الى حزب الدعوة الاسلامية في العراق
موفق الرميثي
القسم الاول
بسم اللـــــه الرحمن الرحيم
السادة الكرام في حزب الدعوةالاسلامية
السادة قيادي وكوادر هذا الحزب
السلام عليكم ورحمته وبركاته
قد يتبادر الى اذهانكم من قراءة العنوان اني ساصب جام غضبي عليكم ولكن تمهلوا قليلا معي ومع القارئ الكريم للوصول الى النهاية ولكي نسهل الموضوع ونثريه اكثر سأطرحه على شكل حلقات تباعا, ولكن لتؤخذ وجهات نظر ابناء العراق بشئ من الجدية وذالك من اجل الهدف السماوي السامي والله الموفق.
من المعروف ان حزب الدعوه الا سلاميه هو من اكبر الاحزاب الاسلاميه العراقيه واقدمها واقدرها واعمقها في الساحه العراقيه حيث انه تاسس سنة 1957 حسب ادبيات الحزب وهو يدعوا الى التغيير في اوساط الامه الاسلاميه والى اعادة بناء هذه الامه وفق المنهج الاسلامي عقيدة وسلوكا ونظاما ابتداءا من اللبنة الاولى وهو الانسان؛ ومنطلقهم في هذا التوجه هو عمل رسول الله(ص) ودعوته والخط التغيري في
القرأن الكريم ( ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وقسم الحزب مراحل عمله الى اربعة مراحل: المرحله التغيريه - المرحله السياسيه - مرحلة تسلم السلطه - مرحلة الحكم والرقابه ( ثقافة الدعوه) وبعدها بدأت طلائع هذا الحزب بالعمل الدوؤب الجاد لتغيير اوساط الامه نحو الافضل مبتدأتاً بالحوزه الجامعات والمساجد والاوساط المختلفه‘والذي يلاحظ تلك الفتره يجد بصمات الحزب واضحه في
قسمات التغير العراقي ابتداءاً من مواكب الطلبه والمواكب الحسينيه الى انتشار فروع مكتبة السيد الحكيم في غالبية مدن وقصبات العراق.
واستمر هذا الوهج بالعطاء ودخل السجون كوادر الحركه بشكل مبكر حيث اعدم القيادي البارز عبد الصاحب دخيل سنة 1971 ثم مجموعة الشيخ عارف البصري وصحبه الابرار المسماة ( قبضة الهدى) في سنة 1974الى ان بدأت المواجهه بين نظام البعث البغيض وبين طلائع الحركه الاسلاميه في سنة 1979. وبعد انتصار الثوره الاسلاميه الايرانيه( وليس الثوره الاسلاميه في ايران كما يقول الحركيون) زادت الهجمه على ابناء
الدعوه والحركه الاسلاميه وخرجت كوادر الدعوه من العراق ملتحقة اما بايران او الى دول الجوار متوزعه بعد ان اعدم الكثير واودع السجن الكثير, والذي تعرضت له الدعوه انذاك هو هجمه ضخمه مدروسه كادت ان تقضي على هذه الحركه.
الذي اريد ان اقوله من خلال هذا السرد التاريخي الموجز هو الوصول مع الاخوه في حزب الدعوه الى تصور واضح للمستقبل في العراق.
وبعدها انخرطت الدعوه في ايران بعمل سياسي محض ومحاصصه سياسيه وتحسس الشارع والساسه الايرانيون من الدعوه لامتلاكهم هاجس وخوف واضح من الدعوه لكونها عراقيه ومستقله في قرارها ولايمكن اخضاعها وهي تملك هذه القوه الجماهيريه وقوة الفكر وقوة الشخصيات, فبدأت بحرب ضروس مبطنه ضد هذه الحركه الاسلاميه العراقيه وبدأت بفصل اقاليم الدعوه عنها شيئاً فشيأ فبعد ان كانت الدعوه موزعه على عدة اقاليم ( العراق – لبنان- الخليج- افغانستان) سحبوا لبنان بتشكيل حزب الله من كوادر حزب الدعوه – توجهوا الى الخليج فزرعوا فكرة حزب الله والتناحر الداخلي في اوساط الحركيين وشكلوا حالة التطاحن الداخلي وتكسير روموز التحرك الاسلامي
في الخليج وتشويههم وابعاد الناس عنهم فبقي اقليم العراق فتوجهوا اليه بدراسه عميقه لتمزيقه وتشتيته فسلطو عليه ما يلي:
1- المقبور مهدي الهاشمي: رجل امريكا في ايران منذ بداية الثوره وصاحب النفوذ القوي والذي يكره الدعوه كرها شديدا يصل الى حد الحقد عليها وذلك من خلال تصريحاته ولان الدعوه شخصت حركته وعمالته وعدم نزاهته بتقرير قدمته الى مكتب الامام الحميني سنة 1981.
2- اغراء سيد ياقر الحكيم بالانفصال عن الدعوه بعد ان جلبته الدعوه من سوريا ( بعد خروجه من العراق لابسا العقال العراقي وساكنا المزه على حساب الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد) وعندها بدات المخابرات الايرانيه تبني وتشيد كيان اسمه سيد باقر الحكيم مقابل كيان اسمه حزب الدعوه ومن الطبيعي ان لهذا الدعم ثمن كبير سنأتي عليه في الدراسه في المستقبل – عندها لم يصدق الحكيم نفسه فمن فرد وحيد الى كيان يجابه الدعوه وبدا يدفع فاتورة حسابه بحربه المبطنه ضد الدعوه باتهامها هو ورجاله البعثيين والتوتبين بانها ضد الدوله - بانها ضد ولاية الفقيه - بانها ضد المرجعيه وبانها وبانها- هنا بدأت الدعوه في خطوتها الاولى ( الخطأ الكبير) عندما وضعت نفسها مقابل الحكيم وانشغلت بالحكيم وبالرد عليه وعلى اتهاماته والدخول في المعترك السياسي والفخ الذي رسمته لها المخابرات الايرانيه والغربيه هنا حجمت الدعوه نفسها وحركتها وقيدت هذا الحزب الضخم
بمواجهة الحكيم ورجاله.
3- زرع حالة الانشقاق وسحب كوادر من الدعوه بداية من ابوياسين - عزالدين سليم - ، ابو صاحب البصري، السيد الحائري ، الشيخ الاصفي ، الدكتور خضير اخيرا السيد ابو عقيل.
من هذه الزاويه كان على الدعوه ان تنظر للمستقبل بعين واعيه وان هناك خطا احمرا عليها ان لاتتجاوزه والا سيصل بها الحال الى خسران الكثير من وجودها وضياع مابنته بالدم من وجود اسلامي واعي متنور ومتطور.
الى اللقاء في القسم الثاني من الموضوع
))):- موفق الرميثي ))):-
:=