أرض السواد تحاور المحلل السياسي والكاتب والاعلامي العراقي الاستاذ نجاح محمد علي
http://www.iraqsawad.net/liqa1.htm
لقاءات
أرض السواد تحاور المحلل السياسي والكاتب والاعلامي العراقي الاستاذ نجاح محمد علي
أرض السواد
بسم الله الرحمن الرحيم
المُعرَّف لا يُعرَّف وضيفنا بل صاحب المنزل الاستاذ نجاح محمد علي تفضل مشكوراً قبول دعوة أرض السواد لإجراء هذا اللقاء معه ليكون باكورة اللقاءات التي نأمل من خلالها أن نقدم مادة سياسية , ثقافية , اعلامية , اجتماعية وكل ما يتعلق بقضايا شعبنا العراقي الممتحن علَّ وعسى أن نوفَق لتقديم شيء يصب في خدمة ديننا وانساننا وشعبنا ووطننا من خلال هذه اللقاءات التي تحمل الاسئلة المركبة المتنوعة والشاملة .. ونحيط القراء علماً أننا نقلنا ما أرسلوه الى بريد الشبكة من أسئلة الى الاستاذ نجاح بكل أمانة بحيث قمنا بنسخ نص الرسائل التي تصلنا وتحويلها لضيفنا باسم صاحب السؤال إيمانا منا بالشفافية والأمانة في النقل ولم يُستثنى أي سؤال ولم نقم بحذف أي كلمة وهي بحمد الله جاءت تنم عن وعي واهتمام كاملين من قبل السائل والمجيب .. الشكر موصول من الشبكة لجميع من ساهم بطرح الاسئلة والاقتراحات , وللاستاذ نجاح محمد علي كل المحبة والتقدير , ولا نجامل اذا ما قلنا أن الشكر لا يكفي وكلمات الاطراء لا تشفي غليل القلم في التعبير ذلك لأننا جميعا نعلم أن وقت الاستاذ ثمين جدا ومشاغله جمة ولكنه آثر على نفسه وجهده ووقته من أجل الاستجابة لدعوتنا فكان هذا اللقاء في محاوره الثلاثة الأولى وهي أسئلة أرض السواد ومحوره الرابع المتمثل بأسئلتكم , وكل الاعتذار للتأخير الذي حصل لأنه بصراحة تامة وشفافية كاملة وكما قيل - اليد الواحدة لا تصفق - الا أن أرض السواد بيدها الواحدة تعدكم بعون الله أن تحرق أصابعها لتقدم لكم ما يمكن تقديمه .. نسأل الله أن يحفظ العراق وأهله وأن يأخذ بيد المخلصين لتحقيق طموحات الشعب العراقي .
المحور الأول :
أرض السواد : من هو نجاح محمد علي ؟
ولدت عام 1956 في البصرة المدينة التي أعشقها واعشق أهلها واشعر نحوهم بحنين هائل، وأكملت دراستي فيها ودرست الهندسة الكهربائية، واعتقلت في قوافل البيعة التي كنا نقودها الى المرجع الشهيد الامام محمد باقر الصدر قدس سره الشريف وتنقلت في مديريات الأمن من النجف فالديوانية والناصرية وأخيرة البصرة وكانت تحملنا سيارات أقفاص ،و في الطريق كنا نلوح بعلامة النصر ونردد أشعارا اسلامية، وفي البصرة بقيت معتقلا وعذبت كغيري من المعتقلين، وأفرج عني بالعفو الذي أصدره صدام حين اصبح رئيسا للعراق، واشترط علينا التوقيع على قرار 200 القاضي باعدام المنتمين لحزب الدعوة أي أن نتعهد بالكف عن نشاطنا لكنني لم أوقع فبقيت معتقلا ثلاثة أيام اضافية الى أن أفرج عني .. اعتقلت ثانية بعد أقل من شهرين من الافراج واقتدت الى الأمن وتمكنت من الفرار ورحلت الى مدينة العمارة الى بيت شقيقتي فوجدت أن زوجها الاستاذ الشهيد عبدعلي عبدالرضا (ابن خالي)كان قد اعتقل في اليوم السابق وما عاد منزله آمنا فرحلت الى بغداد واختفيت عند جماعة كردية أفرج عنها معنا في العفو السابق، وكانت متهمة بقتل وزير كردي في النظام السابق ثم اعتقلت في بغداد وتم اقتيادي الى البصرة وهربت بفضل الله من أمام سجن البصرة باعجوبة قبل الوصول الى مديرية الأمن . وبقيت متخفيا في البصرة وعملت سرا ضد النظام الى أن جاءت التعليمات عبر مسؤولي الشهيد عدنان الموسوي (ابومصعب) بترحيلي الى الكويت فذهبت بطريقة ما واستضافني هناك أخي وصديقي الحبيب الشاعر أحمد مطر وعملت معه مؤقتا في صحيفة القبس (من دون اسم) وعن طريقه.. عملت في الكويت بشكل سري مع شبان كويتيين قبل أن اضطر الى الهجرة الى ايران بواسطة (لنش) مع زوجتي (كنا مخطوبين ومرتبطين بعقد شرعي ورسمي) وجاء بها الى الكويت مهاجرة وفارة حين أراد النظام اعتقالها ،صديق حبيب لن أنسى فضله وهو الاستاذ طاهر مطر شقيق الشاعر الكبير أحمد مطر.
هاجرت الى الجمهورية الاسلامية برفقة الاستاذ علي مطر شقيق الشاعر الكبير أحمد مطر وذلك بواسطة لنش مع زوجتي ووصلنا الى مدينة خرمشهر(المحمرة) وعملنا (مع زوجتي)هناك في الاعلام الايراني الرسمي ومن ثم في
طهران الى العام 1988 حيث تدرجت في تحمل مسؤوليات مهمة وشاركت في تأسيس الاذاعة العربية والنلفزيون العربي الذي تحول الى قناة سحر، وعملت في جريدة الجهاد ومجلتها (عن حزب الدعوة الاسلامية) عندما كان رئيس تحريرهما الشهيد عز الدين سليم (رئيس مجلس الحكم المنحل). وأصبحت رئيس تحرير مجلة سروش العربي، ولجريدة الجهاد الايرانية الصادرة عن مؤسسة جهاد البناء، ونائبا لرئيس تحرير جريدة أبرار(بالفارسية). أقيم في طهران حاليا متزوج ولدي خمسة أبناء ثلاث بنات وولدان .
أرض السواد : متى وأين بدأ نجاح محمد علي العمل الصحفي والاعلامي ؟
كنت في العراق أكتب في مجلة المتفرج العراقية الفكاهية حين كان عمري 11 سنة وتعرفت آنذاك الى الاستاذ كاظم السعدي الذي نشر اسمي في المجلة كمحرر فخري .. في العام 1974 كنت انشر مقالاتي في صحف ومجلات كويتية بأسماء مستعارة.. وفي الجمهورية الاسلامية عملت مباشرة بعد وصولي مطلع عام 1980 مع زوجتي(تزوجنا في خرمشهرأو المحمرة دون أي مراسم معروفة) في اذاعة عبادان وأسستها أنا وكنت أبث برنامجا معروفا (عراق اليوم بركان ثائر) ردا على برنامج باسم (عراق اليوم يبحث عن حسين) الذي كانت تبثه اذاعة طهران لأنني كنت أعتقد أن الحسين كان موجود ومتمثلا برمز قيادي هو الامام الصدر قدس سره. تعرضت لمضايقات في اذاعة النفط من عبادان فاتجهت الى الاذاعة الأصلية في عبادان(البويرده) واسست فيها القسم العربي وكنت أكتب ايضا برنامجا باللهجة الشعبية بعنوان (رسالة الى العراق وأوقعها بـ أخوكم ابوعلي) وكان يقرأها بالنيابة عني الشيخ موسى الأسدي(القاريء الحسيني المعروف في لبنان) ومن بعده السيد علي مطر شقيق الشاعر أحمد مطر فنحن جئنا سوية من الكويت على لنج واحد. وكانت زوجتي تذيع وتشارك معنا. . اتصل بي الحجة الاستاذ الشيخ حسين الكوراني من طهران وكان مشرفا على العاملين في الاذاعة العربية من أعضاء حزب الدعوة ،وطلبني الى اذاعة طهران مع زوجتي وبالفعل ذهبنا الى طهران وعملنا في الاذاعة قبل اندلاع الحرب مع العراق وتدرجت في تحمل المسؤوليات الى أن استقلت عام 1988 وذهبت لأعمل في مجلة العالم التي كانت تصدر في لندن وفي وزارة البريد والاتصالات كمهندس.
كان حجة الاسلام محمد علي أبطحي(حاليا هو نائب الرئيس محمد خاتمي) يشرف على مجلة العالم بحكم كونه آنذاك نائبا للشؤون الدولية لوزير الثقافة والارشاد حجة الاسلام محمد خاتمي، وعملت في نفس الفترة مع جريدة العهد التابعة لحزب الله لبنان ومع مجلة صوت الوحدة الصادرة عن تجمع علماء لبنان، وعملت مراسلا لاذاعة الشرق في بارس، ولجريدة صوت الكويت التي كانت تصدر من لندن بعيد الاحتلال العراقي للكويت.
وقصة احترافي العمل الصحفي يعود الفضل فيها الى الامام الشهيد محمد باقر الحكيم حين كنت أتعاون معه كمستشار اعلامي بعد احتلال العراق للكويت وفي الانتفاضة الشعبانية عام 1991 وكنت أتلقى أسئلة الصحفيين الأجانب وأتعاون معه قدس سره الشريف للرد عليها، وكنت ايضا أحضر معظم اجتماعاته مع السياسيين الدوليين وغيرهم ممن كان يزوره ، وأشارك في المؤتمرات الصحفية التي يعقدها، وأكتب البيانات الرسمية باسمه بعد أن أفهم منه ما يريد، وأعرضها عليه ليبدي ملاحظاته قبل أن تصدر بشكل رسمي، وكان رحمه الله يثق بقدراتي ولا يعترض على ما أنشر باسمه الشريف، وحتى بعد أن ابتعدت عن مكتبه لأسباب معينة، فقد كنا نتحدث هاتفيا وأقترح عليه بعض المبادرات الاعلامية، منها عقد مؤتمر صحفي بعد استشهاد الامام الراحل الصدر الثاني، لازالة الفتور الذي كان مهيمنا آنذاك في العلاقات بين ما يمكن أن نسميهم بالصدريين، ومدرسة الحكيم والحق يقال كان الحكيم متفهما جدا ومتجاوبا جدا، حتى أنني تفاهمت معه على حوار صريح جدا أعلن فيه بطلب مني أنه عفا عن جميع الذين أساؤوا له في حفل تأبين الصدر الثاني(في مسجد اعظم في قم) ، ونشر اللقاء في مجلة الوسط بلندن، وفي جريدة الاتحاد الاماراتية، وبث من اذاعة الشرق بباريس. تلك الايام فكرت في احتراف العمل الصحفي بتشجيع منه قدس سره لكي يصبح للاسلاميين مكان مهم حول طاولة الاعلام العالمي.. ولا أنسى هنا أن أذكر ان استاذي الكبير الشيخ علي الكوراني علمني الكثير من فنون الاعلام، وكان يختار لي مقدمات برامجي السياسية التي كنت أعدها في الاذاعة الايرانية، الى جانب أنه يتابع نشاطاتي ويدلني على نقاط ضعفي ولا يستنكف أن يتصل بي ليشيد بي أو ينتقدني حين يشاهد لي تقريرا أو حوارا أو يقرأ لي. لقد تعلمت المهم من اصول التحليل السياسي عند الشيخ الكوراني.
