الشيخ الاراكي : السيد الحكيم اوثق من يمكن الاعتماد عليه في هذه الحقبة الزمنية
beeb_609@hotmail.com
حبيب احمد
اقيمت اليوم في المركز الاسلامي في انكلترا صلاة الجمعة بحضور جمع غفير من المؤمنين بامامة اية الله الشيخ محسن الاراكي الوكيل الشرعي لولي امر المسلمين الامام الخامنئ في انكلترا ومؤسس المركز الاسلامي.
وقد تطرق سماحته في خطبته العربية الى مايواجه المنطقة من مخاطر، مركزا حديثه على مايواجه العراق في المستقبل.
وجاء في جانب من حديثه (اقول للعراقيين لا بصفتي ممثلا للسيد القائد الامام الخامنئي حفظه الله، ولا بصفتي رئيسا للمركز الاسلامي، بل من خلال تجربتي السياسية التي امتدت لاكثر من ثلاثين عاما في العراق وايران وكنت في خطوطها الامامية من المواجهة مع التيارات المختلفة، و بعيدا عن اية مصلحة لانني لا اتبع سوى المعايير الاسلامية التى سنها الله سبحانه.
الالتفاف والوحدة حول محور امين من ضرورات المرحلة التي يمر بها الشعب العراقي, ولا ارى محورا اكثر امانا من محور السيد الحكيم حفظه الله تعالى.
فالسيد الحكيم هو اوثق من يمكن الاعتماد عليه كمحور لنضال الشعب العراقي في هذه الحقبة الزمنية،
جهاده ايمانه علمه تجربته السياسية.
ولا اقول انه لايخطيء، فمن منا لايخطيء
اين تجد في الساحة السياسية العراقية من هو اقل خطأ من السيد الحكيم؟
واين تجد في الساحة السياسية العراقية من يوثق بايمانه اكثر من السيد الحكيم؟
واين تجد من يملك تجربة سياسية كالتي يملكها السيد الحكيم؟
واين تجد في الساحة السياسية العراقية من يوثق بوطنيته واخلاصه للشعب العراقي وللعراقيين والاسلام ولمذهب اهل البيت اكثر من السيد الحكيم؟
اقول هذا اداء للواجب وادعو اخوتي من جميع الفرقاء في الساحة العراقية ان يتأملوا فيما قلت وان يعرفوا واجبهم في هذا الظرف العصيب،فالساحة العراقية بحاجة لمحور قوي تلتف حوله القوى الوطنية العراقية ويكون وجها قويا للعراق ليقول الكلمة القوية المخلصة للشعب العراقي وللاسلام ولا يوجد محور اقوى واكثر اطمئنانا وثقة اصلح من هذا المحور).
=X:
الاراكي مرة اخرى !!!
نعم ... الاراكي مرة اخرى ... متى نخلص من هؤلاء المتطفلين على
شعبنا العراقي المظلوم ...
الشيخ محسن الاراكي ... كان حاكم شرع خوزستان في بداية الثورة الايرانية ... استطاع اقصاء السيد الطباطبائي والسيطرة على القضاء في تلك المحافظة وذلك عام 1981 ...
منذ ذلك الحين بدأ الاراكي بالتدخل في القضية العراقية ... ساعد حزب الدعوة الاسلامية في البداية ... ثم ساهم بتوسيع شقة الخلاف الاول داخل الدعوة الذي حدث بين الشينخين الاصفي والكوراني ... حيث دعم خط (الاقلية) وهو جماعة الكوراني ضد حزب الدعوة .... ثم بدأ بدعم الخط الايراني في المجلس الاعلى أي خط (علي الحائري (اول رئيس للمجلس وصهر المشكيني) ومحمد باقر المهري ومحمود الهاشمي (الشاهرودي) ) ....
وعندما تم تشكيل فيلق بدر (وكان في البداية فرقة) بدأ الاراكي بالعمل على أمل الحصول على منصب معين (ففي ذلك الوقت كان الجميع يعتقد (ومنهم كاتب هذه الكلمات) بان صدام ونظامه سينتهون بنهاية الحرب العراقية الايرانية ... وانتهت الحرب ومات الامام الخميني وبقي صدام ...
وعاد الاراكي مرة اخرى الى الساحة ولكن هذه المرة بعنوان (ممثل الولي الفقيه في فيلق بدر) وقام بافتتاح مراكز لهذه الممثليات في المحافظات الايرانية الرئيسية ... طهران .. قم ... كرمنشاه ... مشهد ..
وبدأت هذه الممثليات حربا (مخفية) مع المجلس الاعلى ... فكل طرف يحاول ان يسحب الفيلق لجانبه ... كانت حربا باردة بين الرجلين (الحكيم والاراكي) ولكن كل واحد يحذر من صاحبه ... فالاثنان مقربان من ولي أمر المسلمين (السيد خامنئي) !!!
وجاءت الانتفاضة الشعبانية الباسلة ... وأخذت المحافظات العراقية تسقط الواحدة بيد الاخرى بيد الثوار ... وبدأت صور باقر الحكيم ترسل بالالاف الى العراق ...
وخاف الاراكي مرة اخرى ان يخسر ويفقد حصته في الفريسة (العراق) ارض الخيرات ... فهل يقف مع الحكيم ضد باقي الاطراف (وخصوصا حزب الدعوة ) الذي أخذت كوادره تنفذ الى داخل الوطن وبدأت تتحرك ... أم يقف مع الحكيم المدعوم من ايران ...
بعد ثلاثة ايام من الانتفاضة الشعبانية كنت في منطقة شلامجة الحدوية احاول الدخول الى مدينة البصرة لالتحق بابطال الانتفاضة في منطقة التنومة والتي تربطني بالكثير منهم علاقات قديمة ... وعندما حاولت الدخول منعوني في السيطرة التي اقامها فيلق بدر على الحدود وطلبوا مني ان آتي لهم بتصريح دخول من (استخبارات الفيلق) او ما يسمى هنا ب (الحفاظة) ... رجعت الى مدينة المحمرة (خرمشهر) وذهبت الى الستاد (مقر العمليات) وهناك وجدت عمار الحكيم وابو محمد العسكري (المسؤول الثاني في حركة المجاهدين) فارشدني ابو محمد العسكري الى مسؤول الحفاظة هناك ...
