-
لنتذوق القليل من الجنة !
لنتذوق القليل من الجنة !
الأمان .. السلام .. المحبة .. الأنهار .. الفاكهة . الأرائك والطيب.. المرأة وحتى الخمر ... كلها جزء مما وعد الله به عباده المؤمنين في جنته الخالدة.
لقد منحنا الأرض .. وهي ليست الجحيم في كل حال. هي أرض التجربة ..الامتحان .. وهي متاع زائل ، ونحن معه زائلون أيضا.
ماذا لو حاولنا أن نتذوق شيئا يسيرا من تلك الجنة التي وعد بها الله !
حتما لسنا كلنا سيئين لنكتوي ونشوى بنار جهنم .. مؤكد فينا ما هو طيب وجميل. وإذن لم لا نحاول أن نصنع لنا جنتنا على الأرض .. جنة لنا جميعا .. هي مؤقتة أكيد لكنها زوادة لنا جميعا باختلاف درجات تقوانا نذود بها فيما نحن عابرون محطتنا ...فبها يتأثر الناسون والغافلون ويزداد المؤمنون تقوى وفخرا.
ليس كفرا أن نعمل على صناعة جنتنا على الأرض ونتبارك بجهدنا مجتمعين متعاونين لكي يعرف البعض منا من المتشككين عظمة الجنة الحقيقية التي تنتظرنا .
أن نسعى أولا إلى نظافة أرضنا وتجنيبها كل مصادر التلوث البيئي. أن نستفيد من علوم علمائنا في إصلاح تربتنا وتربيتنا .. أن نبني مدننا وقرانا بكل ما هو عصري. وأن نستفيد من طاقنا الشمسية في إدارة أعمالنا وإضاءة منازلنا.
أن نكري انهرنا ونبني كازينوهاتنا السياحية على مشارفها ومقرباتها ونمد شبكات مجارينا ونعمل على معالجة مياهنا . أن ننشئ مروجنا وحدائقنا وبساتيننا. نبني مدنا للألعاب .. ومسابح صحية ومسارح ومتاحف ورياض للأطفال.
أن نتعلم لغة أخرى .. نتعلم فن الموسيقى ونحاول أن نرقص ونغني ونتعطر.
ونحاول أن نقرأ أيام الأسبوع كما هي حقا .. لا يوم متكرر.
والتقوى هي ليست مجرد صلاة بل هي عمل أيضا.. والعمل يفقد سر جماليته إذا كان منفردا .. وسر الحياة هو العمل الجماعي المثمر وأرقاه الإبداع.
هل جربت أن تسافر مرة .. لنحاول أن نتعلم كيف نعود مريضا .. كيف نشارك في فرح قريب أو صديق. وأجمل ما في الحج أشقاه بسفره . وأجمل ثمار تأكلها أشقاها جهدا وعملا.
هل جربت أن تتذوق فن زراعة شجرة ؟
الجنة لا تأتي إلى أحد. بمقدورك أن تذهب إليها .. أن تصلها .. وتتمتع بما فاضت به من خيرات بإذن الله .. وسيلتك إلى ذلك هو العمل وليس الكسل أو الإعتياش على جهد الآخرين.
عندها كل ما سنجنيه هو تذوق للجزء مما ينتظرنا .
ليس كفرا أن تعمل .. تتحرك .. ترقص .. تغني .. تتذوق المرأة والعطر الشفيف وماء فرات .. أن تركب السفن .. أن تتعلم أن تحكي لغتين أو أكثر.
ولا بأس أن لا ترتشف الخمر .. ولا تعرف معنى لمذاقه .. فلك كل الحرية أن لا تشرب من خمر الجنة.
فلنجرب أن نتذوق شيئا من جنتنا التي نصنع وإن أخطأنا سهوا، فسيسامحنا الرب .. ذلك أننا صادقون في عملنا وفي نوايانا .. وحتما سيبارك الرب لعملنا الصالح لدنيانا ولأخرتنا.
بقلم: صباح محسن جاسـم
[line]نُقلت مع بعض التحفظ وأن كان أغلبها مافيها مفهوما ً جيدا ً[line]