بوش لصدام : أمامك سبعة أيام للرحيل

مصادر بالبيت الأبيض تكشف عن مشروع قرار ضد العراق
بوش لصدام : أمامك سبعة أيام للرحيل
عواصم :: وكالات:
29\09\2002
كشفت مصادر دبلوماسية مقربة من البيت الأبيض امس السبت عن مشروع القرار الأميركي حول العراق الذي تعتزم واشنطن تقديمه الى مجلس الامن كإجراء أخير قبل اعلان أميركا الحرب على العراق و الذي يمهل الرئيس العراقي سبعة أيام لقبوله والتخلي عن السلطة في بغداد والرحيل عن البلاد حيث تري واشنطن انه يمثل خطر على العالم وكذلك 30 يوما لكشف جميع برامج أسلحة الدمار الشامل فى العراق وفتح المنشات المتعلقة بها للتفتيش تحت إشراف أميركي .
ولم تحدد المصادر التي رفضت كشف هويتها ما اذا كانت مهلة ال30 يوما تشمل ام لا مهلة الاسبوع.
ورفض مسؤول اميركي كبير طلب عدم ذكر اسمه تأكيد هذه المهل المحددة. وقال ان على الرئيس العراقي "ان يقبل سريعا" هذا القرار ويرحل ناجيا بنفسه وعائلته .
ومضى يقول ان "الامم المتحدة طلبت في الماضي ان تسلم لها معلومات كاملة وشاملة قبل موعد محدد (حول برامجه للتسلح) وهذا ما نطلبه".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة امس السبت ينص مشروع القرار على الدخول الى جميع مواقع التفتيش بما في ذلك ثمانية مواقع رئاسية عراقية كانت بموجب اتفاق مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في 1998 تحظى حتى الان بوضع خاص.
واوضح المسؤول الاميركي "لقد قلنا بوضوح باننا نريد رفع القيود عن عمليات التفتيش". واضاف "على المفتشين ان يتمكنوا من التحرك بحرية ويجب ان لا يكون هناك اي موقع في العراق لانتاج اسلحة الدمار الشامل".
وأكد الرئيس جورج بوش امس السبت خلال خطابه الاسبوعي الى الاميركيين على الخطر الذي يمثله العراق على الولايات المتحدة.
وقال ان "الخطر على بلادنا خطير ومتنام. النظام (العراقي) يقيم علاقات قديمة وما زال مع المجموعات الارهابية ومع ارهابيي القاعدة الموجودين في العراق".
واضاف "نحن نعلم انه (صدام حسين) يسعى الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل بمستوى احقاده. وعلينا وقفه (والا) فالمخاطر التي نواجهها ستتفاقم شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة".
وتابع "لا بد من نزع اسلحة الديكتاتور ويجب اتخاذ هذه التدابير او انها ستفرض".
واكد بوش ان الكونغرس والبيت الابيض قريبان من اتفاق حول مشروع القرار الرئاسي بشان العراق الذي يريد بوش ان يحصل على موافقة صريحة لاستخدام القوة ضد بغداد في حال دعت الحاجة.
ومضى يقول "نحرز تقدما ونقترب من اتفاق وقريبا سنتحدث بصوت واحد".
واكد ان "امن بلادنا تعهد قطعه الحزبان السياسيان الاميركيان".
وتابع "اننا متحدون في عزمنا على التصدي لهذا التهديد الجدي على اميركا".
وطالب الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ توم داشل الاربعاء الرئيس بتقديم اعتذارات اثر تصريحات المحت الى ان الديموقراطيين في مجلس الشيوخ غير قلقين على امن الولايات المتحدة. ولم يعتذر بوش لكنه حاول مذاك تهدئة الخواطر مشددا على ان النقاش الجاري متمدن.
في المقابل ،توعد العراق الولايات المتحدة بتكبيدها "خسائر لم تتكبدها منذ عشرات السنين" في حال شنت هجوما على اراضيه، بينما واصل امس السبت ثلاثة نواب اميركيين ديموقراطيين معارضين مهمة تحقيق حول الوضع الانساني في العراق.
