ذكريات محزنة لا نريد تكرارها في العراق
ذكريات محزنة لا نريد تكرارها في العراق
منذ أن جاءت على هذه الدنيا و أنا أسمع صوت إطلاق الرصاص و صوت القذائف التي يأتي صوتها فجأة فأنا عندما كنت طفل ترعرعت على هذه الأصوات و أصبحت شيء مرتبط بذكرياتي فأنا ولدت عندما كانت الحرب العراقية الإيرانية في بدايتها و كان صديقي في المدرسة كل يوم أجد وجهه قد مال إلى اللون الأصفر بسبب كثرة بكاءه لأنه يشتاق إلى أبيه الذي ذهب للحرب و لسوء الحظ لم يعود و أنا كنت أخاف و اختبئ في مكان معزول في البيت لكي لا أصاب بسبب القصف الشديد و كثيرا كنت ما أسمع أصوات جيراننا و هم يصرخون و يبكون لأن أحد أفراد جيراننا قد أصيب فلذلك أصبحت ذكرياتي المحزنة جزء من حياتي بل حتى تؤثر على تصرفاتي فالقد أصبحت انعزالي لا أخرج كثيرا من البيت و لكن رغم ذلك أنا أستبشر بالمستقبل لأنني أنبذ العنف و الكراهية و الحقد و أجد الكثير من العراقيين يتفقون معي و لكن هناك من يعكر جو الصفاء و الهدوء في وطننا و هؤلاء هم أتباع النظام السابق و المجموعات الإرهابية و قوات الاحتلال الذين يسعون لتدمير وطننا و شعبنا و إعادة التاريخ المظلم الذي مر بي و مر على غيري من العراقيين فلذلك لن أسمح بأن نسمع أصوات الرصاص و أصوات القذائف و سوف أعمل و كذلك أبناء شعبي سوف يعملون لكي ننهي المأساة فنحن شعب عانى الكثير و قد حان الوقت لكي ننعم كبقية الشعوب بالسلام و الطمأنينة و ذلك يحدث برفضنا للاحتلال و لتصرفات أتباع النظام السابق و المجموعات الإرهابية و عملنا لخدمة وطننا و شعبنا فنحن شعب علم الحضارة و العلم لبقية شعوب الأرض فلن يصعب علينا أن نتعلم من ماضينا لكي نبني مستقبل مشرق لنا و لأطفالنا فيكفينا دموع و أحزان و يكفي أن يسقط أبناء وطننا بسبب جهل شخص أو بسبب حماقته و سلوكه لطريق الشيطان و بدل أن ندافع عن وطننا و شعبنا من الاحتلال و الغرباء بتنا نشاهد مجموعات من العراقيين الذين قد أعماهم الشيطان و هم يرفعون أسلحتهم بوجه أبناء وطنهم و أنا أقول لهم لا ...لا للقتل فرصاصتك سوف تؤدى إلى إزهاق روح حرم الله سبحانه و تعالى قتلها إلا بالحق و رصاصتك رغم صغرها و رخص سعرها فهي تسبب في إزهاق رجال لديهم عائلات و لديهم أبناء فما ذنب لأبن الذي قتل أبوه لماذا يعاني من حرمان بسبب فقدانه لحنان أبوه و رعايته فسوف يعاني هذا الطفل من الناحية النفسية و يتعب جدا و هذه الزوجة سوف تعاني لأن شريك حياته و مساعدها لتحمل هذه الحياة قد رحل دون رجعة فلقد أصيبت باليأس و الحزن و هذه الحالات التي أذكرها لكم عديدة جدا في عراق صدام حسين ...و عراق الاحتلال و من خلال موضوعي البسيط هذا أدعو جميع العراقيين للسير في طريق السلام و بدل أن نرفع الأسلحة في وجه بعضنا فلنلجأ إلى الحوار و لغة العقل فهذا الحل هو دائما أفضل من لغة السلاح و العنف الذي عانينا منها الكثير فأنا و العديد من العراقيين لا نريد أن يتكرر الماضي الذي عانينا منه كثيرا
حسين علي غالب
babanspp@gawab.com
http://www.geocities.com/babanbasnaes