ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ...... فرجت وكنت أظنها لا تفرج !!
بوادر حلحلة للأزمة ...مشاركة علاوي في قمة بغداد
في الوقت الذي يبدو فيه مبكرا الحكم على نتائج اجتماع قادة الكتل في بغداد، فإن تأكيد "القائمة العراقية" حضور زعيمها اياد علاوي الاجتماع الثاني المقرر الاسبوع المقبل، يجدد الامال بحلحلة، تنهي الازمة السياسية في العراق .
واتى الاجتماع الذي دعا إليه رئيس الجمهورية جلال طالباني في ظل تصاعد الأزمة السياسية بين "العراقية"، التي يتزعمها إياد علاوي، و"دولة القانون"، التي يتزعمها نوري المالكي، التي ازدادت حدتها إثر المظاهرات التي قام خلالها مؤيدون للمالكي برفع صور علاوي وإلى جانبه المتهم الرئيس بقضية "عرس الدجيل" فراس الجبوري الذي تقول "دولة القانون" إنه ينتمي إلى حركة الوفاق الوطني التي يتزعمها إياد علاوي.
وكان طالباني اعلن بعد اجتماعه مع ممثلي الكتل في غياب علاوي، اتفاقاً يقضي بتشكيل لجان تُجري حوارات ثم ترفع تقريرها إلى القادة السياسيين و "العمل على تقريب وجهات النظر بين رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس القائمة العراقية إياد علاوي"، إضافة الى وضع حد للتصعيد الإعلامي.
فيما اعتبر مراقبون ان قرار وقف الحملات الدعائية بين "العراقية" و"دولة القانون" من شأنه تمهيد الطريق لحوار قد يمتد من بغداد إلى النجف وأربيل، للبحث في الخيارات المتاحة مع اقتراب موعد الانسحاب الأميركي من العراق وعدم اكتمال جاهزية القوات العراقية واستمرار الجدل حول ما تبقى من بنود اتفاقية أربيل، وأهمها: تشكيل المجلس الوطني للسياسات العليا والوزارات الأمنية، وخطة المصالحة الوطنية وهيئة المساءلة والعدالة.
اما علاوي، الذي لم يحضر لقاء القادة في بيت طالباني، لأسباب صحية، والذي كان قد اعتذر العام الماضي عن عدم الحضور لاجتماع مماثل في منزل طالباني وللسبب نفسه قبل أن يتم نقل اجتماعات بغداد إلى أربيل بحضور الجميع في إطار ما سمي اجتماع الطاولة المستديرة.
فقد أعلنت قائمتة أنها سترى مدى التزام الأطراف السياسيين بما دار في منزل طالباني، خصوصاً في ما يتعلق بوقف الحملة الإعلامية والسياسية.
وأكدت "العراقية"حضور علاوي الاجتماع المقبل، وقال فتاح الشيخ في تصريح صحفي:"لدينا مطالب معروفة ومعلنة، ونعنقد بأنها مشروعة، وأبرزها اعلان دولة القانون التزامها الاتفاقات التسعة التي أُبرمت ضمن مبادرة أربيل".
وتابع: "ومع ذلك، فإننا نرحب بكل المبادرات الوطنية التي تسعى الى إنهاء الازمة الراهنة، بدليل حضور ممثلين عن القائمة تلبيةً لمبادرة رئيس الجمهورية".
وخلال تصريح صادر عن المكتب الاعلامي لحركة الوفاق الوطني العراقي التي يتزعمها اياد علاوي فقد اكدت الحركة على ان الاسباب الصحية لزعيمها كانت وراء عدم حضوره قمة بغداد.
وجاء في البيان ان " بعض الاوساط المغرضة روجت مزاعم كاذبة تتعلق بصحة الدكتور اياد علاوي رئيس كتلة العراقية، هدفها بث الاحباط في الشارع العراقي، والنيل من استقرار العراق، ويعتبر ذلك اول خرقاً للتهدئة الاعلامية التي تم الاتفاق عليها في اجتماع يوم الاثنين لدى فخامة الرئيس جلال الطالباني آملين ان لا يتكرر هذا الخرق".
ودعت" الاوساط التي تروج لمثل هذه الاكاذيب الى الكف عن اساليب التضليل التي تستهدف شرخ المشروع الوطني، فأننا نؤكد ان الدكتور علاوي يتمتع بصحة جيدة وهو يقوم باجراء فحوصات طبية للكتف الايسر والساق اليمنى التي تعرضت لاصابات سابقة اثر محاولة اغتياله على يد النظام السابق وبعض الارهابيين في اواخر السبعينات، وسيعود الى العراق فور انتهاء الاجراءات الطبية، علما انه لم يجر اية فحوصات طبية خارج بريطانيا" .
يذكر ان "القائمة العراقية" أعلنت الشهر الماضي فشلَ اجتماعها مع قائمة التحالف الوطني، وقررت تعليق مفاوضاتها مع الأخيرة الى حين تقديم إجابات عن أسئلة طرحتها تتعلق بـ "المجلس الوطني للسياسيات الإستراتيجية" وملف الوزارات الأمن.
من جهته اكد عضو "ائتلاف دولة القانون" عدنان السراج، في تصريح نقلته صحيفة "الحياة" في عددها الصادر اليوم، أن كتلته ترحب بمبادرة طالباني، وترى ان الاجتماع الاول كان "إيجايباً ومثمراً".
وأضاف: "لن تكون المبادرة سريعة التنفيذ، ونعتقد بأنها ستسغرق بضعة اسابيع تتخللها اجتماعات على مستوى اللجان التفاوضية ولقاءات لقادة الكتل، ونأمل أن تكلل بتفعيل اتفاقات الشراكة السياسية من جديد".
وأشار السراج الى ان "الاجتماع الماضي الذي عقد في منزل رئيس الجمهورية، خُصص في الاساس لترطيب الاجواء وإيقاف التصعيد الاعلامي بين الكتل والنواب، أما الجلسات اللاحقة، فستكون لمناقشة ملفات حساسة ومهمة، مثل إنهاء تسمية الوزراء الأمنيين وتشكيل مجلس السياسات الإستراتيجية".