ذهبت لالتقي بشخص اعرفه (وهو ابو صادق الحلي) ففرحت لان هذا سيسهل علي المهمة ... ولكن (ردته عون طلع فرعون) فسألني هل انت في القيلق ... فقلت لا ... فقال : لا يجوز لاحد غير عناصر الفيلق بالدخول ... قلت ولماذا ... قال : الاوامر ... قلت يا أخي ابو صادق انت تعرفني جيدا .. وعلى فرض لا تعرفني اعتبرني (شيوعيا) اريد ان ادخل الى البصرة لاساهم مع ابناء وطني هناك بمقاومة المجرم ... فقال الرجل لقد صدر حكما شرعيا ... نعم حكم شرعي وليس فتوى بعدم السماح بدخول اي عراقي الى المناطق المحررة باستثناء المنضوين تحت لواء المجلس الاعلى والمؤمنين بقيادة السيد محمد باقر الحكيم للقضية العراقية فقط !!! فقلت له : ومن هو (اليفتهم) الذي اصدر هذا الحكم الشرعي ... فاراني الحكم ...
وهو بخط الشيخ محسن الاراكي يمنع فيه جميع التشكيلات والتظيمات التي لا تعمل تحت امرة السيد الحكيم بالدخول الى العراق ويمدح الحكيم في هذا الحكم مدحا طويلا ... ويحرم كل عمل لا يكون بامرته فهو القائد الاعلي للقوات المسلحة المسلمة العراقية !!!!
(نص الفتوى بخط الشيخ وسانشرها للاخوة حال الحصول عليها فهي موجودة بين اوراقي المتراكمة) ...
فقلت له : اسمع ابو صادق عندما جئت الى ايران وعبرت الحدود لم أأخذ اجازة من أحد ... وكذلك الان لا احتاج وذهبت خارجا وأنا العن اليوم الذي سلط أمثال الاراكي علينا ....
عندما كنت خارجا من المقر وجدت السيد ابو عقيل الموسوي (من حزب الدعوة الاسلامية) فسألته عن الوضع فقال لي اني اراجع منذ امس لادخال 80 مجاهدا الى العراق ولكن الاخوة !!! لا يعطونا اجازة ... فقلت له : سيدنا اني ابن المنطقة وانا اعرف الطريق جيدا انا بانتظار جماعتك بعد صلاة المغرب وساوصلهم الى اي مكان بالبصرة .. وبالفعل تم المراد والحمد لله ...
بعد انتهاء الانتفاضة بالفشل (للاسباب المعروفة) ... وفشل الاراكي بالحصول على ما يريد رجع الى قم وانتهت لعبة (ممثلية الولي الفقيه) لان الكرة أصبحت منذ ذلك الوقت بيد الامريكان وليست بيد ايران والحكيم ... فقام الاراكي بفتح مركز الفكر الاسلامي لتحقيق الكتب الاسلامية واستقر هناك سنوات الي ان صدر الامر السامي بتعيين محسن الاراكي ممثلا للولي الفقيه في عاصمة الضباب !!!
وكنت اعتقد اننا خلصنا من الاراكي ومن تدخلاته في مأساتنا كما خلصنا من الثالوث (علي الحائري .. باقر المهري .. الهاشمي) ...
ولكن حجة الاسلام الاراكي عاد هذه المرة بعنوان (آية الله الاركي) وبعد ان عادت القضية العراقية للتحرك من جديد وبدأت امريكا تغازل الحكيم ... فبدأنا صاحبنا يفكر من جديد ... وها هو يعود للمسرح مرة اخرى .... فمتى يتم خلاصنا من هؤلاء ؟؟؟
قيصر الركابي
الاراكي مرة اخرى !!!
نعم ... الاراكي مرة اخرى ... متى نخلص من هؤلاء المتطفلين على
شعبنا العراقي المظلوم ...
الشيخ محسن الاراكي ... كان حاكم شرع خوزستان في بداية الثورة الايرانية ... استطاع اقصاء السيد الطباطبائي والسيطرة على القضاء في تلك المحافظة وذلك عام 1981 ...
منذ ذلك الحين بدأ الاراكي بالتدخل في القضية العراقية ... ساعد حزب الدعوة الاسلامية في البداية ... ثم ساهم بتوسيع شقة الخلاف الاول داخل الدعوة الذي حدث بين الشينخين الاصفي والكوراني ... حيث دعم خط (الاقلية) وهو جماعة الكوراني ضد حزب الدعوة .... ثم بدأ بدعم الخط الايراني في المجلس الاعلى أي خط (علي الحائري (اول رئيس للمجلس وصهر المشكيني) ومحمد باقر المهري ومحمود الهاشمي (الشاهرودي) ) ....
وعندما تم تشكيل فيلق بدر (وكان في البداية فرقة) بدأ الاراكي بالعمل على أمل الحصول على منصب معين (ففي ذلك الوقت كان الجميع يعتقد (ومنهم كاتب هذه الكلمات) بان صدام ونظامه سينتهون بنهاية الحرب العراقية الايرانية ... وانتهت الحرب ومات الامام الخميني وبقي صدام ...
وعاد الاراكي مرة اخرى الى الساحة ولكن هذه المرة بعنوان (ممثل الولي الفقيه في فيلق بدر) وقام بافتتاح مراكز لهذه الممثليات في المحافظات الايرانية الرئيسية ... طهران .. قم ... كرمنشاه ... مشهد ..
وبدأت هذه الممثليات حربا (مخفية) مع المجلس الاعلى ... فكل طرف يحاول ان يسحب الفيلق لجانبه ... كانت حربا باردة بين الرجلين (الحكيم والاراكي) ولكن كل واحد يحذر من صاحبه ... فالاثنان مقربان من ولي أمر المسلمين (السيد خامنئي) !!!
