-
أختي انتبهي
أختي انتبهي
الحمد لله الذي أعز المسلمين بالإسلام فجعلهم آخر الأمم لخاتم الأديان ، وشرفهم على العالمين بأن جعل محمداً (ص) منهم ، والصلاة والسلام على أعلام الدين وملاذ المؤمنين والسبيل إلى رب العالمين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين .
أما بعد :
إن المعارك إذا اشتدت رحاها وحمى وطيسها تفقد كثيراً من مبادئها وقواعدها المُسَلَمة بين طرفي النزاع ، حيث تقدم الغلبة وتحقيق النصر على تلك المبادئ والقوانين و تحت شعار (الغاية تبرر الوسيلة)؟! ، هذا في المعارك التي تدور رحاها بين من يرجع إلى قوانين ومبادئ فكيف إذا كان أحد أطراف النزاع كافراً لا يعتقد بدين الإسلام فضلاً عن سلامة المسلمين فبالتأكيد سوف لن يدخر (الطرف الكافر) وسيلة في تحقيق غاياته الدنيئة ويبحث عن جميع نقاط الضعف في خصمه ليتمكن من القضاء عليه ، وهذا هو عين ما تصنعه قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الشيطان الأكبر عندما تكثف من حملتها فيما تسميه بحقوق المرأة ومظلومية المرأة وغير ذلك من العناوين الطيبة العنوان الخبيثة المحتوى ، ولا أحد ينكر المأساة التي عاشتها المرأة العراقية والظلم المتواصل الذي تعرضت له في ظل النظام السابق ولكن المشكلة والمظلومية في الساحة العراقية هي ليست مشكلة ومظلومية المرأة فقط بل هي مشكلة ومظلومية شعب بأكمله صغيره وكبيره ، شبابه وكهوله ، رجاله ونساءه ، فلماذا إذاً التأكيد والتركيز بكل الطاقة على قضية المرأة دون بقية الطبقات.
إنها من مفردات لغة الحرب التي يعتمدها الشياطين ، حيث يبحثون عن نقطة لهم يستعملونها في خلخلة نظام الند المقابل لهم وغايتهم الآن هي إيجاد حالة الاضطراب والعبثية في المجتمع المسلم ومحاولة إيهام المسلمين بأن الدين الإسلامي لا يلبي احتياجاتهم ولا يضمن حقوقهم ، ولقد قالها (حاييم وايزمان) وغيره من حمقاء صهيون ( كأس وامرأة يفعلان بالمسلمين ما لا يفعله ألف مدفع) .
فيا أختي انتبهي … ولا تجعلي من نفسك خنجراً يُطعن به الدين من ظهره ثم تفقدين بعد ذلك السبيلين ، فلم تحافظي على دينك ولن تحصلي على الدنيا التي يعدونك بها ، لأنها كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماءاً بقيعةً حتى إذا وصل إليه بعد أن أنهك قواه في قطع الطريق وجد الحسرات أمامه ، وهذا هو ما حدث للمرأة الغربية ومن سارت على شاكلتها حتى أخرجوها من حياءها وتقاليدها وتعاليم دينها وما أن خرجت حتى تركوها عرضة للذئاب على قارعة الطريق تتقاذفها الأيادي الدنيئة كأبخس سلعة تباع وتشترى ، فبدلاً من أن يكون نصف مجلس الشيوخ من النساء ونصف من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية هم من النساء على الدعوى التي يدعونها من عدم الفرق بين المرأة والرجل ، ترى إن الملاهي قد امتلأت بالراقصات والشوارع قد غصت بالعاريات ، وبعد أن تنبهت المرأة الغربية إلى هذه اللعبة الدنيئة لم يكن هناك من مهرب أو منجى من تلك الحقيقة المرة إلا الموت حتى بلغ معدل عدد المنتحرات في الدول الغربية إلى عشرات النساء في الشهر الواحد .وهذا هو ما يريده الذين يدّعون الدفاع عن حقوق المرأة العراقية في الوقت الحاضر.
