دولة داعشية أم دولة علمانية , سوريا إلى أين
السلام عليكم ,
دولة علمانية أم دولة داعشية ؟
في سوريا اليوم بعد سيطرة عصابات الارهاب عليها , الناس بين من يقول ستكون دولة داعشية وبين من ( يأمل ) في دولة علمانية , ماذا سيكون الامر ياترى ؟ هل ستصبح سوريا علمانية ام داعشية ؟
بأختصار نقول ان تأسيس عصابات القاعدة وداعش والنصرة واخواتها كانت الغاية منه هو ضرب محور انتشار التشيع الايراني المقاوم لاسرائيل , فليس اقوى من استخدام الحقد الطائفي والديني في نشوب النزاعات داخل المجتمعات , واستغل الحاكم العالمي
هذه النقطة ووظفها لضرب الثورة الاسلامية في ايران وهي ثورة شيعية تؤمن بإزالة اسرائيل من الوجود, وقبل ذلك الحاكم العالمي استخدم الحماس السلفي التكفيري السبعينات من القرن الماضي لحرب روسيا الشيوعية في افغانستان .
داعش من اسمها ( الدولة الاسلامية في العراق والشام) وظيفتها ضرب الشيعة ليس لانهم شيعة ولكن لأنهم مقاومون للمد الاسرائيلي في المنطقة وضد وجود كيان يهودي من النيل الى الفرات . لاحظ ان اسم داعش هو في منطقة ايران والعراق التي في سكانها نسبة عالية من الشيعة , فلم تُسمى الدولة الاسلامية بأسم الدولة الاسلامية في قطر والامارات او الدولة في ليبيا ومصر او السودان ومصر لعدم وجود شيعة موالين لايران في تلك الدول , فالغاية هي منطقة النيل والفرات التي في تركيبة سكانها شيعة موالون لايران. العصابات السلفية الوهابية في المنشأ وقودها وجذوتها من تراث قديم معادي للشيعة منذ اول الرسالة , فإذن تصلح هذه العصابات تماما لضرب الشيعة اليوم .
لقد استخدم الحاكم العالمي نفس هذه المنهجية في حرب الشيعة ايام النظام المقبور في العراق, فأمر النظام باستخدام الحركات السلفية لضرب الانتشار الشيعي الايراني فكانت (الصحوة الدينية ) في زمن المقبور ابن صبحة وصار الرفاق ملالي وخطباء مساجد ومؤذنيين..الخ لاتمام المهمة ,فانتعشت القنوات السلفية الوهابية في العراق بعد ان كانت ممنوعة في اول سنين حكم حزب البعث في العراق .
اليوم في سوريا الامر كذلك , عصابات النصرة وداعش ستُبقي الجذوة السلفية مشتعلة مادام هناك شيعة في سوريا وسيتم التخلص من الشيعة الموالين بالقتل والنفي والتغييب باستخدام الجذوة السلفية الوهابية المشتعلة , وعند تحقيق مهمة (التصفية للشيعة) في سوريا سينفذ وينتهي غرض العصابات السلفية , واذن ستتحول سوريا الى دولة علمانية على غرار دولة تركيا او كسعودية ابن سلمانكو اليوم دولة علمانية انفتاحية بعد مرحلة داعش وبعد اتمام تصفية الشيعة في سوريا . لذلك للذين يسألون هل من الممكن ان تكون سوريا دولة علمانية اليوم , الجواب نعم والاحتمال وارد جدا , فالمطلوب هو دولة علمانية تطبيعية مع اسرائيل تحول الشعب الى شعب سكير ماجن مثلما يجري الان في السعودية لاهم له الا المال والشهوات ولكن كل هذا سيتم بعد استخدام السلفية التكفيرية الان لتصفية الشيعة في سوريا , لان التحول الى العلمانية الان سيغلق باب تصفية الشيعة وسيعتبرون اقلية كباقي الاقليات وهذا لن يحقق لاسرائيل شيئا بوجود شيعة موالين لخط شيعة ايران الثوري الحربي . اذن ستكون سوريا علمانية بعد اتمام مهمة تصفية الشيعة بسلاح السلفية التكفيرية وقد تطول هذه الفترة وتقصر , فمستقبل سوريا المطلوب من الحاكم العالمي هي دويلات علمانية انفتاحية مطبعة مع اسرائيل لا وجود فيها لشيعة موالين لأيران وهي العدو الاول لاسرائيل وللاستكبار العالمي . بقيت هناك اضافة مهمة وهي ان عصابات سوريا هدفها القادم هو العراق , فتحويل سوريا الى دولة علمانية تحكمها تلك العصابات سيكون مانع من استهداف شيعة العراق , وهذا مايرجح ان يكون المطلوب هو سوريا علمانية مع الاحتفاط بالخط السلفي التكفيري ايضا لاستخدامه في ضرب شيعة العراق في المستقبل القريب ..
وإذن الاحتفاظ بالخط التكفيري مهم لاتمام ضرب شيعة المنطقة وشيعة ايران في المستقبل , بعبارة اخيرة ستكون سوريا على غرار السعودية في انفتاحها العلماني مع الاحتفاظ باجهزة التكفير والخط السلفي لاستخدامه عند الحاجة في مواجهة ايران والشيعة!
مروان 20-12-2024
