قبسات ساطعة من حياة الشهيد الصدر الثاني قدس سره
بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للشهادة المضمخة بالدم ....
المولد والعائلة:
وُلد - رضوان اللَّه عليه - في 17 ربيع الأول 1362 ه الموافق 23 / 3 / 1943م، ويرجع نسبه الى الامام موسى بن جعفرعليه السلام في سلسلة نسبية قويةالصحة والتواتر والوضوح.
جاء مولده، بعد أن يئست والدته من الحمل، ولكنها وأثناء تشرفها بزيارة الرسول الأعظمصلى الله عليه وآله وسلم أثناء الحج، توسّلت بمقام النبي عند اللَّه، أن تُرزق ولداً ونَذرت أن تسميه محمداً، فتحقق لها ما أرادت، وكان ولدها الوحيد اذ لم ترزقغيره، وكان يوم ولادته هو يوم المولد النبوي الشريف كما يشير تاريخه.
عاش في كنف جدّه لأمه آية اللَّه العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين وهو من المراجع المشهورين الذين تزامنت مرجعيتهم مع مرجعية السيد ابو الحسن الأصفهاني، وعاش كذلك في كنف والده السيد الحجّة محمد صادق الصدر حيثكان ولده الوحيد - كما ذكرنا - وكان لنشأته في هذا الوسط الديني انعكاس واضحعلى تربيته وأخلاقه وسموّ شمائله.
تزوج من بنت عمه السيد محمد جعفر الصدر ورزق أربعة أولاد هم(مصطفى ومقتدى ومؤمل ومرتضى). تزوّج الثلاثة الأوائل منهم بنات السيد الشهيد محمد باقر الصدر الثلاثة، له بنتان أيضاً هن زوجات لولَديْ الحجة السيد كلانتر.
الدراسة والتدرج العلمي:
بدأ - رضوان اللَّه عليه - درسه الحوزوي في سن مبكرة أي عام 1954،فتعممم وهو ابن أحد عشر ربيعاً، وبغضّ النظر عن مراحل الدراسة التي تخطاهابتفوق وجدارة يكفي أن يُشار الى أن سماحته يعتبر من أبرز طلاب السيد محمد باقر الصدر قدس سره وأحد مقرّري أبحاثه الفقهية والأصولية(2) علماً بأن مدرسة السيد الصدر الأول تُعتبر أرقى مدرسة علمية في المعرفة الفقهية والأصولية في عهده.
يُعتبر علماً من أعلام الحوزة العلمية - وهو مرجع واعٍ وذكي وأديب وكاتبمبدع، كثير التأليف والتصنيف، وتنبئ كتاباته عن متابعاته العلمية وحيويتهالأدبية(3).
أجيز بالاجتهاد عام 1977 عن عمر لم يناهز ال 34 عاماً، أجازه بذلكأستاذاه السيد الشهيد محمد باقر الصدر والسيد المحقق أبو القاسم الخوئي.
درس النحو ابتداء على يد والده ثم على يد السيد طالب الرفاعي ثم الشيخحسن طراد العاملي، واكمل بقية المقدمات على يد السيد محمد تقي الحكيمصاحب كتاب: (الأصول العامة للفقه المقارن) والشيخ محمد تقي الايرواني...
دخل كلية الفقه عام 1960 م وكان من أساتذته في هذه الكلية الشيخ مهديمطر وبعض الأساتذة من ذوي الاختصاصات والدراسات غير الحوزوية منهم السيدعبد الوهاب الكربلائي مدرس اللغة الانكليزية وكان السيد الشهيد من أبرز تلامذته في هذه المادة، وكذلك أستاذ علم النفس الدكتور حاتم الكعبي، والدكتور فاضلحسين في التاريخ الذي عدّه هو الآخر من أفضل تلامذته في هذه المادة وأهداه كتاباً نادراً حينئذٍ اسمه (كومونة باريس) الذي كان صدر توّاً لمطالعته وإعطائه الى بقية التلاميذ.
تخرّج من كلية الفقه عام 1964 وكان من جملة زملائه الذين تخرجوا منهذه الكلية: الدكتور أحمد الوائلي، والشيخ مسلم الجابري، والسيد عدنان البكاء،والسيد مصطفىجمالالدين، والسيد أحمد زكي الأمين، والشيخ أحمد القيس اللبناني وغيرهم. بعد ذلك دخل مرحلة السطوح العليا، حيث درس كتاب (الكفاية) للشيخ محمد كاظم الخراساني على يد السيد الشهيد الصدر الأول، وبعض كتاب(المكاسب) للشيخ الانصاري على يد السيد محمد تقي الحكيم. وكان لدراسته عند هذين العلمين الأثر الأكبر في صقل ونمو موهبته العلمية، بعدها أكمل دراسة كتاب(المكاسب) هذا عند الشيخ (صدرا الباكوبي) الذي كان من مبرّزي الحوزة العلمية وفضلائها ويتصف بالورع والصدق والتقى..
ارتقى مدارج البحث الخارج فحضر الأصول للسيد الشهيد، كما حضر عند السيد الخوئي، وقد استفاد من هذا الحضور في الإطلاع على آراء الأخير ومناقشتها فيما بعد...
أتمّ دراسة (المكاسب) على يد السيد الامام الخمينيقدس سره ودرس كتاب (المضاربة) على يد السيد محسن الحكيم.
سُئل عن اجازته في الرواية في أحد الاستفتاءات الموجهة إليه فكان جوابهان له إجازة من عدة مشايخ منهم جناب آية اللَّه ملا محسن الطهراني المعروف بآغابزرك الظهراني صاحب كتاب (الذريعة الى تصانيف الشيعة)، ومنهم والده الحجة محمد صادق الصدر وخاله الشيخ مرتضى آل ياسين وابن عمه آية اللَّه سيد آغاحسين خادم الشريعة والسيد عبد الرزاق المقرم صاحب كتاب (مقتل الحسين)، وآية اللَّه السيد حسن الخرسان، وآية اللَّه السيد عبد الأعلى السبزواري والدكتورحسين علي محفوظ وغيرهم...
إشارة لافتة - استاذه كاسب:
الى جانب مسيرته العلمية الرصينة هذه في الفقه والأصول وعلوم الشريعة، ومعروفية أساتذته ومعلميه، هناك إشارة لافتة في حياتهرضى الله عنه في سلوك العرفانوالعلوم الأخلاقية. اذْ بعد اطلاق سراحه من السجن في فترة اعتقاله الأول عام1975م من قبل الزمرة الحاكمة في بغداد(4)، انصرف الى الدعاء وسلوك طريقالمعرفة الإلهية وللحدّ الذي كاد ان يتلف نفسه من كثرة التضرّع والصلاة والبكاء،حتى طلب منه استاذه السيد الشهيد الصدر الاول التخفيف من ذلك رفقاً بصحته وحاله... ثم راح بعد ذلك يدرس العرفان على يد أحد كسبة النجف فأحبّه كثيراً حتى عدّه أستاذه في هذا المجال وهو أمر غريب في السياقات المعروفة في الدراسات الحوزوية اذ كيف يكون أحد الكسبة أستاذاً لعالم دين؟ أو عالم فيالحوزة؟ وكان جوابه (رحمة اللَّه عليه) على هذا السؤال:
ان الحديث الشريف يقول (أخفى اللَّه أولياءه بين عباده) اذ ان مقدار الاقتراب الى اللَّه سبحانه ليس منوطاً بالعلم وانما بصلاح النفس وفهمها وصفائها لحقيقة العبودية واندماجها في هذا المعنى، وهذا لا يحصل لكلّ أحد، ولا يناله الّا من ارتضى اللَّه لهذلك عالماً كان أو كاسباً...(5).
واستمر على نهجه الإلهي العرفاني هذا الى آخر يوم من أيام عمره الشريف.وهناك أسرار في هذا النهج لا يعرف مدياتها وأسرارها الّا هو قدس سره لأنها من الأسرار بينه وبين ربّه، لا يطلع عليها أحد، ولا يمكن البوح بها لأحد، وحين سُئل يوماًحول هذا الموضوع أجاب بايجاز قائلاً:
(ان اللَّه تعالى أنذر وحذّر وجعل الحجج، ولكل انسان استجابة خاصة تتناسب وقابليته واستعداده، وكلما استجاب الانسان (لتلك النذر والحجج) استحق المزيد (منذلك الفيض الالهي).