أرض السواد : ما مدى مساحة الحرية في الصحافة والاعلام الايراني ؟
في ايران مساحة كبيرة جدا من الحريات رغم مظاهر القمع التي تتحرك وفق اجندة حزبية أي ضمن معادلة صراع الأجنحة، والصحافة الايرانية حرة الا اذا تجاوزت الممنوعات الثلاثة وهي: التعرض لنظام الجمهورية الاسلامية، ولولاية الفقيه، وللمرجعية الدينية ... الا ان العمل في ايران صعب للغاية ويشبه التحرك على ألغام لأنك لا ترضي كل الأطراف، وبامكان أي طرف أن يخلق لك مشكلة.لكن بشكل عام واستنادا الى علاقاتي الممتدة واقامتي الطويلة في ايران فانني احصل على المعلومة الخبرية والمادة الاعلامية بسهولة قياسا الى غيري من الزملاء..
أرض السواد : هل هناك ثمة خطوط حمراء للصحافة الايرانية في ايران ؟ فقد شاهدنا أكثر من حالة اغلاق للصحف اضافة الى محاكمات بسبب مقالات صحفية ؟
طبعا يوجد قانون للصحافة ما يزال يثير جدلا وهو ينظم علاقة الصحفيين بما يكتبونه ، وعدا الممنوعات الثلاثة الآنفة الذكر فلا توجد خطوط حمر الا ما يضعه بعض المسؤولين من عندياتهم، وبامكان الصحافة الايرانية أن تكتب عن كل شيء عدا الممنوعات الثلاثة، وأما اغلاق الصحف فانه تم في الغالب وفق حسابات صراع الأجنحة مع ملاحظة أن بعض الصحف التي أغلقت، وتيارا محددا في الاصلاحيين، حاولا حرق المراحل و طالبا بأكثر من الاصلاحات، ما
أعطى الذريعة لخصوم الاصلاحيين في التيار المحافظ الذي يهيمن على القضاء فقام بغلق الصحف علىقاعدة"ألزموهم بما ألزموا به انفسهم" لأن الرئيس محمد خاتمي رفع شعاره الانتخابي الشهير الذي تحول فيما بعد الى الاصلاحات، وهو تعزيز سيادة سلطة القانون... ومعظم الصحف اغلق باسم تطبيق القانون وان كان بعضها تعرض لظلم ، وبعض الصحفيين أودع السجن لسنوات طويلة دون أن يستحق ذلك. وأشير هنا الى أنني اول صحفي اعتقل في ايران، وسبقني بعدة شهور الصحفي عباس عبدي رئيس تحرير صحيفة "سلام" الموقوفة.
أرض السواد : كيف تتعاطى الصحافة والاعلام الايراني مع الوضع في العراق , هل هناك منهج معين مثلاً ؟
توجد في ايران صحافة حرة، يختلف توجه أي منها بشأن المسائل المختلفة، باختلاف توجهات الصحيفة ، وأحيانا يدخل الصراع على مراكز النفوذ ليتدخل في موقف الصحف من القضايا المختلفة. الوضع العراقي يظل يستأثر باهتمام الصحف الايرانية وهناك اجماع على أهمية أن تلعب ايران دورا ايجابيا ، لكن بعض الصحف الاصلاحية انتقد المحافظين واتهمهم باتباع سياسة غير ودية تجاه العراق، أدت الى ما نشاهده من صدور تصريحات من وزيري الدفاع
والداخلية اتهمت ايران بالتورط في أعمال زعزعة الأمن في العراق. ولابد هنا أن نسجل لصحيفة "الوفاق" التي تصدر بالعربية، أنها منحازة بالكامل الى الشعب العراقي، غير مبالية بالموقف الرسمي، ولطالما نشرت مقالات وقصائد لعراقيين انتقدت بقوة " واحيانا بقسوة" الحكومة والرئيس محمد خاتمي، وكبار المسؤولين، بسبب مواقفهم غير المرغوبة من العراقيين. وأنا شخصيا نشرت لي "الوفاق" مقالات وتقارير انتقدت فيها بكل جرأة الحكومة والنظام برمته، حين بدات حملة التضييق على العراقيين في ايران. وحتى قبل الأزمة الأخيرة بين وزيري الدفاع والداخلية العراقيين وايران، حول بعض الخروقات، كنت كتبت مقالا افتتاحيا في " الوفاق" العام الماضي تحت عنوان " هل مضى زمن اذلال العراقيين؟" حذرت فيه من قطيعة بين ايران والعراق الجديد في ظل خروقات، وتصرفات غير مسؤولة في بعض مراكز الحدود. وأؤكد أن السلطات الايرانية تهتم بما تنشره الصحيفة، وغيرت أو عدلت الكثير من سياساتها تجاه العراقيين، استنادا الى ما نكتبه في " الوفاق" .......والفضل في كل ذلك يرجع الى رئيس تحريرها الاستاذ المتفهم والمتعاون جدا الأخ مصيب نعيمي.. ومن هنا أتوجه له بالشكر خصوصا بعد نشره مقالي " دعوة لالغاء تعويضات حرب صدام ضد الكويت وايران" في الافتتاحية . طبعا نشرت لنا أيضا صحف بالفارسية وهو المهم ومنها "انتخاب" و" وايران" و" جمهوري اسلامي" بما أثر ايجابا لصالح العراقيين. أشير هنا الى أن السيد محسن الحكيم نجل السيد عبد العزيز الحكيم بات متخصصا في نشر المقالات في " جمهوري اسلامي" لشرح معاناة العراقيين ووجهة نظر المعارضة الاسلامية(قبل سقوط صدام) من الوقائع الجارية.
أرض السواد : هل واجهتهم ضغوطا معينة في مسيرتكم الاعلامية إن في ايران أو من على شاشة قناة أبو ظبي ؟
طبعا في ايران دخلت السجن الانفرادي لنحو ستة شهور وقدمت الى محكمة الثورة الشعبة 12 بتهم ثلاث خطيرة: العمل على تقويض الأمن القومي، التجسس للأجانب،ونشر الأكاذيب على الجمهورية الاسلامية.وبعض الصحف المتشددة والمواقع الانترنيتية التي تفكر دائما بعقلية مخابراتية كتب تقارير ضدي، وأسجل هنا للرئيس محمد خاتمي أنه قام بثورة جذرية في وزارة الاستخبارات التي ماعادت كما كانت عليه في السابق، تضايق الصحفيين،ومع ذلك فنحن نواجه ضغوطا متفرقة، الا انني شخصيا أتمتع بعلاقات طيبة مع كبار القادة ، وهم يثقون بنواياي، ويعرفون تأريخي. حين عارضت تعاون (المعارضة العراقية ) مع امريكا لاسقاط النظام السابق، تعرضت لتهديدات من الجهات المعنية بالطرد، وطلب مني أن أصمت، ومنعتني قناة سحر الايرانية من الظهور فترة طويلة، وهناك تفصيلات لا أجد من المناسب كشفها الآن، والمهم فان الحكومة الايرانية احترمت في النهاية رأيي، وكل ما طلبته مني هو أن لاأمس شخصيات معينة، وأن اتعامل مع الموضوع من زاوية توجيه النقد ومعارضة المشروع ليس الا.
أما في قناة أبوظبي فانني والحمد لله أتمتع بتأييد كبير من المدير العام الاستاذ أحمد بن علي البلوشي، وهو يساندني، وأذكر أنه في اول اجتماع بينا بعد تأسيس القناة عام 1999 قال لي بحضور مدير القناة السابق الاستاذ اسماعيل عبد الله ونائبه الاعلامي المخضرم محمد ذو الرشاد" كنت أحبك وأنا احسبك من عرب ايران، وحين عرفت أنك من العراق أحببتك أكثر". هناك تعاطف كبير من كل القيادات في قناة أبو ظبي ومن الامارات عموما مع العراقيين، ولاتوجد أي خطوط حمر على عملنا، ولدي معلومات مؤكدة من داخل أبوظبي، وأيضا نقلا عن رئيس مجلس الحكم المنحل الشهيد عز الدين سليم، أن قناة أبوظبي هي للعراقيين وفي خدمتهم. طبعا هذا لا يعني أننا لا نعاني من بعض الصعوبات، وهي تأتي بسبب أشخاص، واحيانا بسبب الحسد وغير ذلك ....وفي قناة ابو ظبي محررون وصحفيون يعشقون العراق والعراقيين، ويؤيدون التغيير الحاصل..
المحور الثاني :
أرض السواد : ماذا كانت مشاعر نجاح محمدعلي وقد وطأت قدماه أرض السواد - العراق - بعد قرابة ربع قرن من الغربة , وهل من مشاعر خاصة عن البصرة ؟
كنت قلقا وخائفا ومتوترا : كيف سأرى اهلى بعد طول فراق ،وكيف سألتقي ام زوجتي وهي أيضا ام لأعز اصدقائي الشهداء أحمد(12 عاما) وعبد الحسين(24 عاما)( واستاذي عبد الأمير البدري(31عاما).دخلت العراق عن طريق الاردن واول تقرير عملته كان على الحدود العراقية الاردنية وقلت في خاتمته ( أرض مفتوحة وبلد بلا حدود والعراقيون يبحثون عن الأمن فهل سيجدونه )؟؟). كانت المشاعر عندي تختلط مع حرصي على المهنية، وبقيت في بغداد اسبوعا لم أتصل خلالها باي من أهلي في البصرة لأن المدير العام أمر بأن يصحبني وفد من المصورين ، برفقة الاعلاميين الكبيرين أحمد المهنا ورعد مشتت، لانجاز برنامج (خمسة وجوه) الوثائقي لتسجيل لقائي بهم بعفوية ، واقتضى العمل بقائي في بغداد اسبوعا رغم أنني كنت مرسلا أساسا الى البصرة ومعي مصوري المبدع وصديقي الحميم حيدر الجراح وهو أيضا من أهل البصرة.. كنا نبكي ونضحك معا في آن ولم أكن اصدق شخصيا أنني في العراق. أما البصرة فانني اعشقها وكنت على طول الطريق أردد:
" بصرتنه ماعذبت محب أحنه العشك عذبنه .... يابو بلم شط العرب يعرفنه ويوالفنه".
