مسؤولية الاختيار (موقفنا - حزب الدعوة الاسلامية في العراق)
مسؤولية الاختيار
تتواصل الجهود لعقد المؤتمر الوطني الذي سينبثق منه المجلس الوطني الاستشاري الذي سيشكل لبنة اخرى في بناء اجهزة ومؤسسات الدولة، وهو مطلب تقتضيه العملية السياسية.. فيه تتحقق مساحة اوسع من المشاركة في صنع القرار او مراقبة التنفيذ، وعلى الرغم من ان هذا المجلس لن يأتي عن طريق الاختيار الشعبي المباشر عبر صناديق الاقتراع الا انه سيجيء عبر انتخابات جزئية لا يتحمل الوضع في العراق في هذه الفترة الزمنية المحدودة اكثر منها، ولكنها تشكل مقدمة ضرورية او تجربة لها الاولوية لخوض تجربة الانتخابات العامة في العام المقبل، ولذا فان اعضاء المؤتمرات الاولوية وهم يختارون اعضاء المؤتمر الوطني العام، او اعضاء المؤتمر الوطني وهم يختارون اعضاء المجلس الوطني الاستشاري يتحملون مسؤولية اختيار هؤلاء الاعضاء او اولئك، فالاختيار ينبغي ان لايكون عشوائياً او مرتجلاً تغيب فيه الاسس الموضوعية او يخضع للمحاباة او المصالح القصيرة الامد، وانما ينبغي ان يكون الاختيار دقيقاً يراعي افضل المواصفات في الاعضاء المختارين من ناحية الكفاءة والمؤهلات التي تؤهل هؤلاء الاعضاء للمساهمة في بناء العراق وترشيد العملية السياسية والوقوف امام الخطأ في الممارسة وتصحيح الاتجاه نحو افضل السبل القادرة بالنهوض بالعراق وشعبه، واضافة الى الكفاءة لابد من تحري النزاهة والتاريخ المشرق للعضو المنتخب، فالتاريخ دالة وان لم يكن حتمية على مستقبل الاداء، والنزاهة والامانة شرط اساسي في تحمل المسؤولية والنهوض بها على اكمل وجه.
ان العراق الذي يعاني من تخريب مادي ومعنوي هائل على المستوى البشري والتنظيمي والعمراني، ومن محاولات مستمرة ومتواصلة من التخريب ومحاولة شراء الضمائر، ومن ضعف في المراقبة لا تردع اصحاب النفوس الضعيفة، من الضعف او السقوط في مستنقع الخيانة يحتاج الى تشدد اكبر من الوضع الطبيعي في تحري الرجال والنساء الاقوياء حقاً في تحمل الامانة والقيام بالمسؤولية التاريخية التي اختصرها القرآن الكريم بقوله تعالى:(ان خير من استأجرت القوي الامين).
البيان