-
خضير طاهر من جديد
ضرورة الصدمة .. تحية الى الجندي الامريكي
خضير طاهر- كاتب عراقي
مرة أخرى يثبت العقل السياسي العراقي، ومعه بعض الدول المجاورة للعراق.. الجهل التام بحقيقية المشروع الاستراتيجي الامريكي في منطقة الشرق الاوسط، متوهمين ان تحريك بعض الغوغاء قد يؤثر على الدولة الاعظم على الارض. والمثير للسخرية هو الافتراض من قبل ايران، وسوريا ان تحريض بعض الغوغاء في العراق سوف يساهم في اسقاط الرئيس الامريكي جورج بوش في الانتخابات، ويأتي بخلفه الديمقراطي الذي سيقوم بسحب القوات الامريكية من العراق، ومكمن السخرية هنا هو الفهم السطحي لصناعة القرار الامريكي، وخصوصا الاستراتيجي،الذي يتعلق بمصير وعظمة أمريكا، واسقاط آلية صناعة القرار السياسي الارتجالية، والمزاجية في هاتيين الدولتين، على طبيعة صناعة القرار الامريكي !!
لقد أصبح العراق جزء من الامن القومي الامريكي، والموقع المتقدم لمحاربة الارهاب، وهذه الحقيقة الهامة تجعل الوجود الامريكي فيه هو الرهان المصيري الاكبر الذي يتحدى كبرياء أمريكا سواء فاز جورج بوش في الانتخابات،أو خسر، فالقرارات الكبرى التي تتخذها المؤسسات لاتتأثر بتبدل الرؤساء في الدول المتقدمة.
أما بشأن الاحداث الجارية في العراق الان، فهي ضرورية اذ كان لابد من قيام أمريكا بتوجيه ضربة استباقية تجهض استغلال العاطلين عن العمل من قبل المخابرات الايرانية، والسورية، ورجال الدين الطامحين للسلطة، والهيمنة على المجتمع، وكذلك توجيه ضربة ساحقة لازلام صدام في المناطق الاخرى.
ومانشاهده من أحداث دموية في العراق.. سيكون له مكاسب ايجابية على مستقبل العراق، تتمثل في فك الارتباط بين الجماهير ورجال الدين، وابتعاد الجماهير عن المؤسسة الدينية بعدما اتضح لها ان هذه المؤسسة قادتهم الى طريق الدم والموت بلا مبرر، وسيشهد المستقبل صعود التيار اللبيرالي، وارتفاع أسهمه بين أفراد المجتمع، ولعل أهم النتائج ستتمثل في تحجيم دور المؤسسة الدينية الشيعية والسنية ومنعها من التدخل في الشأن السياسي.
فتحية حب الى الجندي الامريكي حامل بشارة الوعد بالحرية والتقدم، وقاهر المجرمين والقوى الظلامية.
------------------------------------------
المصدر موقع الجيران
http://www.aljeeran.net/viewarticle....ticles&id=4761
يعود الكاتب السخيف من جديد
-
ولماذا سخيف ؟
كلٌ يعبر عن حقيقته ولم يخطأ خضير في فكرة المقال , فهو علماني والاحداث الدموية في العراق فعلاً انتصار للعلمانية - الأمريكية للتصدير - ومن أهداف الحملة الدموية وأهم أهدافها قاله خضير بطريقة وأخرى .. وهو صريح جدا لما شدَّ على أيدي الجندي الامريكي على قتل من يسميهم بالعاطلين عن العمل ونسبتهم 70% , فلتقتل أمريكا 70% حتى يصفى الجو لهم .
هذا التفكير موجود في العراق في الجانب الأمريكي منه , وليهنأ خضير فاليوم تم تعيين أعلى قائد في الجيش العراقي بمنصب المفتش العام وهو بابكر زيباري أحد قادة البيشمركة ونصبوا أيضا رئيس أركان الجيش وهو عربي سني ولم ينسوا حق الشيعة طبعا فقد تم تعيين نائب رئيس الاركان وهو شيعي !! .
اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون
لكن ماذا اذا كانوا يعلمون ؟!؟!
