الإنترنت.. وسيلة الاتصال الأولى للقاعدة
جوردون كوريرا مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية
كشف اعتقال خبير الكمبيوتر بتنظيم القاعدة محمد نعيم نور خان على يد السلطات الباكستانية في شهر يوليو الماضي عن تحول غير مسبوق في الاستخبارات ذات التقنية العالية.
كان وزير الأمن الداخلي الأمريكي توم ريدج قد قال في لندن الشهر الماضي: "هذا هو أكبر حجم أراه من المعلومات. أعني بذلك ملايين وملايين الصفحات من المعلومات."
كما كشف ريدج أن ضباط الاستخبارات لم يفرغوا من تحليل تلك البيانات حتى الآن.
ورغم أن الاتصالات كانت جزءا أساسيا من استراتيجية تنظيم القاعدة إلا أن الإنترنت والبريد الإلكتروني قد أصبحا أكثر أهمية في السنوات الماضية، حيث ساهما في دعم الشبكة الإرهابية بإمكانيات جديدة ومتطوعين جدد.
بي بي سي ألقت الضوء على بعض الأمور المتعلقة باستخدام القاعدة لشبكة الإنترنت..
[align=center]لماذا الإنترنت؟ [/align]
يقول سجان جوها من مؤسسة آسيا والمحيط الأطلسي: "استغل الإرهابيون بشكل كامل حداثة الاتصالات لمصلحتهم. يجد الفكر الإيديولوجي لتنظيم القاعدة أرضا خصبة على شبكة الإنترنت، حيث يمكن له أن يحدد أجندته وأهدافه وفكره الإيديولوجي على الإنترنت أفضل من أي وسيلة أخرى."
وفي ظل الضغوط التي تتعرض لها قيادة القاعدة أجبر التنظيم على التطور وأن يصبح لا مركزيا بشكل أكبر وهو هيكل يتناسب تماما مع الإنترنت.
وتقدم شبكة الإنترنت فرصة التواصل للأشخاص الذين يفكرون بشكل متقارب وينتمون إلى مجتمعات مختلفة.
وقد وجدت القاعدة ان الإنترنت هو أنسب الأماكن لإجراء لقاءات واجتماعات عن طريق غرف الدردشة والمواقع التي تنشر فكر التنظيم.
وقال بيتر بيرجن خبير الإرهاب: "فقد تنظيم القاعدة مقره في أفغانستان وفقد مسعكراته التدريبية كما فقد الحكومة التي كانت تسمح له بفعل ما يرغب فيه داخل الدولة. والآن ينهض نشطاء القاعدة بشكل كبير على الإنترنت الذي يعد حقا مقرهم الجديد."
ويعتقد من يراقبون القضية عن قرب أنه من غير المحتمل أن يستخدم تنظيم القاعدة مواقع الإنترنت للاتصال بشأن أمور حساسة ولكنهم يفضلون استخدام هذه المواقع للنقاش العام وتبادل وجهات النظر ومحاولات نشر أفكارهم.
ولا شك أن نشر الفكر الجهادي كان دائما هدفا مركزيا للقاعدة ولذا فإن الإنترنت ساهم في تقديم حركة جهادية أوسع.
وقد احتوى الحاسب المحمول لخبير الكمبيوتر بتنظيم القاعدة محمد نعيم نور خان على كم هائل من المعلومات ومن ضمنها عدد كبير من الأسماء.
وتزعم بعض التقارير أن خان كان يعمل ضد القاعدة حيث كان يرسل رسائل على الشبكة ويراقب الرد حتى يتعقب أعضاء القاعدة، رغم أن ذلك لم يتأكد بعد.
[align=center]نشر الخوف [/align]
القدرة على نشر الخوف هي أحد أهم الأسلحة لتنظيم القاعدة. وتستخدم الجماعات الجهادية بشكل عام الفيديو وصور الهجمات ولا سيما قطع الرؤوس كجزء من الحرب النفسية.
وتحتفظ هذه الرسائل والفيديو بتأثير مزدوج حيث تنشر القلق بين الأعداء في الوقت الذي تعزز فيه الروح المعنوية للمتعاطفين مع التنظيم والجماعات التي تنهج نفس النهج.