فيا أختي المؤمنة إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، ففي عقد الخمسينات وما بعده من العقود عبرت إلى الشعوب المضطهدة وشعوب ما يسمونه بالعالم الثالث الثورة الصناعية ، وكما هو معلوم لكل ذي لب إن من عادت الدول الغربية والتي تطلق على نفسها الدول العظمى أن لا تصدر شيئاً إلى دول العالم الثالث إلا ومعه ضميمة ، وكانت الضميمة التي مع الثورة الصناعية هي الفساد الأخلاقي ( من صور وأفلام وملابس وتسريحات وأفكار هدامة وغير ذلك) ، أما في هذه السنين فنراهم قد صدّروا إلينا ما يسمى بالمعلوماتية في عصر الانترنيت وكما هو معلوم ومعهود لدينا بأنهم لا يغيرون مبدأهم من إدخال الضميمة مع كل منفعة ، ومن المؤسف أن نرى إن نفس الضميمة التي كانت مع الثورة الصناعية تُرسل لنا اليوم مع المعلوماتية وتنطلي علينا الحيلة مرةً أخرى ، فيالها من فاجعة فنفس(البدي) ونفس (البنطلون) ونفس (التسريحات) ونفس (المكياج) ونفس الشبه العقائدية التي كانت في السبعينات هاهي تعود إلينا من جديد ، فمتى نتعظ من العبر الماضية؟ ومتى ننتبه إلى ما يدور حولنا؟ ومتى نحتاط لأمر ديننا ودنيانا؟ ، ومتى كان الحجاب والالتزام الديني والعفة والمبادئ السامية حاجباً وعائقاً في طريق تقدم المرأة وتطورها ؟ وهل منع الالتزام الديني مريم العذراء(ع) وآسيا بنت مزاحم(ع) وفاطمة بنت محمد(ع) وزينب بنت علي(ع) وبنت الهدى(رض) وغيرهن من العظيمات من أن يمارسن دورهن الرسالي في تقدم الإنسانية وتطورها ؟ ومتى كان التعري وفقدان الأخلاق هو الدافع والطريق نحو التطور والتحضر ؟ أليس هم الذين يقولون إن إنسان (النياندرتال) كان عارياً مكشوف العورة ثم تطور حتى ستر عورته ؟، وعلى كلامهم هذا أليس من الرجعية والتخلف أن نرجع إلى الوراء و نتعرى كالنيارندرتال ؟!!!
أحذري يا أختي المؤمنة … فإن الشيطان كما ورد عنه يقول (لع) : ( النساء فخوخي) ، فلا تكوني فخاً ينصبه الشيطان ليصطاد به دين الله تعالى ، لا بل كوني كما قال عز وجل : (( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)) ، فحبل الله تعالى هو كتابه المجيد ونبيه الكريم وآل محمد الطيبين الطاهرين ، فلا تنخدعي بما يقولون ويروجون ، فإن كان هناك للعين صدام مثل منال يونس تعمل على إخراج المرأة من دينها ومبادئها ودورها الحقيقي في بناء الأمة ، فإن الوقت الحاضر فيه ألف ألف منال تنتشر في ربوع عراقنا الحبيب وتمارس نفس الدور لا بل أحقر وأهجن وأخسأ من سابقه ولكن تحت غطاء حقوق المرأة ومظلومية المرأة .
فاحذري يا ربيبة فاطمة الزهراء وزينب الحوراء من أن تكوني ألباً على دين الله ويداً عليه لأعداء الله وتذكري دائماً إن :
(( من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه)).
وآخر دعوانا أن الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أبي الزهراء محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .
-
أولاً أخي الكريم تقبل تحيتي
عندي عدة ملالحظات على خطابك الذي أتوقع أنه من أنواع الخطاب الذي تحول إلى مطلقات، بينما هو نسبي جداً، ويعبر عن حالة نمطية مستفحلة في مجتمعنا،ألبست (رغماً عنها) لبوس الدين.
هل المرأة تختلف عن الرجل، إذا ما قررت -بإرادتها- أن تكون أداة تخريب في المجتمع. ولماذا هذه النظرة القاصرة، بأن الرجل هو الذي يسير في الطريق المستقيم، لولا الكأس والمرأة، ولولا أن تكون المرأة "فخ من أفخاخ الشيطان".
