سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"
سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"
لندن الحياة 2004/07/14
"أبو مصعب الزرقاوي" العدو الرقم واحد للأميركيين في العراق, ولكثيرين من العراقيين, ما زال لغزاً حتى في رأي أقربائه والذين عايشوه في السجن. من تلميذ مغرم بكرة القدم, بطيء التفكير, إلى مراسل مجلة عايش المجاهدين العرب في أفغانستان بعد وقف القتال, إلى قائد لمقاتلين "يطاردون" الجنود الأجانب في العراق.
... ومن سجين "يحب الأميركيين" لأنهم "مسيحيون مؤمنون", إلى طريد شهيد, ثمن اعتقاله 25 مليون دولار مكافأة من واشنطن.
صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت أمس نبذة عن حياة المتشدد الأردني الزرقاوي الذي تعتبره واشنطن الإرهابي الأخطر في العراق, وتتهمه بالضلوع بكثير من الهجمات والتفجيرات وأعمال الخطف وقطع الرؤوس هناك.
وهناك تضارب في رأي الأميركيين في علاقة الزرقاوي بتنظيم "القاعدة". إذ وصفه وزير الخارجية كولن باول سابقاً بأنه من ناشطي "القاعدة", لكن عسكرياً أميركياً رفيع المستوى أشار إلى أن الزرقاوي "جهادي مستقل" عن التنظيم.
ونقلت الصحيفة عن خالد أبو دومة الذي اتهم بالتآمر على الدولة وسجن مع الزرقاوي في الأردن في التسعينات, أن الأخير أصبح بسرعة زعيم السجناء في ذلك الجناح. وزاد: "لم تكن لديه أفكار مهمة, لكن الناس كانوا يطيعونه لأنهم يخافونه".
وفي الأردن, قال أصدقاء وزملاء للزرقاوي إنه عاش أولاً حياة صاخبة حافلة بالخمر والشجار, قبل ان ينتقل الى صفوف المتشددين الدينيين. وذكروا ان ذلك لم يحوّله الى مخطط أو زعيم ثوري, بل بقي شخصاً بطيء التفكير وخشن الطباع.
وروى يوسف ربابة الذي كان معه في السجن بالتهمة ذاتها: "عندما كنا نكتب شيئاً سيئاً عنه في مجلة السجن, كان يرد علينا باللكمات. هذا كل ما كان يقدر عليه. لم يمتلك أفكاراً ورؤية مثل أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة".
قبل أربع سنوات ذهب الزرقاوي الى أفغانستان, حيث اختفت آثاره, وقال معارفه في الأردن انه ربما تغير بعد ذلك, ولكن تعذر عليهم تصوره قائداً للتمرد في العراق.
ولد الزرقاوي واسمه أحمد فضيل الخلايلة (يعتقد بأن عمره 37 سنة) لأسرة فقيرة في مدينة الزرقاء الصناعية شمال عمّان, وله سبع شقيقات وشقيقان. واشتغل والده بالطب الشعبي, فيما عانت والدته من اللوكيميا.
ويقول أفراد من أسرته انه كان تلميذاً عادياً مغرماً بكرة القدم, وترك المدرسة في سن الـ17, وبعد ثلاث سنوات من الضياع بدأ بالتطلع الى الجهاد في أفغانستان. وقال قريبه صالح الحامي الذي قاتل هناك ضد الغزو السوفياتي, إن الزرقاوي وصل الى خوست عام 1989, عندما توقف القتال هناك اثر انسحاب السوفيات. أي انه لم يكتسب خبرة عسكرية, بل عمل مراسلاً لمجلة "البنيان المرصوص", حيث قابل كثيرين من المجاهدين العرب فرووا عن المعارك التي خاضوها ضد الغزاة.
عاد الزرقاوي الى الزرقاء عام 1992 حيث انضم الى جماعة "بيعة الإمام" المتشددة, واعتقل عندما اكتشفت قوات الأمن أسلحة وقنابل في مسكنه. وقال محاميه محمد الدويك: "لم يبدُ عليه الذكاء", خصوصاً عندما برر حيازته الأسلحة بأنه "وجدها في الشارع"!
وبعد الحكم عليه أمضى الزرقاوي كثيراً من وقته في السجن في حفظ القرآن وممارسة التمارين الرياضية. وذكر زميله أبو دومة انه في تلك المرحلة "كان يحب الأميركيين, ويصفهم بأنهم مسيحيون مؤمنون".
