الذي تابع سير العملية "السياسية" بين إسرائيل و منظمة تحرير الزلمات منذ توقيع اتفاقيات أوسلو لابد أن أنه لحظ الموقف الذي كان يقفه رابين في كل المواطن التي جمعته مع رئيس منظمة الزلمات ، كانت مواقفه و طريقة وقوفه و حتى تعابير وجهه تحكي حالة الإضطرار و المرارة ، فلم يبادر بمصافحة رئيس منظمة الزلمات و لا مرة إلا مستجيباً لهرولة ملك الشفايف إليه ، و حتى عند تلك المصافحة "التأريخية" في الماخور الأبيض لم يبرح رابين مكانه و لم يبادر أو يلتفت إلى عرفات رئيس منظمة الزلمات ، بل تردد لهنيهة عندما بادر الأخير و مد يده لمصافحته ، حتى أظهرت وسائل الإعلام كلنتون و هو يربت على ظهر رابين و كأنه يعزيه على هذا التنازل الكبير ! و لم نشهده مبتسماً أو مرحباً أو مندكاً في رئيس منظمة الزلمات كما كان الأخير يسعى جاهداً لإرضائه ، بل كان همه منصب على تحقيق أكبر المكاسب لشعبه !
هذا و هو رئيس دولة العصابات و الإجرام و أولى من يسترضي صاحب الأرض و "ممثل شعبها" ! و هذا "موقف" يستحق الإعجاب ، لأنه إنسان متسق مع نفسه و ظل يتعامل مع عدوه على الحقيقة التي يراها هو !
فما بال "مناضلونا" الذين دخلوا دولاب الهواء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لا يكتفون فقط بالمصافحة و الإبتسامات ، بل يزيدون عليها القبل و الأحضان و أكل الثريد ؟!
علماً أن التقبيل بين "الرجال" عادة يكرهها الإنسان الغربي و يتجنبها لأنها علامة الشذوذ الجنسي ، فليست هي إذا مراعاة المضطرين لأعراف الغالبين ، بل إحساس حقيقي و هيام .. المخلصين !
فأين هم من رابين ؟!