ولم أملك نفسي عندما ذهبت أبحث عن اهلي ولم أكن أعرف اين يسكنون، والطريف أن أول شخص صادفناه وسألناه كان صديقا لشقيقي، كان أخوه ايضا صديقي وقد استشهد في ظل النظام السابق، وهو من دلني على منزل أخي ومنه مباشرة الى منزل اختي الكبيرة المجاهدة الصابرة والمظلومة أم حوراء التي سجنت مع رضيعتها خمس سنوات ونصف بسبب فرار زوجها ..وربما بسببي ايضا. المهم ...هناك كان اللقاء حارا مارسنا فيه كل طقوس الحب والعشق الخرافي .. تعرفت على أختي الصغرى ، التي تركتها وكانت في العاشرة من عمرها واصبحت شابة ، واحتضنتها وبكيت ، كلنا بكى وكلنا حمد الله اننا التقينا بعد طول فراق. بحثت عن أخي الأصغر عبد الكريم، فلم اجده : كان من الشهداء، اختاره الله الى لقائه في العام 1980 وكان هو من أوصلني الى آخر المطاف في رحيلي وهجرتي القسرية... بحثت عن رفاق دربي الطويل فلم أجدهم : قضوا كلهم في طريق ذات الشوكة. ذهبت الى منازل أعز أصحابي لزيارة زوجاتهم وأولادهم وأخفيت نفسي عن الكثير لأنني ماعدت أتحمل وطأة تلك اللقاءات بغياب الشهداء.
أرض السواد : نجاح محمد علي , اليراع الذي رفض الحرب على العراق وسخر قلمه وصوته لذلك
بقوة قبل سقوط نظام صدام .. مالذي حصل بعد السقوط حيث رأينا مؤشر الرفض الأول أخذ!
بالانخفاض منذ اليوم الأول الذي دخلتم فيه العراق ؟!
لم تختلف استراتيجيتي ولكنني تغيرت حين شاهدت أن العراقيين كلهم فرح بالتغيير، فقلت لنفسي لأدعهم يتنفسون الحرية الجديدة ولا أفسد عليهم فرحتهم، ولأحترم رغبتهم في الانعتاق، لكنني لم اتخل عن دور(المعارضة) وأرجو أن يؤسس لمعارضة مستقلة تدعم التغيير، وتطالب بالاستقلال، والحرية، وتمارس دورها بحرية وتحترم تطلعات الآخرين. نعم أعترف انني تغيرت لأنني حين زرت العراق، قلت لنفسي" هذا البلد بلدي ولن أتركه يضيع مني مرة أخرى"!
... واذكر هنا أن اختي الصغرى قالت لي حين التقتني أول مرة:" فقدناك طويلا ولانريد أن نفقدك مرة اخرى"!
وهذا الكلام ترك فيّ أثرا كبيرا، وقررت أن اصمت الى حين لارى الى أين تتجه الامور.. أنا الآن اصنف نفسي في خانة (المعارضة) التي تعمل على التقويم، وأدعم الشرفاء بكل قوة، وأمارس عملي كاعلامي وصحفي بحيادية ومهنية، واحاول أن أخدم من خلاله العراق...فهو الذي يبقى لنا أما الحكومات والأنظمة فانها تتغير وتأتي وتروح.
أرض السواد : كيف وجدتم صورة العراق بلدا وشعبا بعد العودة , مقارنة مع الصورة المرتسمة في الذهن منذ اول أيام الهجرة ؟
ذهلت لما رايته، والأهم هو أن الشعب العراقي بدا لي محطما مقهورا ، ولكنه كان فرحا بالتغيير وهذا ما لم أكن أتوقعه، كان العراقيون فرحين جدا، وكانوا سعداء لكنهم بعد أيام صدموا عندما شاهدوا ماشاهدوه من ممارسات خاطئة من قبل المحتلين. البلد كان مستباحا، والدمار والخراب كانا في كل مكان، ولم يتغير العراق كبلد الا الى الأسوء...اما الشعب فكان في قمة العطاء ويحتاج منا أن نخدمه.
أرض السواد : ماهي رؤيتكم للطائفية في العراق ؟ وهل هناك بوادر فتنة طائفية قد تحصل لا سمح الله ؟
اكتشفت أن احدى أخواتي تزوجت من (سني) وأن أختي ألصغرى وقد باتت الأقرب الي، تقطن الى جوار من يقولون عنهم إنهم من أهل السنة، وهم كبقية اهل العراق وخصوصا البصرة، طيبون حتى الثمالة، وكانت لهم مساهمات ايجابية للغاية لصالح استمرار تواصلي باختي، بعد عودتي، وببساطة أقول إنني أرفض هذه التقسيمات وأحذر منها واخشى بالفعل الفتنة الطائفية، وكتبت عنها اثر عودتي ،بعد أن وصلتني معلومات بالهاتف من أهلي عن انتهاكات لبعض أهل السنة في البصرة.
أرض السواد : لماذا برأيكم يحاول البعض من خارج العراق تغذية هذه الفتنة الطائفية , وهل يعزف الاحتلال على هذا الوتر ؟
الجواب بسيط " فرق تسد" ..العراق لن يستقر الا اذا تجاوزنا بعقلانية، مخاطر الفتنة الطائفية. أعتقد ان الموساد ، وبعض الأجهزة الغربية غير بعيدين عن هذه الفتنة، ومع الأسف فان المحاصصة التي اتفقوا عليها في لندن عام 2002 تمثل قنبلة موقتة، وهناك التطرف المذهبي لبعض الجماعات المتشددة، ومن يستجيب لها بالرد بالمثل، وأحذر هنا أن بعض كتابنا وبعض " مواقعنا" على الأنترنت، تورط بعلم أم بدونه في صراع مذهبي مكشوف ومرفوض، وخطير. ومع الأسف فان الممارسات الخاطئة من الجانبين صنفت (السنة) في خانة المقاومين، و(الشيعة) وضعتهم كعملاء للمحتل، وهذا يزيد في صعوبة الموقف ويعقد من المحاولات الرامية الى توحيد الصفوف.
أرض السواد : وماهي أنجع السبل برأيكم لوأد هذه الفتنة ؟
أعتقد أن على علماء الدين الكبار من الجانبين تشكيل تجمع موحد يتفق على أساسيات موحدة ، وأن يحترم كل طرف معتقدات الطرف الآخر، وبرأيي فان الشيخ أحمد الكبيسي قادر على لملمة الجانبين فهو رجل منفتح واذا دخل في حوار مفتوح مع كبار علماء الشيعة فانه سينجح. نحن بحاجة الى تفاهم فكري وهذه مسؤولية العلماء والمفكرين والمثقفين . ونحن خسرنا علمين من أعلام الجهد التوحيدي وهما آية الله محمد باقر الحكيم، والاستاذ المفكر عز الدين سليم(الحاج أبوياسين).
أرض السواد : قد يعرف الاخوة الاكراد ان الظروف المحيطة بالعراق حاليا لا تسمح لانفصالهم عن العراق , ومعلوم إن حلمهم وطموحهم الأكبر اقامة الدولة الكردية .. هل ترون امكانية قيام دولة كردية مستقلة عن العراق في الوقت الحاضر أو في المستقبل , وهل ثمة بوادر تسوق الى ذلك ؟
أنا مع منح الأكراد حقوقهم ، وهذا أمر يجب حسمه حفاظا على وحدة العراق السياسية،أي أن
الحكم الذاتي، أو نظام الولايات، لايهدد وحدة العراق. طبعا الأكراد لن يتخلوا عن حلمهم
باقامة دولة مستقلة اذا توافرت الظروف، وأظن أن الجميع متفق على ذلك، لكنهم يتعاملون
الان مع الموضوع، على قاعدة "الأمر الواقع" و خذ وطالب.
المحور الثالث :
أرض السواد : الساحة العراقية ملئى بالاحزاب والحركات والتنظيمات , ماهو تقييمكم لهذه الظاهرة ؟
ظاهرة ايجابية وطبيعية بعد القهر والكبت الطويل، ويجب أن يشرع باعداد قانون للاحزاب ، طبعا بعد تشكيل المؤتمر الوطني، وأن ينظم ذلك عمل الاحزاب ، ويسمح بتشكيل أحزاب معارضة ، لكي لا يلجأ من لايملك حق التعبير ، الى ا!
لأقبية والتنظيمات السرية. يجب أن يقر العهد الجديد بوجود أحزاب معارضة.
أرض السواد : فيما لو حصلت انتخابات نهاية هذا العام , أي من التيارات والاتجاهات سيكون لها الحصة الأكبر في ثقة الشعب العراقي ؟
الوضع معقد في العراق الجديد، ومن الصعب التكهن بالنتائج، لكنني أرى أن الاسلاميين يحظون بقاعدة شعبية كبيرة، ووجدت ذلك خلال تجوالي في العراق، ومن حجم المظاهرات التي يستطيعون تنظيمها. طبعا هذا لايعني أنهم بصدد اقامة حكم اسلامي، لأن ذلك أصبح من الممنوعات!!
أرض السواد : ما رأيكم باجتثاث البعث فكراً وإجراما في العراق وهل للبعثيين دورا في
ما يجري في العراق حاليا ؟
قد أبدو غريبا فيما سأقوله حين أدعو الى السماح لحزب البعث بالعمل كحزب سياسي، وطبعا
بعد أن يقوّم مسيرته، ويتبرأ من الممارسات الشوفينية، التي تمت باسمه في العهد السابق.
إن السماح لحزب البعث بالعمل السياسي، يمهد لمصالحة وطنية مطلوبة في العهد الجديد.كما
ان المحاكم الصالحة هي التي تحدد من أجرم من البعثيين السابقين لينال جزاءه. إن محاكمة
عتاة المجرمين واجبة ومهمة لتجنيب البلاد مساوئ الثأر والأعمال الانتقامية، أما بالنسبة
لعامة البعثيين فأنا مع قاعدة( اذهبوا فأنتم الطلقاء).ومن الطبيعي أن يساهم بعثيون
سابقون فيما يجري حاليا في العراق، وبرأيي فان غير المجرمين من هؤلاء شعر بالاحباط، أو
بالخوف من اقصاء كامل، فلجأ الى "المقاومة". وبالتأكيد فاننا لن نضمن أن يتعاون جميع
البعثيين مع العهد الجديد، فهناك من لايزال يؤمن بالفكر القومي "التحرري" ويرفض
الاستعمار أو الاحتلال . ويجب توقع ذلك. المهم فان الاعتدال في محاسبة النظام السابق
يظل مطلوبا.والعفو سيد المواقف والحلول، بشرطها وبشروطها.