وجاءت الانتفاضة الشعبانية الباسلة ... وأخذت المحافظات العراقية تسقط الواحدة بيد الاخرى بيد الثوار ... وبدأت صور باقر الحكيم ترسل بالالاف الى العراق ...
وخاف الاراكي مرة اخرى ان يخسر ويفقد حصته في الفريسة (العراق) ارض الخيرات ... فهل يقف مع الحكيم ضد باقي الاطراف (وخصوصا حزب الدعوة ) الذي أخذت كوادره تنفذ الى داخل الوطن وبدأت تتحرك ... أم يقف مع الحكيم المدعوم من ايران ...
بعد ثلاثة ايام من الانتفاضة الشعبانية كنت في منطقة شلامجة الحدوية احاول الدخول الى مدينة البصرة لالتحق بابطال الانتفاضة في منطقة التنومة والتي تربطني بالكثير منهم علاقات قديمة ... وعندما حاولت الدخول منعوني في السيطرة التي اقامها فيلق بدر على الحدود وطلبوا مني ان آتي لهم بتصريح دخول من (استخبارات الفيلق) او ما يسمى هنا ب (الحفاظة) ... رجعت الى مدينة المحمرة (خرمشهر) وذهبت الى الستاد (مقر العمليات) وهناك وجدت عمار الحكيم وابو محمد العسكري (المسؤول الثاني في حركة المجاهدين) فارشدني ابو محمد العسكري الى مسؤول الحفاظة هناك ...
ذهبت لالتقي بشخص اعرفه (وهو ابو صادق الحلي) ففرحت لان هذا سيسهل علي المهمة ... ولكن (ردته عون طلع فرعون) فسألني هل انت في القيلق ... فقلت لا ... فقال : لا يجوز لاحد غير عناصر الفيلق بالدخول ... قلت ولماذا ... قال : الاوامر ... قلت يا أخي ابو صادق انت تعرفني جيدا .. وعلى فرض لا تعرفني اعتبرني (شيوعيا) اريد ان ادخل الى البصرة لاساهم مع ابناء وطني هناك بمقاومة المجرم ... فقال الرجل لقد صدر حكما شرعيا ... نعم حكم شرعي وليس فتوى بعدم السماح بدخول اي عراقي الى المناطق المحررة باستثناء المنضوين تحت لواء المجلس الاعلى والمؤمنين بقيادة السيد محمد باقر الحكيم للقضية العراقية فقط !!! فقلت له : ومن هو (اليفتهم) الذي اصدر هذا الحكم الشرعي ... فاراني الحكم ...
وهو بخط الشيخ محسن الاراكي يمنع فيه جميع التشكيلات والتظيمات التي لا تعمل تحت امرة السيد الحكيم بالدخول الى العراق ويمدح الحكيم في هذا الحكم مدحا طويلا ... ويحرم كل عمل لا يكون بامرته فهو القائد الاعلي للقوات المسلحة المسلمة العراقية !!!!
(نص الفتوى بخط الشيخ وسانشرها للاخوة حال الحصول عليها فهي موجودة بين اوراقي المتراكمة) ...
فقلت له : اسمع ابو صادق عندما جئت الى ايران وعبرت الحدود لم أأخذ اجازة من أحد ... وكذلك الان لا احتاج وذهبت خارجا وأنا العن اليوم الذي سلط أمثال الاراكي علينا ....
عندما كنت خارجا من المقر وجدت السيد ابو عقيل الموسوي (من حزب الدعوة الاسلامية) فسألته عن الوضع فقال لي اني اراجع منذ امس لادخال 80 مجاهدا الى العراق ولكن الاخوة !!! لا يعطونا اجازة ... فقلت له : سيدنا اني ابن المنطقة وانا اعرف الطريق جيدا انا بانتظار جماعتك بعد صلاة المغرب وساوصلهم الى اي مكان بالبصرة .. وبالفعل تم المراد والحمد لله ...
بعد انتهاء الانتفاضة بالفشل (للاسباب المعروفة) ... وفشل الاراكي بالحصول على ما يريد رجع الى قم وانتهت لعبة (ممثلية الولي الفقيه) لان الكرة أصبحت منذ ذلك الوقت بيد الامريكان وليست بيد ايران والحكيم ... فقام الاراكي بفتح مركز الفكر الاسلامي لتحقيق الكتب الاسلامية واستقر هناك سنوات الي ان صدر الامر السامي بتعيين محسن الاراكي ممثلا للولي الفقيه في عاصمة الضباب !!!
وكنت اعتقد اننا خلصنا من الاراكي ومن تدخلاته في مأساتنا كما خلصنا من الثالوث (علي الحائري .. باقر المهري .. الهاشمي) ...
ولكن حجة الاسلام الاراكي عاد هذه المرة بعنوان (آية الله الاركي) وبعد ان عادت القضية العراقية للتحرك من جديد وبدأت امريكا تغازل الحكيم ... فبدأنا صاحبنا يفكر من جديد ... وها هو يعود للمسرح مرة اخرى .... فمتى يتم خلاصنا من هؤلاء ؟؟؟
قيصر الركابي
اللهم العن من ظلم الشعب العراقي
عندما يصبح الاراكي اية الله اكيدا سيكون الحكيم افضل رجل لقيادة الشعب العراقي .
طاح حظ هذا الوقت .
