فتنة فضل الله ام جهل التبريزي باللغة العربية بقلم الخائف من التكفير
ردا علىكتابة الحيدري سانقل لكم هذا الموضوع
---------------------------
جهل التبريزي باللغة العربية
بقلم : الخائف من التكفير
بحثنا فيما مضى سقوط عدالة آية الله الميرزا جواد التبريزي، ونريد هنا ان نسلط الضوء على مقدرته الاستنباطية، اي انه - وبغض النظرعن سقوط عدالته- هل يملك القدرة على استنباط الاحكام الشرعية ؟
يبدو السؤال غريباً لأول مرة، وقد يطمع فيه البعض فيقول: ها قد وقع الرجل لانه دخل في موضوع لا يعرفه وأعان على نفسه.
إلا أن الامر ليس كذلك. لا اريد ان ابحث مقدرة سماحته في المباحث الاصولية، فتلك صناعة كالمنطق والفلسفة. لكني أريد ان أبحث قضية أساسية ومحورية وهي: الاحاطة باللغة العربية التي هي شرط أساسي لابد منه لفهم النصوص الشرعية سواء كانت آيات قرآنية أو أحاديث شريفة،أو نصوص مرشّحة للتكفير. فاللغة العربية هي الوعاء لقضايا الدين من أحكام واعتقادات وأخلاق، وبدون الاحاطة بها لا يمكن للانسان ان يستنبط حكماً شرعياً أو مسألة عقائدية.
ويتوهم البعض انه اذا درس الاجرومية أو الألفية أو درّسهما ودرس البلاغة أو درّسها فقد احاط باللغة العربية.. وهذا خطأ واضح، فالاحاطة بقواعد اللغة وأساليب البيان هو علم يشتمل على مجموعة قواعد يمكن حفظها واستظهارها، وهي لا تعطي بالضرورة قدرة على فهم اللغة فهماً صحيحاً كاملا، وكم وجدنا من يحفظ هذه العلوم ولكنه يعجز عن كتابة مقالة، وكم من الادباء الذين لم يدرسوا كل قواعد العربية وعلوم البلاغة ومع ذلك فان أدبهم لا غبار عليه. وقد كان العرب في الجاهلية فصحاء بلغاء ولم يكن هناك علم نحو ولا علم بلاغة.
يحتاج الاحاطة باللغة العربية الى نشوء الانسان في وسط عربي ادبي، سواء كان هذا الوسط اجتماعياً ام علمياً ام نخبويا ام مصنوعاً بطريقة ما. وبغير ذلك يبقى الاعجمي عاجزاً عن فهم العربية التي هي لغة واسعة وعميقة اختارها الرحمن - وهو العليم الخبير - وعاءً لكلامه وكلام رسوله (ص) وأهل بيته(ع).
اما اذا لم يحط الفقيه باللغة العربية فانه سيقع في مهاوي الحرفية النصوصية التي تعتبر مجرد لمس المرأة مبطلاً للوضوء، لأن الاستظهارالميكانيكي من الآية الشريفة (او لامستم النساء) لا تعطي للأعجمي الذي يستعين بالقواميس الا فرصة اختيار هذا المعنى من سائر المعاني عملا بالقواعد التي تقدّم الحقيقة على المجاز.
ولولا ورود النصوص من السنة الشريفة على كون المقصود بالآية هو المقاربة لوجدت كثيراً من أعاجم الفقهاء يفتون ببطلان الوضوء عند ملامسة المرأة مجرد ملامسة.
ولذلك ورد عنهم عليهم السلام انه لا يكون الفقيه فقيها حتى يفهم معاريض كلامنا.
ونقل عن الشريف المرتضى : " ان للعربية ايماءات وايحاءات من لم يعرفها فقد ظلم نفسه وتعدّى طوره ". ولهذا تجد ان الكثير من فقهاء الشيعة الاعاجم دخلوا في اللغة العربية وآدابها فتمكنوا منها كتمكن ابنائها وأحياناً أكثر، تجد ذلك في القدماء والمحدثين ولعل كتاب البيان للسيد الخوئي قدس سره أوضح شاهد على ما أقول.
* * *
والآن دعونا نسأل:
ما مدى تمكن الميرزا التبريزي حفظه الله من اللغة العربية؟
الجواب تجده في فتواه ضد كتاب سيرة الرسول وأهل بيته، فالكتاب حسب فتوى سماحته " من الكتب الضلال" وليس " من كتب الضلال".
فسماحة الميرزا لا يستطيع ان يصوغ جملة قصيرة باللغة العربية فيضع الالف والام في غير محلهما، ويعرّف المعرف بالاضافة بزيادة الألف واللام.
بالله عليكم كيف يستطيع التعامل مع النصوص الشرعية العربية فيحلل ويحرم ويكفر ويفسق ويضلل؟
ماذا يمكن ان يقال؟
هل يقال: لقد كتب هذه الجملة غيره؟
اذن يكون قد وقّع على نص لم يقرأه، تماما كماً افتى ضد كتاب لم يقرأه.
* * *
هناك ملاحظة اخرى على الفتوى – ومن خلال اللغة العربية أيضاً – فالسائل الذي قدّم الاستفتاء والذي افترت يده الآثمة العبارة المزعومة يقول في استفتائه حول الكتاب:
(… وفيه حزف وتزييف) يقصد (فيه حذف وتزييف). فالسائل أيضاً من جنس المسؤول ومن مستواه في فهم العربية، وهذا النوع من السائل وبهذا الفهم هو الذي شهد للشيخ التبريزي على وجود العبارة المزعومة . فلو كان الشيخ التبريزي يخاف الله ولو كان من أهل التحقيق لالتفت من صيغة السؤال الى ان السائل لا يفهم العربية جيداً، ولأدرك عدم جواز الاعتماد على هكذا شاهد، ولطلب الكتاب نفسه ولبحث بنفسه عن الجملة المزعومة. ولكن مناسبة السائل للمسؤول كمناسبة الحكم للموضوع.
تلك عدالة الميرزا التبريزي
وهذه معرفته باللغة العربية التي يستنبط من نصوصها الاحكام الشرعية !
وبهذا الفهم أو بشهادة هؤلاء (الفاهمين!) يصدر الاحكام التكفيرية ضد هذا الكتاب العربي أو ذاك المؤلف العربي، فتأمّل.