أرض السواد : ما يُسمى بالمقاومة العراقية , ماهي نظرتكم لها ؟ وهل هناك مقاومة وطنية عراقية , أم ماذا ولماذا ؟
كما قلت فان الاعتدال مطلوب..نعم توجد مقاومة ولكنها ضاعت أو اختفت مع الأسف ، تحت عناوين الارهاب،والقتل والتدمير. والمشكلة فان المقاومة الوطنية، غير محددة الملامح، وبالتاكيد فانها لن تحصل على مشروعية مرجوة حين يقودها رجال النظام السابق، لأن المعادلة ستكون" مقاومة بسبب الاقصاء عن الحكم" ولأن الشارع العراقي غير متعاطف مع النظام السابق، ومع حزب البعث، الا القلة بسبب ما حصل وماكشف من مقابر جماعية، وطرق وحشية لاعدام المعارضين. المقاومة التي تُحترم هي التي تعمل على طرد الاحتلال، والتي لم يكن رجالها متورطين مع النظام السابق في جرائمه. المهم يجب أن يناى " المقاومون " بأنفسهم عن النظام السابق، وعن كل مايمت للطائفية بصلة، لكي لايتهموا بأنهم يعملون من أجل مكاسب محدودة وليس للعراق. والمقاومة في الحالة العراقية يجب أن تكون عراقية ، وغير مرتبطة بالخارج، وأن لا تنفذ مخططات آخرين ، ولاتكون آلة لتصفية حسابات اقليمية أو دولية.
أرض السواد : ماهو المطلوب برأيكم من دول الجوار والدول العربية لتقديم المساعدة للشعب العراقي للخلاص من محنته ؟
هنا لا بد أن اشيرالى أنني لا أؤيد مبادرة السعودية ارسال قوات اسلامية الى العراق، لأنها ستكون قوات " احتياط" للعديد من الجماعات الاسلامية المتشدة، وأعتقد أن دول الجوار تتحمل مسؤولية خطيرة وكبيرة لتعزيز أمن العراق، من خلال ضبط الحدود بشكل صحيح، وأدعو الى اتقاقات تعاون أمني ومعاهدات عدم اعتداء مع الجيران، ويجب الابتعاد عن استعداء دول محددة كسوريا وايران. وأرى أن على ايران والكويت اسقاط تعويضات حربي صدام عليهما ،ويجب على باقي الدول اسقاط ديونها المترتبة على العراق، لكي ينهض من جديد دون أن يتحمل أخطاء النظام السابق. وأعتقد أيضا أن على العراق الجديد الدخول في مفاوضات جدية ومعمقة مع ايران والكويت، لانهاء مسألة ترسيم الحدود بطريقة تضمن للجميع حقوقهم. مثلا بالنسبة لايران، علينا الرجوع الى اتفاقية عام 1937 بشأن الملاحة في شط العرب(التالوك) ونزع أي فتيل لأزمة جديدة. وأما الكويت فيجب الاعتراف باستقلالها كدولة وأن يعاد النظر في الترسيم الحدودي الذي انتزع بعض المنافذ البحرية من العراق، لكي نضع حدا لصراع قديم قد يتجدد عبر الممارسات الخاطئة .
أرض السواد : هل لا زالت هناك ثمة أرضية خصبة لنظرية تقسيم العراق ؟
نعم أعتقد ذلك...لأن خطاب الجهات السياسية يصب في هذا الاتجاه ، واذا تكرست المحاصصة الطائفية،ومعها القومية، فان الطريق نحو تقسيم العراق يظل سالكا . والامور مرهونة بمدى قوة النظام العالمي الجديد وإرادته...والعاقل يفهم.
أرض السواد : قانون ادارة الدولة المؤقت , أحدث زوبعة بين رافض وناقد وموافق , ما رأيكم أنتم وماهي نقاط الخلل فيه , إن كنتم نقاط خلل فيه ؟
نعم فيه نقاط ضعف كثيرة واهمها أنه يمهد لتقسيم العراق سياسيا على الأقل ويجب أن يلغى ، وأن يصار الى وضع دستور دائم من قبل جمعية وطنيةمنتخبة ويعرض على الاستفتاء العام.. كذلك يجب أن يعرض شكل النظام السياسي على العراقييين للاستفتاء، وأن لايحدد هذ الشكل بنظام معين ، بل أعتقد أن يتم عرض النظام الملكي، والجمهوري، والاسلامي بشقيه: نظام ولاية الفقيه،والاسلامي الدستوري، أي يملك ولايحكم كالنظام الملكي، وهناك انظمة وخيارات
أخرى يجب أن تعرض على العراقيين للاستفتاء ، وطبعا لا أعتقد أن أمريكا ستسمح بذلك.
أرض السواد : ما رأيكم بمحاكمة صدام في العراق والصورة التي ظهرت فيها ؟
أنا شخصيا كمعارض سابق وضحية للنظام البائد، عفوت عن صدام لان لذة العفو عندي أجمل من لذة الانتقام ..المحاكمة كانت مسرحية، وظهر صدام فيها بطلا، وأعتقد أن الأمر كله كان مرتبا ومقصودا لاظهار صدقية للحكومة العراقية المؤقتة أنها تملك السيادة! ولكنني لا أؤيد محاكمته داخل العراق، ومن قبل محكمة عراقية ولدي مبرراتي ، فليس من العدل أن يحاكم صدام من قبل خصمه، وهذا الجدل سيستمر طويلا، وبالامكان محاكمة صدام من قبل محكمة
محايدة(وهذا لن يتحقق) ليكشف مالديه عن تأريخ العراق الذي حكم خلاله.
أرض السواد : ماذا تقول لأصحاب مشروع الدفاع عن صدام من قبل محامين عرب ؟!
يجب أن لانكون متطرفين وأن نترك للعدل يأخذ مجراه، ومن حق صدام أن يحصل على محامي أو أكثر، وأنا أعارض هذه الضجة والتهديد بقتل محاميه لأنها تتعارض مع ما طرحته أمريكا حول العراق الجديد. اذا كنا نريد محاكمته من دون محامين، فلماذا نحاكمه أصلا؟؟ وماهو الفرق بيننا وبينه أليس من العدل أن نختلف عنه في القيم (وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل أناء بالذي فيه ينضح) .ولنا في سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام،
المثل الأعلى ....وأمامنا التأريخ لنقلب أوراقه ونجعل العالم يحكم بنفسه ويقارن بين صدام وبين من خلفه في!
الحكم.
أرض السواد : وأخيرا هل يتعافى العراق قريبا مما هو فيه ؟ وكيف ؟
يصعب التكهن بذلك ...وأرى أن أمريكا اذا كانت تخطط لضرب ايران او سوريا أو كليهما ! فلن يتعافى العراق .. أما اذا تخلت أمريكا عن سياسة الحروب الاستباقية، ربما أذا فاز الديمقراطي جون كيري، فاظن أن العراق سيتعافى قليلا ، لكن الهجمات على الحكم الجديد ومرافقه لن تتوقف..قد تخف عمليات التفجير بالسيارات المفخخة حين يتم ضبط الحدود، وبعض مناطق العراق الساخنة، ولكن الاغتيالات التي تستهدف رموز الحكم من مسؤولين ومدارء وشرطة وغيرهم ، ستستمر. لا أؤيد الاكتفاء فقط باستخدام القوة،بل على الحكومة الجديدة أن تتفق أولا مع الدول العربية والاسلامية على تعاون امني واستخباري جاد، وأن تحصل على تأييد علماء الدين والمفكرين والمثقفين والكتاب ، لحشد حملة توعية شاملة خاصة في أوساط السنة ، لأن الذين ينفذون القتل يعتقدون بكفر خصومهم وهذا هو اخطر مايواجه العراق الجديد.
المحور الرابع : أسئلة القراء
المحور الرابع : أسئلة القراء
ماذا تفسر ازدواجية موقفك من اسقاط النظام البائد ؟
كنت ضد اسقاط النظام واليوم ماهو موقفك من المتعاونين مع أمريكا؟ حدد موقفك فأنت اضريت كثيرا بنضال شعبنا من خلال موقفك السابق فهل تبت الى الله ورجعت الى شعبك؟ ولماذا سبحت ضد التيار وضد ارادة الجميع هل
كنت تنفذ ارادة المسولين في الامارات اجبنا بصراحة. أنا أحسب نفسي اليوم في خانة(المعارضة) ولكنها المعارضة الايجابية أي أنني ما زلت معارضا للاحتلال الا انني اليوم لا ابخل على من أعتقد باخلاصه في العهد الجديد، بأي
رأي او مشورة أو حتى دعم اعلامي.. لم أغير مواقفي السابقة بشأن رفض أصل التعاون مع أمريكا لاسقاط النظام، ولكنني وبعد أن سقط النظام وحصل ماحصل أجد نفسي في مواجهة مرحلة جديدة، وأنا مع كل الشرفاء في العراق
الجديد وسأقف معهم وأدعمهم ، وأبقى أحتفظ برأيي لنفسي. نعم سبحت ضد التيار لأنها كانت قناعاتي، وكنت ملتزما أيضا بفتاوى من مجتهدين ومراجع حرموا التعاون مع أمريكا، ولم أنفذ يوما إرادة أحد لأن الامارات كما تعلمون أيدت رحيل صدام ، وهاهي اليوم تدعم العهد الجديد، وكنت أعرض أفكاري بصفتي الشخصية وليس بصفتي مراسلا أو صحفيا.
أتقدم بالاحترام للسيد نجاح محمدعلي ابن مدينتنا البار وارجو منه التكرم بالاجابة على مايلي :
اولا ماهي نظريتك لمستقبل العراق ؟؟
n اجبت عن هذا السؤال .
كيف يقيم علاقات ايران مع العراق مستقبليا؟
--يعتمد الأمر على دور أصدقاء ايران في العراق، وأصدقاء أمريكا، وقبلهما موقف امريكا من التقارب العراقي الايراني.وبامكان ارادة الشعبين أن تفرضا نوعا من علاقات حسن جوار فريدة ومتميزة لكن الأمر محفوف بالصعاب. ايران بحاجة الى تقارب قوي مع العراق لتفادي تطور العداء الأمريكي لها، لأن من شأن هذا التقارب أن يعرقل الخطط الأمريكية ضدها.
هل صحيح أنك يتعرض لمضايقات في ايران بسبب اراءه الحرة؟
--- نعم توجد مضايقات..الا انني أعترف أن في ايران امكانية استثنائية لتقول فيها ماتشاء بحرية لا تتوفر في أعرق الديمقراطيات في العالم.أنا شخصيا أملك علاقات طيبة مع الجميع ، ولدي اعداء ايضا و الله هو الحافظ، وادين لعدد من المسؤولين بأنهم يدعمونني ويمنعون الأذى من أن يلحق بي... لا اخفيكم أنني كنت مع الامام الخميني الراحل حين كان في النجف الأشرف ، وكنت أزوره واراسله شخصيا من البصرة وكان يرد علي بـقوله " ولدنا الماجد" ..وهذا التأريخ لا ينساه الايرانيون. في ايران شخصيات عظيمة متفهمة والايرانيون حضاريون رغم كل ما يقال عنهم في الخارج، وطبعا لدي ملاحظات على ادائهم السياسي ،وكتبت ذلك وما أزال.