الحكيم هو الأجدر على قيادة الشيعة نحو أمريكا
أحمد الحاج / كتابات
نعم يمكن أن نقول هكذا بان السيد محمد باقر الحكيم هو الأجدر على قيادة
العراقيين الشيعة نحو الارتماء الكامل في أحضان أمريكا، وهذا ليس عيبا لأنه عمل
بمايعتقد به وحسنا فعل لأنه اكد في مناوراته السياسية الذكيةأن الاسلام لايصلح
للحكم وقد اقترب بلذك من رأينا فنحن نعتقد بالعلمانية السياسية ونرى أن العراق
يجب أن لايحكم بطريقة الحكم الديني ولنا في تجربة ايران مثلا صارخا وهي تجربة
فشلت.وتؤكد الاحصاءات الرسمية أن معظم الشبان الايرانيين لايعيرون اهتماما
للدين ولا للفروض الدينية وماعادوا يولون رجال الدين الاهتمام او
يحترموهم،ونعلم أيضا أن رجال الدين العراقيين لم يقدموا مثالا على الصمود
والتضحية في الرخاء،عدا ماضي بعضهم النضالي المجيد وأقصد منهم السادة الصدر
الأول والثاني، والمبرقع وبعض المشايخ وعدد كبير منهم قتل صبرا. الحكيم اليوم يقود مشروعا طائفيا خطيرا بحجة الدفاع عن مصالح الشيعة وينسجم في
هذا الطرح مع نظرية بريطانية قديمة اعيد احياءها من جديد عن تأليب الطوائف
والأعراق على بعضها، ويمارس في ذات الوقت أشد أنواع الدكتاتورية والتفرد في
الرأي ومحاربة منتقديه ومن يخالفه في الرأي ولايتحمل أي كلمة انتقاد تقال عليه،
ويحرك رجال المخابرات الايرانية ضده ،وهذا ليس غريبا على المجلس الأعلى أن
يتبنى التعاون مع البعثيين وأتباع النظام السابقين أو المدعين انهم خرجوا عليه
لأن معظم المؤيدين للحكيم واتباعه هم من البعثيين السابقين او التوابين وهم
مجموعة دائما مع القوي وكانوا مع صدام حين كان قويا ثم اسروا في الحرب مع ايران
وأخرجهم الحكيم من الأسر لينضموا اليه ويستخدمهم رأس حربة في الاعتداء على
معارضيه.
إنني لأعجب من الشيخ محسن الأراكي أن يتدخل بهذا الشكل السافر في القضية
العراقية وهو ايراني كان وبقي ويمثل مرشد ايران اية الله علي خامنئي،ولايحق له
التدخل في القضية العراقية ويحدد لها من يقود العراق.
اتصلت بقم ولدي علاقات مع عدد من الكتاب فيها وقالوا لي ان الاجماع كله ضد
الحكيم واستشهدوا بظاهرة (ضرب النعال) التي تعرض لها في مسجد الاعظم في ذكرى
استشهاد الصدر الذي حاربه الحكيم وحاربه اخوه ايضا وقتله.
نعم انه قتل الصدر بدفعه الى اعلان مواقف مناوئة للسلطة بينما كان الحكيم قد
اسؤجر من قبل السلطة لتهدئة ثوار خان النص في طريق النجف الأشرف ثم سجن لكي
يعاد تأهيله بحسب مخطط صهيوني والا لماذا لم يقتله النظام ولماذا سجنه أصلا
وكان ينفذ اوامره ؟؟؟.
لست اسلاميا ولا اتبنى الخطاب الديني لكن اقولها بصراحة إن الحكيم أساء للاسلام
وللشيعة تحديدا وأنصحه أن يخلع لباس رجال الدين ويعلن انه سياسي علماني كما هو
حال نبيه بري والعديد من رجال الدين الشيعة في لبنان وابرء ساحة العلامة نصر
الله والمقاومين من رجال الدين وهم قليل.
المصدر : http://www.kitabat.com/
تأمل في ترشيح الأراكي للحكيم قائدا للعراق
تأمل في ترشيح الأراكي للحكيم قائدا للعراق
ضياء الشكرجي
بادئ ذي بدء وإزالة للبس ينبغي ألا يفهم تجريد عنوان مقالتي من العنوان المألوف (آية الله) أمام اسم كل من الشيخ الأراكي والسيد الحكيم من باب التقليل من شأنيهما، ولكني شخصيا لا أحب المبالغة في استخدام العناوين بمناسبة وغير مناسبة، فمنذ أن كتبت مقالاتي المحدودة والمتواضعة في بعض مواقع الإنترنت وبعض الصحف، لم أستخدم عبارة (الشيخ) أمام اسمي، بالرغم أن الكثيرين يضعون هذا العنوان أمام أسمائهم، بل الكثيرون يضيفون اللقب الأكاديمي إلى إمضائهم. على أي حال هذا شأن شخصي، لا أريد أن أحكم عليه سلبا ولا إيجابا، ولكني شخصيا لا أحب استخدام الألقاب والعناوين إلا إذا تطلبت الضرورة القصوى ذلك، وتجريد اسمي الشخصيتين العلمائيتين المحترمتين من العنوان المألوف لا يقلل من احترامي لهما.
نقل السيد حبيب أحمد في مقالة له على النهرين ما جاء في خطبة الجمعة لحجة الإسلام الشيخ الأراكي - حفظه الله -، في نصيحته للشعب العراقي أن لتفوا حول السيد الحكيم كشخصية وحيدة مؤهلة لتكون محورا لجميع العراقيين. سماحة الشيخ الأراكي يعبر هنا من غير شك عن قناعته، التي سبق وعبر عنها بفتواه الشهيرة أيام الانتفاضة الشعبانية عام 1990 بتحريم أي عمل ميداني ضد النظام، إذا لم يكن تحت راية الحكيم. ومن حق الشيخ الأراكي علينا أن نحترم قناعته، ولكن من حقنا أن تكون لنا قناعة لا تتفق مع قناعته، كوناها من جراء تجربة عقدين مثقلين بما اثقلتهما به تلك التجربة.
