الرد على صحيفة الرد التي هاجمت وزراء الشيعة
ميزت تشكيلة الحكومة العراقية الجديدة التي أعلنها رئيس الوزراء اياد علاوي أمس باعتدال في التمثيل الذي ضم أطيافاً واسعة من العراقيين لتبتعد عن مأزق سابقتها التي شكلها مجلس الحكم أواخر تموز (يوليو) 2003 وطبعتها المحاصصة الطائفية بطابع ضيق جلب عليها ردود فعل غاضبة, فمعظم الوزراء الجدد "تكنوقراط", على رغم تمتعهم بخلفيات سياسية ولهم علاقات مع بعض الأحزاب والقوى.
ومن أبرز ملامح التشكيلة الوزارية غياب الوزراء الشيعة ذوي النزعة المتشددة, ومنهم وزير الاتصالات حيدر العبادي ووزير الصحة فاضل عباس ووزير الإسكان والإعمار باقر الزبيدي (بيان جبر), والذين حولوا وزاراتهم الى "قلاع" للتشدد اكان ذلك بالإعتماد على مقربين من أحزاب شيعية أو باعتماد تقاليد عمل غريبة على الدولة العراقية, وذلك باجبار الموظفين الرجال على اطلاق اللحى والنساء على ارتداء الحجاب الشرعي, وابعادهن عن مكاتب الوزراء والمراكز الإدارية المتقدمة إلا في حال وجودهن بأمر من "سلطة التحالف الموقتة".
وللتشكيلة الجديدة ملمحها البارز الثاني, تمثلت في حضور قوي للبعثيين السابقين, مثل وزير الدفاع حازم الشعلان, العسكري البعثي الذي اختلف مع النظام السابق بعد انتفاضة آذار (مارس) 1991 وهاجر الى لندن إثر انتقام حكومة بغداد من عشيرته (الخزاعل) في الفرات الأوسط, وبعد عودته الى العراق العام الماضي شغل منصب محافظ الديوانية. كذلك الحال مع وزير التعليم العالي طاهر البكاء الذي ظل لفترة طويلة يشغل منصباً قيادياً في "البعث", خصوصاً في "الاتحاد الوطني لطلبة العراق", ووزير الدولة لشؤون المحافظات القاضي وائل عبداللطيف ووزير الداخلية العسكري البعثي السابق ومحافظ تكريت فلاح النقيب, ابن الشخصية العسكرية السابقة حسن النقيب, الى جانب وزير التجارة محمد الجبوري.
وفيما يطبع الملمحان السابقان (إبعاد المتشددين الشيعة وحضور البعثيين السابقين) حكومة علاوي, فهناك ملمح ثالث تمثل في وجود عدد من النساء في الوزارة الجديدة, فوزيرة الزراعة سوسن الشريفي حلت محل الوزير عبدالأمير العبود, ومشكاة مؤمن حلت محل الوزير عبدالرحمن صديق في وزارة البيئة, وحلت السيدة باسكال ايشو وردا في وزارة المغتربين والمهاجرين بدلاً من جاسم محمد, وحلت ليلى عبداللطيف مكان سامي عزارة المعجون في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية, فيما استحدث منصب وزير الدولة لشؤون المرأة وشغلته نرمين عثمان, واحتفظت نسرين البرواري بمنصبها وزيرة للبلديات والأشغال.
الرجاء من الاخوة كتابة رد وارساله لصحيفة الحياة