذه دول أوربا ألم تجدوا فيها الاحزاب المتشددة تجاه قضايا كثيرة وإن لم تكن دينية ؟ أليست الديمقراطية تعني حرية الرأي والتعبير والصحافة والتظاهر وتعني أن الشعب هو الذي يقرر أن ينتخب سواء كان الديني المتشدد أم العمالي الاباحي ؟ وهل تعني الديمقراطية والتعددية شيئا اذا كممنا الأفواه وقصفنا المتظاهرين واقصينا بذريعة التشدد تيارات واسعة من المجتمع ؟
ألستم يا اعضاء مجلس الحكم يا مناضلين وصلتم الى ما وصلتم اليه بتضحيات أبناء مدينة الثورة ومدن الجنوب والشمال التي ضحت واحتضنت ابناءها المقابر الجماعية حتى عزل الشعب الذي تقتلونه اليوم عزل صدام بالكامل ليسهل مهمة أمريكا باسقاطه والمجيء بكم الى مجلس الخرط ..
الصدر متشدد نعم , الصدر لا يناغم عواطفكم بالتسكع في ماكدونلدات العراق نعم , الصدر ثوري ويصرح تصريحات تكشف عوراتكم وعوراتنا جميعا نعم , ولكن والف لكن , علينا أن نفهم أن العراق يجب أن يحتوي الجميع الصدر المتشدد والآخر المنفتح والثالث المنبطح والرابع المطوبز (وتيار المطوبزين خوش تيار) ..
متى نعرف أن نعيش الاختلاف , طبعا الكل يعرف , بريمر يعرف , مجلس الحكم يعرف أنا وأنتم نعرف ونريد هذا ولكن يا صيهود ما تقوله من التعددية والديمقراطية يعني أن تيار الصدر سيفوز بالانتخابات وسوف يخسر تيار الرفيق المناضل علاوي وغيره ممن لا يمثل الا نفسه في مجلس الحكم وما أكثرهم .. نعم هنا مربط الفرس وهذا هو السر الذي جعل من بريمر أن يخطط ويقود حملته بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت بالذات واتوقع أن يصدر قرار يضم تيار الصدر الى المنظمات الارهابية ! حتى يسد الطريق تماما على الصدريين .
ولكن هيهات , لا ينفع هذا الاسلوب مطلقا واذا أتى بثماره فليس الا مؤقتا وسيبرز هذا التيار من جديد وأمريكا لم تملك أمرها بيدها وستحصل متغيرات على مستوى أمريكا والعراق ايضا واقصى ما يكون قواعد ثابتة لأمريكا في العراق وستنام الخلايا الصدرية فترة ثم تتحرك للقصاص من كل من ساهم في قتلهم واقصائهم وبالتالي يزداد العنف ويستمر . فلا يوجد حل لمثل هذه الحالات الا فسح المجال للمشاركة انطلاقا من التعددية والتعددية صمام أمان فسيكون تيار الصدر ممثل بنسبة وجزء من كل وسيقول ويناقش ويخضع للأكثرية وهكذا يكون الأمن والاستقرار وليس بحل بريمر وموفق وأياد وبرزاني .
ملاحظة : برزاني وعلاوي وربيعي وغيرهم قالوا يجب تطبيق القانون والحزم في تطبيقه بعد أن قالها بريمر قبلهم .
ممتاز ويا برزاني سير سير ,
لكن سلوا أنفسكم أيها المخانيث , سلوها عن أي قانون تتحدثون؟
هل يوجد في العراق قانون ؟
هل توجد في العراق محكمة واحدة ؟
مر عام هل حاكمتم بعثيا واحداً ؟
طيب هذا كله نتركه فنقول نعم يجب تطبيق القانون :
والقانون الذي وقعه بريمر ومجلس الحكم وتمت تشكيل لجنة لتطبيقه ورئيس اللجنة هو الجلبي القانون هو قانون اجتثاث البعث . طيب يا حمير لماذا لا تطبقوا هذا القانون ؟ وليس هذا فقط لماذا تعملون على الغاء القانون فعليا حيث دعوات ومؤتمرات المصالحة مع البعثيين الذين قتلوا الصدر الاول والصدر الثاني وولديه واقبروا ابناء الشيعة في مقابر جماعية .
اعتقلوا الصدر او اقتلوه والحقوه بأبيه وأخويه ولكن اعلموا سوف لن تدوم لكم لأن دماء آل الصدر دم طاهر , دم نذره أهله للعراق والعراقيين وبصفاء نية وسيتجذر في بلاد الرافدين بلاد الصدرين , والدم الذي سقط ويسقط من أبناء الشيعة الذين قتل صدام آبائهم ويأتي اليوم بريمر ومجلس الحكم لقتل الابناء دم سيلاحقكم جميعاً ولن تنفعكم حمايات وسيارات مصفحة ولكم في عدي عبرة يا أولي الأرداف .
http://www.iraqsawad.net/161.htm
Re: اعتقال أو تصفية الصدر سيجذّره أكثر في المجتمع العراقي
اقتباس:
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة صيهود
اعتقلوا الصدر او اقتلوه والحقوه بأبيه وأخويه ولكن اعلموا سوف لن تدوم لكم لأن دماء آل الصدر دم طاهر , دم نذره أهله للعراق والعراقيين وبصفاء نية وسيتجذر في بلاد الرافدين بلاد الصدرين , والدم الذي سقط ويسقط من أبناء الشيعة الذين قتل صدام آبائهم ويأتي اليوم بريمر ومجلس الحكم لقتل الابناء دم سيلاحقكم جميعاً ولن تنفعكم حمايات وسيارات مصفحة ولكم في عدي عبرة يا أولي الأرداف .
أحسسسسنننننتتتتتتتتت صيهود حبيبي
أقسم بالله ، صارلي من الصبح الى هسة والساعة صارت منتصف الليل ، دمي فاير وأعصابي تلفانة من الاخبار السم اللي كاعد نسمعها ...