مخابرات علاوي ونجروبونتي خطفت الايطاليتين..عادت ايام اختفاء الناس
مخابرات علاوي ونجروبونتي خطفت الإيطاليتين.. هل عدنا لعهد صدام؟؟
حين عادت سيمونا تورتا الى بغداد في مارس 2003، خلال الحرب.. اتهمها أصحابها بالجنون. ولكنها بقت، واستمرت في أداء عملها الإنساني الذي بدأته منذ 1996 حين زارت العراق مع مجموعة تدعوا لرفع الحظر.. وقد بقت الفتاة بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية، ورحيل غالبية الأجانب، تقدم الأدوية والغذاء للشعب العراقي.. بعد كل مجزرة أمريكية.. قالت: هنا أستطيع ان اخدم الناس.. اكثر بكثير من ايطاليا."
اليوم حياتها، وحياة صديقتها الإيطالية، سيمونا باري، وفتاة ورجل عراقي، في خطر. فقبل 8 أيام، اختطفوهم تحت تهديد السلاح من المكتب، ولم يسمع أحد خبراً عنهم منذ ذلك الحين. وسرعان ما تحولت القضية لنقاش سياسي: قالوا ان المقاومة ترتكب الجرائم في حق من يساعد الشعب العراقي.. ولكن كل من يمثل المقاومة، وحتى بعض جماعاتها، شجبت العملية. حتى حماس وحزب الله شجباها.
بل ولمح البعض منهم على ان من قام بها استخبارات غربية تريد تشويه سمعة المقاومة..وهي نظرية نقدم الأدلة التالية لاثبات صحتها:
طبيعة هذه العملية تختلف تماماً عن غيرها.. غالبية أعمال الاختطاف تحدث في الطريق. وهذه المرة تمت مهاجمة المنزل.. وبينما يخفي المجاهد وجهه عادة، كان هؤلاء مكشوفي الوجوه. بعضهم ارتدى بدلات أنيقة.. حادثت المجموعة أحدهم باسم "سيدي."
غالباً ما كان من يختطف من الرجال.. ولكن ثلاثة ممن اختطفوا هذه المرة سيدات.. بل ويقول الشهود ان العصابة الخاطفة سألوا عنهن بالاسم، وبقوا في المكان حتى عثروا عليهن. وان الفتاة العراقية تم جرها من حجابها وهي تصرخ.. وهو ما لا تفعله أي مجموعة متدينة..
حجم العملية ونوع السلاح المستخدم كذلك يدل على أنها استخبارية.. فبدلاً من 3 او 4 شباب، كان هناك 20 مسلحاً جائوا في وضح النهار .. لمكان قريب للغاية من المنطقة الخضراء.. وبدون أي تدخل من قوات امنية. وكذلك.. نوع السلاح المستخدم لا يتاح للمقاومة عادة.. فكان مع المجموعة ا ك 47 ، ومسدسات كاتمة للصوت.. ومن المعروف ان سلاح المقاومة العادي هو الكلاشنكوف القديم، ومن اين لهم بمثل هذه الأسلحة المتطورة؟ بل وان بعضهم ارتدى ثياب الحرس الوطني.
وبالرغم من إنكار مكتب السيد علاوي لاي علاقة بالموضوع، الا ان الدولة اعترفت بان من قاموا بالاختطاف ارتدوا ثياب قوات الأمن.. وهكذا يمكن التساؤل: أليست هذه عملية بوليس سرية، او عمل استخباري حتى نظام صدام كان سيخجل منه؟؟
وقد قال الشيخ الكبيسي ا ن توريتا وباري زارتاه اليوم السابق للاختطاف.. "كانتا في حال ذعر شديدة.. أحدهم هددهما." وحين سألهما الكبيسي عن الذي هددهما، قالتا: "نعتقد انها مخابرات أجنبية."
ومن المعروف ان اكبر عملية استخبارية أمريكية في العالم منذ فيتنام تتم في العراق حالياً.. حوالي 600 ضابط استخباري يعيشون في بغداد..
المجموعة التي انتمت لها سيمونا كانت اول من قدم المعونات الغذائية والدواء للفلوجة والنجف خلال الحرب الامريكية على هذه المدن العراقية. بل وكانت المجموعة تستعد لزيارة جديدة للفلوجة صباح اليوم اللاحق للاختطاف..
السؤال المخيف، والذي لابد من طرحه مع الاسف، هل لدولتنا الجديدة ضلع او علم بما حدث.. فهم قالوا امام الامم المتحدة انهم يريدون بقاء القوات الاجنبية، وانها تستشيرهم في كل شأن.. باختصار، هم وضعوا المسئولية عليهم، لا على الامريكان.. واذا كانوا بالفعل يعرفون بما يحدث، فهل ما يفعلوه يختلف عما فعلته مخابرات صدام - وحتى خجلت من فعله احياناً؟
كانوا من الممكن ان يطردوا هؤلاء الناس من البلاد، كما اقفلوا مكتب الجزيرة. ولكن خوفاً على صورة النظام الديمقراطي، ونظراً لوضوح الدور الانساني الذي لعبتاه، كان لابد من اخفتائهما. ولكن ان يختطفونهم بهذه الطريقة القبيحة؟؟ويشدوا الفتاة العراقية من حجابها؟؟ ان هذا من دلائل تردي اخلاق الصفوة السياسية في البلاد..
واذا ذهبت اخلاق من يحكم الامة، ... ذهبت الامة معها..
المحجوب.. (والحمد لله على الاسم المستعار في ظل هذه الظروف الحزينة)
..