إني لم أكن لأتطرق إلى مثل هذه المواضيع، لولا أنها طرحت من على منابر الإعلام، ولولا أنها ربما ستفرز بعض ردود الفعل، وستؤدي إلى بعض الإثارات هنا أو هناك. ولكن في الوقت الذي لا تتحمل المرحلة الحرجة أن نثير كل مفردات الماضي، أو أن ندخل في سجالات كلامية، ونساهم في تأجيج ما يوسع الهوة بين الفرائق العراقية الوطنية عموما، وبين فصائل التيار الإسلامي على وجه الخصوص، يمكن أن يقال وبنفس المقدار لا تتحمل حساسية المرحلة استباق الزمن واستعجال الترشيحات للمواقع المتقدمة لمسؤولية إدارة الشأن السياسي لمرحلة ما بعد سقوط الطاغية. وربما تشتد الحساسية عندما يأتي الترشيح من بعض الساحات الإقليمية، التي ساهمت في الكثير من إفرازات التجربة. والكل يعلم أن سماحة الشيخ الأراكي في تأريخه وجهاده واهتماماته كان بنسبة كبيرة عراقي الهم.
نرجع إلى صلب الموضوع. رأي سماحة الشيخ الأراكي – وكما مر - محترم على أي حال. ولكن قد لا يحبذ لخطباء الجمعة أن يستثمروا منبر الجمعة للتعبير عن وجهة نظرهم الشخصية، فيما يختلف الناس به عادة، ولا سيما جمهور المصلين أنفسهم. وهذا لا يختص بالشيخ حفظه الله، بل تشمل أكثر من خطيب جمعة استثمر منبر الجمعة بطريقة ما كان ينبغي أن تكون. أقول هذا مع الاعتذار لشيخنا الأراكي ولبقية من تشملهم الملاحظة، التي هي الأخرى وجهة نظر قابة للرد والمناقشة.
بعد هذه المقدمة سأتناول عبارات سماحة الشيخ مقطعا مقطعا، ثم أعلق عليها بكامل الاحترام. وسأميز نصوص سماحته باللون الأزرق، وبحصرها بين قوسين.
(أقول للعراقيين لا بصفتي ممثلا للسيد القائد الإمام الخامنئي حفظه الله ...)
جيد أن الشيخ لم يطرح القضية بصفته ممثلا لـ (السيد القائد)، لأنه يدرك جيدا أن ولاية الفقيه المتبناة في الجمهورية الإسلامية من حيث المفهوم والنظرية، ومن حيث المصداق والتطبيق، لا تتمتع بإجماع في الساحة العراقية الإسلامية خصوصا، ناهيك عن الساحة السياسية العراقية عموما. وبالتالي لا يمثل موقف ولي أمر جمهورية إيران الإسلامية حالة إلزامية للعراقيين، باستثناء بعض الإسلاميين منهم، الذين يرون تكيفهم الشرعي أو مصلحتهم السياسية في ذلك.
(بل من خلال تجربتي السياسية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاما في العراق وإيران، وكنت في خطوطها الأمامية من المواجهة مع التيارات المختلفة)
وهذا يمثل حقيقة لا يشك بها أحد من العارفين بسماحته منذ كان من الناشطين البارزين في صفوف الحركة الإسلامية العراقية، وعندما تحول اهتمامه إلى الشأن الإسلامي الإيراني.
(و بعيدا عن أية مصلحة، لأنني لا أتبع سوى المعايير الإسلامية التى سنها الله سبحانه)
لا نشكك - والمعاذ بالله - في نوايا سماحة الشيخ، ولا نشك في أنه يتبع المعايير الإسلامية التي سنها الله تعالى. ولكن تطبيق المعايير ونتائجها مسألة اجتهادية، لا في هو الاجتهاد بمعناه الفقهي، أي استنباط الحكم الشرعي من مصادره، لأن القضية لا تتحرك في دائرة الفتوى هنا، بقدر ما تتحرك في دائرة تشخيص الموضوع الخارجي. وإن كان الاجتهاد في الفتوى يؤدي إلى نتائج متعددة في أكثر الأحيان، فإن التفاوت يكون أكبر عندما يتحرك الاجتهاد في المواضيع الخارجية. فإذن كما أن تطبيق سماحة الشيخ للمعايير الإسلامية أوصله إلى هذه النتيجة، يمكن أن يوصل تطبيق نفس المعايير من غيره إلى نتيجة متفاوتة جزئيا أو كليا مع ما توصل إليه سماحته.
نواصل مع سماحة الشيخ الأراكي حفظه الله مناقشة عباراته في ترشيحه للسيد الحكيم قائدا للعراق والعراقيين في الحلقة الثانية. ولا بأس من أذكر ملاحظة فيما ورد من غيري من رد على (نصيحة أو ترشيح الشيخ الأراكي)، والتي كانت تتسم - وكما توقعت - بحدة اللهجة، التي أتمنى على كتابنا أن يخففوها قليلا أو لعله أكثر من قليل.
يواصل سماحة الشيخ بقوله:
(الالتفاف والوحدة حول محور أمين من ضرورات المرحلة التي يمر بها الشعب العراقي)
من حيث المبدأ لا يمكن أن يعترض أحد على هذه الحقيقة. ولكن الكلام في تطبيق المبدأ وفي مصداقه المفترض من سماحة الشيخ الأراكي، كما سيأتي.
(ولا أرى محورا أكثر أمانا من محور السيد الحكيم حفظه الله تعالى)
مع احترامنا واعتزازنا بأخينا السيد الحكيم، ومع حرصنا على وحدة الصف الإسلامي خصوصا، والصف الوطني العراقي عموما، ومع رفضنا لأساليب كيل الشتائم لسماحة السيد الحكيم من مخالفيه، واستعدادنا لمد أيدينا إليه لنتعاون كإسلاميين على القضايا المصيرية المشتركة، ومع احترامنا لوجهة نظر الشيخ الأراكي وتشخيصه، أقول مع كل الاحترام لكلا الشخصيتين الإسلاميتين المرموقتين المرشِح والمرشَح، أن لنا أسبابا كثيرة لا مصلحة لذكرها في هذه الظروف الحساسة، تؤكد عدم دقة هذا التشخيص، وأن ما (نراه) غير ما (يراه) سماحته.