لماذا لايظهر في قناة العالم ويصحح لها مواقفها المعادية للشعب العراقي؟
أنا أحد المشاركين في تاسيس" العالم"، وقد أقترح علي صديقي العزيز محمد سرافراز نائب مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون وهو المشرف على "العالم" وعموم الاعلام الموجه ، أن أترك قناة ابوظبي لتولي مسؤولية ما في " العالم " ورفضت لأسباب خاصة... أملك أفضل العلاقات مع القائمين عليها خصوصا أخي العزيز سرافراز وهو شخصية مقربة جدا من المرشد آية الله علي خامنئي، ويتقبل مني انتقاداتي وألتقيه باستمرار لأنقل له ملاحظاتي بحسب ما يسمح الوقت. " العالم " تتصل بي باستمرار لاستضافتي الا أن وقتي لايسمح دائما، وأشارك بحسب الظروف. وأشير الى أنني نقلت وجهة نظر الشعب العراقي في "العالم" بعد زيارتي وطلبت ان تحدد هويتها وتغير من خطابها لكي لا تبدو منحازة ضد العراقيين وتطلعاتهم.واعتقد أن " العالم" ليست ضد الشعب العراقي، بل هي ضد الاحتلال، والمشكلة تكمن في ايجاد التوازن المطلوب، وهذا يعتمد على خبرة ومهنية العاملين ، فليسوا كلهم بالمواصفات المطلوبة.لكن يوجد في القناة أكفاء....و" العالم" بحاجة الى هوية.
لماذا لا يشارك في برنامج الاتجاه المعاكس كضيف ؟
أنا أول مراسل لقناة الجزيرة ، وشاركت في أول برنامج " أكثر من رأي" ...ولا أمانع في الظهور كضيف في "الاتجاه المعاكس" .....إذا دعيت.
ماهو رأيه بالكتابات المطروحة حاليا بين بعض الكتاب العراقيين مثل داوود البصري وسميرعبيد وبلغة الحوار هل يؤيد مثل هذا المستوى؟؟
تربطني بالاخوين علاقات حسنة.الأخ داوود البصري اعرفه منذ اكثر من عقدين، وهو ابن مدينتي وتربطنا علاقات حميمة ، وقد ضاع مني فترة فالتقينا على موقع كويتي، وبيننا ود كبير ، وأظنه تغير قليلا نحوي بسبب مواقفي السابقة ضد طريقة تغيير النظام البائد، لكنه لم يهاجمني. أما الأخ سمير عبيد فقد كان الأمر مختلفا معه لأنه كان مع التغيير بطريقة الغزو العسكري الأمريكي، الا انه غير افكاره بعد ذهابه الى العراق ... وما يجري من سجال على الانترنت لا أؤيده وأرفضه... كتبت للجميع ممن خاض معه الأخ سمير حربا كلامية(او بالعكس) وطلبت وقف ذلك، واستجاب لي الكثير واخص منهم الاستاذ الفاضل العملاق في ادبه الجم القاضي زهير كاظم عبود، والأخ الحبيب طارق الحارس وهناك أخرون استجابوا . لا أتفق مع الأخ سمير في الكثير مما يكتب، خصوصا طريقته في مهاجمة خصومه أو من يعارضهم، الا انني أرى أن من حقه التعبير عن رأيه، بشرط عدم التجريح الشخصي، ويجب أن لا يحرم من هذا الحق.. كما أرفض أن يهاجم أي كاتب ويتم المساس بشخصه واسرته، بسبب أفكاره، ويجب الابتعاد عن لغة التعريض والقذف ، وبدلا من ذلك علينا ان نناقش الأفكار. أنا مع الكتابةالجادة،واحترام خصوصيات الافراد، واحترم الجميع وأحبهم حتى اذا اختلفت معهم. ما يكتب في بعض المواقع حرام شرعا لأن فيه السب والقذف والشتائم والله سبحانه وتعالى أمرنا بالقول الحسن " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم".
أهل البصرة يحبونك ويقدرونك فلماذا لا تأتي الى البصرة لتقديم تقارير عنها كما فعلت في السابق؟
أنا متيم بالبصرة واهلها واعشقهم ولا أميز بينهم في الولاءات والاتجاهات ، وكنت أريد الذهاب الى البصرة للعمل فيها ومنذ بداية شهر تموز وأنا مكلف بمهمة رسمية الى البصرة للبقاء فيها وتغطية أخبارها واخبار جنوب العراق تحديدا لمدة ستة أشهر الا أن بعض العقبات الفنية حالت دون تحقيق ذلك...انشاء سأكون قريبا في البصرة لارسال تقارير منها الى قناة ابوظبي.
عندما حضرت في العام الماضي كان معك مصور اسمه حيدر الجراح هل صحيح انه فصل من قناة ابو ظبي ولماذا لانني قرات عن هذا الموضوع؟؟
الأخ حيدر الجراح لم يكن مصوري وحسب بل هو أعز صديق لي. نعم تم تسريحه مع الاسف من قناة ابو ظبي التي فقدته وفقدت كفاءته واخلاصه ، وهو يعمل الان مخرجا في قناة الفيحاء الجديدة البكر التي أدعو لها بالتوفيق والتي يشرف عليها أخي الحبيب الاعلامي محمد الطائي بمعية حبيي الوفي الطيب الدكتور هشام الديوان صاحب اطيب قلب ....أتمنى لهم التوفيق. حيدرناجح في التصوير والمونتاج والارسال الفني ورافقني كثيرا في معظم مهماتي الاعلامية.
ماهو رأيك الحقيقي بالشهيد عز الدين سليم هل كانت بينكم علاقة ؟؟
أعرف الشهيد الحاج أبوياسين(عز الدين سليم) منذ اكثر من ثلاثين عاما ، وكنت أعرف والده أيضا المرحوم الحاج عثمان وربطتنا علاقة خاصة جدا جدا...كما كانت تربطني علاقة متميزة بوالد زوجته(الشهيد الحاج عبد الكريم الرديني) وكنا من المقربين جدا الى الشهيد الخالد العلامة السيد طاهر أبو رغيف، وكنا نصلي خلفه ونجتمع سوية بمعية الحاج الصابر أبوستار حفظه الله. الحاج أبوياسين كان علما بارزا ومفكرا عظيما ، ولم نقطع علاقتنا حتى وإن اختلفنا في المواقف . وقد اتصل بي عدة مرات من بغداد حين كان في مجلس الحكم، وابنه المبجل ياسر كان
يزورني لينقل لي رسائل منه، وأعتقد أن الحركة الاسلامية ، وكل الأديان فقدت مفكرا عظيما آمن بحوار الأديان والتقارب، وكان يحدثني عن كل شيء يعتقد به وهو يعلم أنني معارض لموقفه من طريقة اسقاط النظام،ولم يتعامل مع مخالفيه بنظرية الاقصاء ...هو ونائبه الاستاذ الأخ الحبيب الرائع أبومحمد العامري(الشهيد طالب قاسم حجامي) الذي ربطتني به علاقة متميزة منذ كان يعمل في جامعة البصرة ثم اعتقل وكنت أزوره في معتقل الفضيلية رغم كل الصعاب والمخاطر.....وأقول إنني شخصيا فقدتهما . أذكر أنني يوما كتبت مقالا انتقدت فيه الحاج عز الدين سليم فقرأه وابتسم وقال كلاما لطيفا فقد كان يتمتع بسرعة بديهة عجيبة ونكتة خاصة به... وأما الشهيد أبومحمد الذي لم يذكره أحد مع الأسف ، فانه كان يحرص على أن يزورني في منزلي مع عائلته ليطمئن علي، وكان السبّاق في تفقد أحبائه وكان بمقام الأخ الأكبر لي ولزوجتي وأبا لأطفالي وساهم في حل الكثير من مشاكلي الشخصية، ولم يقطع تفقده لاسرتي
أثناء اعتقالي في ايران، أو سفري خارجها ، وكان يهتم أن يشرح لي في اجازاته هنا تطورات مايجري في العراق، خصوصا الحرص على لملمة البيت الشيعي...ولم يكن يتخذ موقفا من احد بسبب الاختلاف معه في الراي. قمت بتصوير دخول الشهيد عز الدين سليم الى البصرة وانتقاله الى مثلث الهوير المدينة الهارثة حيث استقبل بحفاوة ورأيته لأول مرة يبكي حين ألقى خطابا في أحد المساجد....وهذه الصور املكها أنا فقط وقمت ببثها من قناة أبوظبي... وزودني استاذي الشيخ علي الكوراني بعدد من رسائله الخاصة بتنظيم حزب الدعوة سأنشرها في الوقت المناسب لانني انوي ان عمل فيلم وثائقي عن هذا الرجل العظيم.
ماهي علاقتك بالشيخ عبد الرضا الجزائري وأين هو الان لماذا لا تتعاونون كما كنت في السابق؟
هو استاذي ومعلمي ومن كنت أصلي خلفه مقتبل عمري، وتربطني به علاقة خاصة وأكن له الولاء والاحترام والحب ، واتمنى أن اكون دائما في خدمته ، وأعتقد أن أحد الاشخاص عمل على التفريق بيننا.
هل تؤيد اقامة حكومة اسلامية في العراق وماهو رأيك بالسيد محمد باقر الحكيم رحمه الله هل كان يستحق المرجعية ومن قتله ولماذا ؟؟؟
طبعا ومن لايتمنى ذلك لكنني أعتقد أن مثل هذا الامر غير ممكن حاليا ..أما الشهيد الكبير آية الله محمد باقر الحكيم فينطبق عليه الحديث الشريف " اذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء" فقد خلّف رحيله خسارة كبرى لن تعوض ...وكنت أعتقد بأهليته للمرجعية الدينية منذ سنوات طويلة وصرحت بذلك كثيرا بل كنت انقل اخباره واعكس كونه مرجعا دينيا، حتى قبل أن يتبنى اعلامه الرسمي طرحه بهذه الصفة بعد دخوله العراق. لقد حاول البعض أن يضعني في مواجهة مع السيد الحكيم قدس سره، وهذه القصة ساكتب عنها يوما لكنه رحمه الله كان يحبني وصرح بذلك امام العديد من معاونيه منهم الشيخ همام (أبو ابراهيم حمودي مستشاره السياسي الخاص).وأذكر عندما عملنا معا أثناء انتفاضة عام 1991سمع رحمه الله أن أحدهم في مكتبه(زعلني) فأرسل الشيخ لي وزارني في بيتي ونقل لي ألمه قدس الله نفسه الزكية. اما من قتله فهو من يريد تدمير العراق وان لايملك رمزا للوفاق الديني والوطني ، لأن السيد الحكيم كان الوحيد من الرموز القادر على كسب احترام الجميع وضمان وحدتهم في الفتن.
