ردود أفعال أستنكاراً لجريمة تفجير الكنائس في العراق
فضل الله استنكر "الهجوم الوحشي" على الكنائس في العراق
خلفيات استخباراتية وراء الجماعات المتطرفة
أصدر سماحة العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله بياناً علّق فيه على التفجيرات التي استهدفت الكنائس في العراق وجاء فيه:
إن الهجوم الوحشي على الكنائس في العراق هو جزء من الهجوم على دور العبادة والعتبات المقدسة، واغتيال الرموز الدينية من السنة والشيعة، إضافة إلى الرموز الرسمية السياسية والاجتماعية من هذه الطائفة أو تلك، وذلك في نطاق الخطة الخبيثة لتدمير الوحدة الإسلامية من جهة، والوحدة العراقية من جهة أخرى، وإثارة الحساسيات والمشاعر الطائفية في المنطقة بين المسلمين في تنوعاتهم المذهبية وبين المسلمين والنصارى في تنوعاتهم الدينية، الأمر الذي يشير إلى الجماعات المتعصبة المتطرفة المتخلّفة وإلى خلفياتها الاستخباراتية التي تتحرك بشكل غير مباشر في خطة تدميرية للشعب العراقي كله والمنطقة من حولها في الخطة الإسرائيلية التي لا تبتعد عن التنسيق مع الاستخبارات المركزية الأمريكية ليبقى العراق خاضعاً للألاعيب الصهيونية التي نفذت إلى أكثر من مفصل من مفاصل الواقع هناك، وللأمن الأمريكي الذي يخطط للبقاء طويلاً في العراق بحجة الحاجة إلى قواته والقوات المتعددة الجنسية بقيادته.
إننا في الوقت الذي نستنكر كل هذه التفجيرات الوحشية التي أصابت المصلين في دور العبادة المسيحية، كما استنكرنا التفجيرات التي حدثت في دور العبادة والقداسة الإسلامية، ندعو العراقيين جميعاً أن يؤكدوا وحدتهم الوطنية ضد هذه الجماعات المتخلفة، ولا سيما أن العراقيين لم يدخلوا في فتنة طائفية أو مذهبية في تاريخهم، كما ندعو المسلمين والمسيحيين في المنطقة والعالم كله، أن لا يسمحوا لهذه الأحداث بأن تثير الفتنة في ما بينهم، ولا سيما أن هناك الكثير من الأيادي الشريرة، التي تعبث بعلاقات الأديان ومناخات القيم الروحية التي تمثل المحبة والرحمة للناس جميعاً.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:16 جماد الثاني 1425هـ الموافق 3 آب - أغسطس 2004م
http://news.bbc.co.uk/media/images/3...allwomanap.jpg
لما اناخوا قرب الدير عيسهم.. الهجرة المسيحية من العراق
لما اناخوا قرب الدير عيسهم.. الهجرة المسيحية من العراق..
القيادات الدينية للاقلية المسيحية لا تتحدث عن هجرة اعداد كبيرة منها.. والاقلية، التي تتكون من الاشوريين والخلدان والارمن ، والتي تبلغ نسبتها 3 % من السكان، وتتجمع حالياً في المدن، تواجه ازمنة عسيرة. فان كان فقدان الامن مشكلة يواجهها الجميع، بغض النظر عن الدين، الا ان المقاومة قد تتعمد الهجوم على الاقلية المسيحية لان هناك من يعتبر الغزو الامريكي حملة صليبية مسيحية، ويشعر بان هذه الاقلية تشجع الامريكان. وقد تعرضت الدكاكين التي تبيع الخمور للتخريب وضرب اصحابها واحياناً قتلوا، وغالبيتهم من المسيحيين كذلك. والشرطة العراقية غالباً ما تحمل جيش المهدي مسئولية هذه الهجمات على دكاكين الخمور.. "لم يعد رجال السيد مقتدى يحاربون الامريكان، بل يحاربون لفرض الفضيلة على المجتمع."
السيد موفق الربيعي يعتبر الزرقاوي المسئول عن هجمات الكنائس الاحد الماضي– والتي تسببت في قتل 11 ، وجرح 47 شخصاً - : "الزرقاوي يريد خلق فتنه بين المسلم والمسيحي، ويود ان يترك المسيحي البلاد." وبين 102 مسيحياً قتلوا منذ ابريل 2003 ، نلاحظ ان البعض قتلوا لبيع الخمور، وغيرهم بسبب عملهم في الترجمة مع قوات الاحتلال، وبعضهم قتل بسبب طلب فدية لم تدفع.. فالشعب العراقي لديه فكرة ان المسيحي غني.. واخيراً فقوات التحالف قتلت بعض افراد الاقلية.. بعدالة صدامية لا تفرق بين المسيحي والمسلم في رصاصها..
والجالية المسيحية عانت اقل من الشيعة والاكراد في عصر صدام البائد.. فالبعث لم يعتقد ان هذه الاقلية خطرة عليه، واعطاها حرية ممارسة الدين. اما اليوم ، فالقيادات المسيحية تشتكي من سوء تمثيلها في الدولة الجديدة، وتخشى بشكل حقيقي من تكون دولة اسلامية متطرفة. بعض القيادات المسيحية تود المطالبة بحكم ذاتي يضمن لهم حرية ممارسة الدين .
وباستثناء احباط عدم قدرة قوات التحالف على توفير الحماية لهم، تشتكي الجالية المسيحية من تعاطف امريكا مع فكرة تكوين دولة اسلامية في العراق، الذي عاشت ديانة عيسى فيه قبل مجيء الاسلام بخمسمائة عام. قال احد زعماء الجالية الاشورية مشتكياً من محطة العراقية:
يمول الامريكان العراقية، وهي تبث برامج دينية اسلامية اربع مرات في اليوم، وساعتين يوم الجمعة، ولكن المحطة لا تذكر اي دين آخر.. يوم الاحتفال بالدولة الجديدة، جاء قاريء قرآن وملة.. ولكن لم يأت ممثل لأي دين آخر..لماذا؟ المفروض ان تدعوا قوات التحالف للديمقراطية والمساواة والحرية، لا لدكتاتورية اسلامية..
وقد هاجر المسيحي العراقي الى سوريا، والبعض حصل على حق اللجوء في استراليا وامريكا واوربا.. الجالية في استراليا كبيرة، يقارب عددها 25 الفاً.. هناك ايضاً جالية في ارمينيا.
لا احد يعرف بالضبط عدد الاقلية المسيحية في العراق، ولكن التوقعات ان عددهم تضائل من مليون و400 الف عام 1987 الى 800 الف اليوم. بعضهم يقول: نحن الهنود الحمر في العراق.. كنا يوماً ما الاغلبية، اما حالياً فاعدادنا في تناقص مستمر..
تعليق: بصراحة، لدي اعتقاد ان دولة اسلامية معتدلة ستعطي الاقليات الدينية من الحقوق اكثر مما قدم لها البعثية.. والله اعلم.. ومع ذلك، فالحقيقة المرة هي كالتالي: بعد الهجوم الاجرامي على الكنائس، واشتداد التعصب الديني، ستشعر الاقلية الباقية من المسيحيين العراقيين بان الوقت قد حان لاناخة العيس... والهجرة.. وستكون مصيبة اكبر من بلاء هجرة يهود العراق الى اسرائيل، حين تحول جيراننا لاكثر من الف عام الى الد الاعداء.
ودمتم..
المحجوب..