-
مراهقة سياسية
مراهقة سياسية
كتابات - سليم رسول
لماذا الحل العسكري؟ ولماذا الهدنة؟ ولماذا العودة الى العسكر ثانية؟ هل هي الغاز جديدة تريد الحكومة الانتقالية تدويخ الشعب بها زيادة فيما يدوخه اصلاً من مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية؟
ما الذي يجري؟ لماذا التساهل المفرط بدم شبابنا؟ ما الذي جعل موفق الربيعي يلغي كل تلك الاشواط من المباحثات ويعود فوراً بعد اتصال مع رئيس الوزراء؟
هل كان الحل متوقفاً على مقابلة مقتدى الصدر فقط؟ ومع عدم تحققها الغيت الهدنة ولم يعد امام الحكومة الانتقالية الا العودة الى الحل العسكري؟
ولكن كيف يمكن تفادي هذه الالاف المؤلفة من الشباب الذين نزحوا الى النجف الاشرف وهي عارية من اي سلاح غير سلاح الدفاع عن قدسية النجف؟
هل بامكان الحكومة ان تسمح للقوات الامريكية ان تسحقهم وتبيدهم عن اخرهم؟
ارى ان الازمة بدأت تلبس وجهاً حديدياً ليس فيه اية ليونة وليس هناك من (داود) بامكانه ان يلين الحديد ويصنع منه اشياء اخرى اكثر نفعاً من السلاح.
يعبر بعض الشارع العراقي عن عجبه وصدمته بتمتمات لا تفهم منها شيئاً غير انه ساخط على من؟ و ممن؟ ليست تدري وبعضهم الاخر يقول لابد من دم يراق لكل بيت بني جديداً فكيف ببناء وطن جديد؟ كم يستحق من الدماء حتى يتم بناؤه وأي شخص عزيز سيقنع به القدر العراقي لان يكون هو (الذبح العظيم) حتى يمر بناء العراق بسلام.
هذه حكايات الشارع العراقي، ولكن على ارض الواقع فان الحكومة بدأت منذ اول الشوط تفقد صبرها وحكمتها وهي التي من المفروض ان تكون ذات نفس طويل في ادارة الازمات واحتوائها خاصة اذا كان المقابل لا يمتلك خبرة سياسية كافية وهو بعد في دور المراهقة السياسية.
ماذا يعني ان تطول المفاوضات ثلاثة ايام او حتى سبعة او عشرة اما استغرقت الحرب تسعة ايام دون كلل او ملل؟
وماذا يعني عدم السماح بمقابلة الصدر؟ اليس الذين قابلهم الوفد الحكومي هم من اعوان الصدر ولديهم تفويض باجراء المفاوضات ولديهم تخويل بحسم الامور؟
انه خطأ سياسي قاتل ان تكون نهاية الحلول السلمية متأتية من قبل الحكومة وبالتالي جعلت من نفسها محط الجدل والتهم والشك واضافت الى خصمها رصيداً اخر يعزز من شعبيته لا سيما بعد المؤتمر الصحفي الذي عقده مستشاراً الامن موفق الربيعي والذي فهم منه ان السبب الرئيس وراء العودة الى الحرب وانتهاء الهدنة هو عدم مقابلة السيد الصدر.
هذا التيار هو تيار عراقي محض وهو جيل نشأ بظروف غير صحية ولا مناسبة ولديه كبت كبير ورثه من النظام المباد ومن المتوقع ان ينفس هذا الجيل عن مكبوتاته بطرق مختلفة خاصة بعد ان رفع القيد عنه وخاصة في اوضاع مثل هذه الاوضاع، فالواجب على الحكومة ان يتسع صدرها وان تحاول بما اوتيت من قوة ان تستوعبه وان تجعل من عملية التفريغ الكبتي عملية مقننة وواعية ومدروسة.
هناك ثأر نائم في صدور هؤلاء الشباب وقد ولى النظام المباد دون ان يكون لهم دور في القضاء عليه وهذا جعل قوة ذلك الثأر تنقلب على كل من يصدق عليه رجل دولة ولذلك لا بد من الصبر عليهم واحتوائهم واقناعهم ان ما يرونه الان من حكومة لا تمت بأية صلة الى الحكومة البائدة، وان لمعالجة المراهقة احكاماً خاصة يراعيها المختصون وانللمراهقة السياسية ولاسيما التي عانت من عمليات كبت رهيبة احكاماً اكثر خصوصية لابد ان يراعيها السياسيون المحترفون.
ولابد ايضا من مراعاة الراهن السياسي الذي يمر به الان حيث قضية المؤتر الوطني وملابسات ولادته وما يلقى عليه من ظلال كثيفة . كل ذلك لابد ان يمر بذهن السياسين قبل فسح المجال للبنادق لتحل ازمة سوف لن تحل بالسلاح.
العراق – بغداد
Srh113@yahoo.com
http://www.kitabat.com/r23759.htm