المياه الجوفية تغرق شوارع كربلاء وتهدد المزارات المقدسة .! يرفع الى حكام كربلاء
دراسات كثيرة وضعت والوعود لم يتحقق منها شيء
المياه الجوفية تغرق شوارع كربلاء وتهدد المزارات المقدسة ... العراق
بغداد - زيدان الربيعي:
تعد مدينة كربلاء من المدن السياحية المهمة في العراق حيث يقصدها الزائرون من مختلف المدن العراقية وبلدان العالم لزيارة مرقدي الامامين الحسين والعباس بن ابي طالب “رضي الله عنهما” لكن هذه المدينة تعاني معاناة كبيرة تتمثل بنسب ارتفاع المياه الجوفية مما ادى الى غرق الشوارع بالمياه ولمعرفة اسباب ارتفاع المياه الجوفية في المدينة كان ل”الخليج” هذه الجولة:
* فاضل اظم (استاذ في معهد اعداد المعلمين في كربلاء والمسؤول الاعلامي في منظمة المجتمع المدني والديمقراطي في العراق - فرع كربلاء، يقول: مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مدينة كربلاء وخاصة في الروضتين الشريفتين الحسينية والعباسية تشكل قلقاً للمسؤولين والمواطنين في محافظة كربلاء والعراق على حد سواء، لما تحمله هذه المدينة من اهمية قدسية اضافة الى اهميتها كمركز سياحي يؤمه الزوار من كل انحاء العالم الاسلامي لاقترانها باسم الامام الحسين بن علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) وانفتاحها على العالم الاسلامي، وخاصة بعد زوال النظام السابق الذي حرمها من التمتع بهذه المكانة المتميزة واراد تحجيم دورها الثقافي والسياسي والاقتصادي وتهميشها من خلال الضغوط النفسية على ابنائها وملاحقة رجال الدين الذين سعوا الى جعلها قبلة للمسلمين لما تمثله من مركز اشعاع فكري وثقافي يستلهم منه المسلمون قيم المبادئ الحق والعدل ورفض الخنوع للطغاة طيلة اكثر من عقد من الزمان.
والمدينة على حالها لم يفكر احد من المسؤولين السابقين بأن يمد يد العون لها الا ما ندر ولمصالح شخصية والآن وبعد زوال كابوس الظلام عن العراق اخذت مدينة كربلاء المقدسة تتنفس الصعداء شيئاً فشيئاً فراح اهلها والقائمون عليها وبالتعاون مع الحكومة العراقية التي وعدتنا بحل هذه المشكلة لما لهذه المدينة من اثر مهم في نفوس المسلمين في العالم، ولكن بعد مرور اكثر من عام على الاحتلال الامريكي فالحال بقي على ما هو عليه فلا وعود الامريكان ولا وعود المسؤولين العراقيين فعلت شيئاً فيما لا زالت مشكلة مداهمة المياه الجوفية للروضتين الشريفتين الحسينية والعباسية من المشاكل التي تقلق سكان المدينة والمهتمين بها من رجال الدين ومثقفي المحافظة الذين عقدوا الندوات الخاصة بمشاركة خبراء وأساتذة من الجامعات العراقية في علم الهندسة والمختصين في هذا المجال.
وقد طرح عدد كبير من الاساتذة في دراسات لحل مشكلة المياه الجوفية وخاصة منظمة المجتمع المدني والديمقراطي في كربلاء لكن لحد الآن لا يوجد أي حل او اقتراح او تخطيط هندسي لإنقاذ المدينة بسبب الاحتلال الامريكي وما جلبه من مشاكل عديدة لاهل المدينة، فأهالي كربلاء لا يقبلون بالاحتلال ولا بالاموال التي قدمها المحتلون لاعمار الروضتين الحسينية والعباسية اما رجال الدين اعزهم الله يرفضون التعامل مع الامريكان لانهم احسوا بأن استبدال النظام السابق باحتلال بغيض لا يراعي أي حرمة او احترام لاي مواطن فالاحتلال احتلال وهو مرفوض، لذلك نتمنى من الحكومة الجديدة ان تهتم بهذه القضية وتضع لها الحلول الناجعة حتى يتخلص اهالي مدينة كربلاء من ارتفاع نسب المياه الجوفية.
