"بل الذين كفروا يكذبون"

نجاح محمد علي

يعيش معظم المؤيدين للمشروع الأمريكي هذه الأيام حالة من انعدام الوزن، عندما يسمحون لأنفسهم بممارسة الارهاب الفكري بمختلف أشكاله،ويبررونه تارة باسم الدفاع عن المذهب والدين، وأخرى بذريعة العمل على انقاذ العراق والشعب المظلوم فيه من السجان،أو بأي ذريعة أخرى يجدونها جاهزة لهم في تشريع التكفير والحذف والاقصاء،ويطلقون التهم على كل من يعارض منهجهم،بل وينسبون له مالم يقل في
أحيان كثيرة،ولعمري إن معظم هؤلاء لايقرأون،وإذا قرأوا لايفهمون، وإذا فهموا لايدركون، و‘إن أدركوا عمدوا الى تحريف الكلم عن مواضعه،لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا.

واللافت في هؤلاء القوم أنهم يجيزون لأنفسهم ممارسة الكذب بكل ألوان الطيف،من أبيض الى رمادي فأسود،ثم يرمون الآخرين به ويحسبون أنهم مهتدون.

لن أطيل في الشرح لأن القارئ الكريم من حقه أن يسأل عن مصاديق،وأمامي نموذجان كلاهما يمثل تلك الشريحة من الديكتاتوريين الجدد التي تريد حكم العراق بالحديد والنار ...وربما بالفتوى المزورة أيضا !:
الأول: الأخ (...) الذي اتهمني بالكذب ونشر تحت عنوان (كذبتين في اقل من شهرين) عندما نقلت عن الشيخ الجواهري تصريحه حول مؤتمر لندن والضربة الأمريكية للعراق،وعن مجموعة أطلقت على نفسها اسم فضلاء الحوزة العلمية العراقية في قم ،وكانت أرسلت بيانها،الى العديد من المواقع العراقية، وأرسلته لي أيضا عبر البريد الأليكتروني، وقمت بنشره لأنه موقف يدين التطاول على مراجع الدين العظام
في النجف الأشرف السيستاني والحكيم، وغيرهما ممن أصدر فتاوى حرمت التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في ضرب العراق.
والطريف أن مجموعة في الحوزة العلمية العراقية نفت صدور البيان منها،بينما اصرت المجموعة الأولى على بيانها وأصدرت بيانا ثانيا أوضحت فيه أنها لن تفصح بأسماء المؤسسين لهذه المجموعة، خوفا من القمع الذي يمارس هذه الأيام على نطاق واسع في صفوفنا.
وكنت طلبت من(الفضلاء) أن يعلنوا أسماءهم وقلت لهم إنني لن أنشر لهم أي شيء،ما لم يكشفوا عن أنفسهم، واسميتهم في رسالة خاصة وجهتها لهم بـ"خفافيش الظلام" ،
وفعلا أحجمت عن نقل ماأرسلوه لي مؤخرا (استفتاءات...) لكنني أؤكد لمن زعم أنني نقلت بيانا ثم تم تكذيبه،أن الذين أصدروا البيان لم ينفوه ولم يكذبوه، وهو ما أوضحته في الرد على (تكذيب سماحة الشيخ الجواهري....) لتصريحه حول المؤتمر سيء الصيت في لندن،والضربة الأمريكية للعراق.

