تقسيم العراق هو الحل الأمثل ؟؟؟ !! .
Oct 27, 2004
بقلم: عباس آل مزيعل
المشكلة لما جرى ويجري في العراق، ببساطة وكل صراحة هي الطائفية، وبمعنى أدق ... في العراق طائفة ترى نفسها فوق الكل، وترى أن العراق ملك لها ولا حق للأكراد والشيعة والتركمان والمسيح والآثوريين والصابئة وغيرهم من الأديان والطوائف فيه سوى حق العيش، كما لو كانوا مسافرين في عربة..
هذه الفئة ترى أن ليس من حق الطوائف الأخرى أن يتقلد أبناؤها مناصب في الدولة، أو بمعنى أدق تريد هذه الطائفة أن تتقلد كل المناصب العليا ولا تبقي للآخرين من غيرها سوى وظائف الدرجة الثالثة والرابعة..
هذا الكلام بالطبع هو عرض مبسط للأزمة العراقية، وإلا فما خفي كان أعظم، وإليكم ما تشترطه الفلوجة لوقف العنف حسبما صرح به مصدر مقرب من المفاوضات:
1ــ إلغاء آذان الشيعة، أو رفع عبارة( علي ولي الله)..
2ــ إلغاء ديوان الوقف الشيعي.
3ــ إعادة قادة الفرق والفيالق للخدمة في الجيش..
وإذا عرفنا أنهم يحقدون على علي بن ابي طالب ثارا لأبي جهل وعلقمة وأبي سفيان ومعاوية، فلماذا يصرون على إعادة قادة الفيالق والفرق؟
والجواب :لأن كل هؤلاء ينتمون لطائفة واحدة، وحين احتاج صدام إلى إشراك قادة فرق من الطوائف الأخرى في الحروب السابقة التي خاضها، فسرعان ما كان يلفق تهمة الخيانة لأولئك الضباط ويعدمهم، أمثال العقيد الركن عبد الزهرة شكارة المالكي، قائد الفرقة (11) والذي يبدو أن اسمه جر لعنة صدام ومن يقف وراءه من الطائفيين عليه..
لهذا السبب كان التباكي على الجيش العراقي، ليس لأن أكثر الجنود فيه من غير الطائفة التي كانت حاكمة، بل لأن قادته كانوا من الطائفة عينها، والمفارقة أن الذين يتباكون عليه بحجة أن أفراده بقوا بلا رواتب يتناسون أن الحكومة تصرف لهم مرتباتهم أسوة بسائر الموظفين، ولم تتعرض لهم وهي سابقة عظيمة في الديمقراطية، التي لم يشهدها العراق منذ قرون طويلة، فأنفال صدام في الشمال والجنوب كانت لأسباب لا ترقى لما حاصل اليوم في الفلوجة واللطيفية واليوسفية، ومع ذلك استخدم كل أسلحته ومعداته، ولكن الحكومة الحالية تتفاوض مع جزء يسير من شعب العراق لتثبت أنها صدر رحب للجميع..
وبالعودة إلى موضوع الطائفية في العراق، فهذه المعضلة كانت دائما تؤجج من الدول العربية التي ترفض وصول الشيعة للحكم، وقد رأى العالم برمته كيف أجل العرب مؤتمرهم، خشية أن يشارك فيه الشهيد المرحوم عز الدين سليم، وبعد أن صدرت أوامرهم للزرقاوي بالاستعجال باغتياله وتم ذلك عقدوا مؤتمرهم الذي كرسوه للوقوف بوجه مجلس الحكم للأسباب نفسها..
هذا هو الواقع وإن حاولوا أن يقولوا غير ذلك، فإنما يسخرون من أنفسهم..
هم يرفضون الانتخابات ليس لأنهم ضد الاحتلال، فالاحتلال قد تسلم مفاتيح مدنهم دون قتال، والدليل أن شروط وقف ما يسمونه بـ(المقاومة) لم تتضمن شيئا عن الاحتلال.. هم يريدون السلطة، والسلطة وحدها.. يريدون أن يستعبدوا كل العراقيين ويتسيدوا عليهم، ولو كانت الانتخابات تأتي بهم للسلطة لرأيتهم اليوم أشد المطالبين بها باعتبارها رأي الشعب والشرع( وأمرهم شورى بينهم) ولكنهم يعرفون أنهم جزء بسيط من الشعب العراقي لذلك يتقمصون دور المقاومين..
من هنا لا يمكن للعراق أن يستقر طالما أن هذا التيار الشوفيني مدعوم عربيا، فأفضل حل إذن، ينهي العنف ويتيح لكل الطوائف أن تأخذ دورها في العراق هو تقسيمه.. أجل هذا هو الحل.. قد يكون وقع هذا الأمر سيئا من الناحية العاطفية، ولكن الخيار الآخر أخطر منه، فطالما أن هذه الفئة المدعومة عربيا لا تقبل إلا بالسلطة ولديها استعداد للقتل غير متناه في سبيلها، فالخيارات محدودة جدا، فإما الاستسلام لها، وإما إفناؤها عن بكرة أبيها، وإما تقسيم العراق..
