من سيفوز في الانتخابات ،قائمة امريكا ام قائمة ايران ؟
من سيفوز في الانتخابات ،قائمة امريكا ام قائمة ايران ؟
بقلم: علـي البصـري
albasry2003@yahoo.com
يبدو ان حرارة الانتخابات العراقية الديمقراطية!! بدات تستعر حتى اصبحت بعض الدول الاقليمية والعظمى تتهيأ لطبخ اكلتها المفضلة،فها هي امريكا المحتلة تعلن بانها ستعدم قائمة خاصة بها وبالتاكيد فان هذه القائمة يجب ان تكون موالية الى امريكا ،وتتبع النهج السياسي الامريكي وتحاول كثير من الاحزاب والقيادات السياسية العراقية الانضمام الى تلك القائمة ، فتحالف رئيس الوزراء المؤقت اياد علاوي وحزبه الموقر!! مع الحزبين الكرديين حزب مسعود البرزاني ،وجلال الطالباني ينطلق من هذا السبب اي لتشكيل ائتلاف علماني بعثي وبالتاكيد فانه سيحظى بدعم امريكا ، وكذلك فان حظوظ علاوي مع القائمة الشيعية قد تكون ميتة ، اي انه لا يحصل على من يؤيده في حالة الانظمام الى القائمة الشيعية والسبب في ذلك المواقف المخزية التي اتخذها هو والعصابة البعثية من وزرائه في احداث النجف الاشرف ومدن الجنوب ،كما ان بعض الاحزاب الاخرى ومنها الحزب الشيوعي العراقي وجماعة الباجةجي اخذت هي الاخرى تستجدي المساعدة والتاييد الامريكي عسى ان تحصل على قطعة من فتات امريكا ؟ وقد يبدو ان هذا الائتلاف سيتوسع وسيضم احزابا صغيرة اخرى ، اذن قائمة علاوي ـ برزاني ـ طالباني وغيرهم ستكون مدعومة من قبل امريكا ،وهناك نقطة مهمة في التحالف وهو ان الاصوات العربية السينية المؤيدة للبرزاني والطالباني قد تكون محدودة جدا لاعتبارات كثيرة منها واهمها الوضع في كركوك ، علما بان غالبية التركمان سوف لن يصوتوا الى قائمة تضم الاكراد ، اما التحالف الآخر وان جاز التعبير فنسميه التحالف الشيعي
فهذا التحالف هو بين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق بقيادة السيد عبد العزيز الحكيم ، وحزب الدعوة الاسلامي فرع الدكتور ابراهيم الجعفري ،ويحاول ان يضم اليه الدعوة تنظيم العراق وكذلك الدعوة فرع البصرة ،وهذا التحالف يحظى بتاييد ايران من خلال المجلس الاعلى وكذلك وجود ابراهيم الجعفري لاسيما وان هذا الرجل عاش في فترة من الزمن في ايران وكان في حينها احد اعضاء المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ،ولا نريد ان نتطرق الى الخلافات التي حصلت بين المجلس وحزب الدعوة وكيف تم طرد كافة اعضاء حزب الدعوة من المجلس الاعلى وقتها حتى ان بعضهم اصابه المرض العضال!! والاسماء معروفة ولا داعي لذكرها الآن ، اذن اعداء الامس ،ان صح التعبير ، يتحالفون اليوم ،ومن غير المستبعد ان تضع المرجعية الدينية في النجف ثقلها لمساندة هذا التحالف المدعوم من ايران، ومن خلال نظرة فاحصة وسريعة نلاحظ بان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق لا يحظى بذلك التأييدالجماهيري الشيعي الواسع ، لذلك فسوف يعتمد على اصوات حزب الدعوة وتاييد المرجعية علما بان الاخيرة اعلنت مرارا وتكرارا بانها لن تميل الى اي مرشح او حزب سياسي ،ولكن ما رشح على السطح في الآونة الاخيرة يدل على عكس ذلك ،اي ان المرجعية ستدعم قائمة انتخابية ومن المؤكد هي قائمة الحكيم ـ الجعفري ولكن حتى بهذا الدعم فان هذه القائمة ستخسر الانتخابات، لانها سوف لن تحظى بالاصوات الكافية للفوز ، اللهم الا اذا صوت التيار الصدري الى جانبها وهذا امر مستحيل جدا جدا ،والسبب هو طبيعة العلاقة المتوترة منذ القدم بين التيار الصدري والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ولا توجد نقطة التقاء واحدة بين الاثنين ؟؟
فاذا بقيت الحالة كما هي الان ،اي ظهور قائمتين متنافستين للانتخابات هما القائمة المدعومة من قبل امريكا وهي علاوي ـ برازاني ـ طالباني وبعض الاحزاب الاخرى وقائمة حكيم ـ جعفري والمدعومة من قبل ايران ،فان الفوز سيكون حليف القائمة الامريكية ؟
اما اذا حصلت تطورات اخرى ونزل الى الساحة تحالف ثالث فان الامور ستتغير ، والتحالف الذي يغير الامور ويقلب المعادلة والحسابات يجب ان يتم بين التيار الصدري ذو الشعبية( الشيعية والسنية) الواسعة وبين حزب الفضيلة بزعامة آية الله محمد اليعقوبي وكذلك حزب المؤتمر العراقي بزعامة الدكتور احمد الجلبي وبعض الاحزاب الاخرى ، ان ظهور مثل هذا التحالف هو الكفيل بخسارة القائمتين اعلاه ، وبالتالي ستضطر اامريكا الى الاعتراف بفوزه وخسارة ورقتها في العراق ؟ ولكن هل ستسمح امريكا بظهور تحالف كهذا ؟ بالتاكيد الجواب لا،ولكن اذا حصل هذا كله ، فلكل حادث حديث .