ثورة الحسين/الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الثورة الصحيحة هي الإحتجاج النهائي الحاسم على الواقع المعاش، فبعد أن تخفق جميع الوسائل الأخرى في تطوير الواقع تصبح الثورة قدراً حتمياً لا بدّ منه.
والقائمون بالثورة الصحيح...ة هم دائماً أصح أجزاء الأمة، هم الطليعة، هم النخبة التي لم يأسرها الواقع المعاش وإنما بقيت في مستوى أعلى منه وإن كانت تدركه، وتعبه وترصده. وتنفعل به. وتتعذب بسببه.
تصبح الثورة قدر هذه النخبة ومصيرها المحتوم حين تخفق جميع وسائل الإصلاح الأخرى. وإلا فإن هذه النخبة تفقد مبررات وجودها إذا لم تَثر. ولا يمكن أن يقال عنها أنها نخبة،أنها تكون نخبة حين يكون لها دور تاريخي، وحين تقوم بهذا الدور.
ولا بدّ أن تبشّر بأخلاق جديدة إذا حدثت في مجتمع ليس له تراث ديني وإنساني يضمن لأفراده - لو اتّبع - حياة إنسانية متكاملة، أو تحيي المبادئ والقيم التي هجرها المجتمع أو حرّفها إذا كان للمجتمع مثل هذا التراث كما هو الحال في المجتمع الإسلامي الذي كانت سياسة الأموين المجافية للإسلام تحمله على هجر القيم الإسلامية واستلهام الأخلاق الجاهلية في الحياة....
دار آل محمد