هل صحيح أنك سجنت في ايران وهل تعرضت للتعذيب ولماذا ؟؟
نعم ولا اعرف بالضبط لماذا سجنت ! إنها قصة طويلة وقد طويت ملفاتها بفضل الله ولم اعد ألتفت الى الوراء خاصة وأن من اعتقلني اعتذر وحاول تصحيح خطأه .لم أتعرض للتعذيب الجسدي، ولكن مجرد وضعي في زنزانة انفرادية، وتوجيه اتهامات خطيرة تهد لها الجبال، وطريقة التحقيق المرعبة، هو من التعذيب النفسي الذي ترك آثاره على حياتي.
أخي العزيز الكريم سؤالي للأخ نجاح محمد علي الرجل المناضل المخلص :
لماذا كتبت مقالا طالبت فيه أن يكون الرئيس العراقي كوردي وهل هذا يعني انك مع الحكومةالعراقية التي نصبها الامريكان وقد كنت تعارضهم؟؟؟
عندما شاهدت أن تبرير الاخوان في مجلس الحكم لاختيار شيخ عشيرة للرئاسة، بقولهم إنها عشيرة كبيرة فيها السنة والشيعة، ولأن الرئاسة باتت منصبا فخريا، فلماذا لاينتخب رئيس كوردي ، لأن الكورد هم الأبعد الى كل ما مايمت للطائفية بصلة، والرئيس الكوردي رمز للوحدة الوطنية المذهبية ، الى جانب أنه يلغي التقسيم العملي للمواطنة ويجنب الكورد شعورهم بالغبن وأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وحين أوجه النصح للحكومة الجديدة فهذا لايعني أنني معها في كل ما تذهب اليه، أو انني أؤيد الاحتلال. أنا اريد الاستقرار والأمن للعراق، والسعادة لشعبي، وأعتقد أن المعارضة السلمية الهادئة من شأنها أن تساعد في تصحيح الامور أو على الأقل تمنع من مفسدة أكبر. أرفض الفكر التكفيري و" من ليس معنا فهو ضدنا" ..ولست مسؤولا عن نيات الأفراد ، واعرف الكثير من أعضاء الحكومة وتربطني بهم علاقات قديمة. نعم ربما أعتبر مواقفهم أو بعضها خاطئة لكنني أرى أنهم اجتهدوا فأخطاوا، ومن هنا فانني أرفض العنف ، واستخدام القوة مع العراقيين، وإن تعاونوا مع امريكا.وأدعو الى خروج الاحتلال وتعزيز قدرات العراق الأمنية والعسكرية لحفظ الأمن، واتعامل مع العراق الجديد بواقعية!.
لماذا لانراك الا قليلا في قناة أبوظبي هل تعلم نحن نشاهدها من أجل مشاهدة تقاريرك المنصفة الجيدة
n واجهت بعض المشاكل في الفترة الماضية أي منذ انتهاء الانتخابات التشريعية الايرانية في فبراير شباط، وحصلت على عروض من قنوات مشهورة للعمل كمدير لمكاتبها في العراق وايران، معا، ولازال النقاش دائرا، لكنني والحمد لله عدت الى الشاشة الفضية، وها أنا أقدم تقاريري باستمرار عن ايران، والمشكلة أن المشاهدين الأعزاء يفضلون القنوات الاخبارية، للاطلاع على مايجري وهذا ليس صحيحا دائما، وأستطيع أن أجزم أن قناة أبوظبي رغم أنها ليس!
قناة اخبارية الا أن نشراتها الحالية تحوي أخبارا انفرادية وخاصة ومعلومات متميزة ، وهي تتعاطى الامور بحيادية وأتمنى من الاخوة والأخوات أن يتابعوا أخبارها ليشاهدوا الفرق، على الأقل عما يجري في ايران.
في السابق هاجمك المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراقي لأنك انتقدت تعاونه مع امريكا وقد نفى المجلس وجود تعاون واتهمك بالكذب ولكن تبين صحة موقفك وأن المجلس علىخطأ. لكننا لاحظنا انك حين ذهبت الى العراق قمت بتغطية دخول السيد الحكيم الى العراق وامتدحته كثيرا فهل أنت الآن تعمل مع المجلس أو أن العلاقة جيدة وهل ضايقك أنصار المجلس في البصرة ؟؟؟؟
n كنت ومنذ اليوم الأول لاعلان معارضتي لطريقة التغيير، أكدت انني لست في مواجهة مع السيد الشهيد آية الله محمد باقر الحكيم.وحين كنت أنتقد أداء المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، فانني لم أفعل ذلك الا من اجل التقويم ولكي لانصل الى ماوصلنا له. المجلس هاجمني لأن أشخاصا فيه قرأوا افكاري من زاوية وضعتي قسرا في خانة " أعداء المجلس" ..والمشكلة بدأت حين حصلت على رسالة امريكية دعت للتعاون مع المجلس، وهذا يعكس
أهميته وثقله في المعادلة السياسية، ونشرت الخبر دون أنشر الرسالة علما أنني أحتفظ بها، فأثار ذلك حفيظة البعض.
ومهما حصل لم اتخل عن مهنيتي وحرصت على نقل أخبار المجلس،وقد منعت من حضور الندوات والمؤتمرات!
الصحفية للسيد الشهيد او لباقي فاعليات المجلس، ولتفادي هذا الأمر استدعيت زميلا لي من أبوظبي وجعلته مختصا بتغطية أخبار المجلس والسيد الحكيم قبل سقوط النظام. وحين ذهبت الى العراق حصلت على معلومات في غاية الأهمية حول النية في اغتيال السيد الحكيم وقمت بالاتصال بجهات ايرانية عليا وأبلغتها بالأمر وطلبت منها أن تطلب من السيد الحكيم أن لا يحضر الى العراق، ولكنه اصر رغم علمه المسبق أنه سيقتل في العراق ومنذ اللحظة الأولى لدخوله أرض البصرة كنت مع فريقي أغطي ذلك الحدث التأريخي، وأعترف أنني فوجئت بحجم الاستقبال الشعبي الذي حظي به وقلت ذلك في قناة أبوظبي.وبعيدا عن أي موقف مسبق، فان أي قناة لا تستطيع الا أن تغطي استقبال الحكيم وأصل عودته الى العراق، فلم يكن الحدث عاديا، اضافة الى أنه وفر لي شخصيا أن ألتقي به قدس الله نفسه الزكية، وحين رآني عن بعد أنزل نافذة سيارته المصفحة)رغم كل ما كان متوقعا من مخاطر) ولوح لي بيده ... وأملك صورا متلفزة عن ذلك. حاول بعض الاخوة من فيلق بدر مضايقتي أمام سماحته في ملعب بهو الادارة المحلية حين كان يلقي خطابا وكنت أقف الى جانبه وبيدي المايكرفون، الا أن المسؤوولين في مكتبه منعوهم بقوة، وطوال الشهرين الذين
قضيتهما في البصرة كنت على صلة مباشرة برئيس مكتب المجلس هناك السيد صلاح البطاط وهو شخصية مثالية في الأخلاق والتعاون. بالنسبة لي لا أعتقد أن بيني وبين المجلس الأعلى اي مشكلة، وحين زار السيد عبد العزيز الحكيم طهران بصفته رئيسا لمجلس الحكم المنحل، أو بصفته الشخصية، قمت بتغطية الزيارتين بكل حيادية، وكتبت عنهما ايضا في الصحف وبعض المواقع الانترنيتية المهمة.وكذلك فعلت نفس الشيء مع وفد المجلس الذي حضر ملتقى الفرص الاقتصادية في طهران،وتقاريري تشهدعلى حياديتي، وربما انحيازي ايضا خاصة الى قوات بدر وكنت الوحيد الذي بث عنها تقريرا مفصلا بالصور الانفرادية قبل سقوط النظام بعدة شهور واتصل بي مدير اخبار قناة الجزيرة في وقتها الاستاذ ابراهيم هلال وقال لي بالحرف الواحد ( انت المراسل المهني الذي نبحث عنه ) هو يعرفني جيدا وكنا عملنا سوية في قناة أبو ظبي.
هل تنتقد تصرفات ايران مع العراقيين داخل ايران وماهو رأيك بالتدخل الايراني في العراق
ولماذا لم تغادر ايران الى دولة أكثر ديمقراطية؟؟
n نعم أفعل ذلك وكتبت المقالات والتقارير واسست منظمة الدفاع عن حقوق العراقيين في المهجر، للضغط على ايران، ومقالاتي وتقاريري موجودة في الوفاق الايرانية وانتخاب الايرانية وغيرها من الصحف هنا، وفي الزمان والاتحاد والوطن الكويتية والقطرية، ومجلة الوسط، وفي اذاعة الشرق وقناة أبوظبي وباقي وسائل الاعلام والمواقع. ايران تبحث عن مصالحها في العراق وهي برأيي مهتمة بعلاقات ايجابية مع العراقيين،وكاي دولة جارة فهي تمد نفوذها..... والباقي على العراق الجديد الذي عليه أن يحسن التصرف مع ايران. ولا ننسى أن بعض مراكز القوى ينشط في داخل العراق، الا أنني أرفض مقولة أن ايران تدعم الارهاب أو تعمل على زعزعة أمن العراق، وأرى أنها مستعدة لاقامة أقوى العلاقات التجارية والاقتصادية مع العراق الجديد وهذا الامر يستدعي بالضرورة استتباب الامن في العراق.
أعتقد أن الديمقراطية الموجودة في ايران لاتوجد في دول أخرى، ولم أغادر لأنني في الواقع امتزجت مع الثورة الاسلامية التي جئتها حبوا وفقدت من أجلها الكثير، وأنا أعشق الامام الخميني الراحل، وانتقاداتي المستمرة لأداء النظام، لاتعني أنني أكره ايران. أردت البقاء الى جوار العراق لأناضل من هنا رغم كل الصعوبات.
أستاذ نجاح أنت متهم بالعمالة لايران لانك تدافع عنها كثيرا في الاعلام فماهو جوابك ؟
جوابي هو أنني سجنت وعذبت نفسيا ومورست معي كافة أنواع المضايقات ....ولم أركع او اخضع لأصبح عميلا لايران، أنا لا أدافع عنها بل أكتب وابث ,انشر ما أعتقد أنه الصواب . ايران لا تستحق من بعض الكتاب الهجمات الشرسة وغير المنصفة التي يشنونها عليها
ماهو موقفك من الحكم العراقي الجديد ومن الاسلاميين تحديدا وأين تجد نفسك ؟
-- قلت رأيي وأجد نفسي في خانة (المعارضة) الايجابية وأدعو الى تأسيس تيار معارض ، لكن هذا لا يمنع من التلاقي مع الحكم الجديد ، خصوصا الاسلاميين فيه فهم أخواني ورفاقي في طريق ذات الشوكة. وما زلت أعتقد أنهم أخطأوا حين وضعوا كل عنبهم في سلة واحدة.
