-
المتدينون وقنينة الغاز
المتدينون وقنينة الغاز
حيدر محمد الوائلي
alwaelyhayder@gmail.com
يُحكى أن امرأة عجوز كانت تسكن في قرية صغيرة في حقبة تسعينيات القرن المنصرم. أيام الحصار الذي نخر عظم المجتمع العراقي نخراً نشر السوء والشر وساهم بتغيرات كارثية بطريقة تعامل الناس ونظرتهم للحياة والدين والمجتمع.
كانت المسكينة قد سُرِقت منها قنينة (دبة) الغاز الوحيدة عندها.
حدثت السرقة في ليلة الجمعة (مساء الخميس) ففكرت أن تقف وسط الطريق في الصباح التالي وتسأل المارة من سكنة القرية فلعل ابن حلال في الزمن الحرام يأتيها بخبرٍ عنها لتتمكن من طبخ غدائها بعد أن إكتفت بخبزٍ وبعض خضارٍ طعاماً للفطور.
في الصباح تفاجئت المرأة العجوز بخروج أكثر سكان القرية شيباً وشباباً نساءاً ورجالاً وهم متجهين تلقاء الجامع الكبير في القرية، فسألت شلة شباب وسألتهم متفاجئة حيث نست أن اليوم جمعة وفيها صلاة الجمعة:
(وين رايحين حبوبة)؟
أجابوا: لصلاة الجمعة.
فتسألت مرة أخرى: (كل هاي الناس رايحين لصلاة الجمعة).
فرد الشباب بفخرٍ بان على وجوههم: الحمد الله على نعمة الهداية.
فخاطبتهم متعجبة: (حبوبة!! إذا كلكم رايحين للصلاة جا يا هو باك قنينة الغاز مالتي البارحة)؟!
وصفقت يداً على يد ومضت راجعة لبيتها.
واليوم نسأل لماذا تتصدر مدن العراق سنة وشيعة قوائم الفساد والرشوة؟!
ولماذا يتصدر العراق قوائم الفساد وهو حاضرة المسلمين سنة وشيعة؟!
ولماذا رغم كل هذه الصدارة والتميز بالفساد والرشوة فهنالك في كل حي سكني هنالك جامع وحتى صار الجامع جوار الجامع؟!
وعند الزيارات والاحتفالات الدينية تخرج الناس جماهيراً غفيرة مهنئين فرحاً ومواسين حزناً حسب جو المناسبة.
أقام رسول الله دعوة الله جميعها بمسجدٍ واحد وهدم الاخر (مسجد ضرار) لقيام منافقين فيه بتفريق المسلمين ونشر الفساد ولو فكراً.
حقيقة وجوهر الدين في كل الأديان السماوية هو: (حسن معاملة الناس) و(خير الناس من نفع الناس) و(المسلم من سلم الناس من يده ولسانه) و(ولقد كرمنا بني ادم) و(حرمة عبد مؤمن أشد من حرمة الكعبة) و(الكافر العادل خير من المسلم الجائر) وغيرها كثير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وما شابهها في اديان اخرى والمشددة على ضرورة واهمية الاهتمام بالمجتمع قبل طقوس الدين.
ليس الدين حركات عبادية وتعابير لفظية يرددها البعض كالببغاوات. إنما الدين صفاء الروح في العبادات بينك وبين الله وحسن المعاملة والتعامل مع الناس في المعاملات وأن تتحدث خيراً أو تصمت، وأن تجعل حياتك ذات قيمة وهدف.
ليس الدين سلعة تباع وتشترى في سوق المتعة والحقد والعصبية. يُساق الدين وفق غل النفوس ومشتهياتها.
( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) 204/البقرة.
فالدين أسمى وأطهر وأنقى من أن يكون سلعة أو خزعبلات أو مظاهر أو قشور بل هو تنقية للروح من أدران الدنيا وسوءها.
الدين وسيلة لتنقية الروح من أوساخ الدنيا وحيل النفاق ليتسنى العيش بسلام.
-
الفساد لا ينحصر بفلان السياسي ولا بالحزب الفلاني ولا بالدولة وبكافة مؤسساتها التنفيذية والتشريعية والقضائية فقط
الفساد هو منظومة وثقافة وتربية وأنماط وسلوك
الفساد تجده عند الطبيب والمهندس وموظف الدائرة
وعند البقال والنجار والحداد وصاحب البسطية
وعند المتدين والمتمدن والمتعلم والجاهل
الفساد عند رجل الدين وعند المومس والعاهر على حد السواء
الفساد في الاسرة الواحدة موجود
مشكلتنا مع الفساد مشكلة تربية وثقافة شعبية سائدة
وبعبارة مختصرة شعبنا تعلم على الفساد
لدينا ثلاثة أجيال من شعبنا ترعرعت في حضن حوادث استثنائية
من بدايات عام 1980 بدأت سياسة عسكرة المجتمع والقضاء على كل ماهو مدني بفضل الحروب العبثية والتي استمرت أكثر من عقد من الزمان
حتى دخلنا عصر التسعينات حيث الحصار الإقتصادي الذي دمر كل ماهو جميل وحول المنطومات الاخلاقية إلى التشويه والتخريب
ثم دخلنا الالفية بعد الاحتلال وتحول المجتمع تحول سريع وبدرجة 180 ، حيث الانفتاح تحول إلى الانفلات والحرية إلى التجاوز على الآخرين والديمقراطية إلى التطاول على الثوابت
دخل الدولار للعراق وما ادراك ما الدولار
قلب الامور رأسا على عقب
وللحديث بقية
-
أخويا العزيز حيدر ليش أكو متدينون حقيقون بالعراق ويمكن ما بس بالعراق ....... أنا شايف أبو الدين الصحيح لما يصير الدين عليه أي ضده ( مسألة دينوية من جانب ديني ) أو أي حق عام يقول صح ويعترف
لكن دانشوف بالعكس لما تصير معارضة له لو شوية ما يقبل ويقوم يكمز !! ولما تصير له ولا عبالك
يخطب ويخطب وينقد الشارع والناس لكن لما يصير يمه السالفة (هو المعتدي أو الإثم ) يسوي نفسه ما يعرف على قولة المثل ( يثولها ) يغمض عينه وباله عنها وكأنها لا تعنيه ... الدين يأمر بالحق والعدل فهل العبادة فقط صلاة وصوم وهاي هي :: قبل كلشي ومن باب أولى الجهر بالمعروف وكف الأذى عن الناس والأمتناع عن الغيبة .. اللهم نصح ونصيحة صح لكن خلي ينصح نفسه أولا ما منا عدل ومناك أعوج ... شني هيَّ ( سنة أوسطة حسن ؟؟ )
وأكثرهم للحق كارهون صدق الله العظيم