لقد عاد السيستاني.. فهل انتم منتهون ؟
GMT 16:45:00 2004 السبت 28 أغسطس آخر تحديث
إيلاف > أصداء
لقد عاد السيستاني.. فهل انتم منتهون ؟
د. حسين ابو سعود GMT 6:30:00 2004 السبت 28 أغسطس
واخيرا عاد السيد السيستاني حفظه الله الى العراق، والحق انه لم يعد الى ارض مفروشة بالزهور بل عاد الى المتاعب والدماء والاقتتال والفتن والصراعات والاذى والخطر والمؤامرات، كما انه لم يعد لاسكات الاصوات النشاز التي ارتفعت هنا وهناك تتهمه بالفرار والابتعاد عن الساحة اذ ليس من عادته ان يرد على المنتقدين وانما عاد ليتصدى لمسئولياته الدينية والتاريخية والانسانية كمرجع اعلى بعد ان طمأنه الاطباء على صحته، عاد بعد ان حقق هدف خروجه من العراق وهو العلاج، ويعلم الجميع بان سماحته يحتاج الى مزيد من الراحة والابتعاد عن القلاقل والاضطرابات ولكنه اثبت عدم استطاعته العيش بعيدا عن النجف لفترة طويلة، وان الضجة التي احدثها سفره الى الخارج للعلاج ابرزت علو مكانته واهمية وجوده وسمو مقامه، مع ان هناك الكثيرين ممن يعرفون قدره من السنة والشيعة وغيرهم لم يكونوا يريدون لسماحته العودة في مثل هذه الظروف خاصة وانه يتمكن من التصدي للمسئوليات الملقاة على عاتفقه من اي بقعة من بقاع العالم بفضل اجهزة الاتصالات الحديثة من انترنيت وهواتف وصحف وقنوات فضائية ومكوثه في لندن لا يختلف بحال عن تواجده في النجف لسهولة الاتصالات، لانه سيكون هنا في مأمن من اي خطر قد تلحق بشخصه وفي منأى عن اي تصرف غير مسئول قد يصدر من جاهل بعواقب جنايته، لاسيما وان السيد السيستاني لم يعد ملكا لنفسه بل انه ملك للملايين من اتباعه من مختلف الجنسيات وبقاءه سالما ضمان للحل وللاستقرار، ولكن السيد الجليل أبى الا ان يكون قريبا من الاحداث ليعلم العالم اجمع من هو السيستاني وماذا يعني السيستاني وما هو دور المرجعية في الاحداث؟
لقد عاد امام السلام الى مدينة السلام في محاولة لاعادة السلام وليعيد للنجف وداعتها وللاضرحة قدسيتها وللقلوب اطمئنانها.
لقد كانت هناك جوقة تنعق ليل نهار جاهدة للنيل من السيد السيستاني ومن قدسيته ونقاءه وكتبوا المئات من المقالات وسودوا المئات من الصحائف وذهبوا في ظنونهم كل مذهب فذهبت بعودته جميع توقعاتهم واتهاماتهم وظنونهم وشكوكهم ومقالاتهم وصحائفهم الى مزبلة التاريخ وبقيت وجوههم مسودة باثار الخيبة والخذلان والفضيحة، ونعلم بان هؤلاء لن يكفوا عن تهريجهم وتطبيلهم وتزميرهم لانهم خط معاد للحق، يعمل على مدار الساعة، تحركه جهات مشبوهة هدفها النيل من المرجعية الرشيدة، وقد يكيل هؤلاء الان تهم جديدة ومن نوع جديد لضمان استمرارية خطهم ونهجهم وعلى قول احد الاخوة فانهم قد يقولون : لماذا توقف السيستاني في البصرة وفيها قوات بريطانية ولماذا لم ينزل بطائرته في الصحن الحيدري مباشرة خاصة وان ساحة الصحن واسعة و و و ولمثل هؤلاء نقول قول الله تعالى : فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. المائدة/48
غير اننا نعلم بان هناك شريحة كبيرة من المخدوعين، غرتهم الشعارات الجوفاء وضعفوا امام التحوير والتزوير وتحريف الكلم عن مواضعه وهؤلاء الذين خاطبهم الامام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء كمحاولة اخيرة لاستمالتهم او لصرفهم عن مقاتلته عندما نادى بهم نداءه المشهور : ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم.
واتمنى على هؤلاء الاحرار ان يعودوا عن ظلمهم ويعتذروا عما بدا منهم من اساءة لسماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله ويتفكروا فيما بدر منهم واقول لهم : ماذنب الموتى الذين حرموا السلام في وادي السلام؟
وماذنب الاضرحة والمآذن وماذنب الطيور والشجر؟ ماذنب الاطفال والنساء وكبار السن؟ ما ذنب الهواء الذي تلوث والارض التي تدنست؟
لقد عاد السيد فهل يرضى هؤلاء ويعودون الى رشدهم ؟
قال تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولاالنصارى حتى تتبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى. البقرة/12.