هل للمرجعية برنامج للإستقلال !! ..
يذهب البعض في تفسير موقفه المعادي لتيار الصدر .. بأنه في تحركه الاخير يعطل مشروع المرجعية لتحقيق الاستقلال واسترداد السيادة .. ويدعو البعض الآخر لتخذيل الناس الى درجة تحريم وادانة مقاومة العدوان الامريكي ولو بحجة الدفاع عن النفس .. لأن مثل هذه الأمور ستعطل مشروع المرجعية .. فهل للمرجعية مشروع للإستقلال واسترداد السيادة ..
اولا لننظر الى ما سيحدث .. لقد حددت ادارة بوش الثلاثين من حزيران موعدا لما اسمته تسليم السلطة للعراقيين .. أي ان قرارها هذا لم يكن نتيجة ضغط او موقف من اي طرف .. وكل مافي الأمر ان الادارة الامريكية قد اختارت هذا الموعد لحسابات داخلية بعد ان استطاعت من خلال صيغة مجلس الحكم ان تمرر وتفرض قرارها المعروف بإتفاقية نقل السلطة بما تتضمنه من اتاحة الفرصة لامريكا لإسباغ نوع من الشرعية او الغطاء العراقي لإحتلالها الدائم الى اشعار آخر للعراق .. وقد بتنا نعرف الآن ان الحكومة القادمة ستكون حكومة معينة ومفروضة من قوات الاحتلال .. وأن الجيش والأمن والاستخبارات ستبقى تابعة للمحتل .. وأن الاقتصاد والموارد والعقود ستبقى تحت تصرف امريكا .. وأن الثقافة والاعلام ستبقى تتلقى التوجيهات من المحتل بدليل ان بريمر شكل هيئة لادارة الاعلام قبل الاستقلال المزعوم بشهر .. وان العلاقات الخارجية للعراق ستبقى تحت نفوذ السفارة الامريكية كما صرح بذلك نغروبونتي اثناء استجوابه في الكونغرس .. ماذا بقي من الاستقلال غير تصريف الأمور الخدمية الداخلية .. وخدمة مخططات المحتل .. فإن كان هذا هو المنتظر تحقيقه في الثلاثين من حزيران .. فهل هو هذا مشروع المرجعية الذي يجب ان يخنع العراقيون حتى لايشوشوا عليه ..
بالطبع لابد ان نميز بين السيد السيستاني وبين اسمه الكريم .. لأننا لانعرف على وجه الدقة موقف السيستاني ورأيه وان كان لديه مشروع ام لا .. بينما نعلم ان اسم السيستاني هو الذي يوجه الامور .. وقد بات العراقيون يعرفون اليوم ان ماقيل عن لقاءات السيستاني وآراء السيستاني مجرد كذبة تم تلفيقها وتسويقها لتمرير بعض المواقف وتخدير الناس بإسم المرجعية .. وعلى سبيل المثال فإن الكثير من اللقاءات التي تمت بين اعضاء مجلس الحكم في رحلاتهم المكوكية المشهورة بين بغداد والنجف كانت في حقيقتها بين هؤلاء وبين محمد رضا السيستاني .. وليس هناك ادنى دليل على ان السيستاني الابن يتحدث بدقة وأمانة عن لسان السيستاني الاب .. بينما هنالك مؤشرات كثيرة على ان اسم السيستاني صار لعبة يتقاذفها عدد من الاطراف لتمرير الكثير من الامور التي تخص المصير العراقي ..
لايحتاج الاستقلال واسترداد السيادة الى الكثير من الجهد لشرحة وتعريفه .. وما صار معروفا هو ان ماسيحدث في الثلاثين من حزيران ليس استقلالا ولا استرداد للسيادة .. فماذا سيكون موقف السيستاني الذي جرى حشره في هذا الأمر وغيره من هذا الموضوع المصيري ..
مايجري اليوم في كربلاء والنجف هو ببساطة تصفية الجيوب التي تقول لا لمشروع التحايل على الاستقلال .. وبصرف النظر عن الاتفاق او الاختلاف حول أهلية الصدر وتياره للتصدي لمثل هذا الأمر .. الإ ان ما يجب ان نتوقف عنده .. ان من يرفضون موقف الصدر لايملكون بديلا واضحا حقيقيا وذا اسس .. وإنهم يراهنون على حسن نية المحتلين وحسب .. هل السيستاني مسؤول عن هذا الأمر .. لا يملك احد دليلا عن مسؤوليته المباشرة .. لكن اسم السيستاني ومن يستخدمه مسؤول عن تضييع الحقوق العراقية .. وتبرير الذبح اليومي الذي تقوم به قوات الاحتلال بحق العراقيين .. ومسؤول ايضا عن حالة الارتباك والاختلال الموجودة في الرأي العام العراقي نتيجة الاوهام الشائعة بين الناس بأن هذا او ذاك من المواقف يمثل رأي المرجعية .. المرجعية التي يحتاج اثبات مشاركتها ودورها الى جهد لايقوى أحد عليه .