(فالسيد الحكيم هو أوثق من يمكن الاعتماد عليه كمحور لنضال الشعب العراقي في هذه الحقبة الزمنية)
هنا يرد الإشكال على سماحة الشيخ فيما استخدمه من لغة الإطلاق (أوثق مَن ...) وهكذا ما سيرد في العبارات اللاحقة من إطلاقات، ولو تنازل الشيخ في إطلاقاته إلى التعبير النسبي بإضافة (مِن أوثق مَن ...) لكان الكلام أكثر مقبولية، لا سيما أن الذي يتعاطى العلوم الحوزوية، والشيخ أستاذ مرموق من أساتذة الحوزة، فإن هذه العلوم بالذات تبعد الإنسان عادة عن لغة الإطلاق، إلا ما ثبتت مطلقيته بالدليل القاطع، وإلا فمعظم الحقائق في عالم الإمكان نسبية.
(جهاده إيمانه علمه تجربته السياسية)
لا نشكك أبدا والمعاذ بالله بجهاد السيد الحكيم وعلمه وتجربته السياسية وتاريخه، لكن كل صفة من هذه الصفات وهي في مستوى ليس عاديا، نجد بدرجتها أو بالنسبة لبعض الصفات ما يفوقها - بل ما قد يفوقها كثيرا - عند غيره. نعم ربما تأتي صفة قد لا يملكها غيره، ألا هي الشهرة التي تحققت له من خلال عوامل ذاتية وعوامل موضوعية، ولعل الموضوعية منها أكثر من الذاتية، وذلك من خلال الدعم الإقليمي إيرانياً وكويتياً ولعله سورياً، والدعم الدولي أمريكياً، مما أعطاه ما لم يعط غيره من فرص. ولكن كم يكون يا ترى للشهرة دور في تحديد القائد أو الرمز أو المحور، فهذا يختلف من حال إلى حال، لا سيما إذا علمنا أن السيد مع الكثير من النجاحات التي حققها لم يفلح لا في استيعاب الطرف الأهم في السحة الإسلامية العراقية، ألا هو حزب الدعوة الإسلامية، ولا في استيعاب حركات أخرى كمنظمة العمل الإسلامي، ولا في استيعاب تيار الشهيد الصدر الثاني، الذي تتحسس جماهيره الواسعة من سماحته ومن تياره للأسباب المعروفة.
(ولا أقول انه لايخطئ، فمن منا لايخطئ؟)
جميل أن موضوعية سماحة الشيخ جعلته على الأقل يقر بإمكان الخطأ، لأن تقديس وتنزيه بل وحتى تأليه القادة والتعامل ضمن وكأنهم معصومون عن الخطأ، أضر كثيرا كثيرا بحركة الوعي وبحركة القضايا الكبيرة الشعوب. ولكن هناك ثمة فرق بين أخطاء وأخطاء، والمقام لا يسمح للتفصيل.
(أين تجد في الساحة السياسية العراقية من هو أقل خطأ من السيد الحكيم؟ وأين تجد في الساحة السياسية العراقية من يوثق بإيمانه أكثر من السيد الحكيم؟ وأين تجد من يملك تجربة سياسية كالتي يملكها السيد الحكيم؟ وأين تجد في الساحة السياسية العراقية من يوثق بوطنيته وإخلاصه للشعب العراقي وللعراقيين والإسلام ولمذهب أهل البيت أكثر من السيد الحكيم؟)
هنا يجب وبحق التوقف كثيراً كثيراً كثيراً، وألف كثيراً. لماذا هذا الإطلاق؟ نحن نحترم سماحة السيد الحكيم لتجربته السياسية، ولتصديه لقضايا الإسلام، ولقضايا مدرسة أهل البيت (ع)، ولقضايا العراق، ولكن أن يكون أقل خطأ من كل متصد عراقي آخر، وأن يكون أكثر إيمانا من كل إسلامي آخر، وأن يكون أنضج تجربة من كل سياسي عراقي آخر، وأن يكون الأكثر وطنية من جميع الوطنيين، وأن يكون الأكثر إخلاصا للشعب العراقي من كل عراقي عموما، وللإسلام من كل مسلم عراقي، ولمذهب أهل البيت (ع) من كل شيعي عراقي، فهو إطلاق غريب، وغريب وغريب جدا. لا نشكك بوطنية وإسلامية وشيعية وإخلاص السيد وتجربته السياسية، لكن أن تمثل كل صفة من هذه الصفات الرقم (واحد) على الإطلاق من عموم الواقع العراقي، فإني أتصور أن خلق السيد نفسه وتواضعه وتقواه تأبى له أن يدعي هو لنفسه كل هذه الصفات المطلقة. العراقيون لم يألفوا الغلو، وسماحة الشيخ لم يعرف عنه أنه ينتسب إلى المناهج الفكرية التي تعتمد الغلو، والعراقيون لم يألفوا عبادة الأشخاص، ولذا فهم لا يتفاعلون مع الصفات المطلقة والمزايا ذات نسبة الـ 100%.
(أقول هذا أداءً للواجب)
جزى الله سماحة الشيخ لحرصه على إخوانه العراقيين، الذين جاهد طويلا في ساحتهم، ومن أجل قضيتهم، وإن كان من زاوية الفهم الإيراني في التعاطي مع القضية العراقية، وأن سماحته أدى ما يراه واجبا عليه، مما كنا نرجح لسماحته أن لو لم يقله، مع كل احترامنا لرأيه، الذي لا وصاية لنا فيه عليه، ولكنه يبقى رأيه ورؤيته وفهمه.