ماهي علاقتك بمقتدى الصدر , هل تؤيده ؟
-- كنت أؤيد حركة السيد الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه، ووارتبطت مع انصاره في ايران بأقوى العلاقات، وأعتقد أن السيد مقتدى الصدر يمضي على نهج أبيه الراحل، ولكنني أرى أنه بحاجة الى مستشارين واعين، للحفاظ على تياره من أن يصبح عبئا ثقيلا على المجتمع العراقي، وأظن أن البعض من الشيعة أيضا لايرتاح له ويريد التخلص منه بأي شكل مستفيد من أخطاء بعض الشخصيات في تياره. أجريت اتصالات مع من يهمه الامر ، وكتبت رسائل ومقالات للمعنيين حذرت فيها من تصفية الصدر وطلبت أن يضمه البيت الشيعي،خوفا من تفجر الامور أكثر،واحذر من سياسة القضم، والتفرد بالشخصيات، واستهدافها (ومن حلقت لحية جاره فليسكب الماء على لحيته). نعم هناك أخطاء كثيرة ارتكبت باسم التيار الصدري، لكنه تيار، والتيار فيه الزبد وفيه ماينفع الناس، والعراق الجديد اذا لم يتحمل مثل هذا التيار(فيه مخلصون صادقون)، فلنقرأ الفاتحة على النظام السابق.
طبعا هناك مسائل جوهرية يجب أن تسوى ولكن داخل البيت الشيعي وعبر المصالحة والمكاشفة والمصارحة ،وأهمها بل اخطرها قضية اغتيال المرحوم السيد عبد المجيد الخوئي،وايضا يجب أن تسوى جميع الخلافات السابقة مع تيار المجلس الأعلى وتحديدا بين آل الحكيم أهل الفقاهة الجهاد ،و نجل الصدر الثاني وتياره الذي يشهد له بالنضال في مرحلة عصيبة وهي برايي خلافات غذاها النظام السابق،أو أياد غير نظيفة.
ماهي علاقتك بالجلبي ؟
-- كنت أعارض الجلبي بقوة وهاجمت سياسته وخططه للتعاون المباشر مع أمريكا، ومع كل ذلك فانني اكن له الاحترام لأنه رجل صادق ، ولايخفي مالديه.، ولايتعامل من منطلقات الأحقاد والمواقف الشخصية. التقينا عدة لقاءات هامة بعد غزو الكويت عام 1991 ،وكان أهمها في شقة صغيرة يملكها بحضور وسيط هو السيد هاشم النخجواني ، وبقينا نتحاور الى الصباح عن جدوى التعاون مع امريكا، كان يعى لاقناعي وكنت أرفض تبريراته. واذا كان هناك من فضل لاسقاط نظام صدام، فهو يرجع (بعد ارادة الله وحكمته) الى الجلبي. لدي اتصالات مع المقربين منه والتقيت الجلبي في طهران، وأعتقد أنه يعمل على ترتيب البيت الشيعي وانهاء خلافاته الداخلية، وكان قد قام بدور هام وايجابي للتوصل الى هدنة بين التيار الصدري وقوات الاحتلال .
كنت تعارض الحرب على العراق ثم فجأة سكت بعد سقوط صدام لماذا ؟ هل هناك صفقة ما لتعيينك في منصب مهم ؟
-- بالنسبة للشق الاول اوضحت موقفي . ولا توجد أي صفقة.كان الشهيد عز الدين سليم والاستاذ الشهيد نائبه طالب الحجامي(أبومحمد العامري) عرضا علي التعاون والعمل معا الا أنني قلت لهما إنني افضل الاستمرار في عملي المهني.
ماهي علاقتك بالمرحوم عز الدين سليم , قيل لنا انك كنت تقف في الفواتح تستقبل المعزين ؟
-- أنا من اهل البيت علاقتي مع الشهيد ونائبه الراحل الكبير أبومحمد العامري قديمة
متأصلة الجذور وعائلية ، والمصاب كان مصابي.تلقيت الخبر وكنت خارج ايران، فصعقت ولا أستطيع أن اشرح ما اصابني فذهبت فورا الى البصرة وحرصت على الوقوف الى جانب أنجال الشهيدين، وهكذا فعلت في ايران، فهم أولادي . صور الشهيدين أمامي لا تفارق عيني. في الليلة الأولى لاستشهادهما صليت العشاء وقرأت سورة يس وأهديت ثوبها لروحيهما الطاهرتين، واستفتحت في القرآن الكريم فجاءت الآية(يطوف عليهم ولدان مخلدون)...فطوبى لهما.
لماذا لا تتقدم لخدمة العراق من خلال خبرتك الاعلامية الهائلة وتديرالتلفزيون
العراقي ؟
-- اذا طلب مني ذلك فلن أبخل عن تقديم خبراتي المتواضعة للعراقية او لاي قناة عراقية اخرى.
ماهو رأيك بالتعويضات التي يطالب بها العراق من قبل ايران وغيرها من الدول
ولماذا أنت مقل في كتابة مقالات الرأي نريد أن نقرأ آراءك حول مايجري في العراق؟
n كتبت مقالا نشر أول مرة في ايران في صحيفة الوفاق في الصفحة الأولى كمقال
افتتاحي بعنوان(دعوة لاسقاط تعويضات حرب صدام ضد الكويت وايران). واعتقد أن اسقاط التعويضات وجعلها في غياهب الماضي ستمنح العراقيين، عزيمة قوية على البناء ، وشعورا أن دول المنطقة تساندهم في مرحلة البناء، ولا تحاسبهم على أخطاء لم يقترفوها وكانوا ضحيتها على الدوام.
وبالنسبة للحرب العراقية الايرانية قلت إن من حق ايران كدولة تضررت ان تحصل على التعويضات أو على جزء منها، ولكن ليس من العراقيين الذين سيقوا الى الموت، قسرا سواء في ساحات الحرب أم في حرب المدن وماتلاها من أضرار اقصادية واجتماعية ما تزال ترسم ظلالها الكئيبة على من عاش تلك الحقبة المريرة. نعم هناك دول ساندت صدام في حربه التي شنها على الجمهورية الاسلامية، وعلى رأسها
الولايات المتحدة وبعض الأطراف الاقليمية، بما ساهم في إطالة أمد الحرب،واستمرار النزف البشري والاقتصادي والاجتماعي،وهذه الدول تتحمل بما لايقبل الشك المسؤولية في تعويض الجانبين ، وليس ايران وحدها، لاسيما وأن قرار مجلس الأمن الدولي 598 الذي أوقف الحرب، حدد آلية دفع التعويضات، دون ان يتحملها الشعب العراقي.
ونلفتت الى أن دول المنطقة كانت تعهدت بدفع تعويضات ايران، والمساعدة على إعمار العراق، فيما لو قبل الطرفان القرار المذكور، لكن ايران اذا اعلنت اسقاط التعويضات، والدخول بدلا من ذلك في مشاريع اقتصادية بمنحها الأفضلية في مرحلة إعادة البناء في العراق الجديد،من شأنه أن يضع بلسما على جراح سنوات دموية من الحرب، ومخلفاتها، ويقطع ألسن أؤلئك الذين يتصيدون في الماء العكر لابقاء التوتر قائما ومستمرا بين شعبين تآخيا على مر التأريخ.
وأما الحرب على الكويت فهي أيضا تدخل في نفس السياق،ويجب أن تسقط تعويضاتها ، ليتنفس الجميع سلاما جديدا سيكون الضمانة للاستقرار الاقليمي الذي سيساعد بالتأكيد على اسدال ستار الماضي على علاقات ظلت متوترة. وارى أن ايران اذا استجابت لهذه الدعوة فانها ستحصل أيضا على جدار قوي من التأييد الشعبي لتقاربها المنشود مع العراق بما يجعل امكانية التدخل الأمريكي لعرقلة مشروع التقارب، أقرب الى الصفر خصوصا وانها بذلك ستعزز من دور أصدقائها في الحكم العراقي الجديد، في إزلة التوترات وتفادي الأزمات، التي تحول دون البناء، كما سترفع من رصيدهم الشعبي في الانتخابات المقبلة .
نعم أنا مقل في كتابة مقالات الرأي ، لأنني أرى أن الساحة معقدة، ومع ذلك فأنا
انشر أحيانا في صحيفة الاتحاد (وجهات نظر) وفي الزمان، وفي "ايلاف" وجريدتي الوطن والسياسة الكويتين، وميدل ايست أون لاين،ومواقع عربية وعراقية مهمة مثل (أرض السواد) و(عراقنا) و(صوت العراق) و(العراق للجميع) و(الرافدين) و(عراق الغد) وباقي المواقع، وفي صحف عراقية ومواقع كوردية معروفة....ولكنني أعترف انني مقل.لكنني أخيرا شرعت بكتابة زاوية خاصة (رأي ...نجاح محمد علي) في موقع كتابات. وأنا من الكتاب الدائمين في الزمان. طبعا هناك مواقع وصحف ترفض نشر مقالاتي، وبعضها يسرق ما أنشر وينسبها لنفسه.
واذكر حين كتبت مقال " رئيس كوردي للعراق" فان صحيفة الوفاق الايرانية نشرته مع كل تحفظات ايران ومعارضتها للفيدرالية الكوردية في العراق، فان موقعا عراقيا رفض نشره وطلب مني بدلا من ذلك أن أكتب بما يتوافق مع النظرية السياسية من يقف خلف هذا الموقع ، علما أن هذا الموقع يبشر بحوار متمدن....
السيد الفاضل نجاح محمد علي المحترم أتمنى لك أوقاتا طيبة . نراك غائبا عن الكتابة في المواقع الأنترنيتية ولاندري سببل لذلك ماعدا وجود اسمك يتردد في نقل اخبار فقط وكانك نأيت بنفسك عن الادلاء برايك في كل مايجري في العراق....لماذا؟
--طبعا مشاغلي المهنية واهتمامي بالخبر وملاحقته للحصول على الانفرادية يقللان أيضا من فرص كتابة مقالات الرأي.
وماهو رأيك بماينشر في المواقع الأنترنيتية حول ايران بشكل خاص هل تؤيد هذه
اللغة الهجومية والعداء بين كتابنا الأفاضل وبين ايران ومن المستفيد؟؟
n أعتقد أن الكثير من اخواننا الكتاب لايعرفون ايران جيدا ..ومن هنا تاتي مقالاتهم لتعكس في معظمها انفعلات ذاتية بين حب وبغض،أو أنها تتأثر قسرا بحجم التضليل الكبير الذي تمارسه الماكنه الاعلامية الغربية(أمريكية واسرائيلية على وجه التحديد). بعض الكتاب، حين يكتب عن ايران فانه يكتب(رواية) ولاتجد من الحقيقة فيها الا اسماء وشخوص ومعلومات تنسج بطريقة روائية، فيصدقها القاريء ، وحتى المحترفين من الكتاب ممن لا يعرف تعقيدات الساحة الايرانية. هناك كتاب أكن لهم الاحترام، حين يريد مهاجمة ايران مثلا يقول ايران ترسل جهاز مخابراتها الى العراق، وهم لا يعرفون أن وزارة الاستخبارات خاضعة للرئيس محمد خاتمي ، وقد حصل فيها تغيير جذري بعد الكشف عن عمليات القتل التي استهدفت أربعة كتابا ومثقفين ، واليوم فان وزارة الاستخبارات تعارض أي عمل خارج ايران. طبعا الحرس الثوري لديه جهاز استخبارات، ولديه قسم خاص بالعمليات الخارجية، وفي ايران جدل قوي لانهاء التعارض بين الاجهزة المختلفة والوزارة. استعداء ايران لن يخدم العراق ولا المنطقة وكفى المنطقة حروبا ويجب حل اي اشكالات مع ايران عن طريق الحوار.
