المستقبل - الجمعة 14 كانون الثاني 2011 - العدد 3882 - الصفحة الأولى - صفحة 1
بغداد ـ علي البغدادي ووكالات
شكلت زيارة نائب الرئيس الاميركي جو بايدن إلى بغداد مناسبة لبحث تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي المبرمة بين البلدين نهاية العام 2008، في وقت ألمح المسؤول الاميركي الكبير إلى "احتمال" بقاء قوة اميركية الى ما بعد العام 2011.
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال لقائه في مكتبه في بغداد أمس نائب الرئيس الأميركي والوفد المرافق، إلى بدء اجتماعات فورية للجنة العليا المشتركة بين الجانبين لتفعيل التعاون الثنائي، مشدداً على أهمية عقد لقاءات مباشرة بين الوزراء المختصين من أجل وضع جدول أعمال لاجتماعات اللجنة المذكورة.
وثمّن المالكي جهود الإدارة الأميركية ولا سيما نائب الرئيس الاميركي في دعم العراق للتخلص من العقوبات الدولية المفروضة عليه بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة.
وأشار إلى قدرة العراق على مواجهة التحديات التي تعترض طريقه سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو غير ذلك، وإلى ان العراقيين ماضون في تحقيق أهدافهم وإلى أن "لا احد يستطيع منعهم من تحقيق ذلك".
وحول الهدف من الزيارة قال بايدن للصحافيين "انا هنا للاحتفال مع العراقيين بالتقدم الذي حققوه، لقد شكلوا حكومة وهذا شيء جيد"، لكنه استدرك قائلاً "ما يزال هناك عمل كثير".
وتأتي هذه الزيارة في وقت ينص اتفاق امني على انسحاب تام للقوات الاميركية قبل نهاية العام 2011.
لكن مسؤولين من البلدين يطالبون ببقاء قوة اميركية صغيرة خصوصاً من اجل تقديم دعم جوي ومساعدة عسكرية.
وينتشر حاليا خمسون الف جندي اميركي في العراق.
وتوجه بايدن الى قاعدة "فكتوري" قرب مطار بغداد للاجتماع بالجنود هناك، وخاطبهم قائلا "ما تفعلونه هنا خلال هذه المرحلة الانتقالية سيضع الحكومة والشعب العراقيين في موضع سيمكنهم من الحفاظ على الانجازات التي كنتم مسؤولين عن تحقيقها".
وأضاف "انكم تقومون بتدريب القوات العراقية لكي تتولى موقع القيادة، ولكن حاجتها ستستمر الى المساعدة لبعض الوقت. الكثير من الامور تتغير خلال المرحلة الانتقالية، وقد تغيرت مهمتنا بشكل كلي منذ ايلول (سبتمبر) الماضي".
وختم بايدن قائلا "لكن المهمة قد تتغير مجددا نهاية العام 2011، من المحتمل ان نكون في موقع تقديم الدعم، كما من المحتمل ان نستمر في بعض النواحي في تدريب وتجهيز القوات العراقية".
وعقب لقاء المالكي مع بايدن، أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ خلال مؤتمر صحافي امس، أن اللجنة العليا للتعاون الاستراتيجي المشترك بين العراق والولايات المتحدة ستجتمع خلال الفترة المقبلة لتطوير العلاقات بين الوزارات العراقية والأميركية.
وقال الدباغ إن "اللجنة تسعى لتطوير العلاقات الثنائية بين الوزارات العراقية المعنية بالاتفاقية ونظيراتها من الجانب الأميركي". وأشار إلى أن "هناك خطة استراتيجية ستوضع بعد خروج القوات الأميركية نهاية العام الحالي"، لافتا إلى أن "العراق أصبح عضوا مهما في مجموعة الإقليمية والدولية للتعامل مع الجميع بصورة متكافئة".
وقال بايدن خلال لقاء جمعه برئيس البرلمان العراقي اسامة النجيفي "نحن على ثقة من ان الامور في العراق ستكون في حالة جيدة خلال المستقبل القريب بعد خروج العراق من الفصل السابع"، في حين شدد النجيفي على اهمية تعزيز علاقات التعاون مع الولايات المتحدة لتطوير مختلف جوانب الحياة ومسارات العمل والبناء التنموي في العراق.
مع أن الهدف المعلن لزيارة بايدن يتعلق بتفعيل الاتفاقيات الثنائية بين بغداد وواشنطن وتقييم الاوضاع الامنية قبل انسحاب الجيش الاميركي من الاراضي العراقية بشكل كامل نهاية العام الجاري، الا ان ما يجري بحثه خلف الابواب المغلقة او وراء الكواليس يفصح عن اهتمام اميركي واسع ازاء ما يجري من تطورات سياسية وأمنية في العراق.
وفي هذا الصدد، افادت مصادر مطلعة صحيفة "المستقبل" ان "بايدن تطرق مع المسؤولين العراقيين الى ملف المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية العليا الذي من المقرر ان يتولاه زعيم لائحة العراقية اياد علاوي، وأسباب تأخير تشريع القانون الخاص به، اضافة الى توزيع الوزارات الامنية وضمان إبعاد اي شخصية مقربة من التيار الصدري عن شغل اي منصب امني"، مشيرا الى ان "جانبا من المحادثات تناول سبل انجاح القمة العربية المزمع عقدها في بغداد نهاية شهر اذار (مارس) المقبل اذ ان الأميركيين يرغبون بلعب دور في انجاح هذه القمة العربية وتأمين نجاح استضافة العراق لها".
وناقش الرئيس العراقي جلال الطالباني مع بايدن والوفد المرافق له سبل تعزيز وتوطيد العلاقات بين بغداد وواشنطن، مشددداًَ على ضرورة توطيد وتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة وتثبيت الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي فى البلاد، منوها بأن الوضع الأمني يتجه نحو الاستقرار وأن القوات الأمنية وقوات الجيش العراقي تستكمل جاهزيتها.
وتحدث الطالباني عن وضع المسيحيين في العراق مؤكدا اهتمام الحكومة بهذا الأمر، ومشيرا إلى أنهم لا يريدون مغادرة العراق لكونهم أبناء الشعب الأصليين وما زالوا يسهمون في بناء العراق الجديد.
وتمنى بايدن "التعامل مع عراق جديد وأن نقيم علاقات طويلة الأمد معه تشمل مجالات التربية والتعليم والثقافة والصحة والتجارة وباقي المجالات"، مؤكدا رغبة واشنطن في توسيع التعاون مع الحكومة العراقية الجديدة.
ووصل نائب الرئيس الأميركي والوفد المرافق له مساء أمس الى أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق قادماً من بغداد.
ومن المقرر أن يلتقي بايدن رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني ورئيس حكومة الإقليم برهم صالح لبحث العلاقات الثنائية بين الجانبين الأميركي والكردستاني فضلاً عن الأوضاع في العراق.