احمد الجلبي لـ"الحياة" ان قوى سياسية شيعية ساهمت في مؤامرة مع الأميركيين لاستدراج مقت
الياور يدافع عن عودة الأكراد الى كركوك والجلبي يتهم قوى شيعية بالتآمر مع الأميركيين
بغداد, القاهرة - ابراهيم خياط، محمد الشاذلي الحياة 2004/07/22
نوه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بنتائج الاجتماع الوزاري للدول المجاورة للعراق, والذي استضافته القاهرة أمس, لافتاً الى توافق على مساعدة هذا البلد في "الفترة الانتقالية المهمة". وفي حين أكد وزراء خارجية دول الجوار قلقهم من الوضع الأمني في العراق, وناقشوا أمن الحدود, أوضح وزير الخارجية التركي عبدالله غل أنهم رحبوا باجتماعات أمنية جماعية وليس على المستوى الثنائي. وأفيد ان الوزراء لم يستجيبوا اقتراحاً سورياً بتضمين البيان الختامي فقرة تدين "التغلغل الاسرائيلي" في العراق.
مستشفى عدنان خيرالله في بغداد بعد إصابته بصاروخ. (أ ف ب)
وفي لهجة تحدٍ للتصعيد التركي مع الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بتغيير الوضع الديموغرافي في كركوك, أعلن الرئيس العراقي غازي الياور أن عودة الأكراد المهجرين من هذه المدينة "حق طبيعي", معتبراً مسألة كركوك "شأناً داخلياً", ومتمنياً "فيديراليات في العراق".
في الوقت ذاته, كشف زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي لـ"الحياة" ان قوى سياسية شيعية ساهمت في مؤامرة مع الأميركيين لاستدراج مقتدى الصدر الى مواجهة.
وخلال لقاء مع شخصيات كردية في صلاح الدين, شمال العراق, قال الياور: "سندعم التجربة في كردستان بكل الامكانات". ونسبت وكالة "فرانس برس" الى الرئيس العراقي وصفه "الفيديرالية في كردستان" بأنها "سفينة لتقريب أجزاء الوطن", معرباً عن اعتزازه بقانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية, واعداً بتطبيقه "حرفاً حرفاً".
وحذر من أن "عدم استقرار العراق" سيؤثر في دول الجوار, مشيراً الى أن "ايران جارة عزيزة, ويجب أن يكون لها دور ايجابي" في بلاده. وسئل عن تهديدات تركية محتملة بالتعرض لأكراد العراق فأجاب: "لا نقبل باستهداف أي جزء من الشعب العراقي, وسندافع عن جميع العراقيين في حال تعرضوا للأخطار". وأيد بقوة إعادة جميع الذين رحّلوا قسراً من كركوك خلال عهد صدام حسين, في موقف معاكس لرغبات أنقرة التي حذرت من تغيير الوضع الديموغرافي في المدينة, مشدداً على أن هذه المسألة "شأن داخلي" عراقي. ولفت الى أن عودة الأكراد المهجرين الى كركوك "حق طبيعي". وكرر أن "الفيديرالية ظلمت زوراً وبهتاناً", متمنياً "فيديراليات متآخية ضمن العراق الموحد".
مصارحة
وفي أجواء مصارحة لم تخل من تجاذبات, عقد في القاهرة أمس الاجتماع السادس لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق, بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي. وكان الهاجس الأول في حقائب الوفد العراقي, أمنياً أولاً وأخيراً. وبدا الوزراء أكثر تفهماً لهذا القلق الأمني, لكن بعضهم لفت الى أدوار على الحكومة الموقتة العراقية ان تلعبها, خصوصاً عدم الانصياع لكل ما يريده الأميركيون, والعمل لتفادي الانقسامات بين الطوائف والفئات العراقية. وعكس البيان الختامي الوزاري اهتمام دول الجوار بطمأنة حكومة علاوي, وتضمن "ترحيب الوزراء بنقل السلطة كخطوة لتحقيق الديموقراطية", واعتباره تشكيل الحكومة الموقتة "خطوة في اتجاه جهود الحكومة الرامية الى تحمل مسؤولياتها الأمنية والسياسية". وشدد الوزراء على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق, ودعم جهود إعادة الاستقرار, ورحبوا بقرار مجلس الأمن الرقم 1546 الذي يحدد موعداً لاجراء انتخابات.
