إدارة بوش تخطط لدعم ( الأحزاب المعتدلة ) لتعزيز فرصها في الانتخابات العراقية
إدارة بوش تخطط لدعم ( الأحزاب المعتدلة ) لتعزيز فرصها في الانتخابات العراقية
مسؤولون في منظمات غير حكومية يرون أن الجماعات الدينية والأحزاب الشيوعية ستكون مؤهلة للحصول على مساعدة
الأحد 10/10/2004 واشنطن ـ رويترز: تخطط إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لتقديم نصائح استراتيجية وتدريب وبيانات لاستطلاعات الرأي للأحزاب السياسية العراقية التي تعتبرها «معتدلة وديمقراطية»، والتي تقدم مرشحين لخوض الانتخابات القادمة في البلاد. ووفقا لوثائق لوزارة الخارجية الاميركية حصلت عليها رويترز، فإن الادارة تهدف الى مساعدة الاحزاب لكي «تنافس بفاعلية» في الحملة «وتزيد التأييد الذي تتمتع به بين الشعب العراقي» في الانتخابات العامة والاقليمية والمحلية المقرر أن تجري في يناير (كانون الثاني). ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من البيت الأبيض بشأن الاحزاب التي ستصبح مؤهلة للحصول على دعم لزيادة شعبيتها، ولم يتضح من الوثائق من الذي سيقرر ذلك. وقالت منظمات غير حكومية من المقرر أن تشارك في هذه الجهود إنها تفهم ان الجماعات الدينية والاحزاب الشيوعية ستكون مؤهلة للحصول على مساعدة. ووضع الرئيس الاميركي جورج بوش الانتخابات القادمة في مقدمة أولوياته في محاولة لاشاعة الاستقرار في العراق وسط موقف متفاقم ولحشد تأييد للحرب في الداخل. وقال البيت الابيض الذي يتعرض لضغوط من اعضاء الكونغرس في الشهر الماضي، انه لن يحاول التأثير في نتائج الانتخابات من خلال مساعدة مرشحين افراد «سرا». ووفقا للوثائق فان الادارة الاميركية قالت انها بدلا من مساعدة مرشحين ستقدم «نصيحة استراتيجية ومساعدة فنية وتدريبا وبيانات لاستطلاعات الرأي ومساعدة وأشكالا أخرى من الدعم الى الاحزاب السياسية المعتدلة التي لها توجهات ديمقراطية».
وتعهد بوش ورئيس الوزراء العراقي المؤقت اياد علاوي بالمضي قدما واجراء الانتخابات العامة رغم العنف. وقال مسؤول كبير بالادارة الاميركية انه لتمهيد الطريق طور البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) والقادة العسكريون استراتيجية تهدف الى استعادة السيطرة على بلدات ومدن يسيطر عليها المسلحون. غير ان العديد من الخبراء في القطاع الخاص وفي الكونغرس يتشككون في ان كل العراق سيصبح جاهزا للانتخابات بحلول يناير القادم. وليس للأمم المتحدة أكثر من 35 موظفا دوليا في العراق يعمل عدد صغير منهم في الانتخابات. ويشرف جون نغروبونتي السفير الاميركي في العراق، على جهود دعم الاحزاب السياسية، لكن معظم العمل سيتم من خلال منظمتين غير حكوميتين هما المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي القومي للشؤون الدولية. وقالت المؤسستان اول من امس انهما تفهمان ان الجماعات الدينية والاحزاب الشيوعية والمؤسسات الأخرى ستكون مؤهلة للحصول على دعم اميركي وفقا للبرنامج.
وقال كين وولاك رئيس المعهد الديمقراطي القومي «البرنامج صمم ليشمل الاحزاب التي تشارك في العملية السياسية الناشئة في البلاد». وعندما سئل ان كان من الممكن تقديم الدعم لزعماء مثل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي أعطى اشارات متباينة على انه مستعد لنزع أسلحة ميليشياته والانضمام الى العملية السياسية، قال لورن كرينر رئيس المعهد الجمهوري الدولي «اذا كنت حزبا ينتهج العنف خارج العملية فإن هذا ليس المكان المناسب لك».
وقالت الادارة الاميركية لاعضاء الكونغرس انها ستنفق في البداية مبلغ 30 مليون دولار على البرنامج الذي سيضم استطلاعا اسبوعيا لآراء العراقيين على المستويين العام والمحلي. وستستخدم استطلاعات الرأي لتحديد «القضايا التي تهم الشعب العراقي... ودعم مختلف الاحزاب السياسية والمرشحين». وستنفق وكالة المخابرات التابعة لوزارة الخارجية الاميركية مليون دولار على الاستطلاعات الشهرية التي تجريها لتقييم «أي من المرشحين والاحزاب يجتذب أكثر تأييد الشعب العراقي».
وبعد ان اعترض اعضاء الكونغرس اضطر البيت الأبيض في الشهر الماضي الى تخفيف خطة اقترحت قيام وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي. اي. ايه) بعملية سرية لمساعدة المرشحين الذين تربطهم صداقة بالولايات المتحدة في الانتخابات. وقال مسؤولو البيت الابيض انهم قلقون من ان دولا مثل ايران ستحاول التأثير في نتيجة الانتخابات.