85 ألف لاجئ عراقي إلى ألمانيا مهددون بالتسفير !
[align=center][glint]85ألف لاجئ عراقي إلى ألمانيا مهددون بالتسفير [/glint][/align]
May 17, 2004
بقلم: الشرق الأوسط
كولون: ماجد الخطيب
تلقى آلاف العراقيين خلال الأشهر القليلة الماضية قرارات سحب اللجوء من دائرة الأجانب الألمانية في ضوء تقرير صدر عن وزارة الخارجية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ويتحدث عن زوال المخاطر التي تهدد حياة اللاجئين العراقيين بزوال نظام صدام حسين.
وأثارت هذه القرارات موجة قلق بين طالبي اللجوء العراقيين بعد ان شمل سحب اللجوء عراقيين نالوا حق اللجوء السياسي الكامل والاقامة الدائمة، وطالت لاجئين قضوا اكثر من سبع سنوات في المانيا وتقدموا بطلب الحصول على الجنسية الألمانية، علما ان آخر احصائية متوفرة تشير الى وجود نحو 85 ألف لاجئ عراقي في ألمانيا تتمتع الغالبية العظمى منهم بالاقامة المؤقتة «السماح» والاقامة غير الدائمة حسب الفقرة 52 من قانون الأجانب. وهم ممن تلقى رفض اللجوء وقررت السلطات الألمانية عدم تسفيرهم وفق قرار خاص بالدول التي تعاني من أوضاع خاصة.
وتدور العديد من الأسئلة في أذهان اللاجئين العراقيين الذين وجدوا انفسهم فجأة، وبعد ان استقرت أوضاعهم نسبيا، وصار أطفالهم ينتظمون في المدارس الألمانية منذ اكثر من خمس سنوات، مهددين بالتسفير حال استقرار الوضع في العراق وتسليم الحكم بأيدي حكومة عراقية «مستقلة». ومن الأسئلة التي تقلق العراقيين: هل سيجري تسفيرهم عشوائيا من دون تمييز على أساس فترة الاقامة؟ متى سيسفرون؟ من هي المجاميع المهددة اكثر من غيرها؟ هل تشمل التسفيرات الحاصلين على الاقامة الدائمة؟
للإجابة على هذه الأسئلة، التقت «الشرق الأوسط» بالمحامي توماس غرونر في كولون (غرب) الذي يختص بقضايا لجوء العراقيين منذ اكثر من 25 سنة ويفد اليه اللاجئون من مختلف انحاء ألمانيا، وخصوصا ولاية الراين الشمالي ويستفاليا التي يسكنها نحو 20 مليون شخص.
* كيف تقيم حالة اللاجئين العراقيين في ألمانيا حاليا؟
ـ هناك جانبان أساسيان يميزان اوضاع العراقيين في الوقت الحالي، يتعلق الأول بالخشية من الترحيل القسري في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة في العراق وعدم استقرار الأوضاع ككل هناك. ويتعلق الجانب الثاني بالاشاعات الكثيرة التي تنتشر بينهم. ولا يمر يوم لا نسمع فيه عن اشاعات مثل: هناك قرار جديد سيصدر في ابريل (نيسان)، الحكومة الألمانية ستعمل على منح كافة العراقيين الاقامة الدائمة ..الخ. واستطيع القول ان 80 ـ 90% من هذه الشائعات خاطئة.
* شملت قرارات سحب اللجوء أعدادا غفيرة من العراقيين بمن فيهم حاملو الاقامات الدائمة وبعض المتقدمين بطلبات الحصول على جنسية؟
ـ لا أسباب في الوقت الحالي تستدعي الخشية من الترحيل الفوري لأن وزارة الداخلية ترى ان أوضاع العراق غير مستقرة، كما ان المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ترفض ذلك. صحيح ان نظام صدام حسين قد سقط وأنه تم سن قانون مؤقت للدولة العراقية الا ان الترحيلات القسرية لن تبدأ قبل ان يستقر الوضع في العراق وقبل ان تتشكل حكومة عراقية.
لكن المتقدمين بطلبات اللجوء حاليا، أو بعد سقوط النظام، لا أمل لديهم في الحصول على لجوء. فقانون اللجوء يضمن حق اللجوء السياسي للأفراد الملاحقين من قبل حكوماتهم وهو ما لا يتوفر في العراق حاليا بعد سقوط النظام السابق، ولعدم وجود حكومة عراقية مستقلة حاليا.
* لماذا قرارات سحب اللجوء إذن؟
ـ هناك قرار بتجميد معاملات العراقيين حاليا، كما ان الحكومة الألمانية في مرحلة الاستعداد لترحيل العراقيين حال تحسن الأوضاع في العراق. لكن جهاز دائرة اللجوء الألماني البيروقراطي عاجز عن التعامل مع معاملات عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين، فيقوم باقتناص الحالات التي تثير الموضوع وتمس قانون الاقامة في ألمانيا. فهناك حالات تثير موضوع سحب اللجوء لدى السلطات وهذا ما يؤلف معظم الحالات التي اتلقاهاه يوميا. وأنصح كافة اللاجئين العراقيين بتجنب هذه المعاملات حاليا أو تأجيلها. من هذه الحالات: طلب لم الشمل. وطلب الحصول على شهادة ميلاد لطفل عراقي ولد في ألمانيا (وهذا الطلب أدى الى سحب اللجوء من الكثيرين، ولم ينفع ان يتقدم المعني بتقديم اللجوء السياسي للطفل. والأفضل تجنب الولادات حاليا رغم كل ما ينطوي عليه الأمر من لاانسانية)، والتقديم على الجنسية الألمانية من قبل لاجئين لم يكملوا فترة 8 سنوات بعد، ارتكاب جنايات، أيا كانت، ودخول الحدود الألمانية بشكل غير شرعي، وزيارة العراق بواسطة جواز اللجوء والعودة به مختوما من العراق.