* اما المهندس الدكتور علاء الشمري (استاذ في جامعة بابل)، فيقول: عند بحث مشكلة ارتفاع المياه الجوفية في مدينة كربلاء نلاحظ ان المياه الجوفية ترتفع صيفاً وتنخفض شتاءً وانخفاضها بشكل واضح عند قطع المياه في شبكة الاسالة حيث وصل الى حدود (80) سم في بعض المواقع عند قطع الماء لمدة ثلاثة ايام. وفي دراسة لمعرفة اسباب هذه الظاهرة توصلنا الى ان شبكة المجاري التي انشئت في مركز المدينة عام 1991 وبعد ازالة كافة المنشآت السكنية ما بين الحرمين اخذت تؤثر في ارتفاع المياه بسبب وجود موصلات سائبة من شبكات المجاري يتم تسرب المياه منها وما زالت تحت الارض منذ اكثر من اثني عشر عاماً ولم تعالج لحد الآن. اما المقترحات التي تعالج هذه المشكلة تركزت على رفع شبكات الاسالة والمجاري من المنطقة المحيطة بالروضتين وتصميمها مجدداً بما يتلاءم مع متطلبات التوسع المستقبلي للمدينة.
واضاف: ان اهمية اعتماد الخبرات الهندسية والاستشارية والتخطيط والتنفيذ واعتماد التوصيات في التصميم الاساسي للمدينة لذلك فان الدراسة التي اعددناها اعطت الحلول العملية لهذه المشكلة كما انها شخصت مواطن الخلل والاسباب المؤدية للمشكلة، كما اننا نوصي بإجراء دراسة معمقة للحلول التي طرحناها وادخالها ضمن خطة تطوير مدينة كربلاء ودعوة الجهات الاستشارية ذات المعرفة بهذه المشكلة للمساهمة في تطويرها، ونؤكد على شبكات المجاري في المنطقة المحصورة ما بين الروضتين للمحال والفنادق والعمارات القديمة التي ازيلت عام 1991 والتي بقيت منها حتى الان موصلات سائبة مربوطة بالشبكة الحالية. وعلى المسؤولين اعطاء دور فعلي للمنظمات والمؤسسات في عملية البناء والاعمار للعراق الجديد وعدم الاعتماد المطلق على دوائر الدولة في تحديد المشاريع وتنفيذها اننا ندعو بأن تكون الخطوات الاولى صحيحة وذلك يتم بمشاركة ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة في هذا المجال لحل مشكلة ارتفاع المياه الجوفية.
* اما منال سعدي،(مهندسة في شركة حمورابي للمقاولات واختصاص في مجال السدود والخزانات المائية)، فتقول: لدينا شقان في هذه المشكلة الاول يتمثل بارتفاع المياه الجوفية ضمن الاراضي الزراعية المحيطة بالمدينة وارتفاع المياه الجوفية في مركز المدينة وحول الروضتين الشريفتين و ارتفاع المياه في الاراضي الزراعية والمجاورة لها يحدث بسب ضعف كفاءة محطات ضخ البزل وتوقفها اضافة الى عدم السيطرة على الهدر في مياه السقي حيث يتم تصريف كميات كبيرة من مياه الانهار الى المبازل مباشرة اضافة الى ضعف شبكات المبازل، لذا ولغرض تخفيض المياه والحد من ارتفاعها في الاراضي الزراعية يجب ايجاد محطات ضخ بزل جيدة تعمل وفق اسس علمية مع الصيانة المستمرة لهذه الشبكات.