ولقد سئل يوما في أواخر أيامه انْ يقول شيئاً من الشعر لم يسمعه من أحد ولم يقله قبل ذلك، فتروّى قليلاً وقال:
حبيبي اذا كنت في جانبي **** فأفرغه من كل شيء سواك
فان المهم جميع المهمّ ****في حياتي كلّها أنْ أراك
وقصدَ به ذات الجلالة )طبعاً((6).
بعض صفاته الشخصية:
يؤكد الكثيرون ممن عرفوا أو عاشروا أو عاصروا المرجع الشهيد، أن أبرز صفاته هي التواضع والبساطة، ولعل هاتين الصفتين هما اللتان ألحقتا به ما ألحقتا بأمير المؤمنين عليه السلام حين لم يجد خصومه شيئا شيناً فيه فقالوا (ان فيهدعابة)...
أتُهم هذا المرجع بهذه (البساطة) فعدّها بعضهم بل معظم ان لم نقل كلّ محبيه أنها دليل البراءة والطيبة والصفاء، وانه يتعامل مع ظاهر الأمور كما كان النبيصلى الله عليه وآله وسلم يتعامل رغم معرفته أو يقينه بأن بعض الناس هم ممن (مردوا على النفاق لا تعلمهم اللَّه يعلمهم).
هذه التُهمة بل هذه المنقبة هي التي منحته حب الناس له ومنحتهم حبه لهمفي مدة وجيزة جداً، فانشدّت معه تلك الوشائج في شهور معدودات، في وقت لم يستطع (المعقّدون ( و) الأذكياء) بناءها مع الناس في عشرات السنين.
وهنا وقفة قصيرة بين الحب والاحترام:
يبدو أنّ الانسان في تعامله مع الناس أمامه خياران لا ثالث لهما، واذا اختار أحدهما أو رجّحه لابد أن يخسر شيئا من الخيار الآخر، هذان الخياران هما الحب أو الاحترام، فكلما انبسط الانسان وخاصة القيادي مع الناس وقلّت حواجزه معهم ازدادوا له حبّاً، وكلما ازدادوا حبّاً انكمشت لياقات الآداب المعروفة في الوسط المعقد، ومن هنا يقال (بين الأحباب تسقط الآداب) وهذا في معناه النفسي العميقيشير الى ان كثرة الحب والمودّة وتكسير الحواجز تسمح لبعض البسطاء والطيبين أيضاً ممن لا يفهمون حدود الآداب أن يتسلّقوا على حبيبهم ويتجاوزوا حدود بعض اللياقات الاجتماعية أحياناً...
وهنا إما أن يبني القائد حبّه على أساس بعض (الاحترامات ( أو )البوزات) كما يقولون. أو يبنى احترامه على حساب بعض الحب الذي هو عند الطيبين أفضلبكثير من الاحترام اذا كان ولابد من خيار.
وهذا لا يعني، بطبيعة الحال ، ان الذي لا يُحَبَ لا يُحتَرم، أو أن الذي يُحترملا يحَب... وانما أن الموازنة بين الحب والاحترام يمكن أن تهتز مع البشر الذينهم بالتأكيد يرغبون في الحب أكثر من الاحترام ويميلون الى المودة القلبية أكثر من ميلهم الى الاحترام المهيب فضلاً عن الاحترام المزيّف.
من هنا تعامل المرجع الشهيد مع الناس بالحب والظاهر، ومن هنا غمزه البعض بأنه (كالطفل في سذاجته) ومن هنا صارت هذه الصفة طعنةمارسها بعض الغادرين للنيل منه ومن شخصيته ومنهجه، لأن هؤلاء اعتادوا أن يعيشوا الفاصلة بينهم وبين الناس وان يعلّموا الناس على الطاعة والاحترام فقط، ولا شأن لهم بالحب الذي هو أساس الدين وأساس الجنة وأساس الحياة. هذا اذا لم نُضف شيئاً في التعليق على طريقة حديثة وخطبه وأسلوبه في الحوار وبساطته وانبساطه - كما قلنا - وحرصه على الدخول الى القلوب، والتعالي على الشكليات والفذلكة و(البروتوكولات) الحوزوية المعروفة.
رفضه تقبيل اليد:
ولعل أبرز مصداق على هذا التواضع أو هذه البساطة، هو سلوكه العرفاني -المار الذكر - الذي كان (رضوان اللَّه عليه) يحاول تغطيته والتكتّم عليه خوفاً منالرياء - والعياذ باللَّه - فكان مثلاً لا يسمح على الإطلاق أن تُعرف عباداته وعلاقته باللَّه، ومن هنا أيضاً لم يكن يسمح على الإطلاق بتقبيل يده حتى ولو كان الذي يريد تقبيل يده ينوي القربة الى اللَّه، لأن هذا يستبطن بالتأكيد ان الذي تُقبَّل يده أقرب الى اللَّه من الآخر، وهذا ما لم يسمح به المرجع المظلوم اطلاقاً لأنه يدرك تماماً أن اللَّه تعالى أخفى أولياءه في عبيده وما يدريك أن (كناساً) مثلاً حرمته ظروف الحياة من التعلم والارتقاء، فراح يكنس الشارع وينظفه بصدق واخلاص بنيّة القربة الى اللَّه وهو في عبادته واخلاصه وعمله ربما يكون أقرب الى اللَّه منعالم كبير يوظف الدين ونصوص الدين وحقوق الدين لمصلحته وجاهه ووجاهته وشأنه وشأنيته(7)...
تحذيره من (الرياء) المقترن بالصلوات:
هذا مثال، ومثال آخر أنه كان يعترض ولا يقبل أن تتعالى الأصواتبالصلوات مقترنةً بدخوله أو مَقْدمه لسببين:
الأول: لأن هذه الصلوات ربما يطلبها البعض لنفسه وليس لنبيّه، وان كان ظاهرها هو هكذا. والثاني: انها ربما تصبح وسيلة سياسية ودعائية لهذا الشخص أو ذاك، على حساب مضمونها وهدفها والنيّة من وراء الدعاء بها، كما رأيناهاوسمعناها في الكثير من مجالسنا ومؤتمراتنا وفواتحنا وحيث يصرّ البعض - بعض الكبار طبعاً - على ترسيخها لا لأجلها، ولكن لأجل الداعي لها والمروّج لها(8)، وهنا - والعياذ باللَّه - يتجذر الرياء من طرف ويتجذر النفاق والتزلف من طرفآخر... أي تماماً عكس ما أريد لها منها في كونها تطرد النفاق وتبعد الشيطان وتُنزل على الجالسين والحاضرين الرحمة والمغفرة والرضوان...
دعابة من دعاباته:
يروي بعض المحبّين (دعابة) من دعابات السيد الشهيد في رفضه تقبيل اليد ويقول ان احد الناس جاء من مكان بعيد وكان يُصرّ على تقبيل يد السيد او يلتمسذلك متوسلاً والسيد يرفض، وحين ألحّ عليه الحاضرون في إرواء ظمأ السائل وتلبية حبه وعواطفه رضي بذلك واشترط أن يقبِّل هو الآخر يد المقبِّل، وحين قبل الشرط جاءت آلية التنفيذ: من يقبّل أولا؟ وجرى الالحاح أن السيد هو الاكبر سنّاً وبالتالي فهو الذي يجب أن تقبّل يده أولاً، وحين رضخ السيد للمنطق قبّل صاحبنا يد السيد وولى هارباً والسيد يلاحقه مازحاً محباً حبيباً مداعباً يقول: (امسكوه حرامي) !..
بهذا الحب، وبهذه المودّة وبهذا اللطف كان السيد يتعامل مع الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم، وكثيراً ما كان يتغافل عن شخص يؤذن للصلاة آذاناًخاطئاً وحين يُطلب منه تبديله يقول:
(لا أريد أن امنعه عن الأذان لعلّ، بينه وبين اللَّه صلة لا أريد أن أقطعها)، أيأكون سبباً في قطعها بهذا المنع...
ولكنْ ورغم هذه البساطة والدعابة و (السذاجة!!!) والبراءة، يؤكد الكثيرون أنه كانت له هيبة الأئمة وشفافية الصالحين، وكان الجالس معه لا يرتوي من النظر الىهيبته ونور قلبه واشراقته، حتى كأنك تقرأ نزعة روحية عميقة تشابه روحية وبساطة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يُدخل الداخل عليه وهو يقول (أيّكم محمد) كما تؤكد كتب السيرة، ولكنه ما إن يُعرف حتى تأخذ القادم هيبته ونورانيته، لأنها بساطة الأنبياء وهيبة المتقين من أهل اللَّه وأوليائه وأحبائه.
