لماذا ايران لاتدخل الحرب , حزب الله خط الصد الاخير لايران قبل المواجهة المباشرة !

في كل لقاءات وتصريحات الاسرائيليين والامريكان يقولون ان ايران هي العدو الاول والاخير ويجب القضاء عليها وهذه حقيقة لايختلفون عليها منذ قيام الثورة الاسلامية والى اليوم وهم يسعون بكل حيلة ووسيلة لتدمير خط الثورة وتدمير ايران الاسلامية ..
بعد 7 اكتوبر وحرب غزة 2023 التي كان لايران دورا كبيرا وقديما ايضا في دعمها ودعم حماس عسكريا وفي كافة المجالات كما قال السنوار في اكثر من مرة وكما صرح ابوعبيدة اكثر من مرة..
تسائل الكثير وقالوا :
لماذا ايران لا تنجد حماس في غزة وتنجد الفلسطينيين وتدخل الحرب !!
الجواب: أولا - ايران دعمت وتدعم حماس والمقاومة بكل شئ وحتى امريكا واسرائيل تعلم بذلك
فالتساؤل عن سبب عدم انجاد حماس عسكريا تساؤل خاوي فأيران تدعم حماس ,
ولكن ايران لاتدخل بقوتها حربا رسمية معلنة لسبب مهم جدا وهو :
ان دخول ايران الحرب رسميا يعني هجوم امريكي -سعودي-خليجي-اذربيجاني (شمال ايران)
مباشر على ايران ولاتتورع امريكا ولا اسرائيل باستخدام السلاح النووي , وقد صرح ترامب
بذلك الخيار النووي علانية في دورته .. وكذلك لاتدخل ايران حربا مباشرة لاسباب اخرى مثل استحالة المواجهة مع اسرائيل جغرافيا وصعوبة مواجهة امريكا التي تبعد الاف الاميال وقواتها تحاصر ايران ,وكذلك وجود تحالف عربي صهيوني (الاردن, الامارات, السعودية, مصر , قوات امريكا في العراق وسوريا ) مساند لاسرائيل وسيقف ضد هجمات ايران البعيدة عن اسرائيل جغرافيا بل سيقوم بالمساهمة في تدمير ايران ..
وكذلك ,اذا تم ضرب ايران نوويا فأن جبهة المقاومة : فصائل العراق , حزب الله لبنان, حماس فلسطين,اليمن, شيعة نايجيريا , شيعة افغانستان , مراكز التوعية في العالم , المراكز الثقافية والدعوية في العالم , خلايا المقاومة المجابهة للاستكبار في امريكا الجنوبية , المد الجماهيري في العالم ...ألخ ..سينتهي دعمهم جميعا بانتهاء ايران عسكريا واقتصاديا ..
لذلك ايران وحفظا على جبهات المقاومة اعلاه من السقوط , تسعى بكل ما تستطيع بسياستها لتجنب الحرب المباشرة مع محور الشر , فلولا الجمهورية الاسلامية لم يكن هناك جبهة مقاومة ولما كان هناك كتائب مقاومة في العراق ولا في لبنان ولم تكن حماس بتلك القوة وبهذا الوضوح في الرؤية ولما استطاع اليمن كذلك الوقوف بعد حربه الطويلة وغير ذلك كثير ..
اذن ايران تتجنب خوض المواجهة المباشرة لسبب مهم جدا وهو البقاء بقوة في سبيل رفد جبهات المقاومة بالسلاح والخبرة والمال ...ألخ .
اذن من يسأل ويسأل دائما : لماذا ايران لا تدخل الحرب وتنجد غزة وفلسطين !
عليه ان يترك هذا التساؤل ويرى الامور في الواقع وليس من خلال فورات الغضب والجزع..

............................

في المقابل ايران في موقف صعب بسبب مايجري فهي لاتريد المواجهة المباشرة مع
اسرائيل وامريكا لغرض البقاء حتى يتسنى دعم المقاومة في المنطقة ( فصائل المقاومة , حزب الله , حماس , اليمن , نايجيريا , شيعة افغانستان وسوريا , الحركات المناهضة لمحور الشر في العالم ), ولكن في نفس الوقت ان ضعف وتدمير جبهات المقاومة هذه تدريجيا والقضاء عليها كما يجري الان , سينتهي بأن تبقى ايران لوحدها اخيرا لتواجه محور الشر ..
فمثلا ان حماس الان ليست بتلك القوة كما كانت قبل 7 أكتوبر , واذا نجحت اسرائيل في تدمير
حزب الله عسكريا وتحويل لبنان الى غزة ثانية , فأنها (اسرائيل وامريكا) حتما ستتجه لتصفية حساباتها مع فصائل المقاومة في العراق وهي ستفعل حتما , وتفعل نفس الشئ كما فعلت في غزة وكما ستفعل في لبنان ..
إذن ستنتهي هذه الجبهات وتذوي وتضعف ولن يبقى لها تاثير في ميزان القوة بعد تدميرها ,
وعند ذلك سيتجه محور الشر لضرب ايران مباشرة لتبدأ حرب تصفية الحساب ..
لذلك ايران في موقف صعب , فهي بين خيارين ,
-الاول البقاء (ظاهريا) في حياد وتجنب الصدام مع محور الشر في سبيل رفد ودعم جبهات المقاومة لديمومة الصراع ضد محور الشر .ولكن هذا الخيار قد يصبح بلا قيمة اذا تم تضعيف فصائل المقاومة الواحدة تلو الاخرى كما تم اضعاف حماس اليوم بعد سنة من المواجهات , وقد يتم الامر ليصبح كذلك بالنسبة لحزب الله وجنوب لبنان ..وعند ذلك ايران ستكون مرغمة للدفاع المباشر عن نفسها امام محور الشر ..
-الخيار الثاني : هو الدخول المباشر الان في المواجهة مع امريكا واسرائيل وانقاذ فصائل المقاومة المحاصرة مباشرة , وهذا يعني مواجهة لحرب نووية ستنفذها امريكا واسرائيل حتما ضد ايران !
الخياران اعلاه هما ما تحاول السياسة الايرانية القفز بينهما لاغتنام الوقت في التسلح والقوة
والتحالف مع محاور الصين وروسيا والقدرة على مواجهة حرب مباشرة والانتصار فيها , وهما خيران مرّان في نفس الوقت ,وهناك حتما تفصيلات وزوايا مهمة كصعوبة المواجهة جغرافيا ,وعدم وجود الوعي الجماهيري عند المسلمين وغيرها كثير لم تذكر لاختصار الكلام ..

والله تعالى غالب على امره

مروان, شبكة العراق الثقافية
24-9-2024