نواصل مع سماحة الشيخ الأراكي حفظه الله مناقشة عباراته في ترشيحه للسيد الحكيم قائدا للعراق والعراقيين في الحلقة الثالثة وما قبل الأخيرة. يواصل الشيخ بقول:
(وأدعو اخوتي من جميع الفرقاء في الساحة العراقية أن يتأملوا فيما قلت)
واستجابة لهذه الدعوة قدمت بمقالتي هذه (تأملا) أزعم أنه لا يمثل رأيا شخصيا خاصا بشخص كاتبه، بل يعبر عن طريقة تفكير وقناعة وفهم تتبناه شريحة واسعة من العراقيين، دون أن أدعي أنها تمثل نسبة كذا أو نسبة كذا، فغدا ستقوم صناديق الاقتراع إن شاء الله بمهمة تعيين النسب المدعاة من قبلنا أو من قبل غيرنا. ولو توافق الإسلاميون أن يكون الحكيم مرشحهم، فلربما سيدعم الكثير منا نحن المختلفين قليلا أو كثيرا مع السيد من الإسلاميين هذا الترشيح، ولو افترضنا أن الحكيم سيكون خيار الشعب العراقي، فسنحترم هذا الخيار أيما احترام، كما سنحترم أي خيار يقرره شعبنا، سواء كنا مع الخيار كليا من حيث القناعة، وليس من حيث الإقرار فقط، أو مارسنا دور المعارضة الحضارية الأخلاقية الشرعية والديمقراطية.
(وأن يعرفوا واجبهم في هذا الظرف العصيب)
لا أدري ما إذا كان تشخيص سماحة الشيخ ونصيحته يمكن أن يرقيا إلى مستوى (الواجب) الشرعي أو الوطني.
(فالساحة العراقية بحاجة لمحور قوي تلتف حوله القوى الوطنية العراقية ويكون وجها قويا للعراق، ليقول الكلمة القوية المخلصة للشعب العراقي وللإسلام)
هذا صحيح كل الصحة من حيث المبدأ، ويا ليتنا كنا نملك مثل هذا المحور الذي يتجاوز كل خصوصياته، ليكون أبا للجميع، لمن يتفق معهم ولمن يختلف معهم، لمن يؤيدونه ويوالونه ويحملون صوره ويهتفون باسمه، ولمن يعارضونه وينتقدونه وينادون باستقالته على حد سواء. ولنا - أو لنقل للقادة والقياديين ولذوي الطموحات القيادية منا - في علي بن أبي طالب أسوة حسنة، عندما تسنم موقع خلافة المسلمين، فعبر أحدهم عن رأيه في انتفاء وجود ولاية أو وصاية لعلي (ع) عليه - أي على ذلك المواطن المسلم -، وأنه لا يقر بعدالة علي (ع) ولا يأتم به في صلاته. فما كان جواب علي (ع) إلا أن أجابه بأن له كل ذلك، وأن لا حدود لحرية التعبير عن رأيه وقناعاته ومواقفه، إلا ما كان يمثل اعتداءً على حقوق الرعية، التي كانت بالنسبة لعلي فوق كل ذاتياته التي تنزه عنها كليا. فإذا كان قادتنا وقياديونا المحترمون لا يستطيعون أن يكونوا يكونوا عليا بالكامل، فليحاولوا أن يكونوا عليا (ع) بأية نسبة استطاعوا. مثلما جعل الله عز وجل الحد الأعلى للتقوى المعبر عنه بـ (اتقوا الله حق تقاته) الهدف الذي يجب أن نتحرك باتجاهه، لكنه وضع مسافة بين هدف الحد الأدنى والحد الأعلى، بقوله عز وجل (اتقوا الله ما استطعتم). ومن هنا أقول للقادة والقياديين (كونوا رسول الله ما استطعتم)، و(كونوا علي بن أبي طالب ما استطعتم).
(ولا يوجد محور أقوى وأكثر اطمئنانا وثقة أصلح من هذا المحور)
لو ثبت لنا ذلك - ولنا مع سماحته تجربة تمتد أكثر من عقدين - لكنا أول التابعين له والداعين لاتباعه، ولما كان سماحة الشيخ الأراكي يحتاج لقدم للعراقيين - أو لنا الإسلاميين على أقل تقدير - نصيحته المشكورة، باعتبارها كانت ستكون معمولا بها بالأساس. ومع هذا نقول إننا نشد على أخينا سماحة السيد الحكيم، ونعضد مسيرته ونضع يدنا بيده، ونستعد أن ننقاد له بل ونذوب بقيادته، ولكن كل ذلك بنسبة ما تكون هذه القيادة في خدمة العراق - بصفتنا كعراقيين - وللإسلام - كإسلاميين - ولمدرسة أهل البيت - كموالين لهذه المدرسة -. فهناك شروط عامة ننتظر تحققها ولو بالحد المقبول في القائد، وبدرجة ما في عموم القياديين، وشروط أخص للقائد والقياديين الإسلاميين، ننقاد لهم، ونلتف حولهم بمقدار تحقق هذ الشروط، وليست القضية خاضعة لاعتبارات شخصية أو فئوية، حزبية كانت أو طائفية أو قومية أو أسرية أو مناطقية. فنحن مع السيد ومع أي قائد أو قيادي بمقدار ما يجسد شروط ومواصفات القائد. وأذكر هذه الشروط لا من قبيل نفيها عن السيد أو إثباته له، وإنما من قبيل عرض كل مرشح للقيادة عليها. فالقائد لا بد أن يكون:
- محبا للعراق والعراقيين عموما.
- متجردا من حب الذات.
- متجردا من الاستئثار، الشخصي، أو الفئوي، الحزبي منه، والقومي، والطائفي، والأسري، والمناطقي.
- بعيدا عن أخلاقية الإقصاء والتهميش.
- غير متحسس من معارضيه ومخالفيه، متحملا لخصومه، شارحا صدره للنقد والتقويم.
- متحليا بسمو الخلق، كالتواضع، والحلم، وانشراح الصدر، والقدرة على العفو، والصبر، والجرأة، والصدق، والأمانة، ونكران الذات، وغيرها من مكارم الأخلاق، وذلك بدرجة تتناسب مع موقعه القيادي.
- حكيما خبيرا في الممارسة السياسية.
- متحليا بالوعي الاجتماعي، والعمق الفكري، والثقافة السياسية، والمعاصَرة، والتجربة الغنية.
- مؤمنا بصدق وبعمق بالممارسة الديمقراطية كآلية تمثل الجامع الوطني.