وأعربوا عن "دعمهم الحكومة الانتقالية في تحمل سياستها السياسية والأمنية", مشيرين الى "محورية دور الأمم المتحدة في دعم الشعب العراقي". كما عبروا عن "قلقهم من الوضع الأمني في العراق واثر ذلك السلبي على استكمال العملية السياسية".
وتداولوا في اقتراح لعقد اجتماع لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق, في حين وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماع القاهرة بأنه كان جيداً, مشيراً الى أن البيان تضمن كل القضايا التي طرحت. وأعرب عن اعتقاده بأن الجميع خرج من الاجتماع وهو مقتنع بأنه كان على مستوى الجدية المطلوبة, مشيراً الى أن "الجميع أتى الى هنا لمساعدة العراق في هذه الفترة الانتقالية المهمة". وزاد ان الاقتراح العراقي بعقد اجتماع لوزراء الداخلية العرب, سيرفع الى الحكومات.
وأوضح وزير خارجية تركيا عبدالله غل ان الوزراء ناقشوا أمن الحدود, مؤكداً ان تركيا تريد رؤية العراق وقد "أصبح مستقراً ومسالماً ومزدهراً في أسرع وقت", مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة هذا البلد. وأعلن ان موضوع مدينة كركوك لم يطرح خلال الاجتماع, منبهاً الى "ضرورة تحقيق الاستقرار في كركوك, تحت السيادة العراقية, وأن يعيش الأكراد والتركمان في المدينة بسلام". وعن الاقتراح الخاص بتنسيق أمني بين دول الجوار, قال غل ان هناك "ترحيباً بعقد اجتماعات أمنية جماعية لدول الجوار, وليس على المستوى الثنائي".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر قريبة من الاجتماع الوزاري ان الوفد السوري كان يرغب في تضمين البيان فقرة تدين "التغلغل الاسرائيلي" في العراق, لكن الوزراء لم يقروا هذا الاقتراح.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري في القاهرة, التقى علاوي رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف, واتفقا على تشكيل لجنة عليا مشتركة باشرافهما.
الجلبي
في بغداد, حمل أحمد الجلبي على وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي), متهماً إياها بأنها تشن حرباً عليه منذ أكثر من 15 سنة, بسبب كشفه المستمر لإخفاقاتها وأخطائها. وقال في حديث الى "الحياة" تناول علاقته بالأميركيين وكيف قاد صدام حسين المقاومة من مخبئه في الدور, ان المدير السابق لـ"سي آي اي" جورج تينيت هو الذي ورّط الإدارة الأميركية منذ العام 1991 في قراراتها الخاطئة الخاصة بالعراق, وأن الوكالة تشن حملة عليه الآن, لمنع المسؤولين الأميركيين من التحدث اليه. واتهم الجلبي "قوى سياسية شيعية" بأنها ساهمت في "مؤامرة" مع الأميركيين لاستدراج الصدر و"جيش المهدي" الى مواجهة, ارادتها واشنطن لتقليص دور الشيعة في العراق, قبل مجيء مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي لتشكيل حكومة, في حين أرادت منها القوى الشيعية الاستئثار باللعبة السياسية.
ميدانياً, أعرب الجيش الأميركي عن مخاوف من احتمالات تحوّل مدينة سامراء الى فلوجة ثانية, بعد مواجهات عنيفة مع مسلحين. وقتل جندي أميركي وجرح ستة آخرون, شمال بغداد, بعدما أقرت واشنطن بأن الوضع الأمني في العراق يبقى سيئاً جداً, محذرة من هجمات تطاول طائرات, ومن عمليات خطف الأجانب. وقتل ثلاثة أشقاء بانفجار سيارة مفخخة قرب مستشفى في الرمادي, في حين قتل شخصان وجرح أربعة إثر سقوط صاروخ على مستشفى في بغداد. وأعلن أمس ان الحرس الوطني العراقي يستعد لتولي مهمة حفظ الأمن في العاصمة, حيث سينشر حوالى عشرة آلاف عنصر.