مؤلفاته:
للمرجع الشهيد كتب ومؤلفات وبحوث عديدة ومهمة وفي مجالات مختلفة لم تقف عند حدود الفقه المتوارث في الرسائل العملية المعروفة بل تجاوز ذلك الى فقه الحياة بشتى جوانبه ومناحيه، وخاصة في موسوعته الفقهية الموسومة ب(ما وراء الفقه) ذات العشر مجلدات، وكذلك بحوثه في (فقه الموضوعات الحديثة (و) فقه الطلاق ( و) فقه العشائر).
فيما يلي أهم كتبه ومؤلفاته:
1 - نظرات اسلامية في اعلان حقوق الانسان: وهو مناقشة اسلامية للائحةحقوق الانسان التي أصدرتها الجمعية التأسيسية التي تشكّلت عقيب الثورةالفرنسية عام 1789 م.
2 - القانون الاسلامي، وجوده، صعوباته، منهجه: وهو محاولة مختصرةلإثبات إمكان كتابة الفتاوى الفقهية على شكل مواد قانونية.
3 - فلسفة الحج ومصالحه في الاسلام.
4 - أشعة من عقائد الاسلام: وهو ثلاثة بحوث تتحدث عن بعض جوانبأصول الدين.
5 - موسوعة الامام المهدي، صدر منها:
أ - تاريخ الغيبة الصغرى.
ب - تاريخ الغيبة الكبرى.
ج - اليوم الموعود بين الفكر المادي والديني.
وهي موسوعة مفتوحة، طُبع منها أربعة أجزاء والخامس مخطوط ، وقدعبّر عنها السيد (رحمه اللَّه) في إحدى جلساته انها مفتوحة لأن تصل الى اثني عشرجزءاً.
كتب السيد الأجزاء الأولى منها وعمره تسع وعشرون عاماً، وكتب لها السيد الشهيد الصدر الأول مقدمةً جاء فيها:
(... إننا بين يدي موسوعة جليلة في الامام المهدي (عج) وضعها أحد أولادنا وتلامذتنا الأعزّاء وهو العلامة البحاثة السيد محمد الصدر - حفظه اللَّه - وهي موسوعة لم يسبق لها نظير في تاريخ التصنيف الشيعي حول المهدي - عليه السلام - في إحاطتها وشمولها لقضية الامام المنتظر من كل جوانبها، وفيها من سعة الأفق وطول النفس العلمي واستيعاب الكثير من النكات واللفتات ما يعبّر عن الجهود الجليلة التي بذلها المؤلف في إنجاز هذه الموسوعة الفريدة، وأني لأحسّ بالسعادة - وأنا أشعر بما تملأه هذه الموسوعة من فراغ وما تعبّر عنه من فضل ونباهة وألمعية وأسأل المولى - سبحانه وتعالى - أن يقرّ عيني به ويريني فيه علماً من أعلام الدين) .
6 - ما وراء الفقه: وهي موسوعة فقهية عبارة عن عشرة أجزاء بأقسامتحتوي هذه الموسوعة على أسئلة تخصّ الثقافة الفقهية المعمقة وقد طرح فيها (رضوان اللَّه عليه) أراء تخصّ المسائل الخلافية بين الفقهاء بشيء من الاستدلال مهمتها الأساسية شرح أهم موضوعات المسائل في الفقه مما لم يتعرّض له الفقهاء أو لم يقتربوا منه بعمق.
7 - فقه الأخلاق - جزءان - : وهو دورة فقهية يبحث فيها المؤلف الأحكام الأخلاقية والمستحبات، وحين سئل السيد عن محتواها قال:
(جواهر بين التراب) إشارة لما فيها من اللمحات العرفانية العقلية والبعد الفكري في شرح مضمون العبادات المستحبة.
8 - أضواء على ثورة الحسينعليه السلام: وهو عبارة عن مجموعة محاضرات كان السيد الشهيد يلقيها على طلبته لمدة شهرين تناول فيها أدق المسائل والاثاراتالتيتأتي عند مناقشة هذه الثورة ومما يطرحه البعض من رؤى وآفاق تنفتح علىالكثير من المتبنيات النفسية والشرعية التي تترتّب عليها، ويحس قارئها انشخصية السيد فيها وبين سطورها وأوراقها والهدف من كتابتها.
9 - منّة المنّان في الدفاع عن القرآن، وهي مجموعة محاضرات ألقاها السيدعلى الطلبة يومي الخميس والجمعة من كل اسبوع والتي اعتمد فيها أسلوباً جديداً في التفسير خلاصته انه بدأ بالسور القصار وتحديداً من سورة الناس، واتسمت هذه المحاضرات بالجرأة وروح التجديد في نقد الأراء وتفنيدها.
10 - بحوث كثيرة حول (الكذب( و) الرجعة ( و) البداء) .
11 - الصراط القويم: رسالة عملية تحتوي على فقه متكامل ومختصر في الفتاوى التي تفيد المقلدين، قال (رحمة اللَّه عليه) في مقدمتها بتواضع مُلفت ما نصّه:
(يستند النص الأصلي لهذه الرسالة العملية، فيما أعلم الى تصنيف جدي لأمي المرحوم آية اللَّه العظمى الشيخ محمد رضا آل ياسين قدس سره المتوفى سنة 1370 ه ... وبعدها أخذها أخوه المرحوم آية اللَّه علم الهدى الشيخ مرتضى آل ياسينقدس سره المتوفىسنة 1398 ه فغيّر بعض فتاواها الى الشكل الذي راه صحيحاً بفتواه وطبعها بنفسالاسم... أما أنا... فقد تم اختياري لهذا النص بالذات وقد قمت بتغييره قليلاً الىالشكل الذي أراه صحيحاً ومجزئاً بيني وبين ربي...)
ويضيف:
(فقد قمت أيضاً بالحذف احياناً بالاضافة الى تغيير بعض العناوين وتطبيق النصعلى الاسلوب الذي لا ينافي الذوق العام المعاصر فقد أصبح هذا النص الذي بينيديك يشابه حوالي تسعين بالمائة من النص السابق على أن كثيراً من الفروع منقولة بألفاظها دون تغيير يذكر...(9).
12 - منهج الصالحين: وهو رسالة عملية من خمسة أجزاء بمثابة موسوعة فقهية على مستوى الفتاوى العملية تتصف بالتفصيل وتتعرض الى المسائل الحديثة التي لم يتطرق لها الفقهاء السابقون.
كانت هذه هي مؤلفات السيد المطبوعة وبعضها مطبوع عدة مرات أماالمخطوطات التي لم تُطبع أو في طريقها الى الطبع فهي كثيرة ومتنوعة هي الأخرىأهمها:
1 - دورة كاملة في علم الأصول من بحث الخارج الاستدلالي حضره عندالمحقق الخوئي، ودورة اخرى كاملها مثلها حضرها عند السيد الشهيد الصدر.
2 - مباحث من كتاب الطهارة الاستدلالي في شرح العروة الوثقى من تقريراتالسيد الشهيد الصدر، ومثلها تقريرات السيد الخوئي.
3 - بحث المكاسب الاستدلالي الذي كان السيد الامام الخميني يلقيه بالفارسية وكان السيد الشهيد يكتب مطالبه بالعربية.
4 - اللمعة في أحكام صلاة الجمعة.
5 - منهج الأصول.
6 - شذرات من فلسفة الامام الحسينعليه السلام.
7 - فقه الطب.
8 - فقه العشائر.
9 - مسائل في حرمة الغناء.
10 - صلاة الليل..
ومقالات وبحوث أخرى كثيرة...
الهوامش :
ـــــــــــــــ
1) واستشهد معه ولداه السيدان مصطفى ومؤمل (رضوان اللَّه عليهما)... في حادث الاغتيال المشؤوم.
2) يقول العلامة السيد حسن النوري: (كنا في يوم الأربعاء وندوة الاربعاء أنا وزميلي وأخيالجليل الشيخ الزهيري نتغذى على زاد مجموعة من العلماء الأجلاء ومنهم السيد كاظم الحائري والسيد محمود الهاشمي والسيد الشهيد محمد صادق الصدر - راجع صحيفة (الموقف) العدد191 الصادر في 4 آذار 1999 م.
3) صحيفة (الشهادة) التابعة للمجلس الاعلى 2 / 3 / 1999 م.
