هنيئا لنا بإغلاق قناة (جزيرة العرب)

وأخيرا القصاص العادل لقناة الجزيرة

كتابات - نبيل القصاب

في مؤتمر صحفي عقده السيد أياد علاوي رئيس الوزراء , أعلن بغلق مكتب قناة الجزيرة في بغداد لمدة شهر واحد . لقد كنا ننتظر هذا القرار منذ زمن بعيد بعد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء , ورغم أن القرار صريح وعادل بحق المخالفين أسوة بالمعمول في كل العالم , حيث لايجوز لمراسلين أو صحفيين في دولة على لهيب من النار أن يقوموا بأعمال خبيثة وخسيسة . ولايحق لهم التلاعب بمشاعر المواطنين بأعطاء خبر مؤلم في كل لحظة وخصوصا في حالة عدم التاكد أو مصداقية المصدر . ولايحق لآي كاتب او صحفي او مراسل لجريدة او أذاعة أو تلفزيون او فضائية بأن يكتب ويرسل الخبر وهو جالس في البيت او المكتب ويعتمد على المكالمات الهاتفية او عبرجهة مجهولة او غير معروفة . ولكن الزملاء في قناة الجزيرة لم يلتزموا ولم يتمسكوا بالثوابت من أول يوم جاؤا الى بغداد ومن ثم أرسلوا مراسليهم الى مدن العراق !

واليوم بعد القرار أكدت الادارة في الجزيرة بأنها تلقت بأسف وأستهجان قرار الحكومة . ووصفته بأنه غير مبرر على الاطلاق .. وكانهم لم يفعلوا شيئا ,

كل العراقيين الشرفاء والاقلام لشريفة لايقبلون بأعمال الجزيرة على الاطلاق ولم يقوموا باعمالهم بحق وعدالة بل كانوا دائما يحاولون الايقاع بين الاطراف المتحاربة في العراق أن كانوا في الشمال او الوسط او في جنوب العراق . هؤلاء كانوا أول من أطلق بالون وجود المخابرات الاسرائيلية في شمال العراق . ومن ثم قالوا أن مكاتب الموساد هنا وهناك في العراق . وهم أدعوا ولايزالوا يدعون بالباطل ويمدحون المقاومة بدون تمييز . بل هم يؤيدون ويذيعون أخبار الخطف والسرقة والسطو المسلح على المواطنين الابرياء بادعاء المقاومة . ولم يذيعوا أية حقيقة الا وكان في مصلحة الموالين للدكتاتور صدام والمجرم الزرقاوي أو الارهابيين . بل لطخوا حتى سمعة المقاومة الجهادية للعراقيين الابطال مع هؤلاء وبالفعل أختلط على المشاهد الحقيقة !! وكان دائما مراسلي الجزيرة أينما كانوا يغطون الاخبار المؤلمة والاعمال السيئة والسلبية في عمل الحكومة او الوزارات ولم نسمع او نشاهد أي من النشاطات او الاعمال الايجابية لهؤلاء حتى ولو بخبر عاجل او موجز .

نعم الجزيرة وقناة العربية يثيرون القلاقل ويخلقون المشاكل داخل وخارج العراق . ويحاولون دائما عبر القناتين بحرق أعصاب الشعب العراقي والامة العربية من خلال عرض الافلام والاخبار المخزية والاعمال الخسيسة للمجرمين والارهابيين وتلطيخ سمعة المقاومة الحقيقة للاحتىل في العراق . كم من مرة عرضوا علينا القتل المباشر لابرياء مختطفين وكم من مرة عرضوا علينا المخطوفين في حالات مؤلمة وهم يبكون او يتوسلون لاطلاق سراحهم . او اغلام الذبح من الوريد للوريد او القتل بطلقات في الراس .