- محبا للعدل بكل أبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتقويمية.
- ميالا إلى السلم الاجتماعي والإنساني.
- وإن كان إسلاميا أن يكون متصفا بالتقوى وخوف الله، لاسيما التقوى في بعدها الاجتماعي والمعاملاتي والأخلاقي والسياسي، وليس في بعدها العبادي بالمعنى الأخص للعبادة فقط.
نواصل تأملاتنا في نصيحة سماحة الشيخ الأراكي حفظه الله العراقيين الالتفاف حول قيادة سماحة السيد الحكيم للعراق في الحلقة الرابعة والأخيرة.
كلمة أخيرة. أقول مع كل احترامي لسماحة الشيخ ومع مقتي للعنصرية، أقول إن إقحام الإيرانيين أنفسهم في الشأن العراقي لم يخدمنا حتى الآن. يبقى الإيرانيون – أقولها بصفتي مسلما، وبصفتي إسلاميا، وبصفتي مواليا لأهل البيت (ع) – إخواننا نحبهم ولا نتعامل معهم بنفس عنصري، وإن كنا لمسنا العنصرية من بعضهم أو أكثر من البعض قليلا، لأني أؤمن أن رد الفعل لا ينبغي أن يكون مساوقا في الخطأ الذي ينطلق منه الفعل، فلو اضطهدت طائفيا، لا يبرر لي ذلك ان أكون طائفيا، وعندما أضطهد قوميا، أو أعامل عنصريا، لا يبرر لي ذلك أن كون عنصريا، ولو اضطهدت حزبيا، لا يبرر لي ذلك التعصب الحزبي والفئوية. وسماحة الشيخ بعيد عن العنصرية، ولكن مع كل حبنا وأحاسيسنا الأخوية تجاه الإيرانيين، نقول أنهم أضرونا في تدخلهم في الشأن العراقي طوال العقدين الماضيين أكثر مما نفعونا. ورفضي للتدخل الإيراني لا يعني قبولي بتدخل أجنبي آخر، بل من باب أولى أن أرفض التدخل الأمريكي، وهكذا كان الموقف تجاه التدخل الإقليمي، عندما تولت – أو كادت في مقطع ما أن تتولى - بعض الدوال الإقليمية الملف العراقي، فلا نريد أن يكون القرار السوري ولا القرار السعودي ولا القرار الإيراني، وبالطبيعي وبالدرجة الأولى لا نريد أن يكون القرار الأمريكي بديلا عن القرار العراقي المستقل، دون أن نزهد في العون الإقليمي والدولي، الذي لا يريد أن يلغي إرادتنا، بل أن يكون عونا لنا على ظالمنا. أقول بالرغم من حبنا واحترامنا لإخواننا الإيرانيين، فإن لنا معهم أكثر من عتاب وعتاب وعتاب في تجربة العقدين الماضيين. ولذا فإن تدخل شخصية إيرانية – مهما كانت مخلصة ومتجردة وحيادية – في الشأن العراقي أمر يتحسس منه العراقيون أو - من أجل تجنب التعميم – جل العراقيين بشدة. وهذا التحسس ليس ناتجا عن حس عنصري ضد الإيرانيين، بقدر ما هو ناتج من خيبة الأمل والمعاناة على مختلف الأصعدة التي أفرزتها تجربة العراقيين – لا سيما الإسلاميين منهم مع جمهورية إيران الإسلامية، باستثناء من أمدته إيران نفسها بعناصر القوة، ربما بهدف إضعاف من تريد أن تضعفه وتهمشه، أكثر من هدف تقوية الطرف الذي أمدته بعناصر القوة. وعندما أنفي أن يكون موقف التحسس الذي ذكرته نابعا من حالة عنصرية، لا أنفي ذلك بالمطلق، فليس الشعب العراقي بالشعب المعصوم، أو بشعب الله المختار، فهناك وللأسف الشديد جدا من العراقيين من ينطلقون في موقفهم المتحسس من اخوتهم الإيرانيين من نَفَس عنصري. ومن هذه العنصرية ما هو ذاتي ابتدائي، ومنه ما يمثل ردة فعل وإفرازا للتجربة. ومع عدم نفيي للعنصرية تماما عن بعض العراقيين، أقول لعل العنصرية في المجتمع العراقي أخف منها لدى الكثير من المجتمعات العربية والمسلمة.
مع كل ما ذكرت نقول لجميع الأطراف: تعالوا نبدأ بداية جديدة، ونطوي صفحة السلبيات والحساسيات وعمليات التهميش والإقصاء، لنبدأ صفحة جديدة من الود والتعاون، وليكن واضحا لنا جميعا أننا إن أضعفناكم لم نتقوَّ بضعفكم، بل نضعفْ به، وإن أضعفتمونا لم تتقوَوا بضعفنا بل تضعفوا به. والتنسيق والتعاون والوفاق الوطني عموما والإسلامي خصوصا، لا ينحصر في قرار أن نقبل بقيادة وولاية طرف على طرف، بل يمكن أن يكون من موقع التكافؤ، والذي لا يعني بالضرورة تكافؤا على نحو التساوي، بل وفق النسبة التي تحددها الموازين والمعايير والمقاييس الصحيحة.
وأخيرا لا بد من تكرار الشكر لسماحة الشيخ الأراكي على حرصه على مستقبل الشعب العراقي، ونعذره فيما يختلف فيه معنا في بعض وجهات النظر، وهو من موقع تقواه وعلمه ووعيه أهل لأن يعذر إخوانه فيما يختلفون فيه معه. على هذا ربتنا أخلاق الإسلام، وهذا ما علمتنا مدرسة الحياة. نسأل الله أن نكون قد تربينا على ما ربينا عليه، وتعلما ما علمناه، مع تحياتنا للشيخ الأراكي وللسيد الحكيم، وشكرا لهما وللتابعين انشراح الصدر لسماع الرأي الآخر. وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وما فيه خير الشعب العراقي وخير الأمة الإسلامية وخير الإنسانية.