4) اعتقل مرتين، الأولى عام 1972، والثانية عام 1974 عُذّب خلالها تعذيباً شديداً. واعتقل مرة ثالثة عام 1991م اثر الانتفاضة الشعبانية بعد إصداره بياناً شديد اللهجة مؤيداً لها - راجع كتاب محمد صادق الصدر - مرجعية الميدان - عادل رؤوف ط1 ص92.
5) هذا الاستاذ الكاسب هو الحاج عبد الزهرة الگرعاوي.
6) راجع شريط الحوار .
7) وكان قدس سره ينددّ ببعض عيوب الحوزة قائلاً: (ومن العيوب المستحكمة داخل الحوزة وخارجها هي الجلسة الشريفة (صدر المجلس)... حيث يكون ضيق شديد على الجالسين ومع ذلكيقولون للداخلين (يَسع... يسَع) وهو دليل على الانانية والتكبر...(من شريط مسجل). وكذلك تنديده بوضع النذور داخل الأضرحة وتحريمه لهذا العُرف.
8) قرأت في أحد أعداد صحافتنا الاسلامية في المهجر أن أحد المعروفين الكبار راح يُنظّر في محاضرة كاملة أمام المبلغين ويتساءل عن سرّ تقلص (هذه الصلوات) عند ما يدخل (العلماء) فيتجمعاتنا العراقية، ويناشد هؤلاء المبلغين بضرورة التاكيد عليها وإعادتها الى حياة الناس.
9) راجع رسالة السيد الشهيد العملية (الصراط القويم) - المقدمة.
وراجع كذلك كتاب الشهيد الصدر الثاني الشاهد الشهيد للسيد مختار الاسدي .
ظلمة الصدر الثاني / علي البعاج
ظلمة الصدر الثاني / علي البعاج
8 ـ السيد علي البعاج:
رجل دين معروف في العراق وهو امام جماعة مسجد جامعة النجف الدينية وله تأثير كبير في محافظتي الديوانية والحلّة.
حرّم الامام الصدر الصلاة خلفه وعندما سُئل عن السبب قال: سبحان الله، هو عندما كان الخوئي حيّاً أتاني البعاج وقال لي: سيّدنا يجب عليك طرح مرجعيتك، لأن اموال الحقوق الشرعية يلعب بها محمد تقي الخوئي وعائلته، وعندما طرحت مرجعيتي لم يريني وجهه، بل صار يدعو الى تقليد السيستاني، وهو يعلم ان السيستاني صنم جاء به محمد تقي الخوئي.
وقد كان في الجامعة مجموعة من الطلبة يقودها الشيخ فاضل العمشاني قد اصدرت منشوراً ضد شهيدنا بعنوان(دفاع عن بيضة الاسلام).
وكانت هذه المجموعة ممن يساند البعاج ومن هؤلاء الشيخ مهند الشيباني والشيخ ظاهر والشيخ عمار الاسدي والشيخ مكي والشيخ عمار الخفاجي... وعندما علم السيد كلانتر بهذا المنشور استدعى عمار الخفاجي الذي كان يشرف على توزيعه ولكن البعاج قلب الأمر وكان السيد كلانتر سريع التأثر به ومعروف عن كلانتر البساطة وطيبة القلب.
عندها بدأ البعاج بالتحريض ضد الطلبة الذين يقلّدون الامام الصدر(رض) فتم طرد عدد من هؤلاء الطلبة المؤيّدين للأمام الصدر لأنهم لا يصلّون خلف البعاج، فأشتكى الطلبة عند الامام الصدر فقال: عجيب ان كلانتر يعرف الحقيقة لماذا يتصرّف هذا التصرف؟ ويعرف البعاج ويعرف حقيقته.
فأضطر السيد الى ايواءهم في مدارس الحوزة.
وبقي عدد من الطلبة المقلّدين للامام الصدر الذين لا يمكن الاستغناء عنهم عندها اصدر كلانتر امراً بجواز الصلاة في غرف الجامعة لهولاء الطلبة وبعد ذلك عمل البعاج على قبول طلبة مؤيدين له في الجامعة حتى كادت الجامعة تصبح من اتباعه بشكل تام.
ولكن البعاج الذي له تأثير في الديوانية كما ذكرت فشل في هذه المحافظة خصوصاً بعد اقامة صلاة الجمعة وتوجه الجماهير أليها.
وكانت جامعة كلانتر تضم فئة تعمل ضد شهيدنا كنشر المنشورات ضده والاكاذيب وتثبيط الناس عن صلاة الجمعة وعلى رأس هؤلاء عقيل الرحيماوي وكاظم الناجي وعباس الفتلاوي.
9 ـ الشيخ عبد اللطيف البغدادي:
هو الخطيب المشهور وأحد وكلاء الحوزة التقليدية وآخرها السيستاني وله مؤلفات نقلية وله مجالس في أيام المناسبات يقيمها في بغداد في أماكن متعددة من العاصمة وكان يتردد كثيراً على مكتب الامام الصدر(رض) وكان يرحب به غاية الترحيب وكان كثيراً ما يأتي بكتبه الجديدة ليرى رأي شهيد فيها.
ولكن الأمور تغيرت بمجرد اقامة صلاة الجمعة فقد ارتقى الشيخ المنبر ايام شهر رمضان 1418هـ وألقى محاضرات يثبت فيها حرمة اقامة صلاة الجمعة وشن حرباً ضد الامام الصدر الى يوم الشهادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 327 .
ظلمة الصدر الثاني / محمد الغروي
ظلمة الصدر الثاني / الغروي محمد
7 ـ السيد محمد الغروي:
وكيل السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) في لبنان، واعدى اعداء الامام الصدر في حياته وبعد شهادته وقد ذكرت موقفه عند لقاءه الشيخ الشهيد محمد النعماني وبعد الشهادة اكتفي بذكر ما كتبه في كتابه (مع علماء النجف الاشرف)( ) حيث قال:
ولد السيد محمد بن السيد محمد صادق الصدر عام 1362في النجف الأشرف وهو الوحيد لوالديه ونشأ في الحوزة ودرس على يد السيد الخوئي والامام الخميني والسيد الشهيد الصدر وبلغ مستوى رفيعاً في العلم والفقه.
وبعد استشهاد المرجع الكبير السيد محمد باقر الصدر، دب الخوف في نفسه واستغل من قبل السلطة الظالمة في العراق فكان ساكتاً على ظلم البعثيين ويجاريهم في بعض الأحيان اذا لم يجد ـ حسب تصوره ـ حرمة شرعية في ذلك.
ونتيجة لهذا الضعف النفسي سمحت له الحكومة الدموية في العراق بالتصدي للمرجعيّة من اقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة وتعيين وكلاء في مدن العراق لتوجيه الناس الى تقليده وادارة الحوزة النجفيّة.
وبعد ان ذكر الغروي جملة من مؤلفات شهيدنا قال في ا لهامش:
نعينا باستشهاده مع ولديه السيد مصطفى والسيد مومّل غيلة على يد زمرة صدام مساء الجمعة 2/11/1419هـ والموافق 19/2/1999م والظاهر انه اغاض النظام.
انتهى كلام السيد الغروي الذي يعبّر عن حقد وحسد يشاركه فيه الكثير من رفاق الأمس اذ كان الصدر وكان العراق بينما هؤلاء تراجعوا حتى اصبحوا ذيولاً لأعداء السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) وشروه بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة( ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 326 .
ظلمة الصدر الثاني / شمس الدين
ظلمة الصدر الثاني / شمس الدين
6 ـ محمد مهدي شمس الدين:
رئيس المجلس الشيعي الأعلى في لبنان وحامل لواء جيش العداء لشهيدنا في لبنان، شّن حملة أعلامية ضد شهيدنا في حياته ولا يعرف موقفه الحقيقي بعد الشهادة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 326 .
ظلمة الصدر الثاني / الانصاري
ظلمة الصدر الثاني / الانصاري
5 ـ محمد حسن الانصاري:
الساعد الايمن للسيستاني في مكتبه وثقته الى درجة انه يمد يده الى جيب السيستاني فيخرج ختمه ويختم على ما يشاء.
متزوّج من احدى بنات السيد كلانتر(رحمه الله) كان في بادىء أمره ينصح شهيدنا بالاعتماد على (محمد تقي الخوئي) فتكون المرجعيّة في جيبه فرفض شهيدنا رفضاً قاطعاً.