تزايد تشدده آنذاك, وكان يعنف السجناء. وقال أبو دومة انه تلقى رسالة تحذير منه بعدما رآه يقرأ رواية "الجريمة والعقاب" لدوستوفيسكي, وان لغة الرسالة كانت ركيكة "مثل كتابات الأطفال".
ويروي زملاء الزرقاوي في السجن, أن موقفه من الأميركيين تغيّر عام 1998, وبدأ بالحديث عن "وجوب قتلهم", بعد بروز اسم "القاعدة" واتهام هذا التنظيم بتفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا.
أطلق في آذار (مارس) 1999 ضمن عفو عام عن السجناء السياسيين, وذهب للإقامة في بيشاور في باكستان أوائل عام 2000, مصطحباً والدته. وسافر في السنة ذاتها إلى أفغانستان. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية انه أنشأ معسكراً للتدريب تابعاً لـ"القاعدة" في غرب أفغانستان, وبقي هناك الى أن جرح في غارة صاروخية أميركية, بعد بدء الحرب على "طالبان" و"القاعدة". وأشاروا إلى أنه غادر أفغانستان الى كردستان العراق, حيث عمل مع مجموعة "أنصار الاسلام", وظهر مجدداً في 9 أيلول (سبتمبر) 2002 عندما أكدت الاستخبارات الأردنية انه دخل البلاد آتياً من سورية. وبعد شهر, اغتيل الديبلوماسي الأميركي توماس فولي في عمان, واعتقلت الشرطة الأردنية ثلاثة ذكروا ان الزرقاوي جندهم للمهمة وزودهم سلاحاً ومالاً. وحُكِم بالاعدام غيابياً.
وكانت مصادر أميركية أكدت أن الزرقاوي خضع لعملية في بغداد خلالها بترت ساقه بعد اصابته في أفغانستان, لكنها لا تعتقد بذلك الآن. وقال مسؤول استخباراتي في رسالة الكترونية: "نعتقد بأن الخبر عن بتر ساقه كان بهدف التضليل".
<h1>سيرة" التلميذ" الزرقاوي المولع بكرة القدم: أحبِّ الأميركيين سجيناً لأنهم "مؤمنون"</h1>
<h4>لندن الحياة 2004/07/14</h4>
<p>
<p>
<table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="left" class="image">
<tr>
<td><img alt="" src="Abu-Mussab-al-Zarqawi_01.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td>
</tr>
<tr>
<td class="caption"></td>
</tr>
</table>"أبو مصعب الزرقاوي" العدو الرقم واحد للأميركيين في العراق, ولكثيرين من العراقيين, ما زال لغزاً حتى في رأي أقربائه والذين عايشوه في السجن. من تلميذ مغرم بكرة القدم, بطيء التفكير, إلى مراسل مجلة عايش المجاهدين العرب في أفغانستان بعد وقف القتال, إلى قائد لمقاتلين "يطاردون" الجنود الأجانب في العراق.</p>
<p>... ومن سجين "يحب الأميركيين" لأنهم "مسيحيون مؤمنون", إلى طريد شهيد, ثمن اعتقاله 25 مليون دولار مكافأة من واشنطن.</p>
<p>صحيفة "نيويورك تايمز" نشرت أمس نبذة عن حياة المتشدد الأردني الزرقاوي الذي تعتبره واشنطن الإرهابي الأخطر في العراق, وتتهمه بالضلوع بكثير من الهجمات والتفجيرات وأعمال الخطف وقطع الرؤوس هناك.</p>
<p>وهناك تضارب في رأي الأميركيين في علاقة الزرقاوي بتنظيم "القاعدة". إذ وصفه وزير الخارجية كولن باول سابقاً بأنه من ناشطي "القاعدة", لكن عسكرياً أميركياً رفيع المستوى أشار إلى أن الزرقاوي "جهادي مستقل" عن التنظيم.</p>
<p>ونقلت الصحيفة عن خالد أبو دومة الذي اتهم بالتآمر على الدولة وسجن مع الزرقاوي في الأردن في التسعينات, أن الأخير أصبح بسرعة زعيم السجناء في ذلك الجناح. وزاد: "لم تكن لديه أفكار مهمة, لكن الناس كانوا يطيعونه لأنهم يخافونه".</p>
<p>وفي الأردن, قال أصدقاء وزملاء للزرقاوي إنه عاش أولاً حياة صاخبة حافلة بالخمر والشجار, قبل ان ينتقل الى صفوف المتشددين الدينيين. وذكروا ان ذلك لم يحوّله الى مخطط أو زعيم ثوري, بل بقي شخصاً بطيء التفكير وخشن الطباع.</p>
