حازم الشعلان! طرح عبد العزيز الحكيم غير وطني
وزير الدفاع العراقي: سننقل الرد على الإرهاب إلى ساحة الدول التي تدعمه
حازم الشعلان أبلغ «الشرق الاوسط» أن الإيرانيين أسسوا مكاتب استخباراتية وأمنية داخل العراق
لندن: معد فياض
هدد وزير الدفاع العراقي حازم الشعلان بنقل الرد على العمليات الارهابية التي تجري على الساحة العراقية الى الدول التي تدعم الارهابيين وتمولهم في العراق. وقال «لدينا القابلية على نقل ساحات الاعتداء على الكرامات وعلى الحق العراقي الى تلك البلدان، ولدينا القابلية على نقل هذه الاعتداءات الى بلدانهم»، مشيرا الى ان اعترافات المتورطين بعميات ارهابية اكدت دعم دول مجاورة لعملياتهم، وقال ان الحكومة العراقية فاتحت هذه الدول لوقف هذا الدعم «لكنهم لم يستجيبوا لذلك».
وتحدث الشعلان لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في بغداد أمس عن مخاطر الاختراق الاستخباراتي الايراني للعراق، وقال إن «التوغل الايراني واسع وغير مسبوق منذ تأسيس الدولة العراقية، فالايرانيون دخلوا مفاصل الدولة عموما واسسوا مراكز استخباراتية وأمنية عديدة في العراق»، ولكنه اكد «بدأنا بمعالحة الامر بشكل حساس ودقيق»، وأضاف «ان اصوات رئيس الوزراء ووزير الخارجية وصوتي واضحة ضد تدخل ايران السافر في الشأن العراقي وهذه سابقة خطرة، وهم يعترفون بوجود جواسيس لهم في العراق ومهمتهم هي زعزعة الاوضاع اجتماعيا وسياسيا. ولكن الشعب العراقي محصن».
* على عكس التصريحات التي اطلقها رئيس الوزراء ووزير الداخلية وتصريحاتكم بوضع حد سريع للعمليات الارهابية، فقد زادت حدة هذه العمليات أخيرا، كيف تفسر هذه المسألة؟
ـ على العكس، هذه العمليات لم تزدد، وكنا نتوقع ردود فعل اكبر من قبل الارهابيين تجاه ما قمنا به ضدهم. العمليات التي سبقت 17 يوليو (تموز)، ذكرى الانقلاب البعثي عام 1968، كان مخططا ان يحدث 70 انفجار في بغداد وحدها، لكن نتيجة العمليات التي قام بها الحرس الوطني بالتعاون مع الشرطة العراقية اسفرت عن القاء القبض على عصابة ارهابية تتكون من 15 شخصا في اطراف بغداد وقيادتها متمركزة في منطقة الاعظمية في جانب الرصافة من بغداد، وأحدهم عراقي من منطقة الاعظمية وهو من انصار صدام حسين ومتحالف مع الجماعات الاصولية المتطرفة وضمن تشكيلات اسسها عزة الدوري، اعترف بشكل واضح عن خلاياهم الارهابية الموجودة في بغداد. واكتشفنا في احد مخابئهم مخبأ للاسلحة يضم 350 كغم من مادة (تي ان تي) المتفجرة، و50 قنبلة معدة للانفجار بواسطة التوجيه عن بعد (ريمونت كونترول) وكانت هذه القنابل معدة للتوزيع الساعة الرابعة فجر 17 يوليو على اماكن مختلفة من بغداد، و50 صاروخا ضد الدبابات و100 قذيفة (آر بي جي) مع حشواتها، و150 قنبلة يدوية، ومبالغ كبيرة من المال (دولارات)، وكل هذه المواد والاموال وجدت في بيت احد رجال الدين في الاعظمية. المهمة الاخرى التي سبقت ايضا 17 يوليو تمت في منطقة البُعيثة القريبة من الدورة جنوب شرقي بغداد، واستمرت عملياتنا في هذه المنطقة من الساعة السادسة صباحا وحتى التاسعة ليلا تم خلالها القاء القبض على مجاميع من الاصوليين المتطرفين، 20 شخصا، بينهم سوريون ولبنانيون واردنيون وفلسطينيون واعطونا معلومات مهمة ومركز تدريب لهم، كما تم الكشف عن مدفع عيار 155 ملم موجود داخل احد البيوت وتنطلق منه قذائف على المنطقة الخضراء وعلى مجمع القادسية الذي يقطنه الوزراء والمسؤولون، اضافة الى 15 كغم من مادة الـ(تي إن تي)، و20 مدفع هاون بمختلف الاحجام مع قذائفها، وسيارتين مفخختين ومعدتين للتفجير.
* ما هي استراتيجية عملكم للقضاء على العمليات الارهابية؟
ـ استرتيجيتنا تعتمد على الخزين المتوفر لدينا من المعلومات، والحقيقة نحن نعمل حسب الاولويات وحسب خطورة كل معلومة من غير ان نهمل اية معلومة ترد الينا سواء من اجهزتنا الاستخباراتية او من المواطنين، اذ قد تكون المعلومة بسيطة او تبدو للاخرين غير مهمة لكنها بالنسبة لنا مهمة جدا. وهناك معلومات جاءت من مواطنين قادتنا الى نتائج ايجابية بتتبع خلايا ارهابية.
* ما هو حجم هذه الخلايا الارهابية في عموم العراق؟
ـ انها بالمئات اذا لم تكن بالالاف.
