أيها العراقيون .. حكومتكم القادمة عميلة اختارها بريمر وفرضها عليكم !! ..
بريمر فرض علاوي على <<مجلس الحكم>> من دون علم الإبراهيمي
معركة الرئاسة تعيق التشكيلة الحكومية... والحل شخصيات من خارج المجلس!
أرجئت المشاورات لتسمية رئيس الجمهورية العراقية المقبل إلى اليوم بعدما فشلت الأطراف المعنية في حسم المعركة لصالح أي من المرشحين لهذا المنصب بسبب خلاف بين مجلس الحكم من جهة وسلطة الاحتلال والأمم المتحدة من جهة أخرى حول هذه القضية، يرجح أن يُحسم بتعيين شخصية من خارج المجلس.
وقال عضو مجلس الحكم محمود عثمان إن سبب إرجاء المناقشات حول اختيار رئيس للجمهورية بين هذه الأطراف الثلاثة <<يعود إلى أن الائتلاف يرى أن موضوع الرئيس يحتاج إلى المزيد من المشاورات>>. وأضاف أنهم <<يضغطون باتجاه عدم تولي الشيخ غازي عجيل الياور منصب رئيس الجمهورية في حين يريد أعضاء مجلس الحكم أن يتولى الياور هذا المنصب>>. وتابع <<لذلك طلبوا التأجيل لعلهم يحلون الموضوع بشكل آخر>>.
وفي ما يتعلق بموضوع نائبي الرئيس، قال عثمان إن <<الموضوع هو الآخر تأجل إلى غد (الاثنين) بسبب وجود مرشحين اثنين من الشيعة لهذا المنصب هما (رئيس حزب الدعوة) إبراهيم الجعفري وعادل عبد المهدي (من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق>>.
وكان عثمان قال في وقت سابق إنه <<برغم أن الجانب الأميركي والأمم المتحدة يضغطان للإتيان بعدنان الباجه جي لكنني لا اعتقد أنهما يمانعان إذا ما تم اختيار الياور>>.
وقال مصدر في مجلس الحكم إن <<المناقشات وصلت الى حد التوتر والتشنج عندما أصر أعضاء مجلس الحكم على تولي الياور منصب الرئيس>>. وأضاف المصدر أن <<أعضاء مجلس الحكم أصروا على إجراء تصويت على هذه المسألة بحيث كان كل الأعضاء الثلاثة عشر الشيعة والأكراد الستة وعدد من السنة يؤيدون تولي الياور المنصب نظرا لما يتمتع به هذا الرجل من أخلاق وسمعة طيبة وثقل لأنه رجل عشائر ويحظى باحترام معظم العراقيين>>. وأوضح المصدر أن <<عضوين فقط من أعضاء مجلس الحكم اعترضا على تولي الياور هذا المنصب>>.
ضغوط أميركية
وقال عضو في مجلس الحكم إن الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر ومبعوث الرئيس الأميركي جورج بوش، روبرت بلاكويل، حضرا جزءا من جلسة مجلس الحكم التي استمرت خمس ساعات ومارسا <<ضغوطا كبيرة>> على أعضائه كي لا يعلنوا يوم أمس عن خيارهم بشأن رئيس الجمهورية. وأضاف أن الأميركيين هددوا بعدم المصادقة على خيار المجلس بهذا الشأن.
وقال مسؤول عراقي إن سلطة الاحتلال والأمم المتحدة تسعيان إلى <<اقتراح مرشحين آخرين غير أعضاء في مجلس الحكم الانتقالي>> من اجل الخروج من المأزق. وأضاف <<نريد تجنب التصويت، ونحاول حصر لائحة محددة من المرشحين (لمناصب الرئيس ونائبي الرئيس) تكون متوازنة بين كل الاتجاهات وتعكس صورة البلاد>>.
ومع ذلك، نفى المتحدث باسم سلطة الاحتلال دان سينور أن يكون الأميركيون يضغطون باتجاه تعيين الباجه جي رئيسا للجمهورية. وقال <<لا نضغط على أحد أو نحثه على اختيار مرشح دون الآخر>>.
وجاء إصرار الأميركيين على الباجه جي مفاجئا كونهم سبق وأعلنوا أنهم غير مهتمين سوى بمنصب رئاسة الوزراء الذي آل إلى أياد علاوي المدعوم من وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأميركيتين. ومعروف أن السلطة الفعلية ستكون في يد رئاسة الوزراء فيما سيكون منصب الرئيس شرفيا.