النموذج الثاني وأعني به الأخ (...) ،الذي زعم وكذب بشكل مفضوح وكال لي اتهاما خطيرا بقوله الذي أطلقه اطلاق المسلمات : (نجاح محمد علي المعروف بعدائه للحوزة العلمية ولعلماء الدين) وإنه لقول إفك تنفيه الوقائع،لأن مجرد نشري لفضلاء الحوزة ودفاعي عن مراجع النجف الأشرف أمام من صورهم صبيانا يلعبون في الحديقة الخلفية لصدام حسين،ونشري للعلامة الحجة الشيخ عبد الرضا الجزائري، وحتى للشيخ الجواهري، هو أبلغ رد على هذا الادعاء الخطير الذي يشبه الى حد كبير ما قاله أحد المهرولين خلف السراب الأمريكي" إنني أحب نجاح.. ولكنني أخشى على آخرته)
لأنني أعارض نهج التذلل امام البيت الأبيض الأمريكي،وأرفض وصاية الأفغاني الأصل الأمريكي الجنسية والهوى زالماي خليل زادة، ولا أدري أين يعيش هؤلاء السادة الذين رفضوا بيان الشيخ الجزائري وما ورد فيه من أوامر صدرت مباشرة من هذا الأمريكي للمؤتمرين عندما تنازعوا على " الكعكة" واقترح هو لهم زيادة عدد أعضاء
لجنة المتابعة والتنسيق وهددهم بحاكم عسكري للعراق اذا لم يتفقوا على الحصص!!،,وكيف يسمح الأخ (...) لنفسه بأن يزعم أنه (فحص وبحث ) وتأكد من الجزائري ليس من كبار أساتذة الحوزة ولم يكن تلميذا مقربا من الامام الشهيد الصدرو...؟؟..

أقول: إن هؤلاء القوم لايريدون أن يعرفوا الحقيقة لأنهم يصدرون أحكاما مسبقة من اسقاطاتهم، وأحيل الأخ (... )ومن سار على جادته الى تصريح السيد الحائري(من مجموعة الأربعة) الى صحيفة الوطن الكويتية عندما كان يستنكر صدور بيان فضلاء الحوزة العلمية العراقية المذكور،وأنه أشاد بالشيخ الجزائري، وأقر كما فعل السيد المهري، بصدور بيان هاجم السيد الحكيم، واتهم به تلويحا وحتى تصريحا أفرادا من حزب الدعوة،وقال عن الشيخ الجزائري إنه مقرب من تشكيلة الأربعة وهم
يستشيرونه ،وهي اشارة لمحت لها في توضيحي الذي نشر حول تأكيد صدور تصريح من الشيخ الجواهري بشأن مؤتمر لندن،والضربة الأمريكية...فهل تريد الحقية أم بنت
عمها؟؟؟؟.

اذن يصبح من نافلة القول إن هناك بيانا صدر بالفعل من جماعة في الحوزة العلمية هاجم الحكيم وان أي نفي لصدوره لايعنيني في شيء بل يعني من أصدروا البيان ومن أسموا أنفسهم بالفضلاء ،كما أن الشيخ الجواهري صرح بما صرح وليس لتكذيبه أي معنى مادام كلامه مسجلا وهو تقليد نتبعه نحن الاعلاميين، لكي لا نقع فريسة لاتهامات المبطلين، من الذين يجهلون أنهم يجهلون.
ولي أن أسأل وكذلك سيفعل المنصفون: هل يجوز للشيخ الجواهري أن يوقعنا في ما وقعنا فيه وقد أصبحنا عرضة لانتهاك الحرمة والاتهام بالكذب، بسبب ما فعله من اصدار تكذيبه الآنف الذكر الذي يتمسك به الأخوان؟؟

هل هي تقية أم ماذا؟؟
ولماذا لم يجب الشيخ الجواهري على ما أردته منه باظهار موقف واضح ووصريح؟

وأرجو من الجميع الرجوع الى الـاريخ القريب الذي سجلته وةثقته " موسوعة النهرين " ومراجعة ما نشرته أنا ونشره المجلس الأعلى وأعوانه ضدي في حرب كلامية سجال اتهموني فيها بالكذب ونفوا أنهم يجرون اتصالات سرية مع أمريكا حين قلت إنهم يجرونها خلف الستار وتحت الطاولة وقلت: لدي وثيقة، وأخيرا اقروا واعترفوا بوجود
هذه الاتصالات منذ 12 عاما، وهاهم اليوم باتوا مربط فرس الأمريكان، وأصبحوا الآمر الناهي قبل وبعد المؤتمر في لندن،فهل اطلعتم على تصريحات المعترضين من المعارضين المؤيدين للتعاون مع أمريكا الرافضين ما أسموها بهيمنة المجلس
الأعلى؟؟؟؟

" بل الذين كفروا يكذبون"

وهل الكذب الا خصلة من خصال المنافق الذي إذا حدث كذب ؟؟؟

فلماذا تكذبون؟؟؟؟