مواجهة بين الائتلاف ومجلس الحكم حول المرشح للرئاسة وبريمر يطرح 4 أسماء بديلة
بغداد - ابراهيم خياط وباسل محمد
انفض اجتماع لمجلس الحكم الانتقالي العراقي امس, من دون حسم اختيار رئيس للجمهورية, وذلك بعد مداولات ماراثونية شهدت توتراً و"تشنجاً", في غياب مستشار الأمم المتحدة السفير الأخضر الابراهيمي.
وتحول النقاش الى مواجهة بين "الائتلاف" الذي يمثل سلطته المدنية الحاكم بول بريمر, وبين مجلس الحكم الذي ايدت غالبية اعضائه تشريح الشيخ غازي عجيل اليارو لمنصب رئاسة الدولة, في حين تردد ان "الائتلاف" والأمم المتحدة يدعمان ترشيح عدنان الباجه جي, وان المخرج اليوم قد يكون بمرشح "حل وسط", واعتبر الباجه جي ان المجلس لا يملك صلاحية اختيار الرئيس العراقي.
وفاجأ بريمر مجلس الحكم باقتراح أربعة اسماء جديدة من خارج المجلس, في وقت اهتزت هدنة النجف بخرق محدود, واتهمت جماعة عبدالعزيز الحكيم أنصار مقتدى الصدر بقصف مقر "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في المدينة. تزامن ذلك مع اتهام "المؤتمر الوطني العراقي" (بزعامة أحمد الجلبي) الشرطة العراقية بمحاصرة مكتب هذا الحزب في الرمادي.
واكد مصدر في مجلس الحكم ان المداولات أمس شهدت "توتراً وتشنجاً عندما أصر اعضاء المجلس على تولي الياور منصب الرئيس, ثم أصروا على اجراء تصويت, بحيث كان جميع الاعضاء الثلاثة عشر الشيعة والأكراد الستة وعدد من السنة يؤيدون تولي الياور المنصب, نظراً الى ما يتمتع به من اخلاق وسمعة طيبة وثقل, لأنه رجل عشائر ويحظى باحترام معظم العراقيين". وأوضح ان "عضوين فقط من اعضاء المجلس اعترضا على تولي اليارو رئاسة الدولة, وفي ظل هذا الاصرار, طالب ممثلو الائتلاف بتأجيل النقاشات الى الغد (اليوم) من أجل تمييع المسألة".
ونفى الناطق باسم سلطة "الائتلاف" دان سينور ممارسة ضغوط لترجيح كفة أي مرشح لرئاسة الحكومة العراقية, مؤكداً ان الأمم المتحدة "تشرف على عملية التعيين", ومشيراً الى ان مستشار المنظمة الدولية الأخضر الابراهيمي لم يضع بعد "اللمسات الأخيرة على تشكيلة الحكومة".
واكدت مصادر عراقية تعثر النقاش حول اختيار رئيس للجمهورية, في حين نقلت وكالة "فرانس برس" عن عضو مجلس الحكم محمود عثمان ان سبب تأجيل المداولات الى اليوم هو رغبة "الائتلاف" في مزيد من المشاورات. وزاد: انهم يضغطون باتجاه عدم تولى الشيخ غازي عجيل الياور منصب رئيس الجمهورية, في حين يريد اعضاء مجلس الحكم ان يتولى هذا المنصب". واشار ايضاً الى تأجيل حسم اختيار نائبي الرئيس "بسبب وجود مرشحين من الشيعة, هما ابراهيم الجعفري رئيس حزب الدعوة وعادل عبدالمهدي من المجلس الأعلى للثورة الاسلامية". وكان عثمان رجح اختيار الياور رئيساً "لأن غالبية أعضاء مجلس الحكم تؤيد ترشيحه, وعلى رغم ان الجانب الاميركي والأمم المتحدة يضغطان لمصلحة عدنان الباجه جي, لا اعتقد بأنهما يمانعان اذا اختير الياور".
ويستأنف مجلس الحكم صباح اليوم مداولاته لحسم قضية التشكيلة الوزارية واختيار رئيس للدولة بعد جلسة كان مفترضاً ان تكون نهائية, لكن اعضاء المجلس قرروا بالإجماع بعد ست ساعات من المداولات, التأجيل الى اليوم.
