المراجع الدينية تحذر من كارثة ضد الاسلام في العراق وتحث علي اخراج الاماكن المقدسة من الصراع - الشرطة العراقية: جيش المهدي يفخخ الروضة الحيدرية بالألغام وصهاريج الوقود
بغداد ـــ رائد احمد وخالد لطيف
النجف ـــ أحمد الشمري
أبلغ مصدر مسؤول في الشرطة العراقية (الزمان) ان المعلومات الاستخبارية التي جمعها خلال الايام الخمسة الماضية اظهرت ان السيد مقتدي الصدر وكبار مساعديه وضعوا خطة هي بمثابة سيناريو الدفاع الاخير عن مقرهم داخل الروضة الحيدرية.
وقال المصدر ان الخطة التي اكتمل تنفيذها شملت سلسلة من الاجراءات العسكرية المثيرة. وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه او كشف هويته ان جيش المهدي زرع متفجرات حول الروضة الحيدرية سيتم استخدامها في حالة اقدام القوات الامريكية وقوات الحرس الوطني والشرطة بمهاجمة الروضة. وتهدف الخطة علي ما يبدو اثارة مشاعر الشيعة في العالم عند وقوع ما يصح وصفه بكارثة في المدينة المقدسة. وكشف المصدر ان قادة جيش المهدي نشروا عدداً من الصهاريج المملوءة بالبنزين في محيط الروضة الحيدرية وقاموا بربطها بأجهزة تحكم عن بعد بحيث يتسني لهم تفجيرها من نقاط رصد تبعد نحو خمسين متراً. كما نشروا قناصة فوق المباني المحيطة بالروضة. ووضعوا بأيديهم أجهزة تحكم لتفجير السيارات المعبأة بالوقود.
وكشف المصدر ذاته ان أشخاصاً غير عراقيين اشتركوا بعملية تلغيم المناطق المحيطة بالروضة مستخدمين الغاماً قديمة من مخلفات الحرب العراقية ــ الايرانية تتصف بأنها مصممة للانفجار عند مرور العربات الثقيلة عليها كما زرعوا الغاماً ضد الاشخاص علي شكل حزام في محيط ضريح الامام علي. ولهذه الالغام قدرة علي الحاق اضرار كبيرة بالأشخاص.
وقال ان أحد الخبراء غير العراقيين قتل خلال عملية زرع هذه الالغام وكشف المصدر ان هذه المعلومات اثارت قلق كبار المراجع الدينية الشيعية في العراق واتفقت علي ضرورة انهاء عسكرة الروضة الحيدرية وأهمية تحييدها عن الصراع المسلح الدائر في المدينة.
ويحاول كبار المراجع الدينية اقناع السيد مقتدي الصدر بالانسحاب من الروضة الحيدرية والغاء الترتيبات العسكرية وانهاء كل مظاهر العسكرة في مدينة النجف علي الفور.
وقال المصدر ان حجم المتفجرات والاسلحة والصهاريج والألغام المعدة للاستخدام يمكن في حالة استخدامها في المواجهة ان تلحق ضرراً بالروضة الحيدرية ذاتها وجميع المنشآت المدنية في محيط دائرة قطرها 300 متر مما يسبب اكبر كارثة تواجه المسلمين في أقدس أماكن العبادة في العراق.
ورأت مصادر قريبة الصلة من وفد المصالحة المنبثق عن المؤتمر الوطني الذي وصل النجف امس ان العقدة في المفاوضات تكمن في حماية ضريح الامام علي من وقوع كارثة محتملة. وليست المشكلة في دمج جيش المهدي بالعملية السياسية فذلك أمر بسيط ولا سيما ان السيد مقتدي الصدر لم يتحفظ علي فكرة المشاركة. وأكد ما ذهب اليه المصدر المسؤول في الشرطة العراقية من ان الأولوية التي يحملها الوفد هي انقاذ الروضة الحيدرية من كارثة محتملة.
وقد استخدم بعض أعضاء وفد المصالحة الذي يرأسه السيد حسين الصدر وصف (تحرير الضريح من كونه رهينة في صراع مسلح). الذي وصل الي النجف أمس لعرض ثلاثة شروط علي السيد مقتدي الصدر هي اخلاء الضريح والصحن الشريفين مع ضمان عدم ملاحقة الأشخاص الذين اتخذوا من الروضة الحيدرية ثكنة عسكرية وحل جيش المهدي وتحويله الي منظمة سياسية ومشاركة مقتدي الصدر في العملية السياسية.
وتمارس الشرطة العراقية في النجف عملية ضبط نفس لتفادي وقوع مواجهة لا تبقي ولا تذر يؤكد قادتها ضرورة تحاشي اية درجة من الخطأ يمكن ان تتسبب في وقوع تفجير من النوع الذي وصف بانه (كارثة كبري عربية واسلامية).
ويتبلور اجماع بين المراجع الدينية علي ضرورة انهاء عسكرة الروضة الحيدرية ونزع فتيل الألغام من النجف.
AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1889 --- Date 18/8/2004
جريدة (الزمان) --- العدد 1889 --- التاريخ 2004 - 8 - 18
[line]
تعليق :
لو تسمي لنا جريدة الزمان من هولآء الراجع !!!.