شحة مياه الشرب في البصرة، شحة الكهرباء في النجف
شحة مياه الشرب في البصرة، انقطاع الكهرباء في النجف..
كل يوم نسمع في نشرات الاخبار عن العنف والسيارات المتفجرة.. واعداد الضحايا.. ولكن هناك قصص من معاناة الحياة اليومية لشعبنا لا نسمع عنها في وسائل الاعلام.. ومنها قصة أزمة المياه في البصرة، وانقطاع الكهرباء في النجف.
أولاً، تحذر الامم المتحدة من أزمة حادة تهدد مدينة البصرة..فانقطاع التيار الكهربائي، ودرجات الحرارة المرتفعة، تزيد من حدة النقص المائي الموجود بالفعل في ثاني اكبر مدن العراق..
روس ماونتن، ممثل الامم المتحدة في بلادنا، ابلغ رويترز ان مستويات الماء في البصرة لا تزيد عن 40 – 60 % من احتياجات مدينة يسكنها 2 مليون مواطن.. "نحتاج للمساعدة.. لابد من اعتبار الوضع استثنائي وعاجل. فاعتقد اننا سنواجه تفشي الاوبئة، وفقدان الحياة ، لو لم تصلنا معونات عاجلة.."
يتذكر من تابع شئون الشعب العراقي ان نقص الماء في البصرة ادى لاحتجاجات ومظاهرات العام الماضي.. واعتقد ان الناس قد بدأت تخرج الى الشارع في مظاهرات للاحتجاج على هذا الوضع المحزن هذه السنة ايضاً..
اما في النجف، فالمظاهرات بدأت بالفعل..فيوم الاحد الماضي، هاجم جمهور غاضب مكتب شركة الكهرباء للاحتجاج على انقطاع التيار الكهربائي احياناً لأكثر من نصف يوم (12 ساعة) . ومن المعروف ان الكهرباء ضرورية للصناعة والزراعة.. والناس كذلك تعاني بدون مراوح او تكييف في درجات حرارة كثيراً ما تقترب من ال 50 درجة. وقد قال احد المحتجين: سكتنا ولم يعد يمكننا السكوت اكثر من ذلك على هذا الوضع البائس..
وبصراحة: لم يكن من المفترض ان تبقى قضايا مثل الكهرباء والماء في مدن آمنة مثل النجف والبصرة (بالطبع آمنة نسبياً، بالمقارنة مع بغداد) بلا حل بعد اكثر من سنة على رفع شعار: أعادة الأعمار..
وقد اشتكى قائد الجيش الامريكي الذي اسقط نظام صدام، السيد تومي فرانكس، في كتابه الجديد، (وعنوانه: جندي امريكي) من ان الحكومة الامريكية لم تقدم ما يكفي من المال والخدمات باكراً، بحيث يشعر الشعب العراقي بان حياته تغيرت الى الافضل بعد سقوط النظام. ترك الامريكان امور الحياة اليومية للناس تسيرها الحظوظ والاقدار.. بدون اي محاولة للاصلاح .. ومن المؤكد ان سوء الخدمات الضرورية لحياة الناس لا يجب ان يستمر اكثر من ذلك.. فقد عانى شعب العراق، وخصوصاً في المناطق الجنوبية، بما فيه الكفاية..
أعرف ان الدولة تقول ان ما تملكه من دخل محدود يجب ان يذهب لمكافحة الارهاب.. ولكن صدقوني: لو وفرتم بعض الخدمات الضرورية، لتعاون معكم الناس وقضيتم على الارهاب بتكاليف اقل…
ولا حول ولا قوة الا بالله..
د. البراق عبد الهادي
شحة المياه في مدينة الصدر، وتفشي التيفوئيد بسببها..
التفوئيد يستفحل في مدينة الصدر..
تُقطع المياه لساعات طويلة عن مدينة الصدر كل يوم، في حر الصيف القائض، ولكن، حين تعود، تجلب معها الامراض القاتلة.. و"التيفود" مرض تعود الناس عليه في الصيف، ولكن، هذه السنة، اعداد المصابين فاقت اي سنة اخرى.. ومعه جاء مرض آخر، وهو التهاب الكبد Hapatitis E. الذي كان نادر الحدوث. يقول قاسم نورسري، مدير مستشفى علي بن ابي طالب: "كنا نقرأ عن هذا المرض في الكتب" .. وهو مرض يضعف الكبد تدريجياً، ويؤدي الى الموت. ولا علاج له.
عمليات نهب مصنع تصفية الماء بعد التحرير فاقت ازمة كانت موجودة في السابق.. تقول المريضة فالحة احمد: "كان الوضع سيئاً دائماً، ولكنه الآن اسوء من اي وقت مضى. نعرف ان الماء ملوث، ولكن لا يمكننا الا نشرب." الطبيب عطا سلماني يقول ان الحل هو توفير المياه الصالحة للشرب.
حين تسال قوات التحالف والحكومة العراقية، يقولان ان جيش المهدي يعيق اي مشروع اصلاحي في المدينة. ويحتدم الصراع بينما يواجه 2 مليون شيعي فقير مأساة تفشي وباء قاتل.."لو شاهدت الماء، فلن تصدق ان هذا ماء صالح للشرب.. فله رائحة.. واحياناً ترى بقايا قاذورات آدمية.. هذه مياه مجاري تنزل من الحنفيات."
يقول طه عبد الرضى.
والمؤسف ان المستشفى تقدم الماء الملوث ذاته لمرضاها.. فلا يوجد سواه. وحتى هذا ياتي متقطعا.
أصاب آمال كاظم القيء، وواجهت صعوبة في التنفس، وذهبت ليومين في المستشفى.. والآن تسير جنازتها..رحمها الله وادخلها رحاب جناته..
وربما حان الاوان لخروج جنازة لنظام الماء والصرف الصحي في مدينة الصدر كذلك.
المحجوب..
.