* وهل تزودكم قوات المتعددة الجنسيات او استخبارات بعض الدول بمعلومات عن هذه الخلايا؟
ـ ابدا وعلى الاطلاق لم تردنا اية معلومات من جهة اجنبية او من القوات المتعددة الجنسيات. المعلومات تردنا مثلما ذكرت من اجهزتنا ومن العراقيين الشرفاء.
* ما هو قوام الجيش العراقي اليوم؟
ـ حاليا عندنا 40 الف مقاتل من الحرس الوطني وهم ليسوا الجيش النظامي. سنبدأ باعداد الجيش العراقي النظامي اعتبارا من بداية الشهر المقبل ولقد تم اعداد قياداته بشكل جيد، كما نستعد لبناء الصنوف التابعة للجيش مثل القوة الجوية والبحرية والدروع. وقد اعدنا للخدمة الكثير من ضباط الجيش العراقي المنحل للاستفادة من خبراتهم وليس بمقدورنا اعادة جميع الضباط كون الجيش الذي نبنيه اليوم يتكون من ست فرق، بينما كان صدام قد جند نصف الشعب العراقي.
* وماذا عن الصنوف؟
ـ ستكون للعراق قوة جوية واخرى بحرية ودروع حديثة وقوية وتعمل وفق تقنيات متطورة من اجل حماية العراق. وحاليا لدينا كحرس وطني طائرات استطلاعية تراقب حدودنا من الجو.
* ماذا عن مشكلة الحدود مع الدول المجاورة؟
ـ نعم انها مشكلة كبيرة وقد انشأنا مراكز حدودية أمنية متطورة ومجهزة باجهزة اتصالات سريعة وحديثة.
* أي دولة مجاورة باعتقادكم تشكل خطرا مباشرا على العراق؟
ـ اكثر دولة في عملية اختراق الحدود والتجاوز على العراق هي ايران.
* وما مدى خطورة التوغل الايراني في العراق؟
ـ التوغل الايراني واسع وغير مسبوق منذ تأسيس الدولة العراقية. الايرانيون دخلوا مفاصل الدولة عموما واسسوا مراكز استخباراتية وأمنية عديدة. وبدأنا بمعالحة الامر بشكل حساس ودقيق واصوات رئيس الوزراء ووزير الخارجية وصوتي واضحة ضد تدخل ايران السافر في الشأن العراقي وهذه سابقة خطرة. وهم يعترفون بوجود جواسيس لهم في العراق ومهمتهم هي زعزعة الاوضاع اجتماعيا وسياسيا والشعب العراقي محصن.
* ما هو رأيكم بطروحات رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية عبد العزيز الحكيم بادانة العراق في الحرب العراقية ـ الايرانية وما يتطلب ذلك من دفع تعويضات للايرانيين؟
ـ اعتقد ان المطالبة بتعويض ايران ماديا عن خسائر الحرب طرح غير وطني لان الكل يعلم ان العراقيين كانوا اسرى نظام صدام، ومن الاولى على الحكومة الايرانية الا تطرح موضوع التعويضات لان المصير واحد. واذا كانت طهران تعتمد الطريق الاسلامي في ذلك، فالاسلام ينصف المظلوم، ونحن كنا شعبا مظلوما في زمن صدام حسين ويجب على أي مسؤول او شخص عراقي ألا يعطي ذريعة لايران لدفع تعويضات او ادانة العراقيين نتيجة هذه الحرب التي لا يتحمل الشعب العراقي مسؤوليتها.
* ما هو مدى صلاحية القوات المتعددة الجنسيات في عمليات حفظ الأمن؟
ـ الكلمة الفيصل في القرار هي للجانب العراقي وتصدر عن رئيس الوزراء، وهذه قضية تم الاتفاق عليها وهناك مركز سيطرة واحد بقيادة رئيس الوزراء وعضوية القوة المتعددة الجنسيات ووزارة الدفاع ووزارة الداخلية، وهذه القيادة هي التي تعطي الاوامر لتنفيذ العمليات والتصدي لحالات الطوارئ.
* هل حصلتم على معلومات مهمة من خلال التحقيقات التي قمتم بها مع بعض الارهابيين الذين القيتم القبض عليهم؟
ـ نعم اعترفوا على قيادات مهمة داخل العراق وتم القبض عليهم وعلى تمويل يصلهم من دول ضالعة في الارهاب.
* التمويل يصلهم من حكومات ام منظمات في هذه الدول؟ ـ هم يدعون منظمات لكن هي مقبلة من هذا البلد او ذاك ونحن نعلم ان الذي يأتي من الجيران يكون قد مر من خلال مكاتب المخابرات في تلك الدول.
* الم تتحدثوا مع هذه الدول حول هذا الموضوع؟
ـ نعم تحدثنا معهم وواجهناهم بالحقائق والادلة ولكن لم يتخذ أي اجراء من جانبهم لوقف دعمهم للارهابيين وعملياتهم على الساحة العراقية. وعندما وصلنا الى طريق مسدود بدأنا باطلاق التصريحات وقلنا واقولها هنا بان لدينا القابلية على نقل ساحات الاعتداء على الكرامات وعلى الحق العراقي الى تلك البلدان ولدينا القابلية على نقل هذه الاعتداءات الى بلدانهم.
* هل حجم تأثير البعثيين كبير في العمليات الارهابية؟
ـ ابدا، لقد بدأوا يتصلون بنا ويتعاونون معنا وخاصة في المناطق التي اطلق عليها خطأ تسمية (المثلث السني)، اذ ليس عندنا مثلث سني او شيعي.