<h1>الياور يدافع عن عودة الأكراد الى كركوك والجلبي يتهم قوى شيعية بالتآمر مع الأميركيين</h1>
<h4>بغداد, القاهرة - ابراهيم خياط، محمد الشاذلي الحياة 2004/07/22</h4>
<p>
<p>نوه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بنتائج الاجتماع الوزاري للدول المجاورة للعراق, والذي استضافته القاهرة أمس, لافتاً الى توافق على مساعدة هذا البلد في "الفترة الانتقالية المهمة". وفي حين أكد وزراء خارجية دول الجوار قلقهم من الوضع الأمني في العراق, وناقشوا أمن الحدود, أوضح وزير الخارجية التركي عبدالله غل أنهم رحبوا باجتماعات أمنية جماعية وليس على المستوى الثنائي. وأفيد ان الوزراء لم يستجيبوا اقتراحاً سورياً بتضمين البيان الختامي فقرة تدين "التغلغل الاسرائيلي" في العراق.</p>
<p>
<table width="200" cellspacing="0" cellpadding="3" border="0" align="right" class="image">
<tr>
<td><img alt="مستشفى عدنان خيرالله في بغداد بعد إصابته بصاروخ. (أ ف ب)" src="Hospital_01.jpg_200_-1.jpg" hspace="0" border="0"></td>
</tr>
<tr>
<td class="caption">مستشفى عدنان خيرالله في بغداد بعد إصابته بصاروخ. (أ ف ب)</td>
</tr>
</table> وفي لهجة تحدٍ للتصعيد التركي مع الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بتغيير الوضع الديموغرافي في كركوك, أعلن الرئيس العراقي غازي الياور أن عودة الأكراد المهجرين من هذه المدينة "حق طبيعي", معتبراً مسألة كركوك "شأناً داخلياً", ومتمنياً "فيديراليات في العراق".</p>
<p>في الوقت ذاته, كشف زعيم "المؤتمر الوطني العراقي" احمد الجلبي لـ"الحياة" ان قوى سياسية شيعية ساهمت في مؤامرة مع الأميركيين لاستدراج مقتدى الصدر الى مواجهة.</p>
<p>وخلال لقاء مع شخصيات كردية في صلاح الدين, شمال العراق, قال الياور: "سندعم التجربة في كردستان بكل الامكانات". ونسبت وكالة "فرانس برس" الى الرئيس العراقي وصفه "الفيديرالية في كردستان" بأنها "سفينة لتقريب أجزاء الوطن", معرباً عن اعتزازه بقانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية, واعداً بتطبيقه "حرفاً حرفاً".</p>
<p>وحذر من أن "عدم استقرار العراق" سيؤثر في دول الجوار, مشيراً الى أن "ايران جارة عزيزة, ويجب أن يكون لها دور ايجابي" في بلاده. وسئل عن تهديدات تركية محتملة بالتعرض لأكراد العراق فأجاب: "لا نقبل باستهداف أي جزء من الشعب العراقي, وسندافع عن جميع العراقيين في حال تعرضوا للأخطار". وأيد بقوة إعادة جميع الذين رحّلوا قسراً من كركوك خلال عهد صدام حسين, في موقف معاكس لرغبات أنقرة التي حذرت من تغيير الوضع الديموغرافي في المدينة, مشدداً على أن هذه المسألة "شأن داخلي" عراقي. ولفت الى أن عودة الأكراد المهجرين الى كركوك "حق طبيعي". وكرر أن "الفيديرالية ظلمت زوراً وبهتاناً", متمنياً "فيديراليات متآخية ضمن العراق الموحد".</p>
<p>
<h3>مصارحة</h3>
</p>
<p>وفي أجواء مصارحة لم تخل من تجاذبات, عقد في القاهرة أمس الاجتماع السادس لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق, بحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي. وكان الهاجس الأول في حقائب الوفد العراقي, أمنياً أولاً وأخيراً. وبدا الوزراء أكثر تفهماً لهذا القلق الأمني, لكن بعضهم لفت الى أدوار على الحكومة الموقتة العراقية ان تلعبها, خصوصاً عدم الانصياع لكل ما يريده الأميركيون, والعمل لتفادي الانقسامات بين الطوائف والفئات العراقية. وعكس البيان الختامي الوزاري اهتمام دول الجوار بطمأنة حكومة علاوي, وتضمن "ترحيب الوزراء بنقل السلطة كخطوة لتحقيق الديموقراطية", واعتباره تشكيل الحكومة الموقتة "خطوة في اتجاه جهود الحكومة الرامية الى تحمل مسؤولياتها الأمنية والسياسية". وشدد الوزراء على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق, ودعم جهود إعادة الاستقرار, ورحبوا بقرار مجلس الأمن الرقم 1546 الذي يحدد موعداً لاجراء انتخابات.</p>
