التغلغل الأيراني في الجنوب العراقي (هل هذا صحيح ماتفعله أيران في العراق ؟ !)
التغلغل الأيراني في الجنوب العراقي
معد الشمري
8/19/2004 3:24:19 PM
كثيرون القوا باللائمة على وزير الدفاع العراقي السيد حازم الشعلان، وحملوه ووزير الداخلية السيد فلاح النقيب نتائج ماوصل اليه الوضع الحالي في النجف الأشرف من تدهور وأنفلات أمني فظيع لم يسبق له مثيل ماخلا الذي حدث في العام 1991 عندما أنتفض العراقيون ضد نظام الدكتاتور الساقط صدام التكريتي؛ وبأعتباري من المنتمين الى أولئك الذين لايؤمنون بنظرية المؤامرة ولايعيرونها أية أهمية، فإنني سأركز في مقالي هذا على شيئين مهمين كانا السبب الرئيسي والمباشر في أشتعال المعارك التي دارت رحاها في النجف الأشرف وباقي محافظات الجنوب بعد أن تم خرق الهدنة بين القوات المتعددة الجنسيات وجيش المهدي :
الشيء الأول : نعم..أن ايران تقف وراء كل ما يجري اليوم في جنوب العراق من فتن وعمليات تخريب واقتتال بين الشرطة والحرس الوطني من جهة، وعناصر من جيش المهدي من جهة أخرى، وأن لها(أي ايران) اليد الطولى في كل ذلك، وهذا ما أكدته العديد من المصادر المطلعة في داخل العراق عربية كانت أم غربية، ولاتخدعكم أداعاءات الأدميرال علي شمخاني وزير دفاع أيران تلك التصريحات المضحكة التي أدلى بها الى الصحافة ووكالات الأنباء العالمية : (( ليس لنا أي نفوذ أو تواجد في جنوب العراق ولا في أي مكان آخر منه، ولانتدخل بالشأن الداخلي العراقي، أما تلك الأسلحة التي عثر عليها من قبل أفراد الشرطة العراقية ماهي إلا بقايا من الأسلحة التي حاربنا بها نظام صدام في ثمانينات القرن الماضي ))!،هل يصدق عاقل هذا الكلام؟!؛ كلام شمخاني هذا يذكرنا بشطحات الرجل قبل أن تشن الولايات المتحدة الأميركية حربها لتغيير نظام صدام حيث قال في تصريح له لقناة ابو ظبي : (( أن صدام سيقاتل ولن يستسلم بسهولة..)) !.
ليست الأسلحة وحدها ما أكتشفه العراقيون سيدي الوزير، بل أن هنالك عشرات الأدلة التي لم تعد سرا" خافيا" على أحد، والتي تثبت وتبرهن وبما لايقبل الشك أن أيران أصبحت الحاكم الفعلي لبعض مناطق الجنوب العراقي، وإليكم الأدلة والبراهين الأخرى التي تثبت تورط أيران وتدخلها في الشأن العراقي :
1- تم ضبط عشرات الشاحنات المرسلة الى العراق والمحملة بأسلحة ( رشاشات خفيفة صنع أيراني /محلي، كاتيوشا ومدافع الخ...)، مرور تلك الشاحنات كان أما عن طريق البصرة – الناصرية أو العمارة ومنها الى النجف مباشرة، وكانت في كل مرة يتم فيها توقيف تلك الشاحنات يعلق المسؤولون الأيرانيون : (( أن لاعلم لنا بتلك الشاحنات ومصدرها ))!، وبأنهم ( أي الأيرانيون) لا يستطيعون منع الناس من ممارسة العمل التجاري مع العراق!.
2- تغيير ديموغرافية الجنوب العراقي : شرعت أيران قبل وبعد سقوط نظام صدام الى شراء الأراضي ومنازل المواطنين واغراءهم باموال طائلة وباسعار خيالية لم يكونوا يحلموا بها طوال حياتهم.