وحذر العراق في الوقت نفسه من انه سيرفض اي قرار جديد للامم المتحدة حول نزع الاسلحة اذا ما راى انه سيضر بمصالحه.
وحذر نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز من ان "العدوان على العراق لن يكون نزهة اميركية بل معركة شرسة ستتكبد فيها اميركا خسائر لم تتكبدها منذ عشرات السنين".
واعتبر عزيز الذي كان يتحدث في ندوة عربية عقدت في بغداد، ان "المحرك الاساسي وراء الرغبة الاميركية في العدوان على العراق هي الكيان الصهيوني".
واوضح "في ظل هذا العدوان سيتمكن (رئيس وزراء اسرائيل ارييل) شارون من ان يحقق ما عجز عن تحقيقه خلال عشر سنوات وخاصة في السنتين الاخيرتين"، مشيرا الى ان " خطة الترانسفير (تهجير الفلسطينيين) التي تاجلت عشر سنوات ستنفذ خلال العدوان ..وليس بعد انتهاء العدوان على العراق".
وقد صعدت بغداد من لهجتها في حين تواجه واشنطن ولندن صعوبة في الحصول على موافقة شركائهما في مجلس الامن الدولي لاستصدار قرار جديد متشدد من مجلس الامن حول العراق.
وتعارض كل من فرنسا وروسيا والصين اللجوء التلقائي الى القوة ضد العراق وهو ما يعتزم الاميركيون والبريطانيون تضمينه في القرار كخيار اذا لم تتعاون بغداد مع مفتشي نزع الاسلحة الدوليين الذين قد يعودون الى العراق اعتبارا من الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر.
من جهته اعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان للصحافيين ان موقف العراق من مسالة المفتشين قد حسم وان اي اجراء جديد يهدف الى الاضرار بالعراق غير مقبول.
وكان رمضان يرد على التجاذبات الجارية في مجلس الامن الدولي حول اصدار قرار جديد حول نزع الاسلحة اثر موافقة بغداد في السادس عشر من ايلول/سبتمبر على عودة مفتشي الامم المتحدة لنزع الاسلحة بعد غياب دام قرابة اربعة اعوام.
واكد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري لدى استقباله الجمعة في بغداد النواب الديموقراطيين الاميركيين الثلاثة "استعداد العراق لتنفيذ كافة قرارات مجلس الامن الدولي".
وقد رأى صبري ان زيارة النواب الثلاثة ديفيد بونيور (ميشيغن) ومايكل ثومبسون (كاليفورنيا) وجيم ماكديرموت (ولاية واشنطن) تشكل "مساهمة في بناء تفاهم مشترك بين الشعبين العراقي والاميركي والمؤسسات المعنية في البلدين".
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية في تصريح لصحافيين ان صبري والبرلمانيين الثلاثة "استعرضوا العلاقات بين العراق والامم المتحدة".
واوضح هذا المصدر ان اعضاء وفد مجلس النواب الاميركي "ابدوا استعدادهم لبذل الجهود من اجل تجنب الحرب وبناء السلام والامن".
والنواب الاميركيون الذين وصلوا الجمعة الى العراق سيتوجهون بعد ظهر اليوم السبت الى مدينة البصرة (560 كلم جنوب بغداد) في زيارة تفقدية تستمر 24 ساعة للمستشفيات وللاطلاع على واقع حياة العراقيين في الجنوب قبل ان يختتموا زيارتهم غدا الاثنين.
من جهة اخرى نددت بغداد بشدة بالاتهامات الاميركية حول علاقات بين العراق وتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن.
ودانت صحيفة "بابل" العراقية امس السبت التصريحات الاميركية التي تشير الى وجود علاقة بين العراق وتنظيم القاعدة، معتبرة ان محاولات الادارة الاميركية الربط بين الجانبين "مسرحية جديدة فاشلة"، موضحة ان "الادارة الاميركية ذاتها نفت ان تكون هناك اي علاقة لنا مع القاعدة".