<p>وأعربوا عن "دعمهم الحكومة الانتقالية في تحمل سياستها السياسية والأمنية", مشيرين الى "محورية دور الأمم المتحدة في دعم الشعب العراقي". كما عبروا عن "قلقهم من الوضع الأمني في العراق واثر ذلك السلبي على استكمال العملية السياسية".</p>
<p>وتداولوا في اقتراح لعقد اجتماع لوزراء داخلية الدول المجاورة للعراق, في حين وصف وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اجتماع القاهرة بأنه كان جيداً, مشيراً الى أن البيان تضمن كل القضايا التي طرحت. وأعرب عن اعتقاده بأن الجميع خرج من الاجتماع وهو مقتنع بأنه كان على مستوى الجدية المطلوبة, مشيراً الى أن "الجميع أتى الى هنا لمساعدة العراق في هذه الفترة الانتقالية المهمة". وزاد ان الاقتراح العراقي بعقد اجتماع لوزراء الداخلية العرب, سيرفع الى الحكومات.</p>
<p>وأوضح وزير خارجية تركيا عبدالله غل ان الوزراء ناقشوا أمن الحدود, مؤكداً ان تركيا تريد رؤية العراق وقد "أصبح مستقراً ومسالماً ومزدهراً في أسرع وقت", مشدداً على ضرورة الحفاظ على وحدة هذا البلد. وأعلن ان موضوع مدينة كركوك لم يطرح خلال الاجتماع, منبهاً الى "ضرورة تحقيق الاستقرار في كركوك, تحت السيادة العراقية, وأن يعيش الأكراد والتركمان في المدينة بسلام". وعن الاقتراح الخاص بتنسيق أمني بين دول الجوار, قال غل ان هناك "ترحيباً بعقد اجتماعات أمنية جماعية لدول الجوار, وليس على المستوى الثنائي".</p>
<p>ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر قريبة من الاجتماع الوزاري ان الوفد السوري كان يرغب في تضمين البيان فقرة تدين "التغلغل الاسرائيلي" في العراق, لكن الوزراء لم يقروا هذا الاقتراح.</p>
<p>وعلى هامش الاجتماع الوزاري في القاهرة, التقى علاوي رئيس الوزراء المصري أحمد نظيف, واتفقا على تشكيل لجنة عليا مشتركة باشرافهما.</p>
<p>
<h3>الجلبي</h3>
</p>
<p>في بغداد, حمل أحمد الجلبي على وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي), متهماً إياها بأنها تشن حرباً عليه منذ أكثر من 15 سنة, بسبب كشفه المستمر لإخفاقاتها وأخطائها. وقال في حديث الى "الحياة" تناول علاقته بالأميركيين وكيف قاد صدام حسين المقاومة من مخبئه في الدور, ان المدير السابق لـ"سي آي اي" جورج تينيت هو الذي ورّط الإدارة الأميركية منذ العام 1991 في قراراتها الخاطئة الخاصة بالعراق, وأن الوكالة تشن حملة عليه الآن, لمنع المسؤولين الأميركيين من التحدث اليه. واتهم الجلبي "قوى سياسية شيعية" بأنها ساهمت في "مؤامرة" مع الأميركيين لاستدراج الصدر و"جيش المهدي" الى مواجهة, ارادتها واشنطن لتقليص دور الشيعة في العراق, قبل مجيء مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الابراهيمي لتشكيل حكومة, في حين أرادت منها القوى الشيعية الاستئثار باللعبة السياسية.</p>
<p>ميدانياً, أعرب الجيش الأميركي عن مخاوف من احتمالات تحوّل مدينة سامراء الى فلوجة ثانية, بعد مواجهات عنيفة مع مسلحين. وقتل جندي أميركي وجرح ستة آخرون, شمال بغداد, بعدما أقرت واشنطن بأن الوضع الأمني في العراق يبقى سيئاً جداً, محذرة من هجمات تطاول طائرات, ومن عمليات خطف الأجانب. وقتل ثلاثة أشقاء بانفجار سيارة مفخخة قرب مستشفى في الرمادي, في حين قتل شخصان وجرح أربعة إثر سقوط صاروخ على مستشفى في بغداد. وأعلن أمس ان الحرس الوطني العراقي يستعد لتولي مهمة حفظ الأمن في العاصمة, حيث سينشر حوالى عشرة آلاف عنصر.</p>
</p>