إسمح لي أن أتوقف هنا، وأنا مع نصيحتك الى أخواتنا النساء، كما هي النصيحة إلى إخواننا الرجال. أن يلتزموا بضوابط الدين والأخلاق والإبتعاد عن سلاسل الإنحراف والفساد والإفساد. لكنني أختلف معك في نقطة جوهرية -وهو خلاف على مستوى الفكرة وليس على مستوى الشخص-، ألا وهي أن المرأة كما هو الرجل إنسان يمتلك إنسانيته، بما تمثله هذه الإنسانية من مسؤولية، وحرية، والوقوع تحت قوانين العقاب والثواب الإلهية، إضافة إلى محور الإرادة والإختيار.
الرجل يدخل النار بمعصيته، كما هي المرأ’ة، والرجل يقام الحد عليه -حسب التشريع الإسلامي- كما هي المرأ’ة، والرجل فرضت عليه واجبات عبادية ومعاملاتية، كما هي المرأ’ة، مع ملاحظة الفوارق الجسمانية والتفسية التي أودعها الله تعالى في الجنسين.
نظرة أن تكون المرأة هي بوابة إنحراف المجتمع، ومجتمع الرجال إضافة إلى كأس الخمر، ترجعنا إلى الفكر المسيحي الكنسي الذي ينظر إلى المرأة على أنها عنوان غواية، وأداة إبليس في خداع آدم وإخراجه من جنته.
الإسلام العظيم بمفهومه واضح المعالم في النظر إلى الرجل والمرأة، الرجل والمرأة متساويان في نظرة هذا الدين العظيم على مستوى الثواب، والعقاب، وكما أن المرأة قد تكون سبباً لإنحراف رجل، فإن الرجل تكون مسؤوليته الإعتبارية والمباشرة أكبر في إنحراف المرأة، بل والمجتمع، نظراً لسيطرته التقليدية على مراكز صناعة القرار في المجتمع، بل إن أغلب البحوث الإجتماعية تؤكد على أن الإنحراف الحاصل في أوساط النساء إنما يكون أهم أسبابه مجتمع الرجال. وكما أن الرجل قد يكون سبباً في هداية أناس، فإن المرأة قد يكون لها نفس الدور.
بعيداً عن وضع الرجل أو المرأة في زاوية الإتهام، إتهام إنحراف الجنس المقابل أو المجتمع، فإننا ينبغي أن نرسخ مفهوم "ولا تزر وازرة أخرى"، وأن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى هذا المخلوق البشري على أنه رجل أو إمرأة في ثوابه أو عقابه. وصراحة أتمنى أن أجد متبحراً يدلني على آية قرآنية، أو مصدر روائي موثوق يؤكد على نظرية "النساء أفخاخ الشيطان"، و "أن أغلب أهل النار من النساء".
هنالك مسألة أخيرة أحببت أن أشير إليها، هل تحتاج المرأة، من منطلق المفهوم الإسلامي، إلى قيّم رجولي يوجهها كما يوجه الطفل، أو القاصر، أم أننا بحاجة إلى حراك تثقيفي إسلامي يحترم خصوصية الإنسان وقيمته، من خلال نشر قيم الإسلام الأخلاقية، على مستوى الرجل والمرأة، والطفل، والشيخ، وكافة طبقات المجتمع، وإتجاهاته.
إننا بحاجة إلى خطاب التوازن، والإنسان، مما يبعدنا عن النظرة الذكورية التي تنظر إلى المرأة على أنها مصدر للشهوة، والجنس، والإثارة، فقط لا غير. هل نستطيع أن نزحزح خطابنا الديني الذي يرزح تحت وطأة هذه النظرة الفاسدة بإتجاه العفة والإحترام، والتوازن. الإتجاه بهذا الطريق سيخلق مناخاً مضاداً يستغله من يستغله، وهذا الخطاب قد يكون موقعاً إضافياً من مواقع الإفساد في المجتمع دون أن ندري.
تقبل تحياتي