كان محمد حسن المخطط الرئيسي ضد شهيدنا في محافظة العمارة حيث ان والده عبد الغفار الأنصاري الوكيل المطلق في هذه المحافظة ولكنهما باءا بالفشل كأمثا لهم في العراق وخارجه وهو من الدعاة الأوائل ضد مرجعية السيد السبزواري وكان قد قال لي شخصياً بعد وفاة السبزواري يجب العدول من السبزواري الى الخوئي وهذا طعن واضح في السبزواري(قدس) وذلك انهم كانوا يقدحون بعقله(قدس) كما ذكرت سابقاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 325 .
ظلمة الصدر الثاني / بشير البالكستاني
ظلمة الصدر الثاني / بشير البالكستاني
4 ـ بشير الباكستاني:
هذا الشيخ يعد من أغرب رجال الدين في النجف وهو منبوذ من قبل الجميع حتى الذين يرتزقون من موائده المشبوهة.
افتتح مكتباً بعد وفاة الخوئي في النجف حي(الجبل) وعيّن لمكتبه رجلاً يدعى (محمد السعودي) وهو مجهول الماضي أيضاً وسمحت له الدولة باستنساخ الكتب الحوزوية على اختلاف انواعها فكان يستقطب الطلبة باسعاره الزهيدة لهذه الكتب وأوعز الى بعض الفضلاء في الحوزة بتدريس منهج يعد من أصعب وأطول المناهج الحوزوية وكان السبب في اتباع هؤلاء الفضلاء له الاموال الكثيرة التي كان يغدقها عليهم.
وكان على الطالب الذي يلتزم بمنهجه ان يمكث في المقدمات مالا يقل عن خمس سنين وأما السطوح (فالله العالم) بعد أي تاريخ يستطيع الطالب ان يتمها هذا فيما لو أستطاع هضم تلك المطالب القديمة جداً فهو على سبيل المثال قرر في المنطق:
1 ـ ميزان المنطق.
2 ـ حاشية ملا عبدالله.
3 ـ شرح الشمسيّة. وهكذا باقي المناهج.
كان يحث الشباب القادمين لأجل الدراسة في النجف على ترك النجف وعدم الالتجاء الى الدرس فاذا لم يفلح في ذلك الزمه بالمناهج سالفة الذكر.
اشتهرت عنه قضايا لا أخلاقية كثيرة وكان يرافقه اينما ذهب ضابط أمن لحراسته خصوصاً بعد محاولة قتله التي لم يعرف مصدرها الى الآن.
اتهمه شهيدنا بالعمالة لجهات لم يذكرها شهيدنا خوفاً من مفسدة لا يعلمها إلاّ هو(رض).
افتى الباكستاني بحرمة اقامة صلاة الجمعة. وان كانت النجف بعلماءها قد اطبقت على عدم اجتهاده. ليست له نسبة تقليد تذكر في العراق. رفض الامام الصدر امضاء اقامته فسحبت الدولة امضاء الاقامات من الامام الصدر لهذا السبب وأُنيطت بالمحافظ (قائد العوادي) كانت للباكستاني علاقة مع السيد محمد الروحاني وكان يوزّع مساعدات باسم الروحاني في النجف.
واقام عند وفاة الروحاني تعزية حضرتها كافة الشخصيات العلمية في النجف إلاّ شهيدنا الذي رفض الحضور بشكل قطعي.
افتتح الباكستاني مدرستين في النجف الاولى دار المتقين والثانية دار الابرار فكانتا داري الفساد حيث أمرهما اشهر من ان يذكر فاجازته الدولة لذلك.
حدثت مشكلة مشهورة مع الشيخ معين الكوفي فطلق زوجة الأخير على ما يدعي بالولاية، فطارده معين الكوفي في كل مكان حتى عثر عليه فلطمه على وجهه، وكان الباكستاني يهرب من أي شارع أو مكان يوجد فيه معين الكوفي وهذا الأخير لا يقل شذوذاً عن الباكستاني اذ تم طرده من قبل طلبة مدرسة السيد اليزدي الكبرى لتصرفاته اللاأخلاقية.
كان للباكستاني بعض الوكلاء في الجنوب وكانوا يوزّعون الاموال والمواد الغذائية وهؤلاء لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة وهم منبوذون اينما ذهبوا من قبل الشعب العراقي الأبي.
امواله تصل من مصادر مجهولة الى الآن وهي كثيرة جداً ولمساعده (محمد السعودي) يد في الخليج بشكل أو بآخر فهو يعد أحد الطرق التي تصل عن طريقها الأموال.
يوزّع الباكستاني رسالته العملية مجاناً وهي بعدة لغات بالعربية والفارسية والاردية واسمها(الدين القيّم) وهي متكدسة عنده لاتجد طريقاً الى الناس ويوزّع صورّه مجاناً وقد كتب عليها(مجدد الحوزة العلميّة).
يتواجد في ليلة الجمعة في كربلاء المقدسة لجذب الزوار البسطاء الذين لا يعرفون حقيقته وهذا كان في بادىء الأمر وكان يطلق عبارات واضحة التملق مثل (اهلاً بابناء الزهراء مرحباً بجند المنتظر) وهكذا مما أصبح تجارة كاسدة في عراق الصدر.
نصب النظام امام داره ما يشابه (دائرة أمن) واشترى البيوت التي تحيط بداره.
فشل تماماً حوزوياً وجماهيرياً وخصوصاً بعد استشهاد الامام الصدر(رض).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 322 .
ظلمة الصدر الثاني / محمد سعيد الحكيم
ظلمة الصدر الثاني / محمد سعيد الحكيم
3 ـ محمد سعيد الحكيم:
بن محمد علي الحكيم الذي كان من بذيئي اللسان ضد السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس) والى هذا الوقت، واما محمد سعيد الحكيم فهو ذو الباع الطويل والمرتبة العليا في الطعن بمرجعيّة الامام الصدر بل قد اخترع من السباب مالم تشهده الحوزة العملية في تأريخها الطويل ضد شهيدنا كان أول خروجه من السجن قد ظهر من على شاشة التلفزيون العراقي وأعلن البراءة من محمد باقر الحكيم واشار الى ان باقر الحكيم شاذ من أسرة آل الحكيم.
وظهر محمد سعيد مرّة أخرى بعد اصابة عدي نجل رأس النظام وهو يعوده ومعه حسين الصدر.
في بداية مرجعية شهيدنا أرسل محمد سعيد بعضاً من كتبه اليه فلما قرأها قال له: هذه ليست آراؤك.
وكان يقول في حقّه: (لو تعرض لدرس اللمعة لكان خيراً له) حرّم شهيدنا على الطلبة استلام رواتب من عدد من المتصدين وهم:
1 ـ بشير الباكستاني.
2 ـ حسين بحر العلوم.
3 ـ محمد سعيد الحكيم.
بسبب قطعه بعدم اجتهادهم فالتزم بهذا التحريم مقلّدوه من الطلبة.
كان آل الحكيم على تنازع فيما بينهم حول (المدرسة الباكستانية) وقصّة هذة المدرسة ان احد تجار الباكستان قد بنى هذه المدرسة فنصّب الحكيم متولياً وقد كتب في وصيته ان تولية المدرسة تكون لأولادي الأصلح فالأصلح فان لم يكن احد منهم في الحياة أو كانوا في خارج العراق فأن التولية تكون لأحد اولاد بنتي.
فتنازع في هذه المدرسة محمد سعيد الحكيم وجواد كاظم الحكيم فرفعوا امرهم الى محاكم النظام فحكمت لمحمد سعيد فأراد افتتاحها وأدخال طلبة من مقلديه فيها فوقف شهيدنا بوجه هذه المحاولة وافتتحها وعمّرها وجعلها جامعة الصدر الدينية ولنا حول هذه المسألة ايضاحات:
أولاً: السيد محسن الحكيم كان يقول بالولاية الخاصة وبمقتضى فتواه ان المتولي ينعزل بموت المجتهد الذي نصّبه فكيف يجوّز لنفسه ان ينصّب متولّياً ويعيّنه بعد موته بالوصيّة.
ثانياً: ان المدرسة بُنيت للطلبة وهذا يعني انها تحت تصرّف الحوزة ولو ان كل مرجع بنى مدرسة وجعلها للحوزة وكانت تحت تصرّف ورثته فأن المرجع القادم يجد نفسه زعيماً للحوزة مع وقف التنفيذ. ومع ذلك فأن كانت من ماله الخاص فلا كلام ولكنه من مال متبرّع أو من أموال الحوزة فمن اين جاءت أحقية آل الحكيم بهذه المدرسة.
ثالثاً: ان السيد الشهيد محمد الصدر كان يقول انهم لو افتتحوها لجيّشوا فيها الجيوش ضدي. وهذا ما حدث في المدرسة المهدية التي استولى عليها آل كاشف الغطاء.