وناقش المجلس أمس خمس نقاط, هي قانون الانتخابات والهيئة المشرفة عليها, وملحق قانون الادارة الانتقالية والمجلس الوطني الموقت وموضوع التشكيلة الحكومية ورئاسة الجمهورية. وأقر قانون الانتخابات, واتفق على ادخال تعديلات على فقرتين في ملحق قانون الادارة الانتقالية. وأثارت جدلاً نقطة تتعلق بحجم تمثيل المرأة في المجلس الوطني, بسبب عدم تحديد عدد معين.
وعلمت "الحياة" ان اعضاء مجلس الحكم الذين سيشاركون في الحكومة سيراوح بين 10 و15 عضواً على الأكثر, اما الذين لن يشاركوا فسيكونون ضمن اعضاء الهيئة العليا التي ستتكون من 50 - 65 عضواً, بينهم شخصيات بارزة نقابية وعسكرية. وستتولى الهيئة الدعوة الى مؤتمر وطني موسع في تموز (يوليو), يحضره حوالى 1000 - 1500 شخصية عراقية, وينبثق منه المجلس الوطني الذي سيضم 100 - 150 شخصية على الأكثر. كما علمت "الحياة" ان الحكومة المقبلة ستضم 6 وزيرات من أصل 26 وزيراً, ومن المنتظر ان يحل مجلس الحكم نفسه اليوم فور الانتهاء من تشكيل الحكومة.
في واشنطن, وصف ريتشادر لوغار, رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي, اياد علاوي, الذي اختير لرئاسة الحكومة الانتقالية العراقية بأنه "سياسي محنك". وقال لشبكة "فوكس نيوز" ان "المعلومات الصحافية تفيد أن علاوي تعاون مع سي آي اي, وبعضهم ينظر الى ذلك بإيجابية, وآخرون يرون العكس, لأنه يمكن ان يكون مقرباً جداً من الولايات المتحدة". لكنه اعترف بأن الاختيار فاجأ بعض المسؤولين في ادارة الرئيس جورج بوش.
قصف في النجف
أمنياً, تعرضت هدنة النجف لخرق امس, باشتباكات محدودة بين أنصار مقتدى الصدر والقوات الأميركية التي اتهمها أحد أتباع الزعيم الشيعي بانتهاك وقف النار. تزامن ذلك مع معلومات عن وساطة يقودها عضو المكتب السياسي في "حزب الدعوة - تنظيم العراق" عبدالكريم العنزي, باسم "البيت الشيعي", لتطويق أزمة الاتهامات المتبادلة بين تيار الصدر و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" (بزعامة عبدالعزيز الحكيم). ورشحت معلومات عن "انقسام" داخل قيادة "المجلس الأعلى" على كيفية التعامل مع "جيش المهدي".
وتعرض مقر المجلس في النجف الى قصف بقذائف "هاون" مصدره مقبرة وادي السلام, واتهم أحد عناصر أنصار الصدر بالاعتداء.
وكان اللافت أمس في سياق الجدل حول مدة بقاء القوات الأجنبية في العراق, إعراب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن أمله بـ"خفض كبير" للقوات البريطانية قبل نهاية 2005, علماً أنه أجل لأسابيع قراراً بإرسال تعزيزات. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المرشح الديموقراطي للرئاسة الأميركية جون كيري انه لا يحبذ تحديد موعد لسحب القوات الاميركية.
الى ذلك, استبعدت ايران أي تعاون مع الولايات المتحدة في العراق, داعية الى حكومة "كاملة السيادة" في هذا البلد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية رضا آصفي: "لا يمكن ايران ان تتعاون مع قوة محتلة ترتكب الجرائم الأكثر همجية" ضد الأماكن الدينية في جنوب العراق.
تزامن ذلك مع تحذير قائد الحرس الثوري الجنرال رحيم صفوي الاميركيين من "غضب المسلمين في العالم", بسبب "عدم احترامهم" الأماكن الدينية في العراق. وتوقع ان تواجه واشنطن "الغضب الالهي", كما حصل مع قياصرة روسيا بعد قمعهم المعارضة في شمال ايران عام 1912, من خلال قصف مرقد الإمام الرضا في مشهد.
استبعاد أبرز مرشحين لرئاسة العراق والتحالف يقول :القصص حول ترشيحهما مفبركة.!!