وبالإضافة إلى الفيديو تظهر رسائل يقال إنها للقاعدة أو لجماعات على علاقة بها في مواقع عديدة على الإنترنت، وتتضمن هذه الرسائل تحذيرات للدول والتهديد بشن هجمات وشيكة.
غير أن بعض هذه التهديدات يكون كاذبا والبعض يكون حقيقيا.
[align=center]أهداف الاتصالات [/align]
ويعتقد المحللون أنه يتم إصدار رسائل في بعض القضايا لتحديد أهداف استراتيجية واسعة أو استهداف قائمة من الأماكن والأشخاص على أمل أن تقوم خلايا مستقلة أو أشخاص أو شبكات بتنفيذ الهجوم كل بطريقته الخاصة.
وتظهر بعض الرسائل قدرا كبيرا من الوعي السياسي. فقد ركزت ورقة هامة تحت عنوان "العراق الجهادي: آمال وأخطار" على كيفية إخراج قوات التحالف من العراق عن طريق العمليات الإرهابية.
كما يستخدم نشطاء القاعدة البريد الإلكتروني وهم مدربون على تفادي تتبعهم باستخدام مقاهي الإنترنت واستخدام البريد الإلكتروني لإرسال رسالة واحدة فقط. ويستخدم عناصر القاعدة أيضا التشفير رغم صعوبته.
كان مختطفو طائرات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول قد استخدموا غرف الدردشة على شبكة الإنترنت كوسيلة للاتصال فيما بينهم، بل إنهم استخدموا أحيانا أسماء وكلمات مستعارة لخططهم.
[align=center]مناقشة الخطط [/align]
وبالإضافة إلى الدعاية ونشر الفكر الإيديولوجي يبدو أن هناك بعض المواقع الجهادية التي تستخدم لغرض التدريب العملي وهو أمر هام منذ أن فقدت القاعدة معكسراتها في أفغانستان.
وتحتوي بعض المواقع مثل موقع البطار على معلومات ضخمة عن كيفية خطف شخصيات مهمة وعن المراقبة وإطلاق القذائف الصاروخية.
وقد تم وضع بعض التعليمات مؤخرا على موقع جهادي بشأن كيفية استخدام الهواتف المحمولة كأدوات تفجير كما حدث في مدريد.
ويوزع أيضا على الإنترنت "موسوعة الجهاد" لتنظيم القاعدة والتي تضم آلاف الصفحات.
ويمكن أن يكون الإنترنت مكانا يستطيع فيه الإرهابيون جمع تفاصيل عن أهداف محتملة للهجوم وهو ما يعرف "بالتخطيط عبر الإنترنت."
وتشهد غرف الدردشة على الإنترنت مناقشات حول الطرق الصحيحة لخطط أعمال العنف مثل خطف الرهائن وقطع الرؤوس أو ربما حول دور الأبرياء، وهم أحيانا من المسلمين، في الهجوم.
[align=center]تجنيد عناصر جديدة [/align]
قد يقوم نشطاء القاعدة بتجنيد عناصر جديدة عن طريق غرف الدردشة، حيث أن هناك أدلة على أن بعض الأشخاص تلقوا تعليمات حول كيفية الذهاب إلى العراق عن طريق غرف الدردشة.
وقد أشار الباحثون إلى ارتفاع حجم المشاركين في المنتديات الإسلامية المتطرفة التي تكتب بالإنجليزية أو تستخدم الحروف اللاتينية وهو ما يعكس زيادة اهتمام المسلمين في الغرب بهذه المواقع.
كان إعلان جديد هذا الصيف قد شجع النساء على وجه الخصوص للمشاركة في الجهاد.
[align=center]مواقع متغيرة [/align]
وقد حاولت بعض الحكومات الغربية الرد على هذا التحدي في وسائل الاتصالات باستخدام طرق عديدة تتضمن مراقبة المرور على الإنترنت وما يتم تبادله في غرف الدردشة فضلا واستخدام برامج لفحص رسائل البريد الإلكتروني المشتبه بها، وإغلاق بعض مواقع الإنترنت التي تحتوي على معلومات حساسة.
ويعد تحميل الفيديو على مواقع الإنترنت علامة هامة لخبراء مكافحة الإرهاب حيث يشير إلى أن موقعا معينا تستخدمه الجماعات التي تنفذ أعمال العنف.
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/3722130.stm