و اعلن وزير الخارجية العراقي ناجي صبري امس السبت اثر وصوله الى طهران ان "محور الشر الحقيقي هو محور واشنطن-تل ابيب".
وقال صبري في مطار طهران محورا التعبير الذي استخدمه الرئيس الاميركي جورج بوش في تصنيف العراق وايران وكوريا الشمالية ان "محور الشر الحقيقي هو محور واشنطن-تل ابيب، هذا هو محور الشر الحقيقي".
وستتزامن زيارة صبري مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر مبارك الصباح الذي ينتظر وصوله اليوم الاحد الى طهران.
يأتي ذلك في الوقت الذي تظاهر فيه عشرات الاف الاشخاص (350 الفا حسب المنظمين) امس السبت في لندن تعبيرا عن معارضتهم لاي ضربة عسكرية محتملة اميركية-بريطانية ضد العراق في ما اعتبر احدى اكبر التظاهرات السلمية التي تنظم في اوروبا.
وقال اندرو موراي احد المتحدثين باسم منظمي التظاهرة "انها التظاهرة الاكبر التي تشهدها بريطانيا ضد الحرب".
وكان منظمو التظاهرة قدروا عدد المشاركين في البداية بربع مليون ثم اعلنوا انه ارتفع الى 350 الف شخص.
بالمقابل قدرت الشرطة بعيد الظهر عدد المشاركين بنحو خمسين الفا الا انها اوضحت ان هذا الرقم غير نهائي.
وشارك العديد من النواب والشخصيات في التظاهرة التي جابت وسط لندن بعيد الظهر وعبرت امام مقر رئاسة الحكومة في داونينغ ستريت حيث قام المتظاهرون بالصفير تعبيرا عن احتجاجهم على مواقف رئيس الحكومة توني بلير.
وقام بالدعوة الى التظاهرة كل من "الائتلاف ضد الحرب" و"جمعية المسلمين في بريطانيا"، والشعاران الرئيسيان اللذان تصدرا التظاهرة موجهان الى بلير والرئيس الاميركي جورج بوش وهما "لا تهاجموا العراق" و"الحرية لفلسطين".
وقامت مئات الحافلات التي استؤجرت خصيصا للمناسبة بنقل المتظاهرين من كافة انحاء بريطانيا. وكانت اليافطات التي رفعت موقعة باسم نقابات او منظمات سلمية او جمعيات تمثل مجموعات اتنية... الخ.
ووزع المنظمون يافطات كتب على بعضها "لا تهاجموا العراق باسمي". ولوحظ مشاركة عائلات باكملها مع اطفالها.
وقال المخرج البريطاني كين لوتش "لا يمكننا ان نشارك في هذه الحرب، ولا يمكن ان نكون سببا في قتل مئة الف عراقي فقط للدفاع عن المصالح النفطية للولايات المتحدة وهيمنتها على تلك المنطقة".
ووصلت التظاهرة قبيل الساعة 00،15 (00،14 تغ) الى هايد بارك على وقع هتافات "فلتسقط اميركا" و"فلتسقط اسرائيل" و"لا للحرب من اجل النفط".
وتعاقب عدد من الخطباء على المنبر لالقاء كلمات امام المتظاهرين، وكان ابرزهم النائب عن حزب العمال جورج غالاواي الذي سبق وزار بغداد والتقى الرئيس العراقي صدام حسين.
وقال غالاواي "اوجه نداء الى هذه الدول الكبيرة التي هي فرنسا وروسيا والصين : لا تسمحوا بان تتعرضوا للاذلال كما يحصل لبلدنا اليوم، قاوموا جورج بوش".
من جهته ندد رئيس بلدية لندن المنشق عن حزب العمال كين ليفينغستون بالمصالح الاقتصادية البحتة التي تحرك الولايات المتحدة في هذه الازمة.
ومن المتوقع ان تشكل هذه التظاهرة اشارة واضحة لبلير الذي يشارك اليوم الاحد في مؤتمر لحزب العمال في بلاكبول (شمال غرب انكلترا) حيث سيكون الموضوع العراقي على راس مواضيع البحث.

_:-