رابعاً: ان آل الحكيم التجأوا الى الظالم للاستيلاء عليها بتوسط من السيد حسين الصدر وحصلوا على أمر من الطاغية بذلك. بينما الامام الصدر عرض عليهم منذ البداية مايلي:
ان يأتيه أي واحد من آل الحكيم عندها سوف يعطيها له أو اذا أرادوا منه ان يذهب اليهم أو يبعث لهم بسيد مصطفى فرفضوا كل هذه الحلول وفضّلوا التحاكم الى صدام.
وهنا اشكال اطرحه على محمد سعيد وهو ان كل علماء الطائفة يقولون بعدم جواز الترافع الى الحاكم غير الجامع للشرائط والمال المأخوذ بحكمه حرام وان كان الآخذ محقاً إلاّ اذا انحصر استنقاذ الحق المعلوم به وهذه المسألة يقول بها محمد سعيد في رسالته وأعلن الامام الصدر منذ البداية انه مستعد لاعطاء المدرسة لآل الحكيم اذا جاءه احد منهم فمحمد سعيد قد خالف المشهور بل خالف نفس فتواه وآثر التحاكم الى الظالم على ان يبعث بأحد من أهل بيته الى الامام الصدر وما عشت آراك الدهر عجباً( ).
كان لمحمد سعيد الحكيم قصب السبق في محاربة الجمعة وكان يجيب على أسئلة بخصوصها بأجوبة مشهورة أهونها: نعوذ بالله من مضلات الفتن.
وكان يقول: ائمة الجمعة أولاد زنا.
وجاء اليه بعض طلبة جامعة الصدر الدينية فقالوا له: ما تقول في صلاة الجمعة، فقال صلاة الجمعة فتنة والذي أمر بها صاحب فتن(يامدس يا اولاد المدس) وقام بوجوههم فخرجوا وكانوا يحملون معهم ألة تسجيل فسجّلوا هذا الحوار ا لهادىء!!!
ودخل عليه احد الطلبة فقال له سيدنا ما تقول فيمن يقول: أنا أعلم فقال (حتى المطي) يقول أنا أعلم. فسكت الطالب برهة ثم قال: سيدنا حسب فهمي الذي يقول انا أعلم نوعان لفظي وغير لفظي اما اللفظي الذي يقول بلسانه أنا أعلم وأما غير اللفظي فهو الذي يطبع رسالته العملية ويوجب تقليد الأعلم وعلى كلامك كلاهما(مطايا) وأنت طبعت رسالتك العملية وتوجب تقليد الأعلم فأنت أيضاً (مطي)( ) ثم قام وخرج.
فذهب هذا الطالب الى الامام الصدر(رض) وعرض هذه الحادثة فأستغرب الامام الصدر من جواب الحكيم الفاحش ولكن كل إناء بالذي فيه ينضح.
كان محمد سعيد يصلّي في مسجد ا لهندي وبعد الصلاة يجلس في مصلاه للرد على الأسئلة فسأله أحد الطلبة عن مسألة تخص الوضوء في مقطوع اليد وكانت المسألة دقيقة فقال له: تريد ان تختبرني؟
قال: سيّدنا انما هي مسألة أريد جوابها فقال بغضب: أذهب الى حرم أمير المؤمنين(ع) لترى أناس لا يعرفون كيف يتوضأون بدلاً من ان تختبر العلماء، أذهب.
وفي نفس المكان سأله احد الطلبة عن مشكلة حدثت في ناحية الغراف التابعة لمحافظة الناصرية وهي انه توجد قطعة ارض ليتامى قاصرين فبني عليها مسجد بأموال يتامى اموات لا وريث لهم حسب الظاهر.
فقال له: هذه المسألة دقيقة فراجعني غداً.
فجاءه في اليوم التالي فقال له: لم أجد الجواب واحتاج الى مراجعة فتعال غداً. فذهب هذا الطالب وكان يدرس الكفاية فراجع الكتب الفقهيّة فوجد في المسألة أحتمالين فراجع الحكيم في اليوم التالي فقال له الحكيم لم اجد جواباً الى الآن.
فقال له: سيّدنا انا وجدت في المسألة احتمالين الاول هو كذا وكذا فقال له الحكيم: نعم نعم هذا راجح وأنا أجيز لكم الصلاة فيه وفق هذا الأحتمال.
فقال له: سيّدنا الاحتمال الثاني كذا وكذا فقال له: وهذا أيضاً راجح ولكن الاول ارجح.. فذهب هذا الطالب الى الامام الصدر باكياً وقال له سيدنا ما نفعل بعدك فسأله شهيدنا عن الخبر فأخبره بالتفصيل فأجابه الامام على مسألته وقال: اذهبوا الى الآخرين لتجدوا أن محمد الصدر لم يكن كاذباً في دعواه حيث قال: ان هؤلاء ليسوا مجتهدين.
وبعد استشهاد الامام الصدر(رض) جاء اثنان من طلبة جامعة الصدر الدينية الى محمد سعيد الحكيم فقالا له:
سيّدنا هذه الجامعة جامعتكم ونريد منكم ان تعتنوا بها:
فقال أية جامعة؟ اية جامعة دينية؟ انما هي الجامعة ا لهمجية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 318 .
ظلمة صدر الثاني / علي السيستاني
ظلمة صدر الثاني / علي السيستاني
2ـ علي السيستاني:
من عائلة معروفة فجده السيد علي السيستاني أحد تلامذة السيد اسماعيل الصدر(قدس) واما سلسلة نسبه فهناك كلام فيها والله العالم. وهو احد طلبة الخوئي مكث سنوات في عقد الثمانينات في الخليج ولم يعرف الى الآن عن ماهية عمله خلال هذه المدة. ولم يكن معروفاً او منافساً لطبقة تلامذة الخوئي الأولى كالشيخ الفياض والبروجردي والغروي.
أوعز اليه محمد تقي الخوئي بالصلاة في مسجد الخضراء بعد عدم قدرة الخوئي على الاستمرار في الصلاة لمرضه وشيخوخته ولقد علمنا ان الامام الصدر ذهب الى الخوئي وسأله عن هذا الامر فنفى الخوئي مسؤوليته وعلمه بصلاته في هذ المسجد.
تصدى للمرجعية بعد وفاة الخوئي ودُعم اعلامياً من قبل مؤسسات الخوئي في العالم ولكنه لم يستطع ان يستوعب مقلّداً واحداً طيلة وجود السيد السبزواري الذي بقي حياً كمرجع أعلى لمدة سنة واحدة لا أكثر.
لم يشهد احد بمستواه العلمي وكتابه الرافد في علم الأصول كان محطا للسخرية من قبل فضلاء الحوزة ولم يتصدّ لبحث الأصول نهائياً خلال مدة تصديه الى حال كتابة هذه السطور.
كان يتحاشى اي مناقشة وقد حاول شهيدنا اكثر من مرّة استدراجه للمناقشة فكان يفلت منها بشكل ملفت للنظر. وكان الشيخ الغروي قد حاول كذلك ولم ينجح، ودخل السيد المروّج في مناقشة معه فأهانه، وكان بعد القاء بحثه في الفقه صباحاً يقوم فينسحب ولا يقبل اي مناقشة من قبل الطلبة بل يترك الامر لولديه محمد رضا ومحمد باقر.
حارب الامام الصدر حرباً لا هوادة فيها وكان قائد الجمع في العالم ضد شهيدنا، وقد شكّل مع محمد سعيد الحكيم وبشير الباكستاني الثلاثي المعروف لتسقيط شهيدنا، ولم يعرف عنه موقف شريف أو استنكاري واحد تجاه أي حدث في العالم الاسلامي، وكان قد رفع اليه استفتاء يقول لو ان الولي الفقيه مبسوط اليد افتى بالجهاد فما هو الحكم فرفض الاجابة فأجاب ولده محمد رضا قائلاً: لا قيمة لهذه الفتوى.
وقد رفع اليه استفتاء حول البوسنة وا لهرسك وهل يجوز الجهاد معهم فرفض الاجابة.
له دور خطير في سحق حركة الشهيد الصدر وكان يبذل الأموال الطائلة لشراء الذمم فكان فضلاء الحوزة إلاّ ما ندر يصرّحون في المجالس الخاصة انهم لو ايّدوا الصدر وهو حق لماتوا جوعاً، ولم يعرف عن احد من الافغان انه يقلد السيستاني بل كانوا متعاطفين الى أبعد الحدود مع الامام الصدر(رض) وكانوا يحضرون صلاة الجمعة بأستمرار فكان مكتب السيستاني يحتقرهم دائماً.