... وكردية
وقال سياسيون عراقيون يشاركون في المحادثات إن الاكراد حاولوا بقوة الحصول على منصب الرئيس وسيتم تعويضهم عنه بوزارتين رئيسيتين هما الدفاع والخارجية. وقالت صحيفة <<التاخي>> الكردية إن الأكراد رشحوا رئيس برلمان كردستان روز نوري شاوة لمنصب نائب الرئيس.
التشكيلة الحكومية
ويأمل المبعوث الدولي إلى العراق الأخضر الإبراهيمي، الذي بدأ أمس الأول مشاورات مع علاوي حول التشكيلة الحكومية، أن ينتهي من هذا الموضوع اليوم أو غدا.
وقالت مصادر في مجلس الحكم إنه تم التوصل إلى اتفاق حول البعض من المناصب ال26 الوزارية. وتسربت أنباء أفادت أن عادل عبد المهدي (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية) هو المرشح لتولي وزارة المالية ، وتامر غضبان لوزارة النفط وسمير الصميدعي سيحتفظ بوزارة الداخلية. وأعلن المتحدث باسم مجلس الحكم حميد الكفائي أمس ان وزيري الدفاع والداخلية الحاليين علي علاوي وهوشيار زيباري سيحتفظان بحقيبتيهما في الحكومة المقبلة. وقال مسؤولون عراقيون إن اتفاقا قد تم بشأن <<99 في المئة>> من المناصب، لكن مسؤولين في سلطة الاحتلال قالوا إن مناقشات لا تزال تجري بشأن عشرة مقاعد وزارية.
<<اختيار>> علاوي
وكان مسؤول عراقي شارك في المشاورات لاختيار رئيس للحكومة قال أمس الأول إن بريمر ضغط على أعضاء مجلس الحكم الجمعة لتسمية رئيس الوزراء المقبل في اليوم نفسه، مضيفا أن <<إصرار الأميركيين على السرعة في تسمية رئيس الحكومة لم يدع فرصة للإبراهيمي لعرض نتائج مشاوراته على مجلس الحكم الانتقالي>>.
وأوضح المسؤول أن تنافس الأحزاب الشيعية داخل مجلس الحكم حال دون توصلهم الى توافق على مرشح لرئاسة الحكومة. ففيما اصر المجلس الاعلى على ترشيح عادل عبد المهدي أصر حزب الدعوة على ترشيح ابراهيم الجعفري. ورفض بريمر، الذي حضر اجتماع مجلس الحكم الجمعة، اعطاء فرصة اضافية للتوصل الى تسمية مرشح لهذا المنصب و<<تم اختيار اياد علاوي كحل وسط رغم ان اسمه لم يرد سابقا بين الاسماء الاكثر تداولا>>. وأضاف المسؤول أن الإبراهيمي وصل خلال اجتماع مجلس الحكم بعد مغادرة بريمر فأبلغ أنه تم تعيين علاوي لرئاسة الحكومة ف<<فوجئ>> وبارك، مضيفا أن ذلك يفسر حالة الارتباك التي سادت مقرات الأمم المتحدة في بغداد ونيويورك عقب الإعلان عن تلك التسمية.
وقال محمود عثمان أمس إن علاوي <<كان مرشح الأميركيين. لقد اقترحوا اسمه على المجلس ودعمناه>>.
الباجه جي
وفي هذا السياق، قال الباجه جي لمحطة <<أيه بي سي>> التلفزيونية الأميركية إن المجلس لا يملك صلاحية اختيار الرئيس الجديد للعراق. وأوضح أن <<اختيار تشكيلة الحكومة الانتقالية ليس منوطا بالمجلس. القانون ينص على تشكيل الحكومة بعد مشاورات مطولة مع كافة فئات المجتمع العراقي>>. وأضاف، ردا على سؤال عما إذا كان سيصبح الرئيس الجديد، <<ينبغي الانتظار حتى الغد (الاثنين). سيصدر إعلان غدا>>، موضحا <<لن يتم التصويت في المجلس (لاختيار الرئيس الجديد). المجلس لم يحدد رئيس الوزراء. تم ببساطة إعلان التوصل إلى اتفاق لتعيين أياد علاوي رئيسا للوزراء. كتبت وسائل الإعلام أن المجلس اختاره او انتخبه، وهذا غير صحيح>>. (ا ب، ا ف ب، رويترز)
السفير 31 - 5 - 2004