وحقيقة انهم الوكلاء الوحيدين في العالم معروفة بعرضهم بيانات الارهابيين وعرض اللقاءات معهم أو عرض خطاب لاشخاص مطلوبين دوليا ! والسؤال المحير كيف يصلهم الاشرطة !! وكيف يعرفون أماكن وجود هؤلاء ! والاهم كيف يعلمون بحدوث أنفجار او مشكلة او حادثة في منطقة قبل الحدوث بساعات ليرسلوا المصور والمراسل لتغطية الاخبار !! عجيب غريب امور قضية !! ..

وأطلت علينا أدانة أخرى حول اقرار الغلق من هيئة علماء المسلمين في العراق وهي الاخرى أختصت هذه الايام بقضايا ومشاكل الدكتاتور صدام ومن يقف خلفهم !! وهم على أهبة الاستعداد بأصدار قرار تنديد عن الصغير والكبير والتهجم على الامريكان والتحالف والحكومة العراقية !! أن هيئة كهذه لايمكن بأي شكل من الاشكال التطرق الى هذه المسائل ما لم تكون لهم علاقة وطيدة لاعمال مخزية وخسيسة ضد الشعب العراقي وضرب المصالح الوطنية والقومية في هذه الظروف الراهنة ! وهم في سبات ونسوا اوضاع العراق والعراقيين .

والامر المحير , كل ماصدر قرار من الحكومة العراقية أوتصريح من وزير او مسؤول في موضوع ما , نسمع مباشرة عبر الوسائل الاعلامية والشخصيات المؤيدة للدكتاتورية الصدامية من صحف ومجلات واذاعات وفضائيات . بأن تلك القرارات والتصريحات صدرت باوامر من واشنطن او اعطيت الاوامر من هناك ! والاوامر صدرت بتوجيه الامريكان !!

أن العراقيين باتوا لايحتاجون لقنوات وفضائيات , لنقل الحقيقة والواقع . لآن الامور هذه أنكشفت وهم يعيشون المشاكل بحق وحقيقة وهم أصحاب الحقيقة والعدالة . وكان الاجدر بهؤلاء عرض الحقائق والمشاهدات المؤلمة أيام حكم الدكتاتورية والجرائم المخزية لرجال المخابرات والامن والاستخبارات في دهاليز وسجون ومعتقلات البعث الفاشي !! أين كانوا ولماذا لم يعلنوا الحقيقة أنذاك ولحد يومنا هذا ..

أين كان هؤلاء عندما وقعت أحداث مؤسفة وأعدم المئات من جراء عنجهية الدكتاتور المريض بالغرور والعظمة . ولماذا لايعلنون الحقائق عن ماجرى عند أجتياح الكويت من قبل الحرس الجمهوري !! ولماذا لايعلنون الحقائق عن جرائم صدام بحق الاكراد في الشمال وأخواننا الشيعة في الجنوب أو مجازر الحكم البعثي بحق التركمان في أربيل والتون كوبري وكركوك !! او الترحيل القسري للملايين . او حقيقة هجرة الملايين الى الخارج وأفراغ العراق من الادباء والمثقفين والسياسيين المعارضين !!

والمسألة واضحة مثل وضوح الشمس , ان نظام صدام كان المموّل السخي والحقيقي لقناة الجزيرة او جريدة القدس العربي والاخرون . وكانوا يمجدون تاريخ العباقرة المزيفون بشكل مخزي وعاري عن الحقيقة وبعيد كل البعد عن الواقع . والعاملين في هذه الاجهزة الاعلامية كانت لهم رواتب شهرية ومكافأت مجزية من قبل مسؤولي المخابرات العراقية عن تلك الاعمال !!

أبارك القرار الجدّي والشجاع للحكومة وأتمنى سماع خبر قرار غلق العربية قريبا لنرتاح ويرتاح معنا العراقيين والامة العربية والاسلامية والعالم أجمع من الافلام المرعبة واللقطات الحزينة والاخبار الملفقة والغير الواقعية عن العراق ..