يجلس السيستاني يومياً لاستقبال الزوار حوالي ساعة قبل صلاة الظهر ولم يكن يسمح لأحد بسؤاله إلاّ قليلاً فعليك ان تسأل الذي على اليمين وهو محمد حسن الانصاري والذي على الشمال وهو هادي الأسدي، والسيستاني واضع يده على ركبته فعليك ان تقبّلها وتنصرف لا غير، واعضاء مكتبه هم بالاضافة الى الانصاري والاسدي كل من محمد رضا السيستاني ولده والذي كان له دور في تسقيط شهيدنا وهو معروف بلسانه الوسخ حيث لا يمتلك ابسط الاخلاق العرفية فضلاً عن الاسلامية وكان يسب شهيدنا، اما من حيث سلطته فهو كمحمد تقي الخوئي في عنجهيته وهجومه على العلماء وبالأخص شهيدنا ومن قبله السبزواري حيث وقف بشدة ضد العالم الرباني الجليل ويقول ان تقليده باطل.
محمد طاهر الكربلائي (ابو جعفر) وهو احياناً يشرف على توزيع الرواتب على الطلبة وهو لا يقل عداءً عن الآخرين لشهيدنا واحتقاراً للطلبة.
الشيخ علي اليعقوبي: وهو معروف في النجف بلسانه البذيء تجاه الطلبة وقد حدثت مشاكل عديدة بسببه وشكاه الطلبة عدة مرات الى مكتب السيستاني فلم يتغيّر شيء.
السيد حليم الافغاني: وكان مسؤولاً عن استلام الحقوق وقد راجع شهيدنا مرّة حول تجديد الاقامة فقال له(رض) هذه آخر سنة لك في مناصرة الظالم.
وهناك آخرون غيرهم.
وكان الخدم الذين يعملون في مكتبه يعاملون الطلبة العراقيين بأحتقار.
وحدث ان قاموا بطرد العديد منهم والاعتداء عليهم اكثر من مرّة وفي احداها سلّموا احدهم الى ضابط الأمن الذي كان يحرس السيستاني.
كان هذا المكتب يوزّع الرواتب على الجميع وهم في البيوت والمدارس باستثناء الطلبة العراقيين حيث يقفون صفاً وفي الشارع بشكل مذل.
وحدث ان قطعوا رواتب العديد من الطلبة لاسباب منها: اذا علموا ان احد الطلبة قد اعتقله النظام فانهم يبادرون الى قطع راتبه واذا راجع احد بخصوص عائلة هذا الطالب فانهم يطردونه.
وعرض مكتب السيستاني مبلغ 000/300دينار ومصلاة صناعة كاشان مع مصحف وكتاب مفاتيح الجنان على احد ائمة الجمعة على أن يترك الجمعة وتقليد الصدر فرفض فعرضت على آخر فأخذها وذهب الى الامام الصدر متأثراً فقال له(رض) خذ الاموال اليك والحاجيات الأخرى باجازة منّي... حبيبي غيرهم مثلهم( ).!!!
جاءه احد الاشخاص وهو معروف اجتماعياً وذلك بعد استشهاد الامام الصدر قال له: سيدنا ان مقلدي السيد الصدر حملوا ارواحهم على اكفهم فعليك بالتصدي لأمورهم وقيادتهم فالتفت السيستاني الى ولده محمد رضا وقال: ولدي محمد اشعر التعب وأريد ان انام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 314 .
ظلمة السيد الصدر الثاني / تقي الخوئي
ظلمة السيد الصدر الثاني / تقي الخوئي
1ـ محمد تقي الخوئي:
ولا يخفى لما لهذا الرجل من دور مهم في حوزة النجف ومدى تأثيره في اتخاذ قرارات الحوزة فالخوئي كان في سنواته الأخيرة قد شاخ ولم يستطع اتخاذ قرار فترك الأمر لاولاده ليعبثوا في قيادة الشيعة والتصرّف بالأموال حسب اهواءهم.
وكان هذا الرجل قد اتخذ اماكن مشهورة للهو في داخل العراق وخارجه ومنها حسب معلوماتي مزرعة بين النجف وكربلاء اتخذها مع اخوانه وأصدقاءه لقضاء الليالي الحمراء.
وكانت جميع الحوزة تهابه وتخاف من لسانه وسطوته وكان بأمكانه ان يسب ويلعن أي مجتهد فضلاً عن سائر الطلبة وقد واجه شهيدنا منذ بداية التصدي وقد ساهمت مجلة النور التي تصدر عن مؤسسات اولاد الخوئي دوراً مهماً في تسقيط شهيدنا ودعم السيستاني بعد وفاة الخوئي مباشرةً.
ولا ننسى المساومة القذرة التي قام بها هذا الرجل فبعد وفاة ابيه اتصل بالسيد محمد الروحاني في ايران وعرض عليه امر المرجعية وانه سوف يدعمه وينشر البينات الشرعية التي كانت في جيبه يضعها حيث يشاء مقابل الموافقة على بقاء المؤسسات الخيرية في العالم بأيديهم وان تكون واردات هذه المؤسسات والحقوق الشرعية مناصفة فرفض الروحاني هذا العرض وعرضوا الامر بعد ذلك على كل من السيد الكلبايكاني والشيخ الآراكي فرفضا فعرض الامر على السيد محمد السبزواري ليتوسط عند والده وذلك عن طريق اتصال من تركيا او من طريق آخر فلم يجبه السيد محمد السبزواري بل احاله على والده في النجف وهذه المقايضه كانت في الفترة التي قضاها محمد السبزواري قبل مقتله في ايران... فاتجه محمد تقي الخوئي الى النجف وعرض الأمر على السيد عبد الأعلى السبزواري فطرده شر طردة... وقد توثقنا من الخبر من السيد علي السبزواري نجل السيد عبد الأعلى السبزواري وعرضها على الشيخ الفياض فرفض أيضاً.
وبعد ذلك عرض الأمر على السيستاني فوافق هذا الأخير على المساومة فأعلن محمد تقي الخوئي مرجعية السيستاني ونشر البينات الشرعية التي تقول بأعلمية السيستاني وقد تم التوثق من كذب هذه البينات واتضح الامر في النجف فأنك اذا راجعت اسماء البينات تجد مثلاً:
أ ـ السيد علي البهشتي: وقد سألناه فتبرأ الى الله من هذا القول.
ب ـ مرتضى البروجردي: وقد سألناه فقال كيف يقول بأعلمية غيره من يقول بأعلمية نفسه.
جـ ـ الشيخ محمد اسحق الفياض: وقد تبرأ من هذا القول وأول دليل على كذب محمد تقي الخوئي ان الفياض قد تصدى للمرجعية في الوقت الحالي.
د ـ السيد محمد حسين فضل الله ـ وقد كذّب هذا المدعى علانية وذكر في كتاب ـ المرجعية وحركة الواقع صراحة: انني لا أرى اعلمية السيستاني ـ وهكذا باقي الاسماء فهي بين مكذّب للمدعى وبين من هو خارج العراق منذ ثلاثين أو عشرين سنه، وبعد ذلك أخذ في نشر الاكاذيب ضد السيد السبزواري اذ اذاع في مختلف البلدان الاسلامية ان السبزواري قد فقد عقله وهذا ما تراه واضحاً في فتوى السيستاني: اذ ان اغلب العراقيين قد قلّدوا السبزواري بعد وفاة الخوئي ولما توفي السبزواري أعلن السيستاني ان تقليد السبزواري باطل وعليهم الرجوع اما الى الخوئي!!! أو الرجوع اليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــ
نقل عن كتاب السفير الخامس للشيخ عباس الزيد الصفحه 313 .