* ماذا تنصح في مثل هذه الحالات؟
ـ يجب التقدم باعتراض على قرار سحب اللجوء في كافة الأحوال، فهناك لحسن الحظ ثغرات في قانون اللجوء يمكن للمحامي النفاذ منها. كما ان الاعتراض يحيل القضية الى المحاكم ويعني كسب فترة طويلة الى حين صدور الحكم والتنفيذ.
وعدا عن المرفوضين، ويحملون « سماحا» مؤقتا بالاقامة ولا يحق لهم العمل، فان على كافة اللاجئين العراقيين العمل حاليا على استكمال شروط حصولهم على الاقامة الدائمة. أي العمل، تعلم اللغة، الاندماج في الوسط الألماني... الخ. ومن المحتمل جدا ان تتساهل السلطات الألمانية مستقبلا وتسمح ببقاء من مرت فترة طويلة على اقامته في ألمانيا ويعيل نفسه بنفسه.
وشيء مهم بالنسبة لحاملي الاقامة الدائمة حسب المادة 16 والاقامة غير الدائمة حسب المادة 51 ان يتقدموا بطلب الجنسية الألمانية بعد الايفاء بكافة الشروط والا أدى ذلك الى سحب لجوئهم. وضروري بالنسبة لحائزي اللجوء الانساني (المادة 51) ان يتقدموا خطوة خطوة وألا يتعجلوا التقديم على الجنسية قبل اكتمال فترة الأعوام الثمانية وايفائهم بشرط العمل. وعليهم أولا التقدم بطلب الحصول على الإقامة الدائمة غير المحددة، التي تمنح بعد مرور 8 سنوات، والتقديم على الجنسية الألمانية بعد انقضاء المعاملة الأولى. فالتقديم على الجنسية قبل التقديم على الاقامة الدائمة قد يقود الى سحب اللجوء.
* أي المجاميع مهددة بالترحيل أكثر من غيرها؟
ـ يعتمد وضع العراقيين في ألمانيا على تطورات الأوضاع الداخلية في العراق وتطورات الأوضاع الداخلية في ألمانيا. بمعنى من سيحكم ألمانيا، المحافظون ام الاشتراكيون، وعلى قضايا أخرى مثل مكافحة الارهاب وحاجة السوق... الخ.
السلطات الألمانية ستنتظر الى ان تتحسن الأوضاع في العراق، ثم تقوم بدراسة أوضاع العراقيين من زاوية: أي منهم تغير وضعه الاجتماعي وصار يعمل وتزوج ودرس.. الخ. وستقرر على أساس هذه التطورات موقفها من اللاجئين.
في البداية أقول لا خطر على الحاصلين على الجنسية الألمانية الا اذا كانوا قد كذبوا في المعلومات الأساسية المطلوبة، كأن يكونون غير عراقيين أو اعتمدوا وثائق مزورة... الخ.
واعتقد انه لا مشكلة مع اللاجئين الذين لديهم الاقامة الدائمة حسب المادة 16 أو الاقامة شبه الدائمة حسب المادة 51 ويفون بشروط العمل والوضع الاقتصادي والاجتماعي الثابت. هذا ما لم يرتكبوا جنايات أو ما شابه.
وهناك مجموعات أخرى ستفحص أحوالها بدقة لتقييم مدى انطباقها مع الشروط. وطبيعي فان الزواج من ألمانية أو من أجنبية تحمل الجنسية الألمانية سيحل المشاكل للبعض، أو ربما الدراسة والتخرج في ألمانيا أو الدراسة وتمويلها شخصيا بالعمل.
أن اكثر المجموعات المهددة بالترحيل هي مجموعة الحاصلين على «السماح» بالاقامة، وهي أكبر المجموعات، ولا يملكون حق العمل. مع ذلك من المحتمل ان تدرس السلطات الألمانية لاحقا امكانية تحويل «السماح» الى اقامة مؤقتة أو دائمة تسمح لهم بالعمل وتغيير شروط اقامتهم. وهذا الموقف الأخير يعتمد على سلطات الأجانب في مدينة وبعضها ستتسامح وبعضها الآخر سيتشدد. ولمن يحمل اقامة مؤقتة ويدرس حاليا في ألمانيا، وهو وضع مؤقت أيضا، يمكن ان يمنح اقامة مؤقتة لاحقا على جواز عراقي جديد.
وأنصح الراغبين في البقاء في ألمانيا بعدم الذهاب الى السفارة العراقية لاستحصال جوازات عراقية جديدة لأنهم يؤكدون بذلك عدم وجود خطر يتهددهم من قبل النظام العراقي الحالي.
المهم حاليا هو تجنب تسلم «سحب اللجوء» عن طريق تجنب القضايا التي تثيره لدى السلطات، والعمل بكل جد على تحسين الوضع الاجتماعي للايفاء بالشروط التي تراها دائرة الاقامة جديرة بمن يريد البقاء في ألمانيا.
صوت العراق
http://www.sotaliraq.com/latest-pres...5_17_3027.html