لماذا لايعود الجعفري الى بغداد !! ..
في ظروف مشابهة .. هزة ارضية او اصطدام قطارين كما حدث في الشهر الماضي في تركيا .. حينما اجل رئيس الوزراء التركي سفرة له الى إيران كافية لأن تغير في أجندة وبرامج السياسيين وتدفعهم الى قطع سفرات مهمة .. الوضع اليوم في العراق بشكل عام وفي النجف بشكل خاص لم يُعرف له من قبل مثيل .. ولو استبعدنا مايتردد ان سفرة الجعفري الى لندن كما هي سفرة السيستاني جزء من السيناريو .. لماذا لايعود جعفري الى العراق ليمارس مهامه الرسمية كنائب للياور .. وكقائد لحزب الدعوة الذي من المفترض ان يكون أكثر الأطراف علاقة بما يجري .. الجعفري برر وجوده في لندن في بداية الهجمة الامريكية على النجف بأنها من أجل زيارة عائلته .. وهذا سبب يمكن ان يقطع الجعفري زيارته ويعود الى العراق .. ليعود ويساهم في حل الأزمة بشكل متحضر .. وبصورة مباشرة لاعبر الفضائيات والإذاعات .. اليوم وحده أحصيت للجعفري ستة عشر لقاء تلفزيونيا وإذاعيا ماعدا مالم أوفق لرؤيته وسماعه فضلا عن الصحف .. لم يضف فيه الجعفري اي جديد سوى أنه في لقائه مع الأل بي سي دعا الى تقوم القوات العراقية بإقتحام النجف القديمة بدلا من القوات الأمريكية .. هذا يعني ان الجعفري متفرغ للمقابلات التي لاتغني ولاتسمن .. ولاتقدم اي مساهمة في مساعدة الشعب العراقي على تجاوز محنته في ظل الهجمة الأمريكية الوحشية .. واندفاع عصابة العملاء الأربعة في تغطية العدوان الأمريكي .. والصمت المشبوه والمريب لأطراف وقوى دينية وسياسية .. لاننتظر بالطبع موقفا شجاعا وأصيلا من الجعفري كالتهديد بالإستقالة أذا لم يتوقف ذبح العراقيين بالجملة .. كما فعل العديد من أعضاء مجالس المحافظات اليوم .. ولكن اليس حريا بمسؤول في منصب رفيع وإن كان لايهش ولاينش ان يكون بين أبناء شعبه في محنتهم .. أم أن الرجل كصاحبه المتمارض في لندن لايشعر بمثل هذا الإنتماء الذي يحمله على قطع رحلته ..