[glint]استبعاد أبرز مرشحين لرئاسة العراق[/glint]
والتحالف يقول :القصص حول ترشيحهما مفبركة.!!
http://www.alarabiya.net/staging/por...31/1754341.jpg
بغداد- الكوفة- كركوك (العراق)- اف ب
استبعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة اليوم الاثنين المرشحين الرئيسيين لتولي منصب رئيس العراق الشيخ غازي عجيل الياور وعدنان الباجه جي لشغل هذا المنصب, معتبرا أن القصص حول ترشيحهما مفبركة.
من ناحية أخرى قتل اليوم جنديان أمريكيان و3 عراقيين كما أصيب مترجم يعمل لدى القوات الأمريكية في كركوك خلال عمليات منفصلة في أنحاء العراق.
وحول الترشيحات لمنصب الرئاسة العراقية اعتبر مسؤول في قوات التحالف -فضل عدم الكشف عن اسمه- في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية أن القصة مفبركة بالكامل، مضيفا أنه يتم البحث لتولي منصب الرئيس وثلثي الوزراء الجدد من خارج مجلس الحكم".
وكان قد تقرر في وقت سابق تأجيل اتخاذ اي قرار بشان اختيار رئيس للحكومة العراقية المؤقتة المقبلة حتى غد الثلاثاء, وسط خلاف مرير بين مجلس الحكم الانتقالي العراقي وسلطة الائتلاف التي تقودها الولايات المتحدة حول اختيار الشخص الذي سيتولى الرئاسة عند تسليم السلطة للعراقيين في 30 حزيران/يونيو المقبل.
واعلن محمود عثمان احد اعضاء مجلس الحكم الانتقالي اليوم ان اجتماع المجلس الذي كان يفترض ان يتم اليوم الاثنين لاختيار الرئيس العراقي المقبل ارجىء الى يوم غد الثلاثاء بطلب من سلطة الائتلاف.
وتنفي التصريحات الأخيرة للمسئول في التحالف ما ورد سابقا حول تأجيل الاجتماع والذي قيل إنه تم بسبب اختلاف مجلس الحكم الذي عينته الولايات المتحدة مع سلطة الائتلاف والامم المتحدة على المرشحين للرئاسة. حيث قيل إن المجلس يفضل تعيين غازي الياور الرئيس الحالي للمجلس وهو مسلم سني, في حين يفضل الحاكم المدني الاميركي بول بريمر ومبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي, المسلم السني عدنان الباجه جي.
وقال مصدر عراقي ان شائعات تسود بان مسؤولين اميركيين يرغبون في ترشيح بعثي كان ضابطا سابقا في الحرس الجمهوري لهذا المنصب، واقر حامد الكفائي المتحدث باسم مجلس الحكم العراقي ان "السباق مفتوح" الا انه نفى تلك التقارير وقال انها شائعات لاثارة المخاوف.
الا ان مسؤولين عراقيين اتهموا بريمر بالتلاعب بعملية اتخاذ القرارات على حساب مجلس الحكم الانتقالي والامم المتحدة التي يسود الغموض دورها رغم تأكيد الائتلاف مرارا انها تقود عملية تشكيل الحكومة.
ويعارض مجلس الحكم الانتقالي تفضيل الابراهيمي لان يلعب التكنوقراطيون دورا بارزا في الحكومة المؤقتة غير المنتخبة, واكدوا ان السياسيين قادرون وحدهم على جمع اشلاء البلد الممزق، وفي المقابل اشتكى الابراهيمي في مقابلة مع مجلة تايم من ان الحاح الاميركيين وتردد العراقيين وانعدام الامن جعلت مهمته بتشكيل حكومة عراقية مؤقتة مهمة صعبة.
ولم يشارك الابراهيمي في اجتماع امس الاحد, الا ان متحدثا قال ان الفريق الانتخابي الاميركي حضر الاجتماع، وقال الكفائي ان "دور الامم المتحدة هو على الدوام دور استشاري. يجب ان يكون
القرار في يد الشعب العراقي".
ويوضح سامي العسكري, العضو المناوب عن محمد بحر العلوم في المجلس الانتقالي "بصراحة الجميع يشعرون بالانهاك. ويشعر المجلس الانتقالي بانه مستبعد (..) ويبدو ان الائتلاف هو الذي يتولى السيطرة".
العربية نت
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=3904