-
نموذج للاستغراب والتغرب ( من غرب ) الذي يعبده المستثقفون العرب الذين يحلو لهم ان يسموا أنفسهم بالليبراليين .. وهو نموذج ترديد المقولات كالمحفوظات .. ويريدون ان يقولوا بأن امريكا قدر لاراد له .. ومايقوله عن الفهم السطحي يعكس سطحية فهمه هو .. خاصة مع هذه المقولة التي يريدون بها ان يهزموا اي روح للرفض ان لم المقاومة .. ان استراتيجية امريكا ثابته .. نعم هي ثابته لكن تنفيذها ليس ثابتا .. ويتغير بتغير الظروف .. كيري المرشح الديمقراطي طرح قبل يومين ان برنامجه في العراق هو تسليم الملف للناتو .. واعطاء دور اكبر للامم المتحدة .. وهذه وحده يبطل ما يريده طاهر بن خضير او يدعيه .. فالناتو والامم المتحدة تعني نهاية الاستفراد الامريكي بالعراق .. وهو لأنه مغرم بأمريكا .. فهو لايتخيل مثلا انها يمكن ان تهزم .. او تواجه مأزقا .. والبارحة فقط كان روبرت ماكنمارا الذي كان صقر حرب فييتنام يقول بان امريكا غرقت في العراق .. وهذا مايردده الآن الكثيرون من رجال السياسة في امريكا .. عندما لاتجد امريكا من يلعب قبالتها .. ستكون القوة العظمى التي لاتغير سياستها .. ولكن حينما يكون هنالك لاعبان .. ستكون امريكا في حجمها الحقيقي المحدود .. سيستاني الذي قد لايعجب ابن خضير يمكن الآن ان يقرر مصير الانتخابات في امريكا .. على ان الملفت للنظر ان هذا الليبرالي دموي وفاشي حتى النخاع .. لأنه يبرر الدم ويصطنع له اعذارا .. بمكتسبات في الهواء مستقبلا .. ثم يصادر على الشعب العراقي خياراته .. فلايرى في الخيار الاسلامي للناس الا كارثة ..
-
الأميركيون وشيعة العراق
إسحق نقاش
عندما اجتاح جنود البحرية الأميركية بغداد في العام الماضي، خاطب عامر المنشداوي، إمام مسجد رئيسي في مدينة صدام، بضاحية بغداد، المصلين بالمسجد، انه بعد التحرر من الحكم الديكتاتوري؛ "فإن واجب شيعة العراق أن يُثبتوا للعالم أن الإسلام هو دين السلام والتسامح والحب". لكن بعد سنة على احتلال العراق؛ فإن كل العرفان بالجميل تبخّر؛ بل ان تلك الضاحية، التي تسمى الآن مدينة الصدر، كانت منطلقاً لتمرد، قاده السيد الشاب مقتدى الصدر، وانتشر في أنحاء جنوب العراق.
وما انضمت أكثرية الشيعة الى تمرد الصدر؛ بل أصغت لنداءات الهدوء وضبط النفس الصادرة عن أكبر مراجع الشيعة بالعراق آية الله علي السيستاني. ومع ذلك، فإن التطورات التي قادت الصدر الى النجف، حيث يقيم السيستاني أيضاً، أحدثت تململاً كبيراً في صفوف شيعة العراق جميعاً. وإذا لم تجر معالجة الأمر، فقد يتطور التذمر الى ثورة شيعية شاملة، تُضاف الى المقاومة السنية العنيفة في وسط العراق، فتجعل من استمرار الوجود الأميركي بالعراق، مسألة شديدة الصعوبة. وقد صرح البريغادير جنرال مارك كيميت، المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية، بأن قوات التحالف ستقوم بتدمير "جيش المهدي" التابع للصدر. بيد أن ذلك حريّ بأن يتسبب في ازدياد الاضطراب والثورة؛ فالأفضل تخفيف التوتر من طريق المفاوضات التي لا تُذلّ الصدر، لكنها في الوقت نفسه، لا تُعطيه حقّ تحديد جدول الأعمال.
والواقع أن السيستاني هو أفضل رهان لدى الولايات المتحدة. فهو الزعيم الديني الأكبر، القادر على التأثير في الصدر، والقادر في الوقت نفسه على صرف الناس عن التمرد، والوصول الى تسوية معه لصالح الولايات المتحدة، ولصالحه هو؛ فإزالة مشكلة الصدر ستزيد من قوة وسلطة السيستاني على الجمهور كما على النُخب. والحق أن الرجلين ينتميان الى جيلين مختلفين، وحساسيتين مختلفتين، وطرائق تفكير متباينة داخل الجماعة الشيعية. يستمد مقتدى الصدر سلطته من مواريث والده محمد صادق الصدر، الذي قتله البعثيون عام 1999. وهو يريد إقامة حكومة إسلامية في العراق، مستنداً الى جماهير العامة. وفي ذهنه أن الدولة ينبغي أن تخدم الدين، ولهذا فهو لا يقبل طبعاً فصلاً للدين عن الدولة. وعلى العكس منه؛ فإن السيستاني ينتمي الى مدرسة التقية ضمن التيارات الشيعية العاملة. ولا شك أنه يملك رؤية لما ينبغي أن يكون عليه الحكم الإسلامي، لكنه ليس متأثراً بالنموذج الإيراني. وهو يؤكد على أن نظام الحكم ينبغي أن يظلّ خاضعاً للمراقبة والمحاسبة، وأن يحمي الدين.