اما الشق الثاني فيتمثل بارتفاع المياه الجوفية ضمن مركز المدينة وحول الروضتين الشريفتين فيمكن القول بان عملية تصريف مياه مركز المدينة حتى عقد الستينات تجري بالتصريف المباشر عن طريق المبازل الثلاثة التي احاطت بالمدينة وهي الشرقي والغربي وكربلاء وكانت هذه المبازل حتى عام 1967 مفتوحة وتعمل كقاطع رشح للمياه الناتجة من سقي البساتين اضافة الى تصريف مياه الامطار سواء اكان من قنوات مفتوحة ام تصريف مجاري مياه الامطار وكانت مناسيب المياه في مركز المدينة منخفضة وهي اكثر انخفاضاً من الارتفاع الحالي بخمسة امتار. واضافت لقد جرت عملية تغليف هذه المبازل بانابيب كونكريتية لذلك فان اول مكان تأثر بهذه العملية هو مركز المدينة وبدأ ظهور ارتفاع في المياه الارضية في قبو (سرداب) الحضرة العباسية المطهرة عام 1967حيث اكد المهندس المختص ان اطفاء محطات ضخ البزل ادى الى ارتفاع المياه في الحضرة العباسية المطهرة.
ولمعالجة ومعرفة اسباب هذه المشكلة تم تأهيل عدد من انابيب الرصد الهيدرولجي وكذلك انابيب الرصد التي اقامتها مديرية ماء كربلاء حيث لاحظنا ارتفاع المياه للفترة من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1999 م ولغاية مارس/آذار عام 2000م، لمعرفة اسباب ذلك اكد ان مياه بحيرة الرزازة المجاورة لمدينة كربلاء ليس لها أي علاقة بارتفاع المياه في مركز المدينة اما مياه السقي فانها تؤثر على الاراضي الزراعية خصوصاً عندما لا يصل التيار الكهربائي الى محطات الضخ في البزل ولاحظنا ارتفاع المياه في اراضي المدينة اعلى ب (2) م2 من مياه جدول الهندية واستخلصنا من دراساتنا ان مياه الجداول لا تؤثر على المركز وقد لاحظنا تأثيراً واضحاً لشبكة الاسالة والمجاري منذ ان بدأت مديرية ماء كربلاء بالضخ من الخزانات الارضية فخلال اشهر ارتفع منسوب المياه في الروضة العباسية الى (40) سم ولاسيما عند ضخ الاسالة من الخزانات الارضية فقسم من المياه تذهب الى اعمال الارض نتيجة تخسفات في الاراضي الرئيسية واهمال واضح في تأسيس شبكة المياه الثقيلة وكل ذلك من اسباب هذه الظاهرة، اضافة الى ان انخفاض مستوى الاراضي في مركز المدينة بالنسبة للخزانات الارضية.
* ولقاؤنا الاخير مع صباح الترواني احد اعضاء اتحاد رؤساء العشائر في كربلاء الذي يقول: هناك ظاهرة المياه الجوفية في الروضتين الشريفتين وارتفاعها بشكل ملحوظ وخاصة في الروضة العباسية حيث ان القبو الذي تحت الشباك الذهبي الذي يوجد فيه مرقد الامام العباس اصبح مغطى الى نصفه (ولم يتضرر القبر الشريف) بالرغم من إحاطته بالماء حيث ان عناية الله سبحانه وتعالى تحفظه.
واضاف: ان ملايين المسلمين يأتون لزيارة الضريح الشريف ويتمنون ان يحصلوا على قطرات من هذا الماء الشريف والصالح للشرب علمياً حيث يتبركون بهذا الماء. وفي الفترة الاخيرة لوحظ ان في الصباح الباكر تظهر بقعة صغيرة من الماء عند عتبة مدخل الروضة العباسية وذلك يسبب ازدحام المسلمين في سبيل الحصول على هذا الماء.
واكد: ان النظام السابق هو المسؤول عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية في الروضتين العباسية والحسينية الشريفتين وفي مركز مدينة كربلاء المقدسة لانه لم يعتمد الصيغ العلمية والدراسات الجيولوجية في عملية نصب شبكة المياه الثقيلة والمياه الصالحة للشرب. فالخزانات الارضية هي احد اسباب ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مركز المدينة وكما ان الاهمال الواضح لمسؤولي النظام السابق وعدم الاهتمام بالمدينة الا في حالات نادرة وهي للتباهي امام المسلمين بأن المسؤول الفلاني قد اصلح جزءاً من نظام البلدية وهذه الاعمال لاغراض الدعاية السياسية للنظام السابق لكي يجمل صورته القبيحة امام الرأي العام الاسلامي.
http://www.alkhaleej.ae/articles/sho....cfm?val=90895
