القوات الأميركية تحول أحد أوكار المتعة لصدام إلى أكبر قاعدة لها في الخارج
في المنتجع نفسه الذي كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين ومساعدوه يصيدون الغزلان ويدللون عشيقاتهم، تقوم القوات الأميركية ببناء واحدة من أكبر قواعدها خارج أميركا منذ حرب فيتنام. وتتكون هذه القاعدة الضخمة الآن من الخيام والفيلات والمقطورات. وتتراكم الاكياس المعبأة بالرمل كواحد من أبرز المعالم المعمارية في هذه القاعدة. والعنصر الأساسي في البناء في «معسكر النصر»، وهو الاسم الذي أطلق على القاعدة، هو الأعمدة الرخامية المزخرفة بأشكال حلزونية من الأحجار الدقيقة المتماوجة الألوان والتي تشبه لدرجة ما الأزياء الصحراوية التي يرتديها جنود القاعدة أنفسهم.
ويتربع القصر الضخم المسمى قصر الفاو وسط بحيرة اصطناعية تزدحم بأسماك مختلفة الألوان والأشكال. وسيكون القصر المقر الجديد للقيادات العليا في الجيش الأميركي في العراق. وكانت قنبلة أميركية قد أصابت القصر ذا الطوابق الثلاثة ولكن أعيد بناؤه وأضيفت إليه غرفة عمليات يطلق عليها اسم «ثلاجة اللحوم» من شدة برودتها.
وطوال ساعات اليوم يصعد الضباط والموظفون على هذه السلالم الحلزونية وينزلون منها، مما يذكر المرء بزمن غابر كانت الإمدادات أهم فيه من المعلومات. ويمكن تصور أيزنهاور أو باتون وهما يتمشيان على هذه الأرضيات الصقيلة اللامعة، مع أنهما لن يتعرفا في الغالب على التقنيات العالية التي صارت تحيط بانحاء القصر.
وقد أحضرت القوات الأميركية مركزا للعمليات المشتركة من الولايات المتحدة أصبح يحتل جناحا كاملا في القصر، وهو ليس أقل من مراكز العمليات الموجودة داخل البنتاغون. وهناك أكثر من 150 كومبيوترا مرتبطة بمناطق مختلفة في العراق، وتعرض ثلاث شاشات ضخمة، كل منها بحجم مسرح كبير، كل التفاصيل المتعلقة بالعمليات وتحركات القوات وأحوال الطقس. وتستطيع هذه الشاشات تلقي البث من كل القنوات الفضائية، كما تستقبل كذلك أفلام الفيديو المرسلة إليها مباشرة من طائرات الاستطلاع. قال البريغادير جنرال وليام تروي، رئيس هيئة الأركان الجديدة المشرفة على كل العمليات في العراق «كل من نحتاج إليه من القادة موجود في أحدى الغرف. كل المشاركين في العمليات موجودون ويستطيعون جميعا رؤية نفس الصورة لميدان المعركة».
ويمكن لهذه التقنية أن تستخدم كذلك لرفع معنويات القوات التي ترسل إلى العراق في مهام تستغرق عاما كاملا في العادة. إذ تستخدم معدات مؤتمرات الفيديو لربط الجنود بِأسرهم في الولايات المتحدة، مما يمكنهم من المشاركة في المناسبات العائلية مثل حفلات التخرج وأعياد الميلاد والترقيات وغيرها.
عدد الجنود الموجودين في «معسكر النصر»، الذي يقع مباشرة بعد مطار بغداد، حوالي 14 ألفا حاليا. كما يضم قيادتين للتخطيط الاستراتيجي والعمليات اليومية، وكذلك فرقة الفرسان الأولى المسؤولة عن الشؤون الأمنية ببغداد. ومع أن طائرات من طراز «بلاكهوك» تسيطر على الأجواء، إلا أن الحيوانات البرية تفرض وجودها كذلك. وثمة قلعة يبلغ إرتفاعها حوالي 50 قدما شيدت على شكل خلية النحل وتسكنها عائلات كاملة من الوطاويط جلبت في عهد صدام حسين لمحا