راينا اسمك في عضوية اتحاد الكتاب والصحفيين وفي البرلمان الثقافي العراقي
....أين وصل هذان الاتحادان وماهو دورهما في تنشيط الحركة الثقافية العراقية وماذا
تقترح لنرفع من مستوى الكتابة الانترنيتية؟
الاتحادان قائمان خصوصا اتحاد اكتاب والصحفيين في المهجر، وأرى أن التعثر يصاحب أي انطلاقة من هذا الطراز..ويجب أن نشيع لغة الحوار الجادة بعيدا عن التسقيط ، وأنا ارفض أن تتحول المواقع الأنترنيتية الى أمكنة لجمع النفايات، ولا أؤيد النشر لكل من هب ودب، وأعتقد أن على المواقع أن لا تنشر للموقعين بالكنى والألقاب، وبالأسماء المستعارة، فالكلمة يجب ان تظل مسؤولة، وحين يكتب كل باسمه ، فانه يصبح مسؤولا عما يكتب، ويجب كذلك وضع ضوابط وقيود أخلاقية. أرفض الكتابة غير المنضبطة وغير الملتزمة.
لماذا لاتكتب في موقع الحوار المتمدن فنحن نفتقدك في هذا الموقع ونفتقد كتاباتك ونفسك المخلص؟
لدي ملاحظات على هذا الموقع وأعتقد أن عليه أن يغير من اسمه الى ( الحوار غير
المتمدن).. أرسلت لهم مقالات لم تنشر،وارسلت لهم تقريرا مهما عن اعتقال الصحفي والكاتب العراقي مؤيد الحمداني وطلبت اطلاق دعوة للتضامن معه، فلم ييستجيبوا وأطلقوا بذلك حملة للتضامن مع كاتب عربي لا أعرفه، وقبل ذلك مع الكاتبة نوال السعداوي. هل هذا هو الحوار المتمدن؟؟
هل تتلقى رسائل من معجبات ولماذا لاترد على الماسينجر حين أدخل عليك وأحاول
محادثتك.هل هذا تكبر أم أنك متعصب لاتتحدث مع الفتيات ؟؟
بريدي يحتاج الى متابعة كل خمس دقائق وقد كلفت أحد العاملين معي في المكتب بتولي هذه المهمة. ولذلك لا أكون دائما على الماسينجر اضافة الى أن خطوط الأنترنت في طهران غير مريحة. وأحيانا أتحدث مع الفتيات بما يرضي الله وضميري.
كيف هي علاقتك بزميلاتك في قناة ابوظبي الحلوات المذيعات من أمثال هنادي
زيدان هل تصافحهن أم لا؟؟اخبرنا بصراحة رأيك في مصافحة النساء؟؟ بصراحة.
علاقة عادية وبيننا زمالة واحترام، ونتحدث حول العديد من القضايا خاصة الاسلام
والمذهب. أما الاخت هنادي زيدان فهي عزيزة جدا ونحن بمثابة أخوين. لا اصافح النساء وهذا الأمر ملتزم به تماما واسألوا عني.
لماذا تكتب في موقع ايلاف التابع لتنظيم القاعدة كما يقول البعض هل صحيح هذا
الاتهام للموقع ومن صاحبه ومن وراءه؟؟
من قال إن "ايلاف" تابع لتنظيم القاعدة؟؟ هذا ليس صحيحا على الاطلاق. صاحب الموقع الاعلامي العربي المعروف الاستاذ عثمان العمير وهو متعاطف تماما مع الشعب العراقي وقد وفر للعراقيين فرصة الادلاء بآرائهم بحرية. أكتب في " ايلاف" لأنه برأيي اهم موقع عربي مقروء ويتمتع بحيادية مشهودة.
هل حصلت على الجنسية الايرانية ؟؟ أو اي جنسية أخرى ؟؟؟ وما رايك بحملة مداهمة الشرطة العراقية هذه الأيام لأوكار الجريمة وما رايك بمحاكمة صدام وهل تقدمت بشكوى ضده فأنت متضرر ......أليس كذلك؟؟
n لا لم أحصل على أي جنسية. انا عراقي واعتز بعراقيتي. أدعم واؤيد بقوة كل هذه الحملات ويجب أن تكثف الشرطة العراقية من هذه الحملات ضد أوكار الجريمة وأن تسيطر على الطرق الرئيسة الخارجية لمنع السطو المسلح. محاكمة صدام مسرحية، لاشغال الناس. لم أتقدم بشكوى ضده ولن أفعل فقد عفوت لذة العفة ألذ وأحلى.
إنك يا سيد نجاح صحفي مرموق و صاحب متابعات جريئة و موضوعية للشأن الإيراني وأيضا قريب جدا للمعاناة الممارسة على الشعوب و القوميات الساكنة في ايران ، من : الآذريين والأكراد و العرب و البلوش و التركمان و غيرهم ، و كما تعلم فإن الإكتشافات الهائلة التي تكتشف في حقول النفط و مشتقاته و منذ العام 1908 م في ايران و الذي كان إقليمنا العربي أول منطقة إكتشف فيها النفط في العالم في تلك الآونة ، ـ لا أهمش الدور الإستعماري الغربي الذي كان و ما يزال له أطماع و شرور لأوطاننا ـ أود أن أوضح بأنني مع إحترام حقوق الشعوب على أن لا يتم تهميش أي حق إنساني و لا تاريخي يرتبط بشعبنا العربي في إقليم الأهواز ((عربستان )) ( خوزستان الحالية و هي تسمية تفريسية للإقليم ) ،ورغم الدفعة الإقتصادية الهائلة التي أعطتها أرضنا الغنية في النفط و في الغاز وفي
التربة الصالحة للزراعة و المياه : ( نهر كارون و الكرخة و الجراحي ) اللاتي يعتبرن أكبر و أهم الأنهار في ايران ، و لكن للأسف الشديد فإن شعبنا بملايينه الخمس يعيش أفقر شعب في ايران ، و أن خيراته تذهب الى الأقاليم البعيدة و المجاورة لنا ، دون أن يحصل أهلنا على عشر هذه الثروة ، و أنا مع التقسيم العادل للثروة و على الكل و دون تمييز هذا ما أكده ديننا الحنيف و أصر عليه الرسول ( ص ) والإمام علي ( عليه السلام ) . وحتى أسماء مدننا فـُـّرست منذ العهد الشاهنشاهي البائد و ما زالت هذه السياسة ممارسة علينا ، وحتى أسماء أطفاقلنا ( و هو أضعف الإيمان ) لا يحق لنا أن نسميهم كما نشاء وكما وهبنا الله هذه الحرية في إختيار الأسماء لموالينا من الجنسين . و غيرها الكثير الكثير، و لا أعتقد بأن الفكر الإسلامي في ايران يستطيع أن يتجاوز الآية ، بسم الله الرحمن الرحيم :(( إنا خلقناكم شعوباً و قبائل لتعارفوا ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) ،ولكن ، السؤال : كيف ترى بناء الثقة مع نظام الجمهورية الإسلامية في ايران دون أن ترفع الحدود الدنيا من هذه الممارسات غير المجدية عن شعبنا ؟ و هل النظام سيعي مخاطر الأعمال الإجرامية الصدامية التي قامت بها زمرة غير مؤمنة تجاه الشعب العراقي و بكل أطيافة القومية و الدينية و الذي كان السبب المباشر في عدم وقوف الشعب معه عندما تعرض العراق الى عدوان سافر و غزو غاشم؟؟ أليس من الأفضل أن تكون الحكمة و الرؤية الثاقبة للنظام الإسلامي في ايران تجاه الداخل و تقوية الجبهة الداخلية و العمل على تعزيز وإحترام حقوق هذا الإنسان ( كل القوميات الساكنة في ايران و دون التركيز على العنصر الفارسي وتفضيله ) ، و أن تطبق مواد الدستور الإيراني منها المادة 15 و المادة 19 والمادة 48 المعطلات منذ 25 سنة ، و التي تنص على أن الشعوب و القوميات الساكنة في ايران لها الحق
في أن تكون لها مدارس و وسائل إعلام : ( المسموع و المقروء و المكتوب ) وخصوصيات هذه الشعوب ضمن الأقاليم التي يعيشون فيها ؟ فهل هنالك اي ثقة باقية في تطبيق الدستور هذا ؟ كي لا تكون هنالك مبررات جاهزة تعمل عليها الأجهزة الأمريكية مثلما فعلت فيما سبق وعولت على تلك الحجج لتدمير العراق ، و تتكرر ثانية في تدمير ايران ( ربما لن تكون بنفس الطريقة التي تمت فيها تدمير العراق ) ؟؟ فنحن ما زلنا نعوّل و نصر على الحل الداخلي ولن نستجدي حقوقنا من الأجنبي ( الغربي ) و نعول على حكماء القوم و المؤمنين منهم ، قبل أن تخرج الأمور من إتجاهها الحقيقي ؟؟ أعتذر عن الإطالة ، ولكن هذا غيض من فيض .. و أشكركم سلفا .
n يعاني العرب الايرانيون من شعور قوي بالغبن لأن النفط يمر من أمامهم وماتزال
مدنهم غير متطورة. الدستور الايراني فيه الكثير من الايجابيات لصالح القوميات خصوصا العرب الذين يشكلون الأغلبية في اقليم خوزستان. ظهرت حركات انفصالية قبل انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 وهذه كان النظام العراقي السابق يقف خلفها.
بعد الانتصار حصل العرب على الكثير من حقوقهم وتغيرت الصورة عما كانت عليه في السابق، وقد وصل من العرب الى مناصب قيادية ومهة جدا وامامنا مثال الاخ علي الشمخاني وزير الدفاع وكان قائدا للبحرية.
في مجلس الشورى يوجد عرب يمثلون اقليم خوزستان. بعد مجيئ الاصلاحيين نشط العرب وكونوا جمعيات عملت في اطار الدستور ولكن الصعوبات بقيت احول تحقيق مايريدون. أعتقد أن في ايران مايزال هناك النفس العنصري، ولكن هذا لايمنع من الاستمرار بالمطالبة بالحقوق المشروعة في اطار الدستور.
انتهى
يُشترط الاشارة الى المصدر حين النقل أو النسخ
مقالات كتاب أرض السواد الرئيسة