<p>وروى يوسف ربابة الذي كان معه في السجن بالتهمة ذاتها: "عندما كنا نكتب شيئاً سيئاً عنه في مجلة السجن, كان يرد علينا باللكمات. هذا كل ما كان يقدر عليه. لم يمتلك أفكاراً ورؤية مثل أسامة بن لادن" زعيم "القاعدة".</p>
<p>قبل أربع سنوات ذهب الزرقاوي الى أفغانستان, حيث اختفت آثاره, وقال معارفه في الأردن انه ربما تغير بعد ذلك, ولكن تعذر عليهم تصوره قائداً للتمرد في العراق.</p>
<p>ولد الزرقاوي واسمه أحمد فضيل الخلايلة (يعتقد بأن عمره 37 سنة) لأسرة فقيرة في مدينة الزرقاء الصناعية شمال عمّان, وله سبع شقيقات وشقيقان. واشتغل والده بالطب الشعبي, فيما عانت والدته من اللوكيميا.</p>
<p>ويقول أفراد من أسرته انه كان تلميذاً عادياً مغرماً بكرة القدم, وترك المدرسة في سن الـ17, وبعد ثلاث سنوات من الضياع بدأ بالتطلع الى الجهاد في أفغانستان. وقال قريبه صالح الحامي الذي قاتل هناك ضد الغزو السوفياتي, إن الزرقاوي وصل الى خوست عام 1989, عندما توقف القتال هناك اثر انسحاب السوفيات. أي انه لم يكتسب خبرة عسكرية, بل عمل مراسلاً لمجلة "البنيان المرصوص", حيث قابل كثيرين من المجاهدين العرب فرووا عن المعارك التي خاضوها ضد الغزاة.</p>
<p>عاد الزرقاوي الى الزرقاء عام 1992 حيث انضم الى جماعة "بيعة الإمام" المتشددة, واعتقل عندما اكتشفت قوات الأمن أسلحة وقنابل في مسكنه. وقال محاميه محمد الدويك: "لم يبدُ عليه الذكاء", خصوصاً عندما برر حيازته الأسلحة بأنه "وجدها في الشارع"!</p>
<p>وبعد الحكم عليه أمضى الزرقاوي كثيراً من وقته في السجن في حفظ القرآن وممارسة التمارين الرياضية. وذكر زميله أبو دومة انه في تلك المرحلة "كان يحب الأميركيين, ويصفهم بأنهم مسيحيون مؤمنون".</p>
<p>تزايد تشدده آنذاك, وكان يعنف السجناء. وقال أبو دومة انه تلقى رسالة تحذير منه بعدما رآه يقرأ رواية "الجريمة والعقاب" لدوستوفيسكي, وان لغة الرسالة كانت ركيكة "مثل كتابات الأطفال".</p>
<p>ويروي زملاء الزرقاوي في السجن, أن موقفه من الأميركيين تغيّر عام 1998, وبدأ بالحديث عن "وجوب قتلهم", بعد بروز اسم "القاعدة" واتهام هذا التنظيم بتفجير السفارتين الأميركيتين في أفريقيا.</p>
<p>أطلق في آذار (مارس) 1999 ضمن عفو عام عن السجناء السياسيين, وذهب للإقامة في بيشاور في باكستان أوائل عام 2000, مصطحباً والدته. وسافر في السنة ذاتها إلى أفغانستان. ويقول مسؤولون في الاستخبارات الأميركية انه أنشأ معسكراً للتدريب تابعاً لـ"القاعدة" في غرب أفغانستان, وبقي هناك الى أن جرح في غارة صاروخية أميركية, بعد بدء الحرب على "طالبان" و"القاعدة". وأشاروا إلى أنه غادر أفغانستان الى كردستان العراق, حيث عمل مع مجموعة "أنصار الاسلام", وظهر مجدداً في 9 أيلول (سبتمبر) 2002 عندما أكدت الاستخبارات الأردنية انه دخل البلاد آتياً من سورية. وبعد شهر, اغتيل الديبلوماسي الأميركي توماس فولي في عمان, واعتقلت الشرطة الأردنية ثلاثة ذكروا ان الزرقاوي جندهم للمهمة وزودهم سلاحاً ومالاً. وحُكِم بالاعدام غيابياً.</p>
<p>وكانت مصادر أميركية أكدت أن الزرقاوي خضع لعملية في بغداد خلالها بترت ساقه بعد اصابته في أفغانستان, لكنها لا تعتقد بذلك الآن. وقال مسؤول استخباراتي في رسالة الكترونية: "نعتقد بأن الخبر عن بتر ساقه كان بهدف التضليل".</p>
</p>