محاضرات للسید الشهید الثانی
بسم الله الرحمن الرحيم
بإمكانكم الاستماع الى بعض محاضرات الامام الشهيد الثاني قدس سره الشريف عن طريق هذه الوصلة :
http://members.lycos.co.uk/salam14/
مقابلات مع السيد الشهيد الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
بإمكانكم الاستماع الى بعض المقابلات التي اجريت مع الشهيد الامام الصدر الثاني قدس سره الشريف عن طريق هذه الوصلة :
http://members.lycos.co.uk/salam99/
صور الشهيد الثاني قدس سره
بسم الله الرحمن الرحيم
يمكنكم مشاهدة بعض الصور للامام الصدر الثاني قدس سره الشريف عن طريق هذه الوصلة :
http://medlem.spray.se/salam9
الساعات الاخيرة لحياة الشهيد السعيد رحمه الله
ما قبل الجريمة :
قبيل الجريمة الكبرى التي أودت بحياة المرجع الكبير ونجليه الخالدين وقعت حوادث ومواجهات ساخنة وحادة بين المرجع المظلوم وعدد من رموز السلطة في مقدمتهم الطاغية صدام، فيما يلي قراءة سريعة لبعضها:
1 - ذكرت صحيفة (الوفاق) الايرانية التي تصدر باللغة العربية ان اتصالاتسبقت اغتيال السيد محمد الصدر طلبت منه التراجع عن مطالبته السلطات الحاكمة في بغداد بالإفراج عن عشرات العلماء الذين اعتقلوا خلال الايام الماضية، وقالت (الوفاق) نقلاً عن مصادر مطلّعة ان صدام اتصل شخصياً بآية اللَّه السيد الصدر الذيرفض طلبه، الأمر الذي أدى الى إثارة غضب الطاغية فأغلق الهاتف(1).
الجدير بالذكر ان السيد المرجع كان قد طالب في صلاة الجمعة قبل اغتياله بالافراج عن المعتقلين باسم الاف المصلين ورفع شعاراً ردده جميعهم معه يقول: (نريد.. نريد... نريد) (فوراً فوراً فوراً) أي نريد اطلاق سراح المعتقلين فوراً وذلك بعد أن أكدّ فيخطبته المذكورة ان اعتقال هؤلاء هو بمثابة اعتقاله شخصياً، ملوّحاً ان السلطة اذا لم تستجب الى طلبه هذا فإنه سيوعز الى وكلائه باتخاذ إجراءات أكثر تصعيداً لتحقيق هذا الهدف(2).
2 - نقلت صحيفة الجهاد في عددها الصادر في 1 آذار 1999م بأن الطاغية كان قد أرسل ابنه الأصغر قصي لابلاغ السيد الصدر بعدم الخروج الى صلاة الجمعة والكفّ عن نقده للنظام واجراءاته. وعلى أثر رفض السيد لهذه المطالب نشبت مشادة كلامية بين مبعوث الطاغية والسيد الشهيد قدس سره. ثم قال السيد أنه سمع النصيحة ان كانت نصيحة، ولكن لا أحد يفرض عليه أمراً كائناً من كان ما دام ينفّذ أمر اللَّه، الأمر الذي أغضب المبعوث فخرج وهو يهدّد السيد ويتوّعد(3).
3 - حسب مصادر صحيفة الجهاد الصادرة في 15 آذار 1999 م(4) كان الطاغية قد ارسل المجرم محافظ النجف بصحبة المدعو محمد حمزه الزبيدي الى السيد الصدر وقال له بالحرف الواحد (أبلّغك بأمر السيد الرئيس يأمر فيه بعدم أداءصلاة الجمعة هذا الاسبوع، فأجابه السيد قدس سره: (أصلي، أصلي، أصلي) فقال المحافظ سيحصل إذن ما لا يُحمد عقباه. وفي يوم الجمعة الحمراء وعند مجي السيد الى مسجد الكوفة جاءه أحد المسؤولين وأبلغه بضرورة عدم إقامة الصلاة ولكن السيد لم يكترث وكان الناس يهتفون منددّين بأوامر السلطة، فنقل شاهد عيان قائلاً: لقد لاحظت أحد الضباط وهو برتبة عقيد يهز رأسه وكأنه ينعى السيد بأسف.!!
4 - كان للخطب النارية التي يلقيها بعض وكلاء السيد ضد الاجراءات التعسفيه لأزلام السلطة ومرتزقتها بسبب استهتارهم بالدين والقيم الدينية الأثر الواضح في تصعيد المواجهة وايصالها الى درجة الغليان، وكان لخطيب الناصرية الشيخ أوس الخزرجي باعاً طويلاً في هذا السياق، الأمر الذي حدا بالسلطة لاعتقاله، وما جرى بعد ذلك من تمرد جماهيري عقب هذا الاعتقال ادى الى اصطدام دامٍ بين رجال أمن السلطة والمتظاهرين قرب مديرية الأمن في المدينة المذكورة وسقوط العديد من الشهداء والجرحى - كما ذكرنا قبل قليل - ...
هذا وذكرت التقارير ان السلطة كانت اتخذت عدة إجراءات قبيل ارتكاب الجريمة النكراء، منها تضليلية مموّهة تقول ان حياة السيد في خطر، فعرضوا عليه الحراسة من قبل السلطة ولكنه رفض... بعدها أقيمت عدة نقاط سيطرة من قوات الطواريء كان بين كل نقطة وأخرى مساحة تتراوح بين 200 - 150 م. وقبليومين تم تبديل هذه الوحدات، اذ جي بقوات خاصة ممن يُسمّون ب(فدائيي صدام) لتحلّ في المواقع السابقة، وبعد تنفيذ الجريمة بنصف ساعة اعيدت القوات السابقة الى نقاطها اذ كانت تخشى ان يُشخّص أحد الناس وجوه المنفذين ويُسرّب الخبر. ويفسّر محلل هذا الخبر، وهو أحد الضباط الذين تم سحبهم، ان تعدد نقاط الحراسة الممتدة على طول الطريق الذي يسلكه السيد المرجع ذهاباً وإياباً هو عملية احترازية لكي تتولى النقطة الثانية التنفيذ اذا فشلت الأولى...
وقبلها كانت السلطة قد أنزلت قوات مكثفة في مدن الثورة والحرية والبياع ببغداد وفي مدن النجف والكوفة والناصرية واتُخذت اجراءات امنية وقائية في عدةمدن أخرى في الوسط والجنوب تحسبّاً لردود الفعل المتوقعة، كما قامت بإغلاقالعديد من المساجد، فسرّب وكلاء السيد خبراً مفاده ان صلاة الجمعة ستقام فيجامع العگيلات في الكاظمية، وجامع العباس في الثورة بعد ان أُغلق جامع (المحسن) في هذه المدينة الثائرة...
كل هذا وغيره جاء مقدمات لنيّة مبيّته كانت السلطة المجرمة تعزم علىتنفيذها...
الجريمة الكبرى:
وفعلاً وفي مساء الجمعة 19 شباط وفيما كان السيد المرجع يستقل سيارتهمع نجليه متوجهاً الى منزله في حي الحنانة بمدينة النجف، وعندما وصلت الساحة الكبيرة التي تمثّل ملتقى الطرق الرئيسية للمدينة وهي ساحة ثورة العشرين، أتتسيارة أخرى في موازاتها وعندما اصبحت قريبةً جداً أمطر جلاوزتها ببنادقهم الرشاشة الخفيفة سيارة السيد برشقات كثيفة من الرصاص فاستشهد نجلاه: السيد مصطفى وهو النجل الاكبر والسيد مؤمل النجل الثاني في تسلسل أولاده الذكور الأربعة وجُرح السيد جروحاً بليغة، بعد أن رمى ولداه بجسديهما عليه لحمايته تمّ بعدها نقل الجميع الى المستشفى.
وفي المستشفى تعمّد المجرمون عدم السماح لأحد بالإطّلاع على حيثياتالقتل لتتم تصفية المرجع الثائر داخل المستشفى.
...................( Anotates ).................
1) بدر( 1 / آذار / 1999 م عن الصحيفة الايرانية المذكورة.
2) وهذا ما حصل مع امام جمعة الناصرية حيث هاجم المصلون السجن الذي كان يحتجز فيه أحد وكلاء المرجع الشهيد وجرت مصادمات بينهم وبين اجهزة السلطة أدت الى سقوط العديدمن الشهداء والجرحى.
3) ذكرت التقارير المسرّبة من أروقة الأجهزة الخاصة ان الذي نفذ عملية الاغتيال هي مجموعةخاصة من مجاميع قصي هذا المعنية بالاغتيالات. هذا وقد تضاربت الأخبار في أن هذا الزائرالمطرود هو قصي أم غيره، اذ نشرت صحيفة بدر في عددها الصادر في 31 مايس 1999م انالزائر البغيض المأمور هذا كان وزيراً من وزراء الطاغية وليس قصي، ويُحتمل أن تكونمخابرات النظام قد موّهت على هوية هذا الزائر واسمه، فيما ضعّف مجاهدون ورود اسم قصيفي هذه الرواية.
4) نقلاً عن (الموقف) 4 آذار 1999 م.