وأرى الحل الأقرب إلى المنطق هو تقسيم العراق، لثلاث دويلات( كردية، شيعية، سنية)، أما بخصوص الطوائف الأخرى، فأثبتت الوقائع أن الكرد والشيعة على درجة عالية من المسؤلية ولن يكون هناك ظلم بحق هذه الطوائف، لذلك فالأجدى هو إلحاقها بهاتين الدولتين، ولا أرى أن آلية التقسيم صعبة بدرجة كبيرة، فلكل طائفة من الطوائف الثلاث أن تقيم دولتها على الأرض التي تشغلها..
هذا الكلام صعب من الناحية العاطفية، وربما لا يعجب كثيرين، ولكن الأصعب منه هو أن يعيش أكثرية العراق عبيدا تحت إمرة الأقلية، وكما الحال سابقا، فماذا تعني وحدة العراق مقابل حرية الانسان، بل ماذا يعني العراق كله مقابل كرامة الانسان، نعم هو وطننا، ولكن قيمة الإنسان أهم من كل الاعتبارات الأخرى، طالما كان هذا الإنسان أشرف من بيت الله.. هذه دعوة للمرجعيات الدينية والثقافية والسياسية العراقية المخلصة وهي تأتي من باب الالتماس الأخوي، أن نتبنى خطابا أكثر حرصا وتشددا تجاه كرامتنا وحريتنا ومستقبل أطفالنا، يجب أن يفهم من يريد إقصاءنا أننا مستعدين لأن نقتطع الأرض التي نقيم عليها وما أكبرها وما أكثر خيراتها، لنقيم عليها دولتنا بعيدا عن عودة تجار الموت والخراب ليحكمونا، وسنحيطهم لو اقتضى الأمر بسور عظيم أشبه بذاك الذي شيد حول يأجوج ومأجوج..
Re: تقسيم العراق هو الحل الأمثل ؟؟؟ !! .
اقتباس:
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة الحسيني
Oct 27, 2004
بقلم: عباس آل مزيعل
هذا الكلام بالطبع هو عرض مبسط للأزمة العراقية، وإلا فما خفي كان أعظم، وإليكم ما تشترطه الفلوجة لوقف العنف حسبما صرح به مصدر مقرب من المفاوضات:
1ــ إلغاء آذان الشيعة، أو رفع عبارة( علي ولي الله)..
2ــ إلغاء ديوان الوقف الشيعي.
3ــ إعادة قادة الفرق والفيالق للخدمة في الجيش..
أليس من حقنا كقراء نحمد الله على نعمة العقل ان نعرف المصدر الذي صرح بمثل هذا الكلام وبنى آل مزيعل مقالته كلها عليه .. ومتى .. وأين .. مشكلة بعض العراقيين انهم ينظرون الى الوطن كقطعة كيك ويختارون اسهل الطرق .. التقسيم .. او لنقل بكلمة أخرى ان الشيعة لايثقون في قدرتهم على قيادة وطن وحفظه .. فيهربون الى التقسيم كأسهل الحلول .. لنلاحظ تعاطي حازم الشعلان وتصريحاته حول الفلوجة .. ولنقارنها بعنترياته حول النجف .. وسنكتشف تأصل عقدة الدونية والشعور بالصغر .. هذه المشاكل لاتعالج بمثل طريقة آل مزيعل .. وإنما تحتاج الى تشخيص دقيق بعيدا عن العواطف والحلول المسبقة الجاهزة التي تصلح لأقلية لا لجماعة تدعي لنفسها الأغلبية الساحقة في البلاد .. والسؤال الآن اذا كانت الأقلية حسب صاحب المقال تريد فرض رأيها بالقوة والعنف .. لماذا تتآمر الأكثرية على بعضها البعض .. وتستأسد على بعضها .. ولا تملك الا حلول الهروب امام الآخر .. مجرد تساؤل يتكيف مع ما طرحه صاحب الموضوع بعيدا عن دعوات التناحر الطائفي والحرب الأهلية والتقسيم .. ولكن إن كان هناك من يستهدف الشيعة كشيعة .. فلماذا لايرد الشيعة ويدافعون عن أنفسهم بدلا من هذه البكائيات .. وإن كان الأمر ليس كذلك فحري بعقلاء الشيعة ان يضعوا حلولا تأخذ بالإعتبار تكوينات الوطن وتحفظ حقوق الجميع ..
Re: Re: تقسيم العراق هو الحل الأمثل ؟؟؟ !! .
اقتباس:
الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة نصير المهدي
لنلاحظ تعاطي حازم الشعلان وتصريحاته حول الفلوجة .. ولنقارنها بعنترياته حول النجف ..
لا أتصور أن أحد ما نسى تصريحات الشعلان في أزمة النجف.
سأل الشعلان في برنامج (من العراق)
هل هناك مفاوضات تجري مع أهالي الفلوجة؟
رد قائلاً : أنما ما يجري هو صلح و حوار بين الأخوة و المفاوضات لا تجري بين الأهل أنما مع الغرباء.
الأخ تركماني
اقتباس:
مشكلة الاخ الكاتب الحسيني تتلخص في مسئلتين
اقتباس:
Oct 27, 2004
بقلم: عباس آل مزيعل
(:
أنا مع تساؤلات سيدنا نصير المهدي حول النقاط الثلاث.
و يجب أن يحترم بعض مثقفينا عقول العامة و كفاهم أهانة للعقل!!!
الأخ أبو باسم الحل الوحيد أن يكونوا العراقيين عراقيين و لا ينجروا خلف مخططات أمريكية كلنا نعرفها مسبقاً و لكن نحاول أن نتناسها.