منفذو عملية المزة سوريون قاتلوا في العراق

تقرير للاستخبارات: الزرقاوي يخطط لهجمات بغازات سامّة

"مجمـوعـة الحرمـين" تتبـنّى عمليـة ينبـع

وتـؤكـد ارتباطهـا بالمقـاومـة العـراقيـة

اعلنت أمس مجموعة "كتائب الحرمين في جزيرة العرب" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" مسؤوليتها عن الهجوم في مدينة ينبع السعودية الذي أودى بعشرة أشخاص، بينهم خمسة غربيين، مؤكدة ارتباطها بالمقاومة العراقية.

وجاء في رسالة نشرت في العدد العاشر من مجلة "معسكر البتار" التي تصدرها المجموعة ان "خلية ينبع قامت بالعملية البطولية الناجحة في هذا الشهر"، والتي هي "مثال من أبلغ الامثلة وأحسنها في توصيف المراد". وأشادت الرسالة الموجهة من "أمير المؤمنين في جزيرة العرب عبد العزيز المقرن" الى "المجاهدين والراغبين في الجهاد والالتحاق باخوانهم في جزيرة العرب" بأبي عمار مصطفى الانصاري الذي قتل في الهجوم ووصفته بأنه "كان من خيرة الشباب المجاهد وقد عرفته ساحات الجهاد كأرض أفغانستان والصومال كما عرفت أخـاه عبد المحسن (حسان المكي) الذي قاتل في أفغانستان والبوسنة وحاول جاهداً أن يدخل الجزائر ولم يستطع وكابد وتحمل المشاق الى أن استشهد إثر تعرضه لكمين نصبه له الاعداء في أرض أوغادين". وأوضح أن مصـطفى الانصاري "عاد الى أرض الجزيرة ولم يهنأ له عيش أهلها الرغيد ولما رأى حال الامة والمآسي التي تعيشها حصل بيننا وبينه اتصال ومراسلة فوعد خيراً ثم ما لبث ووفى بوعده فضرب العدو في مفصل اقتصادي مهم أثَّر كثيراً على أسواق النفط العالمـية". ورأى أن "هذا العمل المبارك هو نموذج طيب ومثال لكل من سـأل عن الطريق أو طلب الانضمام الى مجاهدين". وأضاف: "لا يخفى على أحد أن تنظيم القاعدة يعتمد على نظام الخلايا التي تعتمد كل خلية فيها على ربها ثم على امكاناتها الذاتية". وهدد بتصعيد العمليات في المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول الاسلامية، قائلاً: "نقول للجميع الدم، الدم، والهدم، الهدم، وسترون منا ما يسرّ ويشفي الصدور بـاذن اللـه، ليس في بلاد الحرمين فحسب بل في غيرها من بلاد الاسـلام... ان المجاهدين في تنظيم القاعدة حرصـوا على أن يرشدوا الامة الى وسائل تحقيق مثل هذه الاعمال عبر الكتب والاصدارات والموسوعات الجهادية"، مشيراً الى أن "معسكر البتار" وكتاب "هكذا نرى الجهاد ونريده" لحازم المدني نموذجان مفيدان لمن اراد الاستفادة. ورأى أنه "من الضروري أن يستشعر الاخوة أن حربنا حرب مدن وليست حرب جبهات"، مبديا حرصه على تفادي المدنيين المسلمين، إذ قال إن (حرصنا هذا على التحرز من دماء المسلمين هو الذي يجعلنا نتأخر ونتأنى في بعض العمليات). وأكد أن المجاهدين في جزيرة العرب على علاقة بالمقاومة العراقية، وأنه "بجهادنا في جزيرة العرب نخدم قضية العراق ونساعد المجاهدين هناك الذين لنا بهم اتصال وثيق، وبيننا وبينهم دعم متبادل ونحن نسعى الى إرباك العدو الاميركي وإشغاله في قواعده الخلفية، هو وحلفاؤه من حكومات العرب والعجم، وخصوصاً طواغيت جزيرة العرب".

وكانت "كتائب الحرمين" تبنت العام الماضي اعتداءات عدة على ضباط في الشرطة السعودية. وفي السادس من كانون الاول، هددت بتصفية "المرتدين" في السعودية، قائلة أنها استهدفت بالرصاص اللواء في أجهزة الامن عبد العزيز الهويريني بهجوم في الرياض، أسفر عن إصابته بجروح طفيفة.

الزرقاوي

الى ذلك، جاء في تقرير شاركت فيه أجهزة استخبارات في ثلاث دول أوروبية ونشرته أمس صحيفة "الوطن" السعودية أن المتشدد الاسلامي أبو مصعب الزرقاوي يخطط الآن لشن هجمات بغازات سامة على الأميركيين في العراق وفى بلدان أخرى. وقال ان هذا المتشدد هو أحد المسؤولين عن تجنيد الشباب المسلم في أوروبا على رغم انقطاع صلته المباشرة بالخارج منذ دخل العراق، إلا أنه يحاول إعادة الاتصال بشبكاته التي أسسها في أوروبا وفى الشرق الأوسط. واضاف أنه يحاول إعادة تنظيم جماعة "التوحيد" التي سبق له أن أسسها في نهاية التسعينات لإسقاط النظام الأردني وهو السبب الذي من أجله أصدرت المملكة الهاشمية في حقه حكما غيابياً بالإعدام الى جانب اتهامه بقتل الديبلوماسي الأميركي لورنس فولي عام 2002 في عمان.

وافاد التقرير أن الزرقاوي هرب من الأردن إلى العراق وأنه مختبئ الآن في مدينة الفلوجة وأن اسمه تكرر بقوة في كل تقارير الاستخبارات التي أعدت في بريطانيا وألمانيا وإيطاليا، وفي انتظام منذ عام ،2001 وأنه صار الرجل الأقوى والأشد عنفاً في "القاعدة" من غير ان يصير الرجل الأول.

(وص ف، رويترز، أ ش أ)

النهار 15 - 5 - 2004