ومن الخطأ الاعتقاد الآن أن المشكلة اخترعها الصدر، وتنتهي بنهايته؛ إذ هناك صراع هائل الآن على القيادة والوجاهة عند الشيعة بالعراق. لكن يبقى ممكناً في كل الأحوال الوصول الى تسوية تهدئ الأمزجة الفائرة. ولا شك أن السيستاني هو أقدر الموجودين على الضغط على الصدر وحلّ مشكلته. وفي الوقت الذي لم يخف فيه الصدر موقفه من قوات التحالف؛ فقد اعترف بمرجعية السيستاني الدينية، وما أظهر قابلية لعصيانه، حتى لا يتسبب في شرذمة كلمة الشيعة. ويعرف الصدر أيضاً أن حرباً بين الشيعة بالعراق وقوات التحالف ستنتهي بهزيمة شنعاء لهم، وتضييع أحلامهم في قيادة العراق الجديد. ولذلك فقد يقبل بتسويةٍ وسيطها السيستاني، بشرط أن تسمح تلك التسوية بمستقبل سياسي لحركته. وقد يكون السبيل الأفضل لذلك أن تطلب الولايات المتحدة من السيستاني أن يبدأ حديثاً مع الصدر بالنجف، ويعني ذلك في حال الاستجابة اعترافاً من جانب الصدر بسلطة السيستاني باعتباره المرجع الشيعي الأعلى. وأي تسوية تحدث، ينبغي أن تتضمن إعلاناً من جانب الصدربرفض العنف، والطلب من قواته أن تعيد البلدات التي تحتلها الى الشرطة العراقية، وسلطة التحالف. وفي مقابل ذلك تتعهد قوات التحالف بأن لا تحاول اعتقاله، أو استثارته في المستقبل. وعلى قوات التحالف في حال قبول الصدر للتخلي عن العنف، أن تسمح بعودة صحيفة "الحوزة" الى الصدور؛ والتي كانت قد أقفلتها الشهر الماضي. وعلى قوات التحالف أن تترك للعراقيين أمر التحقيق والمسؤولية في قضية مقتل السيد عبد المجيد الخوئي في نيسان من السنة الماضية، والمعتقد أن أنصار الصدر هم الذين قاموا بقتل الخوئي آنذاك. وأي تسوية ينبغي أن تتضمن اعترافاً من كل الأطراف بحق أنصار الصدر بالمشاركة في العمل السياسي، مثلما جرى عليه الأمر مع حزب الله بلبنان. وقد يتحول هذا النقاش الى فرصة لمناقشة أمر آخر شديد الأهمية يكون على الجميع الدخول فيه وهو: الطلب من الجميع سنّة وشيعة وأكراداً حلّ ميليشياتهم بتاريخ محدد، وإلاّ صار الوضع بالبلاد مثل الوضع بلبنان حيث تحكمت الميليشيات المسلّحة بسياسة الدولة.
وهناك موضوع آخر يتطلب بحثاً الآن، ويتصل بالحكمة في تعيين تاريخ 30 حزيران موعداً لتسليم السلطة للعراقيين. وموضوع حق النقض (الفيتو) المعطى للأقليات العرقية في الدستور المؤقت، والذي يمكن أن يؤدي فعلاً الى شلّ التقدم السياسي بالبلاد. وعلى إدارة بوش أن تتقبل إمكانية قيام حكم إسلامي في العراق العربي، على أن لا يكون بالصيغة الإيرانية. وعلى واشنطن أن تتقبل أيضاً أن حكومة شرعية عراقية، يدعمها برلمان منتخب، هي وحدها التي تملك الحقّ في التفاوض على مستقبل الوجود الأميركي بالبلاد.
ان سعي الولايات المتحدة من أجل الوصول لتسوية، يمكن أن تعطي رجال دين مثل المنشداوي الفرصة للبرهنة على أن التلاؤم بين الإسلام والغرب، ليس مرغوباً فقط؛ بل هو أمر يمكن بلوغه.
(الكاتب هو مدير برنامج الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية في جامعة براندايز؛ ومؤلف كتاب: الشيعة في العراق. والمقالة منشورة بالهيرالد تريبيون في 14/4/2004).
المستقبل 17 - 4 - 2004