3- القت شرطة البصرة القبض على أكثر من عصابة لتهريب المخدرات الى العراق وكانت كل شحنة من تلك " البضائع الأسلامية " المصدرة الى الشعب العراقي المسلم تزن عشرات الأطنان كلها قادمة من ايران الأسلامية!.
4- مؤخرا" تم العثور على ثلاثة شاحنات قادمة من أيران تحمل اغنام مصابة بمرض الطاعون، يا.. سلام على الجارة المسلمة حتى النخاع!.
5- دخول عدد لا يستهان به من رجال الحرس الثوري والأطلاعات وما يعرف بجيش القدس الى النجف الأشرف و الكاظمية و سامراء، كل هؤلاء دخلوا العراق على أنهم رجال دين وطلاب علم، وبين ليلة وضحاها تحول أصحاب العمائم الى أمراء حروب في مناطق الأضطرابات.
6- ضبط عدد من المواطنين الأيرانيين في مدينة بغداد وهم يستقلون سيارات مفخخة وكانوا ينون تفجيرها في أحدى المناطق المكتظة بالسكان.
7- الدعم الأيراني وأحتضان عدد من عناصر تنظيم القاعدة ومن بينهم الزرقاوي الذي صار يتخذ من أيران مقرا" ومنطلقا" لتنفيذ عملياته الجبانة داخل الأراضي العراقية، وأيران تعترف بذلك الدعم الذي لم يعد سرا" خافيا"على أحد.
أضف الى ذلك مجموعة كبيرة من الأختراقات الأيرانية ومنها أن السلطات الأيراينة قامت بفتح جمعيات خيرية وتحت أسماء مستعارة لعراقيين، هدف تلك الجمعيات العلني هو مساعدة الناس، ولكن في الحقيقة فان الأيرانيون يهدفون الى اعادة تطبيق تجربتهم في الجنوب اللبناني وخلق عشرات الأحزاب الموالية لهم وليس حزب الله واحد فقط!.
أما الشيء الآخر الذي كان السبب المباشر في عدم السيطرة على الوضع في الجنوب، فهو تواجد عشرات المليشيات المنفلتة والتي تعيث بإرض الرافدين خرابا، وهذه مشكلة بحد ذاتها تعتبر كبيرة ولا بد من وضع حد لها ومعالجتها قبل أن تستفحل ويصبح آخر العلاج الكي؛ولو لم تكن هنالك مليشيات لما تجرأ هذا الطرف أو ذاك على دعمها أو حتى التقرب من حدود العراق وأستغلال الأنفلات الذي تعيشه بعض محافظات العراق اليوم في المناطق التي يقطنها السنة أو في مناطق الجنوب الشيعية،وذاك الغطاء الشرعي الذي توفره تلك المليشيات للآخرين وباسم " مقاومة المحتل "!.
نعم.. حل المليشيات هو مطلب كل عراقي يريد للعراق أن يستقر ويعود الى ممارسة دوره الطبيعي محليا" واقليميا" ودوليا"، ولكي لا يصبح العراق صومال أخرى وينتهي بنا الأمر الى تلك الصورة المرعبة التي أصبحت عليها الصومال في تسعينيات القرن الماضي، يجب على حكومة الدكتور اياد علاوي أن تضع الحلول العاجلة أو تبدأ بالتطبيق الفعلي لقرار ألغاء المليشيات ودمجها اما بالجيش العراقي او بالشرطة وباقي قوى الأمن.
أما ايران المحاصرة أميركيا" واوربيا" فانها تحاول أن تنفذ من عنق الزجاجة بتشبثها بالورقة العراقية وهي آخر ورقة ستلعبها في محاولة منها لكسر القيود المفروضة عليها من قبل المجتمع الدولي، وهي بهذا واهمة، فايران اليوم محاصرة من قبل " الجارة " أميركا، وهي بين فكي الكماشة الأميركية ولن ينفع أيران سوى الأنصياع لارادة المجتمع الدولي وتنفيذ تعهداتها فيما يخص برنامجها النووي ورفع يدها نهائيا"عن العراق.
[line]
سؤال[line]
هل هذا صحيح ماتفعله أيران في العراق ؟ !
